عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2014, 06:13 PM   رقم المشاركة : 32
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

ويبعث اللّه يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون‏:‏ لقد كان بهذا مرة ماء، ويحضر نبي اللّه عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي اللّه عيسى وأصحابه فيرسل اللّه عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرْسى أي‏:‏ قتلى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي اللّه عيسى واصحابه إلى الارض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم رائحتهم النتنة المتغيرة ونتنهم فيرغب نبي اللّه عيسى وأصحابه إلى اللّه فيرسل اللّه طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اللّه، ثم يرسل اللّه مطراً لا يُكُنُّ منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلفة الزلفة بالتحريك‏:‏ المرآة ‏.‏

ثم يقال للأرض أخرجي ثمرك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك اللّه في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام الرسل بالتحريك‏:‏ القطيع الجمع أرسال، واللقحة - بالكسر وبالفتح لغة - هي ذات اللبن، والفئام الجماعة من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث اللّه ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فيقبض اللّه روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة‏)‏ ‏
"‏أخرجه مسلم ورواه أحمد وأهل السنن‏"‏

يتبع‏.‏‏.‏‏.‏
‏ تابع 155
‏{فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏
حديث آخر‏:‏ قال مسلم في صحيحه عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول، سمعت عبد اللّه ابن عمرو - وجاءه رجل - فقال‏:‏ ما هذا الحديث الذي تحدث به‏؟‏ تقول‏:‏ إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال‏:‏ سبحان اللّه أو لا إله إلا اللّه أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحداً شيئاً أبداً، إنما قلت‏:‏ إنكم سترون بعد قليل أمراً عظيماً‏:‏ يحرق البيت ويكون ويكون، ثم قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏يخرج الدجال في أُمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً، فيبعث اللّه تعالى عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل اللّه ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير - أو إيمان - إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه‏)‏

قال‏:‏ سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏بيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول‏:‏ لا تستجيبون‏؟‏ فيقولون‏:‏ فما تأمرنا‏؟‏ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم، حسُ عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، قال‏:‏ وأول من سمعه رجل يلوط حوض إبله، فيصعق ويصعق الناسن ثم يرسل اللّه - أو قال ينزل اللّه - مطراً كأنه الطل - أو قال الظل - نعمان الشاك - فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‏.‏ ثم يقال‏:‏ أيها الناس هلموا إلى ربكم ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤولون‏}‏، ثم يقال‏:‏ أخرجوا بعث الناس، فيقال من كم‏؟‏ فيقال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال فذلك ‏{‏يوماً يجعل الولدان شيبا‏}‏ وذلك ‏{‏يوم يكشف عن ساق‏}‏
"‏أخرجه مسلم والنسائي‏"‏

حديث آخر قال الإمام
أحمد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه ابن ثعلبة الأنصاري، عن عبد اللّه بن زيد الأنصاري، عن مجمع بن جارية، قال، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏يقتل ابن مريم المسيح الدجال بباب لد - أو إلى جانب لد - ‏)‏ ورواه أحمد أيضاً عن سفيان بن عيينة من حديث الليث والأوزاعي، ثلاثتهم عن الزهري عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏يقتل ابن مريم الدجال بباب لد‏)‏ وكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث به، وقال‏:‏ هذا حديث صحيح‏.‏ قال‏:‏ وفي الباب عن عمران بن حصين ونافع بن عيينة وأبي برزة وحذيفة بن أسيد وأبي هريرة، وكيسان، وعثمان بن أبي العاص، وجابر وأبي أمامة، وابن مسعود، وعبد اللّه بن عمرو، وسمرة بن جندب والنواس بن سمعان، وعمرو بن عوف، وحذيفة بن اليمان رضي اللّه عنهم‏.‏ ومراده برواية هؤلاء ما فيه ذكر الدجال، وقتل عيسى بن مريم عليه السلام له‏.‏

حديث آخر ‏:‏
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات‏:‏ طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى بن مريم، والدجال، وثلاثة خسوف‏:‏ خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق - أو تحشر - الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا‏)‏ ‏"‏رواه أحمد ومسلم واصحاب السنن‏"‏وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمة عيسى بن مريم من تاريخه عن بعض السلف‏:‏ أنه يدفن مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في حجرته، فاللّه أعلم‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً‏}
قال قتادة‏:‏ يشهد عليهم أنه قد بلغهم الرسالة من اللّه، وأقر بعبودية اللّه عزَّ وجلَّ، وهذا كقوله تعالى في آخر سورة المائدة‏:‏ ‏{‏وإذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس - إلى قوله - العزيز الحكيم‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏160 ‏:‏ 162‏)‏
‏{‏ فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ‏.‏ وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما ‏.‏ لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ‏}‏

