عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2010, 02:08 AM   رقم المشاركة : 4
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



نعم ( مُش حتِئدَر تَغَمِّض عَينَيك ) ..

أعتقِد جميعُنَا نُتَوَّق لمِثل هَذَا الجَمَال الآسِر الذِي يجعَلنَا ..

فِي عالَم آخَر غَير الَّذِي نَعُيشُ فِيه رغم أنَّ البَعض يَنظُر لِذَلِك

على انه نَوع من قِلَّة الأدَب ..

وأعتقِد أن الرَّجُل الذِي يَهبه الله بزِيجَة من هَذَا النَّوع الفَرِيد

أعتقِد أن والِدَته رَاضِيَه عنه كُل الرِّضَى ..

فِي السَّابِق كُنَّا نَتَشَدَّق فِي الكوَيتِيَّة ( حَلِيمَة بِنْت بولَند ) ..

ونضرِب بهَا الأمثَال .. أمَّا اليَوم بل فِهََذِهِ اللحظَة بالذَّات ..

وبعدَ أن رَأينَا ( رَاهِي جَابرِي ) .. أصلاً أسِمهَا يَكفِيكِ !!

بعدَ أن رَأينَاهَا لابُد أن نُعِيد حِسَابَاتُنَا .. أن نَستَرجِع تَقييمُنَا ..

وأن نَعدِل عَن قَرَارنَا ..

الَّذِي كَانَ يُصَبُّ لِمَصلَحَة ( بِنت بولَند ) عَلَى أنَّهَا الأولَى ..

من حَيثُ الجَمَال الطَّبِيعِي الَّذِي أوجده الله سُبحَانه وَتَعَالَى ..

وَمَيَّزَهَا بِهِ ..

وَبِمَا أنَّنِي أحِب الجَمَال وَأشتَاقُ إلَيه ..

ألاّ أنَّنِي أجِد نَفسِي عَاجِزاً .. عَن وَصف جَمَال ( رَاهِي ) ..

وإن إستَطَعت أن أصِفهَا كَمَا يَنبَغِي .. دُونَ زِيَادَة أونِقصَان

يَاتُرَى مَاذَا أوصِف بِهَا .. ومَاذَا أخلِّي .. هَل أوصِف الشَّعر ..

المُتَنَاثِر عَلَى المِتنَين .. ام أوصِف العَينَين الَّتِي أعتَبِرهَا ..

نَافِذَتِي الوَحِيدَة الَّتِي أرَى من خِلالهَا العَالَم بأسرِه بِكُل مَافِيهِ

من جَمَالِيَّات الكَون وَمَهْد الطَّبِيعَة ..

ام أوصِف الأنف ومَا أجمَله من أنْف .. ام أحِيدُ بِمَشَاعرِي

إلَى تِلك الشِّفَاة القُرمَزِيَّة ..

الَّتِي يَعجُز الحَكِيم عَن وَصف جَمَالُهَا .. ام ذلكَ العُنق الطَّوِيل

الَّذِي ومن شِدَّة صَفَاؤه .. من كِثرَة نَقَاؤه ..

نَرَى من خِلاله المَاء النَّقِي .. الَّذِي تَتَشَرَّبه لِتَرتَوِي مِنْه ..

( الجمَال ) قيمة من القيم النبيلة .. وهِبَة ربَّانية ..

تبعث في أنفسنا الرَّاحة .. وتطرُد عنها الهمُوم أيضاً ..

هي سِحرُ ُخلاب وفتنة ُ ُآسِرَة ..

ومن منا وبلا خجل .. لايحب مرآى وجه أسيل سَاحِر ..

ذكراً كان أو اُنثَى .. وبجذبٍ لطيفٍ متبادل لايخرج ..

عن غريزة اعطانا إيَّاهَا الله .. وفطرنا عليها؟

من منا لايعشق .. لوحَة خالدة .. رُسِمَت بأنامل ذكيَّة

أو عطراً فاتناً او منظر الخُضرَة .. بين أحضَان الطبيعة ..

