عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 03:38 PM   رقم المشاركة : 2
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

القسم الثاني : الأهمية دائمًا للأهم




وتظهر في هذا القسم فكرة المربع الثاني الخاصة بعملية التنظيم ، وهي عملية تستغرق نصف ساعة كل أسبوع ، تحول الساعة إلى بوصلة وتساعدك على نقل تفكيرك من منهج الطوارئ إلى منهج الأهمية ، وحتى نقوم بتنظيم وقتنا ووضع الجدول المطلوب لابد من خطوات:
الخطوة الأولى: اربط كل شيء برؤيتك ورسالتك:
عند البدء في التخطيط للأسبوع القادم اجعل الخطوة الأولى التفكير فيما يعتبر أهم شيء في حياتك ككل ، فهذا المنطق يعطي المعني الصحيح للأمور، أي النظر إلى الصورة الأشمل والأوسع ، إن مفتاح هذا الربط هو أن تعرف بوضوح إجابة للأسئلة الآتية:
- ما أهم الأشياء في حياتي؟
- ماذا أريد أن أكونظ وماذا أريد أن أعمل في هذه الحياة؟
- كيف تقضي وقتك خلال هذا الأسبوع لو فرضنا أن أمامك ستة أشهر فقط في هذه الدنيا؟
الخطوة الثانية: حدد أدوارك
نحن نعيش الحياة في شكل أدوار ، قد يكون لنا دور كبير في الوظيفة أو العمل الذي نعمله أو الأسرة التي ننتمي إلىها أو المجتمع الذي نعيش فيه أو في أية ناحية من نواحي الحياة ، إن هذه الأدوار هي مسئوليات وعلاقات ومجالات للعطاء ، وإن كثيرًا من التعاسة في حياتنا يأتي من الإحساس بأننا ناجحون في دور من هذه الأدوار على حساب الأدوار الأخرى ، فقد أكون ناجحًا في دوري كطبيب ، ولكني لست بهذه الدرجة من النجاح في دوري كأب أو زوج .
والآن فكّر في هذه الأسئلة:
- أحقًا أني كثيرًا ما أجد نفسي مستغرقًا في دور واحد من أدواري في الحياة ، في حين لا تأخذ الأدوار الأخرى مني الوقت والاهتمام الكافيين؟- كيف ستتحسن نوعية حياتي إذا اهتممت أسبوعيًا بهذه الأدوار بشكل متوازن؟
الخطوة الثالثة: حدد أهداف المربع الثاني بالنسبة لكل دور: بعد تحديد أدوارك اسأل نفسك:
ما الأمر المهم الذي يمكنني أن أقوم به في كل دور في هذا الأسبوع لكي أحصل على أفضل النتائج في حياتي؟
الخطوة الرابعة: أوجد إطارًا لعملية اتخاذك للقرارات خلال الأسبوع.
ليست العبرة مجرد عمل الأولويات داخل الجدول الزمني ، بل العبرة ألا يشمل جدولك إلا الأولويات فقط.
