عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2014, 03:55 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الأية رقم ‏(‏1 ‏:‏ 2‏)‏
‏{‏ الر تلك آيات الكتاب الحكيم ‏.‏ 7 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ‏}‏

أما الحروف المقطعة فقد تقدم الكلام عليها في أوائل
سورة
البقرة‏.‏
وقال ابن عباس ‏{‏الر‏}‏ أي أنا اللّه أرى، وكذلك قال الضحاك وغيره، ‏{‏تلك آيات الكتاب الحكيم‏}‏ أي هذه آيات القرآن المحكم المبين، وقال الحسن‏:‏ التوراة والزبور، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏تلك آيات الكتاب‏}‏ قال‏:‏ الكتب التي كانت قبل القرآن، وهذا القول لا أعرف وجهه ومعناه‏:‏ ‏{‏أكان للناس عجبا‏}‏ يقول تعالى منكراً على من تعجب من الكفار، ومن إرسال المرسلين من البشر، كما أخبر تعالى عن القرون الماضين من قولهم‏:‏ ‏{‏أبشر يهدوننا‏}‏‏؟‏ وقال هود وصالح لقومهما‏:‏ ‏{‏أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم‏}‏‏؟‏ وقال تعالى مخبراً عن كفار قريش‏:‏ ‏{‏أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب‏}‏‏؟‏‏!‏ وقال ابن عباس‏:‏ لما بعث اللّه تعالى محمداً صلى اللّه عليه وسلم رسولاً أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم، فقالوا‏:‏ اللّه أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد، قال فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ ‏{‏أكان للناس عجبا‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏أن لهم قدم صدق عند ربهم‏}‏ اختلفوا فيه؛ فقال ابن عباس‏:‏ سبقت لهم السعادة في الذكر، وقال العوفي عنه‏:‏ ‏{‏أن لهم قدم صدق عند ربهم‏}‏ يقول‏:‏ أجراً حسناً بما قدموا وهو قول الضحاك والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال مجاهد‏:‏ الأعمال الصالحة، صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم، قال‏:‏ ومحمد صلى اللّه عليه وسلم يشفع لهم؛ وقال قتادة سلف صدق عند ربهم؛ واختار ابن جرير قول مجاهد‏:‏ إنها الأعمال الصالحة التي قدموها، كما يقال‏:‏ له قدم في الإسلام، كقول حسان‏:‏

لنا القدم العليا إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة اللّه تابع
وقول ذي الرمة‏:‏
لكم قدم لا ينكر الناس أنها * مع الحسب العاديِّ طَمَّتْ على البحر

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قال الكافرون إن هذا لساحر مبين‏}‏ أي مع أنا بعثنا إليهم رسولاً منهم رجلاً من جنسهم بشيراً ونذيراً، ‏{‏قال الكافرون إن هذا لساحر مبين‏}‏ أي ظاهر، وهم الكاذبون في ذلك‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏3‏)‏
‏{‏ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون ‏}‏

يخبر تعالى أنه رب العالم جميعه، وأنه خالق السماوات والأرض في ستة أيام، قيل‏:‏ كهذه الأيام، وقيل‏:‏ كل يوم كألف سنة مما تعدون، كما سيأتي بيانه، ثم استوى على العرش، والعرش أعظم المخلوقات وسقفها، وهو ياقوتة حمراء، وقوله‏:‏ ‏{‏يدبر الأمر‏}‏ أي يدبر الخلائق ‏{‏لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض‏}‏ ولا يشغله شأن عن شأن، ولا يتبرم بإلحاح الملحين، ولا يلهيه تدبير الكبير عن الصغير، في الجبال والبحار والعمران والقفار ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها‏}‏ الآية، ‏{‏وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين‏}‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ما من شفيع إلا من بعد إذنه‏}‏، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه‏}‏، وكقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ذلكم اللّه ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون‏}‏ أي أفردوه بالعبادة وحده لا شريك له، ‏{‏أفلا تذكرون‏}‏ أيها المشركون في أمركم تعبدون مع اللّه إلهاً غيره، وأنتم تعلمون أنه المتفرد بالخلق، كقوله تعالى‏:‏
‏{‏ولئن سألتهم من خلقهم‏؟‏ ليقولن اللّه‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏4‏)‏
‏{‏ إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ‏}‏

يخبر تعالى أن إليه مرجع الخلائق يوم القيامة لا يترك منهم أحداً حتى يعيده كما بدأه، ثم ذكر تعالى أنه كما بدأ الخلق كذلك يعيده، ‏{‏وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه‏}‏،{‏ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط‏}‏ أي بالعدل والجزاء الأوفى، ‏{‏والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون‏}‏، أي بسبب كفرهم يعذبون يوم القيامة بأنواع العذاب من سموم وحميم وظل من يحموم، ‏{‏هذا فليذقوه حميم وغساق‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏5 ‏:‏ 6‏)‏
‏{‏ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ‏.‏ إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون ‏}‏

