عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2014, 04:27 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الأية رقم ‏(‏12‏)‏
‏{‏ وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ‏}‏

يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسه الضر، كقوله‏:‏ ‏{‏وإذا مسه الضر فذو دعاء عريض‏}‏ أي كثير، وهما في معنى واحد، وذلك لأنه إذا أصابته شدة قلق لها وجزع منها، وأكثر الدعاء عند ذلك، فدعا اللّه في كشفها ورفعها عنه، في حال اضطجاعه وقعوده وقيامه وفي جميع أحواله، فإذا فرّج اللّه شدته وكشف كربته أعرض ونأى بجانبه وذهب، كأن ما كان به من ذلك شيء، ‏{‏مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه‏}‏، ثم ذم تعالى من هذه صفته وطريقته فقال‏:‏ ‏{‏كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون‏}‏، فأما من رزقه اللّه الهداية والسداد، والتوفيق والرشاد فإنه مستثنى من ذلك، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏عجباً للمؤمن لا يقضي اللّه له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وإن أصابته سراء فشكر كان خيراً له؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏13 ‏:‏ 14‏)‏
‏{‏ ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ‏.‏ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ‏}‏
أخبر تعالى عما أحل بالقرون الماضية، في تكذيبهم الرسل فيما جاءوهم به من البينات، استخلف اللّه هؤلاء القوم من بعدهم، وأرسل إليهم رسولاً لينظر طاعتهم له، واتباعهم رسوله، وفي صحيح مسلم‏:‏ ‏(‏إن الدنيا حلوة خضرة، وإن اللّه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏15 ‏:‏ 16‏)‏
‏{‏ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ‏.‏ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ‏}‏

يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش الجاحدين المعرضين عنه،

أنهم إذا قرأ عليهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم كتاب اللّه وحججه الواضحة قالوا له‏:‏ ائت بقرآن غير هذا، أي رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر أو بدله إلى وضع آخر، قال اللّه تعالى لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي‏}‏ أي ليس هذا إليّ إنما أنا عبد مأمور، ورسول مبلّغ عن اللّه، ‏{‏إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم‏}‏؛ ثم قال محتجاً عليهم في صحة ما جاءهم به؛ ‏{‏قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به‏}‏ أي هذا إنما جئتكم به عن إذن اللّه لي في ذلك ومشيئته وإرادته، والدليل على أني لست أتقوله من عندي، ولا افتريته أنكم عاجزون عن معارضته، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني اللّه عزَّ وجلَّ، لا تنتقدون عليَّ شيئاً تغمصوني به، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون‏}‏ أي أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل‏؟‏ ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان قال له‏:‏ هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ قال أبو سفيان‏:‏ فقلت‏:‏ لا، وكان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين، ومع هذا اعترف بالحق والفضل ما شهدت به الأعداء فقال له هرقل‏:‏ فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب ليكذب على اللّه‏.‏ وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة‏:‏ بعث اللّه فينا رسولاً نعرف صدقه ونسبه وأمانته، وقد كانت مدة مقامه عليه السلام بين أظهرنا قبل النبوة أربعين سنة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏17‏)‏
‏{‏ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون ‏}
يقول تعالى‏:‏ لا أحد أظلم ولا أعتى ولا أشد إجراماً ‏{‏ممن افترى على اللّه كذبا‏}‏، وتقوّل على اللّه، وزعم أن اللّه أرسله ولم يكن كذلك، فليس أحد أكبر جرماً ولا أعظم ظلماً من هذا، ومثل هذا لا يخفى أمره على الأغبياء فكيف يشتبه حال هذا بالأنبياء‏؟‏ فإن من قال هذه المقالة صادقاً أو كاذباً فلا بدّ أن اللّه ينصب عليه من الأدلة على بره أو فجوره ما هو أظهر من الشمس، فإن الفرق بين محمد صلى اللّه عليه وسلم وبين مسيلمة الكذاب لمن شاهدهما أظهر من الفرق بين الضحى وبين حندس الظلماء، قال عبد اللّه بن سلام‏:‏ لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة انجفل الناس يعني قومه اليهود‏.‏ وأما العرب وهم الأنصار فكانوا في أشد الغبطة والسرور فكنت فيمن انجفل، فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب، قال‏:‏ فكان أول ما سمعته يقول‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام‏)‏، ولما وفد ضمام بن ثعلبة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قومه بني سعد بن بكر قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما قاله‏:‏ من رفع هذه السماء‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏اللّه‏)‏، قال‏:‏ ومن نصب هذه الجبال‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏اللّه‏)‏، قال‏:‏ ومن سطح هذه الأرض‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏اللّه‏)‏، قال‏:‏ فبالذي رفع هذه السماء ونصب هذه الجبال وسطح هذه الأرض آللّه أرسلك إلى الناس كلهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏اللهم نعم‏)‏، ثم سأله عن الصلاة والزكاة والحج والصيام ويحلف عند كل واحدة هذه اليمين، ويحلف له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له‏:‏ صدقت، والذي بعثك بالحق لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فقد أيقن بصدقه صلوات اللّه وسلامه عليه بما رأى وشاهد من الدلائل الدالة عليه، قال حسان بن ثابت‏:‏

لو لم تكن فيه آيات مبينة * كانت بديهته تأتيك بالخبر

وذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة، وكان صديقاً له في الجاهلية، وكان عمرو لم يسلم بعد، فقال له مسيلمة‏:‏ ويحك يا عمرو، ماذا أنزل على صاحبكم، يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في هذه المدة‏؟‏ فقال‏:‏ لقد سمعت أصحابه يقرأون سورة
عظيمة قصيرة، فقال‏:‏ وما هي‏؟‏ فقال‏:‏ ‏{‏والعصر إن الإنسان لفي خسر‏}‏ إلى آخر السورة، ففكر مسيلمة ساعة، ثم قال‏:‏ وأنا قد أنزل عليَّ مثله، فقال‏:‏ وما هو‏؟‏ فقال‏:‏ يا وبر، يا وبر، إنما أنت أذنان وصدر وسائرك حفر نقر ، كيف ترى يا عمرو، فقال له عمرو‏:‏ واللّه إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب‏.‏ فإذا كان هذا من مشرك في حال شركه لم يشتبه عليه حال محمد صلى اللّه عليه وسلم وصدقه، وحال مسيلمة لعنه اللّه وكذبه، فكيف بأولي البصائر والنهى، وأصحاب العقول السليمة المستقيمة والحجى‏؟‏ ولهذ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فمن أظلم ممن افترى على اللّه كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون‏}‏، وكذلك من كذب بالحق الذي جاءت به الرسل، وقامت عليه الحجج، لا أحد أظلم منه كما في الحديث‏:‏ ‏(‏أعتى الناس على اللّه رجل قتل نبياً أو قتله نبي‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏18 ‏:‏ 19‏)‏
‏{‏ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ‏.‏ وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ‏}‏

ينكر تعالى على المشركين الذين عبدوا مع اللّه غيره ظانين أن تلك الآلهة أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتها عند اللّه، فأخبر تعالى أنها لا تضر ولا تنفع ولا تملك شيئاً، ولا يقع شيء مما يزعمون فيها ولا يكون هذا أبداً، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏قل أتنبئون اللّه بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض‏}‏ قال ابن جرير‏:‏ معناه أتخبرون اللّه بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض‏؟‏ ثم نزه نفسه الكريمة عن شركهم وكفرهم فقال‏:‏ ‏{‏سبحانه وتعالى عما يشركون‏}‏، ثم أخبر تعالى أن هذا الشرك حادث في الناس كائن بعد أن لم يكن، وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد وهو الإسلام، قال ابن عباس‏:‏ كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، ثم وقع الاختلاف بين الناس وعبدت الأصنام والأنداد والأوثان، فبعث اللّه الرسل بآياته وبيّناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة‏:‏ ‏{‏ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ولولا كلمة سبقت من ربك‏}‏ الآية، أي لولا ما تقدم من اللّه تعالى أنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، وأنه أجلّ الخلق إلى أجل معدود، لقضى بينهم فيما اختلفوا فيه، فأسعد المؤمنين وأعنت الكافرين‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏20‏)‏
‏{‏ ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ‏}

أي ويقول هؤلاء الكفرة المكذبون المعاندون‏:‏ لولا أنزل على محمد آية من ربه، يعنون‏:‏ كما أعطى اللّه ثمود الناقة، أو أن يحول لهم الصفا ذهباً، أو يزيح عنهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتين وأنهاراً، أو نحو ذلك، مما اللّه عليه قادر، ولكنه حكيم في أفعاله وأقواله، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا‏}‏، وكقوله‏:‏ ‏{‏وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏}‏ الآية، يقول تعالى‏:‏ إن سنتي في خلقي أني إذا آتيتهم ما سألوا، فإن آمنوا وإلا عاجلتهم بالعقوبة، ولهذا لما خير رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين إعطائهم ما سألوا فإن آمنوا وإلا عذبوا، وبين إنظارهم، اختار إنظارهم، كما حلم عنهم غير مرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولهذا قال تعالى إرشاداً لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الجواب عما سألوا‏:‏ ‏{‏فقل إنما الغيب للّه‏}‏ أي الأمر كله للّه وهو يعلم العواقب في الأمور، ‏{‏فانتظروا إني معكم من المنتظرين‏}‏ أي إن كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم اللّه فيَّ وفيكم، ولو علم أنهم سألوا ذلك استرشاداً وتثبتاً لأجابهم، ولكن علم أنهم إنما يسألون ذلك عناداً وتعنتاً فتركهم فيما رابهم، وعلم أنهم لا يؤمن منهم أحد لما فيه من المكابرة كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو فتحنا عليهم بابا من السماء‏}‏ الآية،

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن يروا كسفا من السماء ساقطا‏}‏ الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين‏}‏ فمثل هؤلاء لا فائدة من جوابهم لأنه دائر على تعنتهم وعنادهم لكثرة فجورهم وفسادهم، ولهذا قال‏:‏
‏{‏فانتظروا إني معكم من المنتظرين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏21 ‏:‏ 23‏)‏
‏{‏ وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ‏.‏ هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ‏.‏ فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ‏}‏

يخبر تعالى أنه إذا أذاق الناس رحمة من بعد ضراء مستهم كالرخاء بعد الشدة، والخصب بعد الجدب، والمطر بعد القحط، ونحو ذلك ‏{‏إذا لهم مكر في آياتنا‏}‏، قال مجاهد استهزاء وتكذيب، ‏{‏قل اللّه أسرع مكرا‏}‏ أي أشد استدراجاً وإمهالاً حتى يظن الظان من المجرمين أنه ليس بمعذب، وإنما هو في مهلة ثم يؤخذ على غرة منه، والكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ويحصونه عليه، ثم يعرضونه على عالم الغيب والشهادة فيجازيه على النقير والقطمير، ثم أخبر تعالى أنه‏:‏ ‏{‏هو الذي يسيركم في البر والبحر‏}‏ أي يحفظكم ويكلؤكم بحراسته، ‏{‏حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها‏}‏ أي بسرعة سيرهم رافلين، فبينما هم كذلك إذ ‏{‏جاءتها‏}‏ أي تلك السفن ‏{‏ريح عاصف‏}‏ أي شديدة، ‏{‏وجاءهم الموج من كل مكان‏}‏ أي اغتلم البحر عليهم، ‏{‏وظنوا أنهم أحيط بهم‏}‏ أي هلكوا، ‏{‏دعوا اللّه مخلصين له الدين‏}‏ أي لا يدعون معه صنماً ولا وثناً يفردونه بالدعاء والابتهال، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه‏}‏،{‏لئن أنجيتنا من هذه‏}‏ أي هذه الحال ‏{‏لنكونن من الشاكرين‏}‏ أي لا نشرك بك أحداً

ولنفردنك بالعبادة كما أفردناك بالدعاء ههنا، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏فلما أنجاهم‏}‏ أي من تلك الورطة، ‏{‏إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق‏}‏ أي كأن لم يكن من ذلك شيء، ‏{‏كأن لم يدعنا إلى ضر مسه‏}‏، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم‏}‏ أي إنما يذوق وبال هذا البغي أنتم أنفسكم، ولا تضرون به أحداً غيركم، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏ما من ذنب أجدر أن يعجل اللّه عقوبته في الدنيا مع ما يدخر اللّه لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم‏)‏، وقوله‏:‏ ‏{‏متاع الحياة الدنيا‏}‏ أي إنما لكم متاع في الحياة الدنيا الدنيئة الحقيرة، ‏{‏ثم إلينا مرجعكم‏}‏ أي مصيركم ومآلكم، ‏{‏فننبئكم‏}‏ أي فنخبركم بجميع أعمالكم ونوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد اللّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس