[إنتــَــــــر]

هي فرحة كبيرة ولاشَك حِِينَ تشعُر بالأبوَّة..حِينَ تسمع من يقول لكَ ( بَابَا )

وَحِينَ تجِد من يحمِلُ أسمك ومن يُخلِّدُ ذِكراكَ .. من تَرَى فيه نفسُك وشخصُك ..

وجميعنا كذكور .. فأن اول مانفكر به بعد الزواج هو ( المولود ) الجديد ..

وصَرخَته المِدوية التي تهز معها كل الزوايا والأركان..هي صَرخة من نوع آخَر

قد تخالطها دمُوع الفرح ..

قد تمتزِجُ بها إبتسَامَة الأمنيَة ويالها من أمنيَة إنتظارناها طويلاً وحلمنا بها كثيراً

وأعتقدُ أن ( المولُود ) الأول .. كافي لدعم وتقوية أواصُر المحبَّة بينَ والدَيهِ ..

ولكي يشِعُّ النور بينَ أرجَاؤهُم ..

وإن أردت تعرف قيمة المولود ( الأول ) ومايلحقه بوالدَيهِ من أثر طيِّب وإيجَابي

لكَ أن تنظُر إلى زوجَين حِرِموا من ( الخلفة ) وكيف هي حياتهم رتيبة ومملة

لاطعم لها ولاروح فيها!!

تجدهم يجوبون الأرض طولاً بعَرضاً .. على امل ان يجدوا علاج هنا أوهناك ..

ينفقون مئات الآلاف من الريالات .. في سبيل ان يطل عليهم هذا ( المولُود )

الذي طالَ أمَد إنتِظَاره ..

عموماً لن أسهُب اكثرُ مِما أسهَبت وننتظر بقية الحديث اخي الأستاذ ( المِحتَار )

الى ذلك الحين لك أرق تحية معطرة بعبير الورد وياهلا؟!

/

/

إنتـَـــر

ما أتعبني شيء في حياتي

منذ ان عرفت نفسي

سوى أنني الكبير

في كل شيء

هكذا يقولون لي ..

ومازالوا يقولون ..

ومازالوا يرددون ..

اصبر ..

تحمَّل ..

انسى ..

تجاوز

انت الكبير؟

/

/

أما أنا المسكين

فأصدِّقهم

أقنع نفسي

اقول لقلبي

ابتسم ايها الكبير

لا تشتكي

لا تتبرم

حتى لو كنت تتألم؟!

لو كنت تبكي من الداخل

/

/

اعلم أنه صعب على قلبي

أن يتحمل فوق طاقته

ومع ذلك أقول له

لا تعترض على شيء

فقط اقبَل

كل ما يقال لك

فقط افعل

كل ما يطلب منك؟

/

/

ولا لستُ ادري ..

الى متى سيستمر هذا الوضع؟

الى متى سأظل الكبير

في نظر غيري؟

بينما في نظر نفسي

مازلتُ صغيراً؟

وهكذا اتمنى ان أكون؟

ولو لبعض الوقت؟

على الأقل

لأحصل على جزء مما اريده

جزء من حقوقي

ابسط حقوقي؟

/

/

فيا الله ..

كم اكره هذه الكلمة..

في قرار نفسي ..

كم أمقُتها

في داخلي

ولكن .. ماذا افعل؟!

لابد أن اقبلها؟

لابد ان أتعايشُ معها ..

ألستُ الكبير؟!

.