يخبر تعالى أنه بسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة حرم عليهم طيبات كان أحلها لهم، كما قال ابن أبي حاتم عن عمرو، قال قرأ ابن عباس‏:‏ طيبات كانت أحلت لهم وهذا التحريم قد يكون قدرياً بمعنى أنه تعالى قيضهم لأن تأولوا في كتابهم، وحرَّفوا وبدلوا أشياء كانت حلالاً لهم، فحرموها على أنفسهم تشديداً منهم على أنفسهم وتضييقاً وتنطعاً، ويحتمل أن يكون شرعياً بمعنى أنه تعالى حرم عليهم في التوراة أشياء كانت حلالاً لهم قبل ذلك، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة‏}‏ وقد قدمنا الكلام على هذه الآية وأن المراد أن الجميع من الاطعمة كانت حلالاً لهم، من قبل أن تنزل التوراة ما عدا ما كان حرم إسرائيل على نفسه من لحوم الإبل وألبانها‏.‏ ثم إنه تعالى حرم أشياء كثيرة في التوراة، كما قال في سورة الأنعام‏:‏ ‏{‏وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون‏}‏ أي إنما حرمنا عليهم ذلك لأنهم يستحقون ذلك بسبب بغيهم وطغيانهم، ومخالفتهم رسولهم واختلافهم عليه، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل اللّه كثيرا‏}‏، أي صدوا الناس وصدوا أنفسهم عن اتباع الحق، وهذه سجية لهم متصفون بها من قديم الدهر وحديثه، ولهذا كانوا أعداء الرسل، وقتلوا خلقاً من الأنبياء، وكذبوا عيسى ومحمداً صلوات اللّه وسلامه عليهما‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأخذهم الربا وقد نهوا عنه‏}‏، ‏{‏أي أن اللّه قد نهاهم عن الربا فتناولوه وأخذوه واحتالوا عليه بأنواع من الحيل وصنوف من الشبه، وأكلوا أموال الناس بالباطل، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً‏}‏ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏لكن الراسخون في العلم منهم‏}‏ أي الثابتون في الدين، لهم قدم راسخة في العلم النافع، ‏{‏والمؤمنون‏}‏ عطف على الرسخين، وخبره ‏{‏يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ أنزلت في عبد اللّه بن سلام وثعلبة بن سعيه في نسخة الأميرية‏:‏ تحريف في هذه الأسماء واعتمد في تصحيحها على ما في الإصابة وغيرها، وسعيه بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتانية وأسد بن سعيه وأسد بن عبيد الذين دخلوا في الإسلام صدقوا بما أرسل اللّه به محمداً صلى اللّه عليه وسلم ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والمقيمين الصلاة‏}‏ هكذا، هو في جميع مصاحف الأئمة وكذا هو في مصحف أبي بن كعب ، وذكر ابن جرير أنها في مصحف ابن مسعود ‏{‏والمقيمون الصلاة‏}‏، قال‏:‏ والصحيح قراءة الجميع، رد على من زعم أن ذلك من غلط الكتاب، ثم ذكر اختلاف الناس، فقال بعضهم‏:‏ هو منصوب على المدح، كما جاء في قوله‏:‏ ‏{‏والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس‏}‏، قال وهذا سائغ في كلام العرب كما قال الشاعر‏:‏
لا يبعدن قومي الذن همو * أسد العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك * والطيبون معاقد الأزر
وقال آخرون‏:‏ هو مخفوض عطفاً على قوله‏:‏ ‏{‏بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك‏}‏ يعني وبالمقيمين الصلاة، وكأنه يقول‏:‏ وبإقامة الصلاة التي يعترفون بوجوبها وكتابتها عليهم‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏والمؤتون الزكاة‏}‏ يحتمل أن يكون المراد زكاة الأموال، ويحتمل زكاة النفوس، ويحتمل الأمرين واللّه أعلم، ‏{‏والمؤمنون بالله واليوم الآخر‏}‏ أي يصدقون بأنه لا إله إلا اللّه ويؤمنون بالبعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها، وقوله‏:‏ ‏{‏أولئك‏}‏ هو الخبر عما تقدم، ‏{‏سنؤتيهم أجراً عظيماً‏}‏ يعني الجنة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏163 ‏:‏ 165‏)‏
‏{‏ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ‏.‏ ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما ‏.‏ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ‏}‏

قال ابن عباس، قال سكن وعدي بن زيد‏:‏ يا محمد ما نعلم أن اللّه أنزل على بشر من شيء بعد موسى، فأنزل اللّه في ذلك من قولهما‏:‏ ‏{‏إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده‏}‏ إلى آخر الآيات‏.‏ ثم ذكر فضائحهم ومعايبهم وما كانوا عليه وما هم عليه الآن من الكذب والإفتراء، ثم ذكر تعالى أنه أوحي إلى عبده ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم كما أوحى إلي غيره من الأنبياء المتقدمين، فقال‏:‏ ‏{‏إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده‏}‏، إلى قوله‏:‏ ‏{‏وآتينا داود زبوراً‏}‏ والزبور اسم الكتاب الذي أوحاه اللّه إلى داود عليه السلام، وسنذكر ترجمة كل واحد من هؤلاء الأنبياء عليهم من اللّه أفضل الصلاة والسلام عند قصصهم من سورة الأنبياء إن شاء اللّه وبه الثقة وعليه التكلان‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك‏}‏، أي من قبل هذه الآية، يعني في السور المكية وغيرها وهذه تسمية الأنبياء الذين نص اللّه على أسمائهم في القرآن وهم‏:‏ آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهرون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس واليسع، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وكذا ذو الكفل، عند كثير من المفسرين، وسيدهم محمد صلى اللّه عليه وسلم وقوله‏:‏ ‏{‏ورسلاً لمن نقصصهم عليك‏}‏ أي خلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن، وقد اختلف في عدة الأنبياء والمرسلين، والمشهور في ذلك حديث ابي ذر الطويل، وذلك فيما رواه ابن مردويه رحمه اللّه في تفسيره عن أبي ذر قال، قلت‏:‏ ‏، قلت‏:‏ يا رسول اللّه نبي مرسل‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم خلقه اللّه بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم سواه قبيلاً‏)يا رسول اللّه كم الأنبياء‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً‏)‏، قلت‏:‏ يا رسول اللّه كم الرسل منهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏ثلاثمائة وثلاثة عشر، جم غفير‏)‏، قلت‏:‏ يا رسول اللّه من كان أولهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏آدم‏)‏ وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن صحابي آخر، فقال ابن أبي حاتم عن أبي أمامة، قال، قلت‏:‏ يا نبي اللّه كم الأنبياء‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل من ذلك ثلثمائة وخمسة عشر، جماً غفيراً‏)‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وكلم اللّه موسى تكليماً‏}‏، وهذا تشريف لموسى عليه السلام بهذه الصفة، ولهذا يقال له الكليم، وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه‏:‏ جاء رجل إلى ابي بكر بن عياش، فقال‏:‏ سمعت رجلاً يقرأ ‏{‏وكلم اللّهَ موسى قرأ هذا الرجل لفظ الجلالة بالنصب وموسى بالرفع تكليما‏}‏، فقال أبو بكر‏:‏ ما قرأ هذا إلا كافر‏.‏ قرأت على الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب، وقرأ علي بن أبي طالب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏وكلم اللّهُ موسى تكليماً‏}‏، وإنما اشتد غضب أبي بكر بن عياش رحمه اللّه على من قرأ كذلك، لأنه حرّف لفظ القرآن ومعناه، وكان هذا من المعتزلة الذين ينكرون أن يكون اللّه كلم موسى عليه السلام أو يكلم أحداً من خلقه كما رويناه عن بعض المعتزلة أنه قرأ على بعض المشايخ ‏{‏وكلم اللّه موسى تكليما‏}‏، فقال له‏:‏ يا ابن اللخناء‏!‏ كيف تصنع بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه‏}‏‏؟‏ يعني أن هذا لا يحتمل التحريف ولا التأويل‏.‏ وقد روى الحاكم في مستدركه وابن مردويه عن ابن مسعود قال،
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏كان على موسى يوم كلمه ربه جبة صوف، وكساء صوف، وسراويل صوف؛ ونعلان من جلد حمار غير ذكي‏)‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس