عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-2012, 06:54 PM   رقم المشاركة : 9
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

وكذلك الحال أيضاً مع من لايفصح عن مشاعره .. فهل هو عديم المشاعر مثلاً؟

أبداً كل مافي الأمر أحياناً ان الناس تختلف في التعبير عن مشاعرها ..

منها من يلزم الصمت لأنه خجول بطبعه ..

وليس لديه القدرة على الافصاح عن مشاعره أمام الآخرين .. ومنهم من يستمع فقط

ويهز رأسه ومنهم من يعجب بك بل الأكثر من ذلك انك قد تكتشف أحياناً ..

ان أمثال هؤلاء الخجولين أكثر حساسية وشاعرية منك انت يا من يدعيها ويطالب بها

بل الأكثر من ذلك .. ان المشاعر الحلوة هي ان نشعر بحق ..

انه حتى في ظل وجود تنافس كبير مع غيرنا في جوانب معينة ..

إلاّ اننا نشعر بمشاعر حلوة تتمثل في ان هناك أوجه تشابه كبيرة وقواسم مشتركة

كثيرة يمكن ان نلتقي حولها وان تكون مجالاً للتعاون فيما بيننا لا ان نظل وباستمرار

ننظر للجوانب السلبية أو نقاط الخلاف وبالتالي نخسر الجو الأسري الرائع

الذي كان بالإمكان ان يضمنا بين جنباته ويظللنا بدفئه ويحرسنا بأفراده الذين هم

جزء منا وبهم نقوى بإذن الله وبهم نفتخر؟!

يا الهي .. نحن أحياناً لانملك تلك المساعدة الكبيرة ..

التي يمكن ان يتوقعها الاخرون منا؟

ولكن مجرد إحساسنا اننا معهم .. ومجرد إحساسهم اننا بجانبهم نشاركهم أفكارهم

وهمومهم وتطلعاتهم؟

كل هذا يجعلنا نقتنع بان الانسان منا بيده الكثير والكثير جداً مما باستطاعته تقديمه

للآخرين؟

أولئك ا لآخرون الذين يستحقون منا وقفة صادقة معهم ودعم معنوي لهم

وجلسة أخوية معهم تشعرهم ان الانسان للانسان وان الخير لايضيع وان القليل ..

يعني الكثير اذا كان خالصاً لوجه الله وان الحب الصادق لايتلاشى هكذا فجأة أو ..

ينسى مع مرور الزمن؟!

المشاعر باختصار أحاسيس جميلة بالآخرين تتمثل في استشعار قيم سامية ..

من شأنها ان ترتقي بذوقنا العام .. وتسهم في بناء مجتمع راقٍ طموح

لايفكر بما في يد غيره وحسب ويحرص على الحصول عليه أو يتأسف عليه ..

بقدر مايكون له إبداعاته المشاعرية الخاصة التي تجبر الآخرين على احترامه

وتقديره؟!

فالحُب شيء جميل ولاشك .. ولكن ماذا لو اقترن هذا الحب بالاحترام والتقدير

والاحساس بالآخرين؟!

ترى كيف سيكون وكيف سنتقبله ونتعامل معه وكيف ستكون مشاعرنا حينئذٍ؟!

قد تقولي في نفسك أخت ( أسراء ) الآن بعد ان عرفنا بعضنا البعض عن قرب

قد تقولي باننا نمطان مختلفان وأننا نسير في خطين متوازيين ..

خاصة ونحن نهرول على شواطيء واحدة من حين لآخر .. ولكن دعيني أقول لكِ

ليس هناك من مشكلة تذكر .. فنحن لم نكن يوماً متباعدين كما تظني ..

ولم نكن نسير في خطين متوازيين من المستحيل ان يتلاقيا أبداً ..

بل اننا نسير نحو وجهة واحدة وهي المشاعر الراقية؟!

صحيح قد يصل أحدنا قبل الآخر ولكننا حتماً سنلتقي بإذن الله وقد سبق ان التقينا

في مشاعرنا حينما حاولنا ان نرتقي وننميها وان نعيش في أجواء رائعة ..

ألا تذكري؟!

بل إلا تذكري حينما شعرتِ باحساس غريب وكان مشاعركِ طائر مغرّد قام يشدو

بالألحان لحظة ان رأى الأغصان مخضرَّة ونـَضرة؟!

أو وكأنه انسان شعر بالأمان الحقيقي وبلمسة دفء تخالج داخله إذن مانريده

ومانحتاجه هو ان نفخر بمشاعرنا ولاننظر إليها نظرة عجز أو قصور أو كوني انا

وأنتِ إنسان حساس فلم تكن الحساسية يوماً عيباً بقدر ماهي شفافية

وتلمس احتياجات الآخرين حتى قبل ان يبوحوا بها..

إذن لاتقولي أبداً أين مشاعري .. وهل هي غير موجودة؟!

وإن كانت موجودة فأين هي؟!

لاتقولي ذلك أبداً .. فمشاعرك هي أنتِ .. هي ذاتك هي مايراه الناس منكِ ..

هي ماتقدميه للآخرين .. هي ماتحسيه حتى لو عارضك الآخرون وأنكروها عليكِ

هي الطريقة التي تتحدثِ وتكتبِ بها لتوصلي ماتريدي؟

ما أريدك ان تدركيه جيداً أنكِ لستِ في موضع مقارنة مع الآخرين ولن تكوني ..

لأن لكل منا منهجه وأسلوبه وطريقته وهذا لايهم .. المهم ان نصل إلى نفس الهدف

السامي المشترك بيننا وهو المشاعر الحلوة ألا تتفقي معي وإن كنتِ خجلة كما أظن؟

ولندرك انه إذا كان قدراً كافياً من المشاعر يضيء الحياة كما تظني ..

فما بالك بسيل منهمر من تلك المشاعر تتساقط عليك زخات زخات من أعلى ..

ليغمرك من رأسك إلى أخمص قدميك .. فكيف ستكون الحياة حينئذٍ؟!

إذاً هيَّا .. لنفتح أيدينا للحياة .. لنقبل عليها .. لنثق ان مالدينا من جمال لايقل

عن جمال الحياة نفسها..

لما لا ونحن الحياة بكل مشاعرها الحلوة وأحساسيها الشفافة ..

ولنتذكر ان الله معنا طالما حفظناه في داخلنا؟!

وكل مشاعر وانت بخير وكل مشاعر وانت تجسدِي المشاعر بالكلمات والعبارات

والتصرفات؟!

بل وكل مشاعر وانتِ ترسمي أجمل لوحة في حب ( المنتدى ) والولاء له والوفاء

لأعز من على قلبك وأقرب الناس إليكِ؟!

/

/

/

إنتــَـــــــــــر