حيث الأوراد والأزاهير .. والأطيار والعصَافير؟

من منا لايطرب لـ ( جَمَال) النفس ..

و ( جَمَال) الصِّفات والأخلاق .. في معاملة أو دراسةٍ ..

أو بادرةٍ في وقتٍ .. شُحِبَت فيهِ القيم وشُحَّت المثل ..

وتنافرت الطباع .. وهُزِلَت فيهِ قيم الحق والنبل ..

و ( الجَمَال )؟

لِمَ نـُغمض أعيننا عن الفطرة ..؟

لِمَ نغلق أدمغتنا في وجه حقائق الحياة؟

لِمَ لا نُصارح أنفسنا .. نغلق الباب ونفتح نوافذنا ..

ولماذا ننظر إلى ( الجمال ) نظرتنا للمحرَّمات؟

بَل لِمَ لا نواجه مجتمع يكاد ان يأكلنا بعلمه وإطـِّلاعه ..

وهو في ذات الوقت.. يدمِّرنا بالأشياء الرَّخيصَة ..

التي لم نتعلـَّم كيف نحاربها في أنفسنا ..

أوكيف نستفيد منها .. فنَرى بعض شبابنا غارقاً ضائعاً؟

أجل ياصَاحبي ..

لقد أفرغنا رصاصاتنا العزيزة في الأهداف الخاطئة ..

فبتنا بلارصاص .. لانعرف منهو عدونا ..

فنتبارى في الهجوم على قيمة نبيلة بدعوى ..

إنها سبب كل البلاء والتخلّف ..

ألم تسمعوا عن الغرب .. لاشك سمعتم فما هو ذخركم

في حربه الشعواء .. في بثـّه الحر الذي غزى البيوت؟

وهو يعتبر فيما يعتبر الشجرة ..

التي لم تهزها الريح فاسدة .. والعفو ياصاحبي ..

لستُ مغرماً بإخلاق الغرب .. قدر إعتزازي بمبادئنا ..

وثقافتنا التي نريد لها السَّوَاد ..

فلاتهزها رياح ولاعواصف..لكن حبذا تقييم الأمور

على حقيقتها .. وإعطاء الأشياء مسمياتها الدقيقة ..

فالزهر غير الحرمان .. والحُلم غير الخنوع ..

و ( الجمال ) غير الفتنة .. لابد إذاً من إعطاء ..

كل ذي حق حقه .. خشية رصاصة طائشة تُخَرِّب..

أكثر مِمَا تـُفيد ..

فنقيم جدلاً بيزنطياً .. حول أيهما أول البيضَة ام الدجاجة؟

وقضايا كثيرة .. هي أبعد ماتكون عن ديننا وثقافتنا ..

فلانتمسَّك ألاّ بالقشُور .. حتـَّى ننفر الناس من الجوهر

ونقبل بإقتلاع الشجرة أمراً واقعاً ..

ولانَقبَل بإهتزاز أغصانها الشَّرعي .. فأي تناقض هذا؟

أبسط مثال على مغالاتنا ..

حينما نكون صغاراً قليلي الخبرة .. نرفض فكرة الزواج

قلباً وقالباً على أساس إنها فكرة مخجلة أو ( قذرة )

ويحمرّ وجهنا حينما يمزح معنا أحداً ..

وما أن ينضج التفاح .. ويحين وقت سقوط الثـّمار..

حتى ترانا نقاتل .. من أجل الزواج بل ونحارب بضراوة ..

مدافعين عن حق طبيعي ..

أعطاه الله لعباده .. إشباعاً لغريزة خلقها فيهم ..

وفي سائر الحيوانات .. وتحقيقاً لهدف حياتي نبيل..

انها المغالات التي تجعلنا نعتكف في الصَّوامِع ..

