الموضوع: الصديق الحقيقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2010, 04:27 PM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

إن مثل تلك ( الصَّداقَات ) الرائعة المخلصة يلِّي ذكرتها ورغم ما تُشكِّله لنا ..


من أهمية كبيرة في حياتنا .. رغم ما تضيفه لنفوسنا من راحة نفسية ..


رغم ما تُحدثه في دواخِلنَا من تغيرات إيجابية .. إلاّ أنها مع ذلك قد توصلنا ..


إلى مرحلة التَّعب خاصة إذا كنا حساسين جداً ومخلصين جداً في ( صَدَاقَتنا )


لدرجة أن كلانا يُطلق على نفسه أنه جزء من لاآخَر أو من ( صَدِيقه )!!

ولكن هذا التعب النفسي ..

هو شعورنا الدائم أننا سوف نخسر هذه (الصَّداقَة) لأن هناك شخصاً ما أو أكثر

سوف ينتزع منا توأم روحنا..سوف يُفصلنا عنه ويبعده عنا .. سوف يأخذه بعيداً

لدرجة يصعب معها الإتصال به .. والتواصلُ معه؟!

والسبب الآخر هو سؤالك الحائر لنفسك ماذا لو زعل عليّ هذا (الصَّدِيقُ) العزيز

ماذا لو خَاصَمنِي وأشَاحَ بوجهه عنِّي .. هذا الإنسان الغالي هذا الكيان الكبير

هذا الجُود المُتدفُّق .. كيف أُراضيه ..

وماذا لو غاب عني .. كيف لي أن أعرف أراضيه .. تفكِّر في الأمر وتقول

هل يكفي أن أعتذر له وبأي صيغة .. هل بالصِّيغة العادية التقليدية ..

التي يستخدمها الآخرون .. إذاً ما الفرق بينه وبينهم؟

إنه شخص مختلف رائع في كل شيء .. وهكذا ينبغي أن يكون الإعتذار ..

لو كان اعتذاراً مختلفاً يتناسب ومكانته في قلوبنا .. تفكر وتفكِّر ثم تقُول ..

هل الهدية كافية لإرضائه .. ولكنها أي الهدية تُقدم لأي شخص فهل هو كذلك

مثل أي إنسان آخر؟

تفكر في أن تنقل محاسن هذا ( الصَّديق ) لغيرك كنوع من الاعتراف بالجميل له

فهل يكفي ذلك؟

وهكذا تستمر في تساؤلاتك الحائرة إلى أن تقول لنفسك أبداً .. لا هذا الحل ..

ولا ذاك الاعتذار .. بل رضاؤك الحقيقي الذي تستحقه الذي يتناسب ..

ومكانتك الغالية لدي..هو أن أظل لك كما أنا توأم روحك..أظل ذلك الجود..

المتدفق صدقاً .. ذلك الشَّلال المتدفق حباً؟!

نعم يظل الحل هو أن أعرف حقيقة مفهوم هذا الزعل الذي يعني دليل حبك لي

وحرصُكَ عليّ ورغبتك في أن تحافظ عليّ .. وألاّ كيف يظل ما بيننا شيئاً رائعاً ..

يملأ حياتنا سعادة ويُضِيءُ دروبنا نوراً .. ويشعلُ شمعة الأمل في داخلنا ..

ويرقى بذوقنا العام .. لأننا متقبلون لبعضنا .. منفتحون على الآخرين ..

لا نغضب من آراء بعضنا؟

نعم يظل الجواب هو أن تكون تلك ( الصَّداقة ) التي تربطنا أنمُوذجاً حيَّاً رائعاً

تُقدمه للآخرين لكل منهم حولِنَا .. كي يدركوا بأنفسهم معنى هذه ( الصَّداقة )

ومتانتها وعمقها كي يستفيدوا منها .. كي يعرفوا كيف يقدرون اختلاف ..

وجهات النظر فيما بينهم ويراعون ظروف بعضهم ويراعون اهتمام الآخرين

فيَا الله ما أتعبنا بحَق من ( اصدِقَاءُنَا ) ..

أننا نتوقع منهم الكثير .. وأقلُّ هذا الكثير هو أن يكونوا عند حسن ظننا ..

أن يكونوا بجانبنا .. أن يظِلّوا بقُربنَا متى احتجنا لهم .. أن يساعدونا وأن يمدوا

لنا آياديهم الحِلوَة حتى قبل أن نطلب منهم ذلك .. أو نتفوه به لهم ..

لأنهم لابد أن يشعروا ويحسوا بنا..خاصة حينما نكون في ظروف صعبة ومحرجة

وليس لدينا الوقت الكاف ِ للتفكير أو التصرف؟!

نعم هذا ما يُتعبنا من (الصَّديق) الحَمِيم..أجَل ( صَدِيق على الخَالِي )..

هذا ما سوف نقوله أحياناً وبقهر .. وبطريقة محبطة ومضحكة أحياناً لقلة الحيلة

وإنعدام التصرف تقولها وكأنك تقول لهذا ( الصَّديق ) إذن ما قيمتك ..

إن لم تساعدني الآن أو تفهمني .. ألم تقل هذه العبارة يوماً ما بشكل أو بآخر

ألا تذكر؟

ألم تقُلها أحياناً..لأنك تريده أن يبقى معك .. ليشاركك كل شيء .. وأي شيء؟

إذن فـ (الصَّداقة) شيء مهم وضروري في حياة كل منا وهذا ما يجعلنا نتضايق

لدرجة التعب أحياناً حينما نشعر ..

أننا غير قادرين على تكوين ( صَداقَات ) حميمة أو المحافظة عليها ..

غير قادرين على أن نقطِفُ ثِمَارُهَا .. أن نستفيدُ منها كما ينبغي ..

بل غير قادرين على فهمها .. وفهم ماذا يريده الطرف الآخر منا؟!

إن تكوين ( الصَّداقة ) قد يكون أمراً سهلاً .. هكذا تُخاله في كثير من الأحيان

لأنها قد تحدث بشكل تلقائي وعفوي وغير مُرتَّب ..

ولكن المهارة تكمن في كيفية المحافظة عليها ودَيمُومَتُها وجعلها عامل دعم

ومُؤازرة ؟!

ولكي نحافظ على ( أصدقاءُنا ) .. فلابد من تحبيبهُم فينَا أولاً والتنازُل عن جُزء

من كِبرياءُنَا ثانياً .. أمَّا ثالثاً فلابد أن نشعرهم بأنهم شيء غال ٍبالنسبة لنا ..

وهكذا تكون ( الصَّداقَة ) وأقِفُ هنا؟!

/

/

إنتـَــر