عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2008, 09:05 PM   رقم المشاركة : 3
brens - 818
( مشرف القسم الاسلامي )
 
الصورة الرمزية brens - 818









تحدوه البشر


جزاك الله كل خير .


سأل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن هذا الموضوع فأجاب :


السؤال :


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنآ ومعلمنآ الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظك الله ورعاك -
نرجو من فضيلتكم تخريخ هذه الأحاديث وهل هي صحيحة..؟؟
يقول الله في الحديث القدســــي...
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوى
ـــــــــــــــــــــــ
أوحى الله لداود
" يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى ... إلخ الموضوع .



و أجاب فضيلته بقوله :



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قال ابن رجب : وفي بعض الإسرائيليات يقول الله عز وجل : أيؤمَّل غيري للشدائد ، والشدائد بيدي ، وأنا الحي القيوم ؟ ويُرْجَى غيري ويُطْرَق بابه بالبكرات ، وبيدي مفاتيح الخزائن ، وبابي مفتوح لمن دعاني ؟ من ذا الذي أمَّلَني لنائبة فقطعتُ به ؟ أو مَن ذا الذي رجاني لعظيمٍ فقطعتُ به ؟ أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له ؟ أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني ؟ أبخيل أنا فيُبَخِّلني عبدي ؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي ؟ فما يمنع المؤملين أن يؤملوني ؟ لو جَمَعْت أهل السموات والأرض ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع ، وبلغت كل واحد أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة ، كيف ينقص ملك أنا قَيِّمه ؟ فيا بُؤسًا للقانطين من رحمتي ، ويا بؤسا لمن عصاني وتوثَّب على محارمي .

حديث :
إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده .
يا ابن آدم استطعمتك فلم تُطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تُطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي .
يا ابن آدم استسقيتك فلم تَسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تَسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي .
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه .

وروى الإمام مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلا تَظَالَمُوا . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ . يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ . يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي ، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي . يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا . يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا . يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ . يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ .

وهذا القول : (عند معصية آدم فى الجنة ناداه الله : يا آدم لا تجزع من قولي لك " أخرج منها" فلك خلقتها ولكن انزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلى وانكسر فى حبي حتى إذا زاد شوقك إليّ وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى) ليس بحديث .
قال ابن القيم : قِيل بِلِسَان الحال في قصة آدم وخروجه من الجنة بِذَنْبِه :
يا آدم لا تجزع من كأس زَلل كانت سبب كَيْسك ، فقد اسْتُخْرِج بها منك داء لا يصلح أن تجاورنا به ، وأُلْبِسْتَ بها حُلّة العبودية .
لعل عتبك محمود عواقبه وربما صحت الأجسام بالعلل
يا آدم إنما ابتليتك بالذنب لأني أحب أن أظهر فضلي وجودي وكرمي على من عصاني " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم".
يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك.
يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من الذنوب فعلى من أجود بحلمي ؟ وعلى من أجود بعفوي ومغفرتي وتوبتي وأنا التواب الرحيم ؟
يا آدم لا تجزع من قولي لك : (اخرج منها) فلك خلقتها ولكن اهبط إلى دار المجاهدة وابذر بذر التقوى وأمطر عليه سحائب الجفون فإذا اشتد الحب واستغلظ واستوى على سوقه فتعال فاحصده .
يا آدم ما أهبطتك من الجنة إلاَّ لتتوسل إلي في الصعود ، وما أخرجتك منها نَفْيًا لك عنها ، ما أخرجتك فيها إلاَّ لتعود .
يا آدم ذنب تذل به لدينا أحب إلينا من طاعة تُدِلّ بها علينا .
يا آدم أنين المذنبين : أحب إلينا من تسبيح المدلّين .

وقال ابن القيم أيضا :
ذُكِر عن بعض العباد : أنه كان يسأل ربه في الطواف - طوافه بالبيت - أن يعصمه ، ثم غلبته عيناه فنام فسمع قائلا يقول : أنت تسألني العِصمة وكل عبادي يسألونني العصمة ، فإذا عصمتهم فعلى مَن أتفضل وأجود بمغفرتي وعفوي ؟ وعلى من أتوب ؟ وأين كرمي وعفوي ومغفرتي وفضلي؟ ونحو هذا من الكلام .

فهذا أيضا ليس بحديث .

وهذا : (يقول الله عز وجل : إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إلي يديه يقول : يا رب يا رب ، فأردهما ، فتقول الملائكة : إلهنا إنه ليس أهلا لتغفر له ، فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة ، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي)

قال السيوطي : وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله أنا أكرم وأعظم عفوا من أن أستر على عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع يديه إلي ثم أردهما
قالت الملائكة إلهنا ليس لذلك بأهل
قال الله لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت له .

وهذا ضعيف ؛ لأنه من مراسيل الحسن ، وهي عند العلماء : شِبه الرِّيح !
مع أن الحديث الْمُرْسَل ضعيف عند جماهير الْمُحدِّثِين .
قال الإمام مسلم بن الحجّاج في " مقدمة الصحيح " : والْمُرْسَل من الرِّوَايات في أصْل قَولِنا وقَول أهْل العِلْم بالأخْبَار ليس بَحُجّة . اهـ .

وفي معنى هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام : إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً خائبتين .: رواه الإمام أحمد والترمذي وحسّنه ، وأبو داود وابن ماجه وابن حبان ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : سنده جيد . اهـ . وهو حديث حسن .

وهو مُقيَّد بِِحال مَن خلا مِن الموانع ، ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ طَيّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاّ طَيّباً ، وَإِنّ اللّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَال : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ، ثُمّ ذَكَرَ الرّجُل يُطِيلُ السّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدّ يَدَيْهِ إِلَى السّمَاءِ ، يَا رَبّ يَا رَبّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك ؟ رواه مسلم .




رابط الفتوى



يغلق الموضوع .