عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2013, 02:16 AM   رقم المشاركة : 1
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل
:::: لَا تَذْهَب ! انْتَظَر ::::

هَذِه قِصَّة لِأَخَوَيْن


كَانَا مُتَحَابِّيْن كَثِيْرا , يَعِيْشَان فِي تُوَافِق تَام بِمَزَرْعَتِهُما ,

يَزْرَعَان وَيَحْصَدَان مَعا , كُل شَيْء مُشْتَرِك بَيْنَهُمَا ,

حَتَّى جَاء يَوْم , انْدَلَع الْخِلَاف بَيْنَهُمَا , بَدَأ الْخِلَاف بِسُوَء تَفَاهُم,

وَلَكِن ! رُوَيْدا رُوَيْدا , اتَّسَعَت الْهُوَّة ,

وَاحْتَد الْنِّقَاش , ثُم تَبِعَه صَمْت أَلْيِيْم , اسْتَمَر عِدَّة أَسَابِيْع ,

وَذَات يَوْم , طَرَق شَخَص مَا عَلَى بَاب الْأَخ الْأَكْبَر , كَان عَامِلا مَاهِرا يَبْحَث عَن عَمَل ,

- نَعَم . -أَجَاب الْأَخ الْأَكْبَر- لَدَي عَمَل لَك .

هَل تَرَى الْجَانِب الْآَخِر مِن الْتُّرْعَة حَيْث يَقْطُن أَخِي ؟

لَقَد أَسَاء إِلَي وَآَلَمَنِي , وَانْقَطَعَت الْصِّلَة بَيْنَنَا .

أُرِيْد أَن أُثَبِّت لَه أَنَّنِي قَادِر عَلَى الْإِنْتِقام مِنْه .

هَل تَرَى قِطَع الْحِجَارَة تِلْك الَّتِي بِجِوَار الْمَنْزِل ؟

أُرِيْدُك أَن تَبْنِي بِهَا سُوَرا عَالِيا , لِأَنَّنِي لَا أَرْغَب فِي رُؤْيَتِه ثَانِيَة .

أَجَابَه الْعَامِل : أَعْتَقِد بِأَنَّنِي قَد فَهِمْت الْوَضْع !

أَعْطَى الْأَخ الْأَكْبَر لِلْعَامِل كُل الْأَدَوَات الْلَّازِمَة لِلْعَمَل , ثُم سَافَر تَارِكا إِيَّاه يَعْمَل أُسْبُوْعا كَامِلا .

عِنْد عَوْدَتِه مِن الْمَدِيْنَة , كَان الْعَامِل قَد أَنْهَى الْعَمَل .

وَلَكِن يَا لَهَا مِن مُفَاجَأَة !

فَبَدَلا مِن إِنْشَاء سُوَر , بَنَى جِسْرا بَدِيْعا .

فِي تِلْك الْلَّحْظَة , خَرَج الْأَخ الْأَصْغَر مِن مَنْزِلِه وَجَرَى صَوْب أَخِيْه قَائِلا :

يَا لَك مِن أَخ رَائِع ! تَبْنِي جِسْرا بَيْنَنَا رَغْم كُل مَا بَدَر مِنِّي ؟

إِنَّنِي حَقا فَخُوْر بِك .


وَبَيْنَمَا كَان الْأَخَوَان يَحتَفُلَان
بـ / الْصُّلْح ,

أَخَذ الْعَامِل فِي جَمْع أَدَوَاتِه اسْتِعْدَادا لِلْرَّحِيل .

قَال لَه الْأَخَوَان فِي صَوْت وَاحِد :

لَا تَذْهَب ! انْتَظَر , يُوْجَد هُنَا عَمَل لَك .

وَلَكِنَّه أَجَابَهُمَا : كُنْت أَوَد الْبَقَاء لِلْعَمَل مَعَكُمَا , وَلَكِنَّنِي ذَاهِب لـ/ بِنَاء جُسُوَر أُخْرَى !


قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :

( تُفْتَح أَبْوَاب الْجَنَّة يَوْم الْأَثْنَيْن وَالْخَمِيْس فَيُغْفَر لِكُل عَبْد لَا يُشْرِك بِالْلَّه شَيْئا
إِلَّا رَجُلا كَانَت بَيْنَه وَبَيْن أَخِيْه شَحْنَاء فَيُقَال أَنْظِرُوا هَذَيْن حَتَّى يَصْطَلِحَا ،
أَنْظِرُوا هَذَيْن حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْن حَتَّى يَصْطَلِحَا ).

سَامِح وَاعْف وُصِل مَا انْقَطَع ,
رُب كَلِمَة أَو ابْتِسَامَة تُرَمِّم بِهَا جِسْرا مُتَهَالِك أَوْشَك عَى الْإِنْهِيَار !
أَو تَبْنِي جِسْرا أَبْهَى وَأَجْمَل !



استودعكم الله ..!!









م / ن







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس