عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2005, 04:46 AM   رقم المشاركة : 22
الساااهر
مشرف أقسام الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية الساااهر

لا لتقشير الفواكه
شيء جميل أن يتصور المرء نفسه كيف يقشر التفاحة ليتمتع بعدها بأكل القشور راميا اللب إلى علبة القمامة. قد تكون نكتة تبادلنا سردها عدة مرات في حياتنا، لكنها تتأكد كحقيقة علمية يوما بعد يوم بفضل الدراسات العلمية.
اذ أثبت العديد من الدراسات الحديثة دور فيتامين «سي» في الحماية من الاورام السرطانية. وتقول دراسة حديثة ان المواد النباتية الموجودة في قشر التفاحة هي اكثر فعالية في الوقاية من الامراض السرطانية من فيتامين «سي».
ويميل العلماء والباحثون في شؤون السرطان اليوم الى الاعتقاد بأن ثلث الامراض السرطانية التي تصيب الانسان يعود الى عادات التغذية السيئة او الى الاختيار الخاطئ لها، وتثبت الدراسات الجديدة، بما لا يقبل الشك، ان تناول الفواكه والخضر بكثرة يقي الانسان من مخاطر التعرض للامراض السرطانية، لكن كيف تعمل التغذية على نشوء السرطان وكيف يمكن ان تحمي منه؟ هذا ما لا يعرفه الطب بدقة بعد وهو ما دفع «الجمعية الاوروبية للابحاث السرطانية والتغذية» الى اجراء الابحاث الجديدة عنه.ويمكننا القول حاليا ان علاقة التغذية بنشوء السرطان اصبحت امرا مفروغا منه، وعلى هذا الاساس فقد اثبت العديد من الدراسات الحديثة ان نسبة السرطان تنخفض بين السكان الذين يتناولون الكثير من الفواكه والخضر، كما هو الحال في دول البحر الابيض المتوسط. الا ان عدد الدراسات الارتجاعية حول المواد التي يمكن ان تساهم بوقاية الانسان من السرطان ما زالت قليلة، اما الدراسات التدخلية المقارنة فمعدومة حتى الآن حسب تقدير البروفيسور هانز ك. بيزالسكي من جامعة شتوتغارت الالمانية.
وكان عالم التغذية بيزالسكي يتحدث حول هذا الموضوع امام مؤتمر اطلق عليه اسم «5 مرات في اليوم» الذي انعقد اخيرا في العاصمة برلين، وتعتبر «5 مرات في اليوم» مبادرة عالمية هدفها اثبات الفوائد الصحية لعملية التغذية يوميا بخمس وجبات من الخضر والفواكه.
وتعادل الوجبات المصغرة الخمس نحو 600 ملغرام من الفواكه والخضر كل يوم بالنسبة للانسان البالغ. ويقول قادة الحملة ان المشاركين فيها ليسوا بحاجة الى ميزان لأن حبة الفاكهة او مجموعة الخضر التي تملأ كف اليد تعادل وجبة كاملة من الوجبات الخمس المطلوبة. ويمكن لمن يحبذ العصير ان يملأ قدحا كبيرا من عصير الفواكه والخضر المحضرة بواسطة آلة العصر لكي يعادل من خلاله كافة الوجبات الخمس.
وقد بدأ الالمان دراسة عام 1996 شملت 35 ألف شخص من عمر 35 إلى 65 سنة وتستهدف كشف العلاقة بين التغذية والسرطان. ويسجل الباحثون المعطيات الصحية عن المشاركين كل سنتين بهدف حصر الامراض التي يتعرضون لها. وتقول النتائج البيئية للدراسة ان التغذية الغنية بالنباتات قللت احتمالات الاصابة بسرطانيات الجزء العلوي من جهازي التنفس والهضم. ويركز العلماء جهودهم حاليا على الدراسات التي تبحث عن المواد الواقية من السرطان على المواد الثانوية الموجودة في النباتات وكشف دورها في العملية ونضرب هنا مثلا على هذه المواد الثانوية: البوليفينول، الفايتوستيرين، الغلوكوزينوليت، كابحاث البروتياز، الفلافونويد والفايتواستروجين. وعلى هذا الاساس تحدث الباحث غيرهارد ريشكيمنير، الاستاذ في جامعة ميونيخ التقنية، عن تجربة تثبت ان عصارة التفاح غير المقشر تحتوي على المواد الثانوية والمضادة للتأكسد اكثر مما تحتويه عصارة التفاحة المقشرة وأكثر بكثير مما يحويه فيتامين «سي».
واعتبر ريشكيمنير، هذه النتائج محدودة تماما لأنها لا تعكس سوى جزء صغير من مفعول المواد الثانوية في النباتات، ويقدر العلماء عدد هذه المواد في النباتات التي يتناولها الانسان بحوالي 50 ألف مادة، وهذا يعني ان اكتشاف مفعول التفاح غير المقشر لا يشكل سوى بحث في جزء من كومة القش التي تحتوي على هذه المواد النافعة.

((الموضوع للمشرفة جنة الود))







التوقيع :