رافضين طيِّبات الحياة المباحة لنا ..

والمغالات إبنة ( الجهل ) و ( التزمُّت ) عدو النَّضج

فما رأيك ياصَاح؟

هي خنجر مسموم في صدر الحقيقة الواضحة الجلية

كوضوح شمس الظـَّهِيرة في رابعة النهار ..

تُرَى كيف تفسِّر أضغاث الأحلام التي تـُبيح لنا ..

حتـَّى المحرّمات .. التي تنزل في أعماق أدمغتنا ..

في مغاور النفس واللاوعي ..

تكبتها وتهذبها التَّربية .. والعادات والتقاليد ..

والتعليمات والتعاليم ..المختلفة القاسية بإنواعها ..

وليس في ذلك عيب..( فكبح الذات ضروري )..

إللهم الاّ المغالات التي تمنعنا من التصرُّف الطبيعي

لذا تَرى طفلنا الخليجي المسكين .. عاجزاً عن الكلام

حتى كبيرنا يتأتيء أمام المجتمع أو الكاميرا ..

بينما تـَرى إبن الأجانب منطلقاً ..

يعبِّر بوضُوح ودقـَّـة متناهية .. عمَّا يجول بخاطره ..

وفي غرارة نفسه ..

نحنُ نـُخفي و ( نتزمَّت ) ونكبت حتـَّى نؤمن ..

أننا وحدنا على جادَّة الصَّواب من شدَّة المغالات ..

والتزمُّت ..

احدنا لايُطيق حتى سماع موسيقى تبث في نفسه ..

روحاً جميلة سعيدة .. وتهدِّيء قليلاً من أعصابه ..

حينما تكون ملتهبة .. او متأججة بدعوى إنها تجرفنا ..

إلى عالم من اللذات والمنكرات .. أيُعقل؟

الزائد أخو الناقص بحق ..

وخير الأمور .. ما رعاه العقل وتبنـَّته الحكمة ..

ولم يخالف ( الأخلاق ) والدِّين ..

أمَّا أن نكبت ..

وعلى سبيل المثال .. رغبتنا في الطعام مثلاً ..

ونحنُ جياع ..

نتعلل إننا ( للتو تعشينا ) فأنه أمرُ ُغريب ..

بل الأغرب منه .. دعوات المجاملات .. التي لاتزيد

عن كونها كلاماً .. فحذار أن تصدقه وتعمل بموجبه ..

ألف سُؤال وسُؤال يحيِّرنا ..

ويحيِّر عقول أطفالنا البريئة التي تتلقـَّى الآلاف ..

من الصَّدمات كي تحشِر عِنوة ..

في زُمرة العالم الثـَّالث ..

فما أحوجنا اليَوم .. إلى إعادة تقييم وتشكيل ..

إلى إعادة بناء إجتماعي ..

فكثير من حياتنا بُنِي على خطأ ..

ما أحوجنا إلى تذوق ( الجَمَال ) .. في كل شيء

فلمسَة ( الجَمَال ) تكسبه رونقاً رائعاً .. ولا أغالي

إن قلت إن ( الجَمَال ) هو غاية .. لكل شيء ..

هو الحُلم الأقصَى في كل مانفعل ..

من أجل (جَمَال) المأكل والملبس والمركب والمسكن

والمشغل حتَّى .. فلِمَ إذاً لانتذوقه وهو من حولنا؟

ما المانع إزاء ذلك؟

إنها دعوى بعيدة كل البعد عن ( التزمت ) ..

ومصافحَة ( الجمال )و( الجَمَال ) بغير فضيلة لعنةٍ

فما أكثر ( الجماليات ) من حولنا؟

فقط نحن بحاجة للبحث عنها والتفتيش عن مكامنها ..

فهلاّ فتَّشنا وبحثنا عنها الآن وإن كانت الإجابَة بنعم

فمتى؟


/


/


/

المحبرة اللامنتَهيَة