عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2014, 03:24 PM   رقم المشاركة : 2
ياسمين جوما
( ود جديد )
 





ياسمين جوما غير متصل

تفاصيلُ يوم صيفيّ



تتوالى عجلة الفصول مع مرور الأيام، خريف تسقط فيه أوراق الماضي، شتاء يغسل القلوب بطهر غيثه، ربيع تزهر فيه ثمار الحب، وصيف نحرق فيه صفحاتنا السوداء!

تولد خيوط الشمس كل صباح على قطرات ندى استيقظت باكرا لتزيين ما بين البتلات مداعبة خدود الورد، وتمتد خيوط الشمس أكثر لتمتزج فوق أمواج البحر وترسم خيالا متعرج التفاصيل يحتضن البسمات والأسى وكل نكهات الحياة، ومازالت تولد خيوط الشمس بعد لتزرع قبلة على جبين أمي الرائعة في ذلك الصباح وتمحو تجاعيد العمر البائسة لتدفنها في رغيف خبز منسي تحت شجرة الليمون، وفي فنجان قهوتي المرهق من شفتيّ تسكب تلك الخيوط غيب هذا اليوم لأحاول فهمه بين ذرات البن المتراكمة على الجدران.

أصبحت خيوط الشمس نيرانا في منتصف النهار، تصهر تعب أبي وترسم من عرقه أجمل السنابل وأغلى الزهور، وأراه يعود إلينا كل يوم بقلب تراقصت حوله طيور الحب وقد ارتوت الهموم منه لتطفىء ظمأ الصيف، ولا أعجب فليست كل الطيور ترقص فرحا!

بدأت خيوط الشمس بالتلاشي والذوبان في أحضان الغروب، ترحل بعيدا بعيدا وتترك وراءها حمرة سماء مؤقتة تنادينا لنرسل معها دعوات ونرى في الغد إن استجاب الله لها! لطالما عشقت مذاق الغروب فهو كأيامي، يقف بروعته مدة لا تتجاوز لحظة التقاء عينيّ وعينيك!

وتستمر حكاية يوم في الصيف لتصل الى نهايته شبه المبهمة، فها هو الليل قد أطل حاملا في أحشائه قمراً يتوسط السماء ليجعلها ليلة صيف كلاسيكية، تطرب فيها أذني لسمر العاشقين فوق تلال سكنت قرب ضوء القمر، ترهق أنفاسي من أصوات أحجار النرد في المقاهي، وتهدأ أفكاري وتغفو على أهداب ضجيج صمتها حينما أراك نجمة تلقي النور على نقاط نافذتي.

ينام الليل في صدري واحاول النوم معه ونموت موتتنا الصغرى سويا ونحيا مع بزوغ الفجر لنغدو في يوم يقتله روتين الصيف من جديد


ياسمين زربا







آخر تعديل شمس القوايل يوم 28-10-2014 في 12:01 PM.

رد مع اقتباس