عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2009, 08:40 PM   رقم المشاركة : 1
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر
مَشَاعِرْنَا وَمَوسِم الحَج ..


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


تُرى أي احساس يخالجك وانت تطأ بقدميك ..

عتبة مكة المكرمَة .. بل اي روح تحس بها ..

وأنت ترى عظمة هذا الموقف الرباني تتجلى امام عينيك؟

هذه السكينة التي تلفك من قمة رأسك الى اخمص قدميك

هذه النسمات الروحانية التي تداعب وجدانك ..

هذا الشعور بالانكسار والذل الذي تشعر به ..

وانت في بيت الله .. ألا يعني لكَ شيئاً؟

ألا يقودك الى اشياء كثيرة وليس شيئاً واحداً؟

ألا ينبهك الى حقائق كثيرة انت غافل عنها ..

بحكم لهوك في الدنيا وجريك المتواصل لتحقيق اغراض

ومآرب دنيوية زائلة؟

هذا الانسان بجبروته وكبريائه وعزة نفسه حينما يقف ..

امام الله في بيت من بيوته واي بيوت؟

لا يشعر الاّ بنفس ذليلة منكسرة؟

لا يشعر الا بإنسان ضعيف لا حول له ولا قوة؟

لا يشعر الا والدموع الحرّى تذرف من عينيه لتبلل وجنتيه

لتغسل ذنوبه .. لتريح قلبه .. لتؤكد له حقيقة واحدة

هي انه انسان ضعيف ذليل بحاجة لهذا الموقف من وقت

لآخر ..

فما أحوج الانسان منا اليوم لان يجدد ايمانه مع الله عز

وجل لأن يكتشف نفسه البسيطة من جديد ..لأن يشعر

ان هناك ابوابا مشرعة امامه للعودة الى جادة الصواب

ما أحوجه لأن يشعر ان هناك ايادي خيرة مفتوحة ..

تُمد اليه .. تدعوه لأن يصافحها ..

دون تردد كي تأخذه معها ..

الى عالم من الروحانيات الجميلة التي يفتقدها ..

الى عالم من الصدق الخالص البعيد عن الماديات ..

والملاهي الدنيوية ..

ما احوجه الى عالم من المحاسبة الذاتية مع النفس ..

التي هي احوج ما يكون اليها من وقت لآخر ..

على الأقل ليطمئن الى صدق تصرفاته مع نفسه ..

ومع الآخرين .. وما إذا كان قد اخطأ في حق نفسه ..

او مع اقرب الناس اليه ..

حقيقة يصعب وصف الاجواء التي تراها وتشعر بها ..

وانت في المسجد الحرام .. او المسجد النبوي ..

فأي منظر رهيب مهيب هذا الذي تراه امامك ..

وانت تدخل المسجد الحرام .. او المسجد النبوي ..

اي مشاعر ذاتية يمكن ان تصفها ..

وانت ترى هذه الاجواء الروحانية ..

تغلف هذا المكان الطاهر ..

فتضفي على اجوائه عبقاً روحانياً ..

وأي مشاعر يمكن ان تعبر عنها وانت ترى هذه السكينة

والخشوع ترفرف على المصلين وكأن على رؤسهم الطَّير

فيا لها من اجواء يصعب وصفها ..

الكل مشغول في مناجاة ربه الكل يدعوه ويتوسل اليه

بطريقته الخاصة ..

هدوء غير عادي .. وصمت رهيب..لا يكاد يقطعه

سوى صوت طفل يبكي .. او يلعب ببراءة ..

او حناجر أدماها الألم من كثرة الدعاء وطلب الغفران ..

فاصبحت رغماً عنك تسمع انينها المتواصل ..

وشهقاتها المتقطعة ..

فياله من منظر .. وأيما منظَر؟

حينما تطأ قدماك أرض الحرم الشريف أو المسجد النبوي

حينما تدخله بعد ان تسمي بالله..حينما ترفع رأسك

لتجد أمامك عالما آخر لم تعهده من قبل؟

حينما تتلفت هنا وهناك اثناء تعبدك وتهجدك قبل الصلاة

أو بعدها تجد ان كل ما في المكان يبهرك بحسنه وجماله

ويشدك اليه بداية بتلك العمارة الاسلامية الفذة ..

التي زاد جمالها وروعتها بعد تلك التوسعات العملاقة ..

التي أدخلت عليها حيث الأعمدة الخرسانية المهولة المميزة

والقِبب الرائعة .. والجدران المزينة بالآيات القرآنية ..

والزخارف الاسلامية ..

التي تنم عن قدرات فنية بشرية فذة تدل على ان ..

وراء هذا العمل الاسلامي الجبار أيادي سخية تبذل

وان هناك قلوبا مؤمنة تخلص لهذا الدين الاسلامي ..

وتهيىء كل السبل للمسلمين ..

بأن يؤدوا فرائضهم الدينية في جو من الراحة والأمن

أدام الله تلك الأيادي البيضاء ..

لخدمة الاسلام والمسلمين ونفع بها ..

وإنني لأتساءل حينما أشاهد تلك العمارة الاسلامية الفذة

المتمثلة في الحرم الشريف ..

والمسجد النبوي من خلال التلفاز

فإنني اتساءل .. ترى ماذا سيقول عنها الأجيال القادمة

بعد مئات السنين حينما يشاهدونها ويتأملون معالمها

وروعة جمالها .. وحسن اتقانها؟

هل سيقارنونها بالآثار الرومانية التي مازال البعض ..

ينظر اليها بإعجاب وكأنها أعجوبة الزمان؟

لا اعتقد ان هناك مجالا للمقارنة البتة ..

فما تم انشاؤه وتشييده في هذين الحرمين الشريفين

وبالذات بعد التوسعة الاخيرة .. إنما هو شيء مذهل

بكافة المقاييس ..

شيء يدخل السعادة والبهجة على القلب ويثير الاعجاب

ويجعل الانسان المسلم يرفع كفيه ويدعو الله عز وجل

بقلب صادق مخلص..ان يثيب ويجزي من كان سببا..

في تنفيذ هذه الأعمال الاسلامية الجليلة وصيانتها ..

والمحافظة عليها وتطويرها .. تلك التوسيعات الرهيبة

التي حدثت ..

وما زالت تحدث بإذن الله في هذا العهد الميمون ..

والتي لا ينكرها إلا جاحد ..

انهامشاعر ذاتية عشتها لحظَات قليلة أردت مشاركتك بها

فقط لنشعر بمدى حاجتنا اليها وفي هذه الأوقات بالذات

جعل الله قلوبنا بيضاء طاهرة صافية ..

وأدام علينا المشاعر الصادقة الجميلة والله من وراء القصد؟

/

/

/

إنتـَــر






يكفي أنك حينما تكون معي ..

تذكرني بالله ..

وتربطني به ..

يكفي أنك حتى وأنت بعيد عني ..

تدعو لي بالخير ..

وتُرشدني إليه ..

فهلاّ كنت معي؟

وأن كان كذلك فمتَى؟

.