عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2009, 11:17 PM   رقم المشاركة : 3
brens - 818
( مشرف القسم الاسلامي )
 
الصورة الرمزية brens - 818









سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله

انتشرموضوع في كثير من المنتديات بعنوان ( سجل دخولك اليومي بالدعاء لوالديك ) هل هو بدعة أم أن الموضوع لا يوجد به مخالفة شرعية .

دمت بحفظ الله



فأجاب/ الدعاء عِبادة ، فقد سَمّى الله عزّ وجلّ الدعاء عبادة ، كما في قوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) .

وسَمّاه النبي صلى الله عليه وسلم عِبادة ، كما في حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن الدعاء هو العبادة . ثم قرأ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الدعـاءُ مِن أعظـم الدِّيـن . اهـ .

فإذا عُلِم هذا ، وتبيَّن أن الدعاء عِبادة ، وعُلِم أن العبادات توقيفية ؛ فلا يجوز إحداث عِبادة ترتبط بِمكان أو زمان لم يأتِ في الشرع تقييدها به ، ولا تحديدها به . لأن مِن شرط قبول العمل مُتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل .

وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلاَّ بِسِـتَّـة أمُور :
الأول : سبب العبادة
الثاني : جنس العبادة
الثالث : قَدْر العبادة
الرابع : صِفة العبادة
الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان )
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )

فإذا حُدِّدَتْ عِبادة بِزمان أو مكان لم يُحَدِّده الشارع ، فهو مِن قَبِيل البِدَع .

وتسجيل دُخول المنتدى أو تسجيل الحضور اليومي ونحو ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بالدعاء للوالدين أو لغيرهما ؛ كل هذا مِن البِدَع الْمحُْدَثَة .

وذلك لأنَّ مِن تعريف البِدْعَة – كما يقول الإمام الشاطبي – مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية .

وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ها هنا مِن تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بِغيره من الأدعية والأذكار .

وذلك لأن الطريقة الشرعية في دُخول المساجد أن يَبدأ الداخل بذِكْر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا فَعَل ذلك في غيره مِن الأماكن فقد شَابَه الطريقة الشرعية بأمر اختَرَعه مِن عنده ، وهذا يجعله في حَيِّز البِدَع الْمُحْدَثَة ، التي يأثم صاحبها بِفعلها ، في حين يَظنّ أنه يُؤجَر !

والله أعلم .



رابط الفتوى




يغلق الموضوع و ينقل للقسم الأنسب