يروي الكاتب عن أحد زملائه قائلاً : لقد حضرت ذات مرة حلقة دراسية كان المتحدث فيها يتكلم عن الوقت وكيفية الإفادة منه ، خلال محاضرته قال ما يلي: حسنًا حان الوقت لعمل مسابقة، وهنا سحب من أسفل الطاولة - التي يجلس عليها - إناء سعة جالون له فتحة كبيرة ووضع هذا الإناء على الطاولة بجوار وعاء به بعض الأحجار يمكن إدخاله إلى الإناء ؟ وسأل هل يمكن وضع هذا الأحجار في الإناء ؟
رددنا: فلنحاول معرفة ذلك ، وبعدها بدأنا بإدخال الأحجار حتى وصلت إلى فتحة الإناء ، هنا سألنا: هل امتلأ الإناء ؟ وكان ردنا جميعًا وبصوت واحد نعم ، قال: حسنًا ومد يده وسحب من أسفل الطاولة دلو ا مملوءًا بالحصي الصغيرة ، ووضع بعضها في فتحة الإناء فدخلت الحصى بسهولة في الفراغ الذي تركته الأحجار الكبيرة ، ثم قام بهزَّ الإناء عدة مرات وسألنا: هل امتلأ الإناء؟ عند هذا الحد تملكتنا الحيرة ورددنا ، ربما لا فرد قائلًا : ؛حسنًا ثم مد يده إلى أسفل الطاولة وسحب دلوًا مليئًا بالرمال ، وأفرغ كل الرمال في الإناء فاختفت تمامًا في تلك الفراغات التي تركتها الأحجار والحصي الصغيرة ، وعندها سألنا: هل امتلأ الإناء؟ فرد الجميع بصوت عال : لا ، وعندها قال: حسنًا ثم سحب من أسفل الطاولة إناء مملوءًا بالماء ، وبدأ يسكب بعضه في الإناء ثم قال لنا: ما الهدف من كل ذلك؟
رد أحدنا قائلاً : ؛هناك دائمًا فراغ ما في حياتنا ، ولو حاولنا الاستفادة منه لفعلنا ، وهنا رد قائلا : لا ليس هذا هو الدرس ، الدرس هو أنه لو أننا لم نضع هذه الأحجار الكبيرة أولًا ما كان بوسعنا إدخالها أبدًا".
إن أهداف المربع الثاني هي بمثابة الأحجار الكبيرة ، أي الأمور الأهم في حياتنا ولو وضعنا الأمور الأخرى ، وهي الأقل أهمية في حياتنا أولًا، ستكون مثلها مثل الحصى والرمال والماء بمثابة عائق أمام دخول الأحجار الكبيرة ، ولكن متى عرفنا ما هي الأحجار الكبيرة ووضعناها في الإناء أولًا سنجد أننا يمكن وضع الكثير فيها ، بل سنجد بينها الفراغ الذي يمكننا من وضع الكثير من الأمور الأصغر.
الخطوة الخامسة: قوّم
إن عملية المربع الثاني لن تكون كاملة إلا بتحويل خبرة هذا الأسبوع إلى قاعدة تساعد في تحسين فاعلىة الأسبوع التإلى ، فإذا لم نتعلّم من الحياة فكيف سنتجّنب تكرار عمل نفس الأشياء ونفس الأخطاء أسبوعًا بعد آخر؟
ومن الأفكار المؤثرة في هذا الباب فكرة: " الرؤية الملهمة" ، ويقصد بالرؤية الملهمة ذلك الحافز الأول للسلوك الإنساني ، إنها القدرة على الرؤية إلى ما بعد الواقع الآن ، أي القدرة على أن نبدع ونخترع ما لم يوجد بعد كي نصل إلى ما لم نصل إليه بعد.
إنها القدرة على أن نعيش من خلال خيالنا بدلًا من أن نعيش من خلال ذكرياتنا . فلو كانت رؤيتنا محدودة لا تمتد إلى أبعد من نهاية اليوم الذي نعيش ؛ فإن اختيارنا لن يقع إلا على ما هو مطروح أمامنا من قضايا لحظة بلحظة ، بغض النظر عن أهميتها ، أي أننا سنتصرّف من منظور الحاضر والطارئ ومقدار انفعالنا بما هو مطروح أمامنا دون إدراك لما لدينا من اختيارات أخرى .
ومن أفكار هذا الباب المهمة فكرة " توازن الأدوار" : فكل منا - كما سبق - له عدة أدوار فهو أب وهو زوج وموظف وعضو في المجتمع ، ولذلك يقع البعض في مشكلة تنازع الأدوار فيقول أحدنا: " إنني مشدود في كل الاتجاهات ، وكل هذه الاتجاهات مهمة ، فكيف يمكنني الاستجابة لها جميعًا وهنا تأتي أهمية " توازن الأدوار" .
ولكن كيف نبني هذا التوازن في حياتنا؟ هل هو ببساطة مجرد الركض بين الأدوار المختلفة في الحياة لنمارسها جميعًا وبصفة يومية أم هناك طريقة أخرى أكثر فاعلية؟
إن الخطأ الذي نقع فيه هو الفصل التام بين هذه الأدوار بمعنى أننا إما أن نركّز على هذا الدور أو ذاك وتضيع الأدوار الأخرى ، وفي الحقيقة: إن هذه الأدوار متداخلة إلى حد بعيد ، بل هي بيئة متكاملة حيث يؤثر كل دور في الآخر تلقائيًا .
إن هذا المبدأ العظيم حول التوازن نجده في الحكمة الصوفية القديمة التي تقول: " أنت تتصور أنك متى فهمت واحدًا فبالتإلى ستفهم اثنين؛ لأن واحدًا وواحدًا يساوي اثنين ، ولكن لابد أن نفهم عندما نحاول تطبيق هذا المبدأ على المستوى الشخصي ، نجد أن التوازن في حياتنا ليس الجري ما بين هذه الأدوار، ولكنه توازن حركي ، إن كل الأجزاء تعمل متداخلة متزامنة في تناغم يحقق الكل، إن التوازن ليس: إما هذا أو ذاك ، إنه هذا بالإضافة إلى وذاك بدليل أن الشخص الذي يستيقظ في الصباح ليصلي ويتناول إفطاره هو نفسه الذي يخرج لممارسة الرياضة ، هو نفسه الذي يمارس عمله في المكتب ويتفاعل مع الزملاء ، أو يشرح الدرس ، أو يدرب الفريق ، وهو نفس الشخص الذي يسافر إلى بلد آخر لإلقاء محاضرة أو لعقد صفقة تجارية ، وهو نفسه الذي يعود من سفره ليجلس مع أبنائه ويتابع مذاكرتهم.
ومن الأفكار المهمة في هذا الباب فكرة: " لحظة الاختيار" لابد أن يكون الاختيار نتيجة لإنصات الإنسان إلى صوت ضميره والعيش طبقًا لما يمليه هذا الضمير، لماذا؟ لأن الضمير هو الشيء الوحيد الذي يشير إلى الشمال الحقيقي.
وهنا يجب أن تسأل نفسك: ماذا يمكنك أن تفعل لكي تصبح طالبًا أفضل؟ ماذا يمكنك أن تفعل لكي تكون أبًا أو ابنًا أفضل؟ وهكذا ، وبعد إلقاء هذا السؤال على نفسك يجب أن تنصت جيدًا إلى صوت ضميرك ، وعندها ستجد لديك شعورًا مباشرًا بما يجب أن تفعله لتكون طالبًا أفضل أو أبًا أو ابنًا هذا الشعور هو صوت ضميرك ، هذا الصوت الذي يجب أن تطيعه بكل شجاعة دون أن تتخذ الأعذار لنفسك ، وذلك لأننا عندما نسمع أول همسة من همسات الضمير نقوم بأحد أمرين: إما أن نتصرف طبقًا لما يمليه علىنا الضمير أو نبدأ في تحليل الأمور ، وهو ما يعني تبريرًا للقيام باختيار مخالف لما يمليه الضمير علينا ، وعندما نختار البديل الأول فإننا نشعر بالأمن ونكون قد ارتبطنا بالشمال الحقيقي ؛ فتنمو لدينا القدرة على الإحساس بالصوت الداخلي وبالفاعلية ، أما إذا اخترنا البديل الثاني فإننا نشعر بعدم الارتياح والقلق وعدم الانسجام مع النفس ، وبالتإلى عدم الانسجام مع الغير الذي نلقي علىه تبعة ما وقعنا فيه.
نحن نرهق أنفسنا بالانفعال القلق في غياب الانسجام مع النفس ، وليس بسبب الجهد والضغط الذي نبذله في مواقع العمل ، وعندما نلجأ إلى الهروب من الضيق النفسي نملأ حياتنا بأنشطة المربع الثالث، حيث نوهم أنفسنا بأنها أعمال مهمة ثم نهرب إلى المربع الرابع ، وكل ما نفعله هو إضافة المزيد من مشاعر القلق.