يخبر تعالى عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه، وأنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس ضياء، وجعل شعاع القمر نوراً، هذا فن وهذا فن آخر؛ ففاوت بينهما لئلا يشتبها، وجعل سلطان الشمس بالنهار، وسلطان القمر بالليل، وقدّر القمر منازل، فأول ما يبدو صغيراً، ثم يتزايد نوره وجرمه حتى يستوسق ويكمل إبداره، ثم يشرع في النقص حتى يرجع إلى حالته الأولى في تمام شهر، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم‏}‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والشمس والقمر حسبانا‏}‏، ‏{‏وقدره‏}‏ أي القمر، ‏{‏منازل لتعلموا عدد السنين والحساب‏}‏ فبالشمس تعرف الأيام، وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام، ‏{‏ما خلق اللّه ذلك إلا بالحق‏}‏ أي لم يخلقه عبثاً بل له حكمة عظيمة في ذلك وحجة بالغة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما باطلا‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏نفصل الآيات‏}‏ أي نبين الحجج والأدلة، ‏{‏لقوم يعلمون‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏إن في اختلاف الليل والنهار‏}‏ أي تعاقبهما إذا جاء هذا ذهب هذا، وإذا ذهب هذا جاء هذا، لا يتأخر عنه شيئاً كقوله‏:‏ ‏{‏يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وما خلق اللّه في السماوات والأرض‏}‏ أي من الآيات الدالة على عظمته تعالى، كما قال‏:‏ ‏{‏وكأين من آية في السموات والأرض‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏قل انظروا ماذا في السموات والأرض‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏إن في خلق السموات والأرض واختلاف اليل والنهار لآيات لأولي الألباب‏}‏ أي العقول، وقال ههنا ‏{‏لآيات لقوم يتقون‏}‏، أي عقاب اللّه وسخطه وعذابه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏7 ‏:‏ 8‏)‏
‏{‏ إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ‏.‏ أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء اللّه يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئاً، ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها نفوسهم ‏{‏إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها‏}‏ الآية، قال الحسن‏:‏ واللّه ما زينوها ولا رفعوها حتى رضوا بها، وهم غافلون عن آيات اللّه الكونية، فلا يتفكرون فيها، والشرعية فلا يأتمرون بها بأن مأواهم يوم معادهم النار جزاء ما كانوا يكسبون في ديناهم من الآثام والخطايا والإجرام، مع ما هم فيه من الكفر باللّه ورسوله واليوم الآخر‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏9 ‏:‏ 10‏)‏
‏{‏ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ‏.‏ دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ‏}‏

هذا إخبار عن حال السعداء الذين آمنوا باللّه وصدقوا المرسلين وامتثلوا ما أمروا به، فعملوا الصالحات، بأنه سيهديهم بإيمانهم، أي بسبب إيمانهم في الدنيا يهديهم اللّه يوم القيامة على الصراط المستقيم حتى يجوزوه ويخلصوا إلى الجنة، ويحتمل أن تكون للاستعانة، كما قال مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏يهديهم ربهم بإيمانهم‏}‏ قال‏:‏ يكون لهم نوراً يمشون به، وقال ابن جريج‏:‏ في الآية يمثل له عمله في صورة حسنة إذا قام من قبره يبشره بكل خير، فيقول له‏:‏ من أنت‏؟‏ فيقول‏:‏ أنا عملك، فيجعل له نوره من بين يديه حتى يدخله الجنة، فذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يهديهم ربهم بإيمانهم‏}‏ والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة وريح منتنة، فليزم صاحبه حتى يقذفه في النار‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين‏}‏ أي هذا حال أهل الجنة، قال ابن جريج‏:‏ أخبرت أنه إذا مر بهم الطير يشتهونه قالوا‏:‏ سبحانك اللهم، وذلك دعواهم فيأتيهم الملك بما يشتهونه، فيسلم عليهم فيردون عليه، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وتحيتهم فيها سلام‏}‏، قال‏:‏ فإذا أكلوا حمدوا اللّه ربهم، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وآخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين‏}‏، وقال مقاتل‏:‏ إذا أراد أهل الجنة أن يدعوا بالطعام قال أحدهم‏:‏ ‏{‏سبحانك اللهم‏}‏ قال‏:‏ فيقوم على أحدهم عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في الأخرى، قال‏:‏ فيأكل منهن كلهن، وهذه الآية فيها شبه من قوله‏:‏ ‏{‏تحيتهم يوم يلقونه سلام‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏إلا قيلا سلاما سلاما‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وآخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين‏}‏ فيه دلالة على أنه تعالى هو المحمود أبداً، المعبود على طول المدى، ولهذا حمد نفسه عند ابتداء خلقه، وفي ابتداء كتابه، وعند ابتداء تنزيله، حيث يقول تعالى‏:‏ ‏{‏الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب‏}‏،

‏{‏الحمد للّه الذي خلق السموات والأرض‏}‏ إلى غير ذلك من الأحوال التي يطول بسطها، وأنه المحمود في الأولى والآخرة في جميع الأحوال، ولهذا جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏إن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس‏)‏، وإنما يكون ذلك كذلك لما يرون من تزايد نعم اللّه عليهم، فتكرر وتعاد وتزداد، فليس لها انقضاء ولا أمد، فلا إله إلا هو ولا رب سواه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏11‏)‏
‏{‏ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ‏}‏

يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده، أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أولادهم بالشر، في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفاً ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأولادهم بالخير والبركة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ولو يعجل اللّه للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم‏}‏ الآية‏:‏ أي لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك؛ كما جاء في الحديث الذي رواه جابر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من اللّه ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم‏)‏ ‏"‏أخرجه البزار وأبو داود عن جابر بن عبد اللّه‏"‏، وهذا كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير‏}‏ الآية، وقال مجاهد في
تفسير هذه الآية‏:‏ هو قول الإنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه‏:‏ اللهم لا تبارك فيه والعنه، فلو يجعل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس