في البداية ،، أشكرك أخي الفاضل" شاعر الحرمان "على هذا الموضوع المهم جدًا، وهنا سأتحدث عن الحياة الزوجية بشكل عام ،،
تعد الخمس سنوات الأولى من الزواج هي بداية الحياة الزوجية كما صنفها المختصين بمجال الأسرة-وقد تمتد إلى ثمان سنوات،وفي هذه المرحلة قد تحدث الكثير من المشكلات واختلافات في الآراء وهذا طبيعي جدًا أخي الكريم بسبب عدم تقبل بعض تصرفات الطرف الآخر والرغبة في تغيير عيوبه بسرعة!!
المشكلة قد تحدث أخي الفاضل بعد الزواج مباشرة ، عندما يقارن الزوجين -وخاصة الزوجة - حياتهما بين ماقبل الزواج وبعد الزواج، و خاصة إن كانت فترة الخطوبة (ما بعد عقد القران) طويلة مما جعلها تفـــــــيض بالأحاديث الرومانسية والمجاملات ليست من باب الكذب وإنما قد تكون حبًّا في الطرف الآخر ورغبةً في جذب انتباهه ! وليكن الطرفين على يقين أن هذه الفترة لا تُـــظهر ربع الشخصية الحقيقية والتي لا يمكن اكتشافها إلا مع العـِشـــــرة!
أعطيك مثال أخي الكريم عن مشكلة تعاني منها الكثير من الزوجات بعد الزواج،، المرأة بطبيعتها حساسة وعاطفية وخاصة تجاه شريك حياتها ، والذي لطالما حلمت به وتخليته بأن يكون صاحب مشاعر رقيقة مليئة بالحنان والرومانسية ليملأ حياتها سعادة أبدية لا مثيل لها! وما أن تتزوج حتى تنصدم بشخصٍ عكس ما توقعته - أو بالأحرى عكس ما تتوقع النساء عمومًا، والمشكلة تتفاقم أكثر وأكثر عندما تبدأ الزوجة بمقارنة زوجها بالآخرين ،،،
و كلنا نعلم أن الرجال مختلفين عن النساء في الاهتمامات وتكوين الشخصية وطريقة التفكير مما ينعكس ذلك في تعاملهم اليومي بعد الزواج، لذلك يتوجب من كلا الطرفين فهم هذا الاختلاف في الشخصية وتقبله في البداية لمحاولة تقبل السلبيات والسعي إلى تغييرها على المدى البعيد وليس مباشرةً بعد الزواج، لأن محاولة تغيير سلبيات الطرف الآخر منذ بداية الزواج قد تنقلب عكسيًا على صاحبها وتؤدي إلى النفور والتباعد فيما بينهما..
وأحب أن أؤكد على أهمية الحوار بين الزوجين منذ بداية الزواج ، لأنه سيساعد على إلغاء الحواجز بينهما شيئًا فشيئًا وسيزيد من فهم الطرف الآخر وبالتالي ستزداد المحبة بينهما والتي بلا شك تعد أهم عامل في استمرار الحياة الزوجية.
باختصار ...تحتاج الحياة الزوجية إلى الصبر الشديد حتى تصبح حياة مثالية يسودها الحب والطمأنينة وراحة البال ، ولا أعني بذلك أن تكون خالية من المشكلات.. وإنما يجب على الطرفين أن تكون لديهما القدرة على حل المشكلات القائمة بينهما وتقبل الاختلاف في الآراء حتى يتم التوصل إلى رأي أو قرار أو سلوك يرضي كلا الطرفين. كما يجب على الزوجين استبعاد الطلاق نهائيًا - وخاصة في بداية الحياة الزوجية- لطالما وجد الحب والاحترام بينهما...
مع تمنياتي لجميع المتزوجين بحياة زوجية سعيدة يسودها الحب والاحترام،،
وفقك الله ،،،