عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2014, 01:53 AM   رقم المشاركة : 12
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏53 ‏:‏ 54‏)‏
‏{‏ ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ‏.‏ ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ويستخبرونك ‏{‏أحق هو‏}‏ أي المعاد بعد صيرورة الأجسام تراباً ‏{‏قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين‏}‏ أي ليس صيرورتكم تراباً بمعجز اللّه عن إعادتكم كما بدأكم من العدم ‏{‏فإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون‏}‏، وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان، يأمر اللّه تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد في سورة سبأ، ‏{‏وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم‏}‏، وفي التغابن‏:‏ ‏{‏زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما علمتم وذلك على اللّه يسير‏}‏، ثم أخبر تعالى أنه إذا قامت القيامة يود الكافر لو افتدى من عذاب اللّه بملء الأرض ذهباً، ‏{‏وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط‏}‏ أي بالحق ‏{‏وهم لا يظلمون‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏56‏)‏
‏{‏ ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ‏.‏ هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ‏}‏

يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض، وأن وعده حق كائن لا محالة،

وأنه يحيي ويميت وإليه مرجعهم، وأنه القادر على ذلك العليم بما تفرق من الأجسام وتمزق في سائر أقطار الأرض والبحار والقفار‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏57 ‏:‏58‏)‏
‏{‏ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ‏.‏ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ‏}‏

يقول تعالى ممتناً على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم‏}‏ أي زاجر عن الفواحش، ‏{‏وشفاء لما في الصدور‏}‏ أي من الشبه والشكوك وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس، ‏{‏وهدى ورحمة‏}‏ أي يحصل به الهداية

والرحمة من اللّه تعالى، وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وننزل من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا‏}‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء‏}‏ الآية‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا‏}‏ أي بهذا الذي جاءهم من اللّه من الهدى ودين الحق فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به، ‏{‏هو خير مما يجمعون‏}‏ أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏59 ‏:‏60‏)‏
‏{‏ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ‏.‏ وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون ‏}‏

قال ابن عباس ومجاهد‏:‏ نزلت إنكاراً على المشركين فيما كانوا يحلون ويحرمون من البحائر والسوائب والوصايل، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلوا للّه مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا‏}‏ الآيات، وقد أنكر اللّه تعالى على من حرم ما أحل اللّه، أو أحل ما حرم بمجرد الأراء والأهواء التي لا مستند لها ولا دليل عليها، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة فقال‏:‏ ‏{‏وما ظن الذين يفترون على اللّه الكذب يوم القيامة‏}‏ أي ما ظنهم أن يصنع بهم يوم مرجعهم إلينا يوم القيامة‏؟‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إن اللّه لذو فضل على الناس‏}‏ قال ابن جرير‏:‏ في تركه معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا، ويحتمل أن يكون المراد ‏{‏لذو فضل على الناس‏}‏ فيما أباح لهم مما خلقه من المنافع، ولم يحرم عليهم إلا ما هو ضار لهم في ديناهم أو دينهم، ‏{‏ولكن أكثرهم لا يشكرون‏}‏ بل يحرمون ما أنعم اللّه به عليهم، ويضيقون على أنفسهم فيجعلون بعضاً حلالاً وبعضاً حراماً‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏61‏)‏
‏{‏ وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ‏}‏

يخبر تعالى نبيّه صلى اللّه عليه وسلم أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته، وجميع الخلائق في كل ساعة وأوان ولحظة، وأنه لا يعزب عن علمه وبصره مثقال ذرة في حقارتها وصغرها في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين، كقوله‏:‏ ‏{‏وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين‏}‏، فأخبر تعالى أنه يعلم حركة الأشجار وغيرها من الجمادات وكذلك الدواب السارحة، ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها‏}‏ الآية، وإذا كان هذا علمه بحركات هذه الأشياء فكيف علمه بحركات المكلفين المأمورين بالعبادة‏؟‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين‏}‏، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه‏}‏ أي إذ تأخذون في ذلك الشيء نحن مشاهدون لكم راءون سامعون، ولهذا قال صلى اللّه عليه وسلم لما سأله جبريل عن الإحسان‏:‏
‏(‏أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏62 ‏:‏ 64‏)‏
‏{‏ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏.‏ الذين آمنوا وكانوا يتقون ‏.‏ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ‏}‏

يخبر تعالى أن أولياءه ‏{‏الذين آمنوا وكانوا يتقون‏}‏ كما فسرهم بهم، فكل من كان تقياً، كان اللّه ولياً ف‏{‏لا خوف عليهم‏}‏ أي فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة، ‏{‏ولا هم يحزنون‏}‏ على ما وراءهم في الدنيا‏.‏ وقال عبد اللّه بن مسعود‏:‏ أولياء اللّه الذين إذا رأوا ذكر اللّه ورد هذا القول في حديث مرفوع رواه البزار عن ابن عباس قال، قال رجل‏:‏ يا رسول اللّه من أولياء اللّه‏؟‏ فذكره وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن من عباد اللّه عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء‏)‏، قيل‏:‏

من هم يا رسول اللّه لعلنا نحبهم‏؟‏ قال‏:‏
‏(‏هم قوم تحابوا في اللّه من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس‏)‏

ثم قرأ‏:‏ ‏{‏ألا إن أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏}‏ ‏"‏أخرجه ابن جرير عن أبي هريرة ورواه أبو داود قي سننه‏"‏، وقال الإمام أحمد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏، قال‏:‏ ‏(‏الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له‏)‏ وقال الإمام أحمد، عن عبادة بن الصامت، أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول اللّه أرأيت قول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏ فقال‏:‏ ‏(‏لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي - أو قال أحد قبلك - تلك الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له‏)‏؛ وعن أبي ذر الغفاري رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ يا رسول اللّه‏:‏ الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه ويثنون عليه به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تلك عاجل بشرى المؤمن‏)‏ ‏"‏رواه مسلم وأخرجه أحمد عن أبي ذر‏"‏‏.‏ وعن عبد اللّه بن عمرو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏‏{‏لهم البشرى في الحياة الدنيا‏}‏ الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة‏)‏ ‏"‏أخرجه ابن جرير، وقد روي عن جمع من الصحابة والتابعين تفسير البشرى بالرؤيا الصالحة ‏.‏ وقال ابن جرير، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏{‏لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏ - قال - في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له وهي في الآخرة الجنة‏)‏ وروي موقوفاً عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ الرؤيا الحسنة بشرى من اللّه وهي من المبشرات ، وقال ابن جرير، عن أم كريز الكعبية‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ذهبت النبوة وبقيت المبشرات‏)‏؛ وقيل‏:‏ المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏}‏، وفي حديث البراء رضي اللّه عنه‏:‏ إن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب، فقالوا‏:‏ اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء ‏.‏ وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏لا تبديل لكلمات الله‏}‏ أي هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف ولا يغير بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة، ‏{‏ذلك هو الفوز العظيم‏}‏‏.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏65 ‏:‏ 67‏)‏
‏{‏ ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم ‏.‏ ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ‏.‏- هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ‏}‏

يقول تعالى لرسوله صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏ولا يحزنك‏}‏ قول هؤلاء المشركين واستعن باللّه عليهم وتوكل عليه فإن ‏{‏العزة للّه جميعا‏}‏ أي جميعاً له ولرسوله وللمؤمنين، ‏{‏هو السميع العليم‏}‏ أي السميع لأقوال عباده العليم بأحوالهم؛ ثم أخبر تعالى أن له ملك السماوات والأرض وأن المشركين يعبدون الأصنام وهي لا تملك شيئاً، لا ضراً ولا نفعاً ولا دليل لهم على عبادتها، بل إنما يتبعون في ذلك ظنونهم وتخرصهم وكذبهم وإفكهم، ثم أخبر أنه الذي جعل لعباده الليل ليسكنوا فيه، أي يستريحون فيه من نصبهم وكلالهم وحركاتهم، ‏{‏والنهار مبصرا‏}‏ أي

مضيئاً لمعاشهم وسعيهم وأسفارهم ومصالحهم، ‏{‏إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون‏}‏ أي يسمعون هذه الحجج والأدلة فيعتبرون بها ويستدلون على عظمة خالقها ومقدرها ومسيرها‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس