عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2002, 02:31 AM   رقم المشاركة : 7
متأمل
(ود مميز)
 





متأمل غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
يسعدني أن أكون من المشاركين في أحد مواضيعك أخي العزيز بعبع

وهذا الموضوع يعتبر من الأهمية بمكان لإنه يعالج مشكلة .. ويدور حول أخلاق المجتمع ..

ولا أعتقد أنني سأزيد أو سآتي بجديد بعد الأقلام المرموقة التي سبقتني .. فلم يتركو لي مجالا للحديث .. لكن مع ذلك سأشارك ..

أبدأ حديثي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )

وقوله عليه الصلاة والسلام ( خياركم أحاسنكم أخلاقا ) أو كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام
فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اهتم بهذا الجانب ألا وهو التربية .. وحرص على تأكيد هذا الشيء عندما حث على حسن الخلق .. وأنه المطلب .. ولقد ألف بين المهاجرين والأنصار .. ووحد الصف . . . وحث على التعاطف والتراحم وضرب أروع الأمثلة القولية والعملية في ذلك ومن أقواله عليه الصلاة والسلام في ذلك
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
فنلاحظ في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض لكلمات مترادفة تأكيدا على أهمية حسن الحلق فقال توادهم ... تراحمهم .. تعاطفهم .. فهي متلازمة في دائرة حسن الخلق .. إذ لا أخلاق لمن لارحمة له .. ولا أخلاق لمن لا عطف عنده ولا مودة ..
ولقد حرص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على لم الشمل .. والعدل والمساواة إذ لافرق بين عربي ولا أعجمي .. ولقد صرح بذلك في مواطن عدة عليه الصلاة والسلام .. وما معنى أنه لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى .
معنى ذلك أنه لا تمييز عن بعض ولا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى فالتقوى ترفع أناسا وتخفض آخرين ... وحتى لا أستطرد في الحديث .. فالمحصل من هذا السرد هو شيء واحد ألا وهو ضرورة التعامل الحسن والأخلاق الطيبة
وهذا لايتأتى لأحد إلا لمن استشعر أهمية ذلك في حياة المسلم واقتدى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أصحابه وحتى تعامله مع الكفار ...
وأيضا ضرورة التربية للنشء فإن الصغير ينشأ كما عوده أبوه وأهله
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ماكان عوده أبوه

فلابد من ترسيخ هذه القيم في نفوس الأبناء ومعاقبتهم عند الخطأ في ذلك ..
فاحترام الغريب واجب .. فما الذي فضلك عليه ؟
إن النعمة التي ترفل فيها هذه قد تكون نقمة يوما من الأيام .. إذا لم ترعاها حق رعايتها ..
إن الأيام هذه دول .. وقد يأتي يوم وتنقلب فيه الموازين .. واسألوا آباءكم وأجدادكم
كم عاشوا سنين عجاف .. ؟ وكم قاسوا من أجل لقمة العيش وسافروا طلبا للرزق .. فانقلبت القضية وأصبح بلدنا يؤتى إليه .. نعمة من الله وتفضلا وليس ذلك إلا ابتلاء من الله وتمحيصا ....

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستخدم نعمة الله على طاعته .. وممن يقتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وممن يراعي للمساكين حقوقهم ويعاملهم المعاملة الحسنة ..

وشكرا أخي بعبع على طرح هذا الموضوع الطيب .. وجزاك الله كل خير
وسلمت تلك اليدين على كتابة هذا الموضوع
وتقبل فائق تحياتي واحترامي ...
وشكرا أيضا لإخوتي الذين سبقوني بالكلام وكفوا ووفوا ...







التوقيع :
من لي بعباد لهم ** بالليل أصوات تئن
وأنيسهم محرابـهم ** قلبا شكى نفسا تحن
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة