عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2013, 04:24 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


وبالدراسة والبحث نجد أن هناك ملايين الملايين من الحبوب والبذور
والثمار الجافة والرطبة ولكل منها تركيب وسلوك خاص بها، وقد خلقت
هذه الحبوب والبذور بحكمة بالغة ولا مكان فيها للمصادفة العمياء
والعشوائية كما يدعي أصحاب نظرية التطور.
وتنتشر هذه الحبوب والبذور في البيئة بأساليب مختلفة منها الانتثار
بالرياح كما هو الحال في نباتات الأراشد (Orchids) وأبوالمكارم
Machaeriumوالجعضيض Sonchus والخشخاش Papaverوتنتشر
بعضها بالحيوان كما هو الحال في نبات الشبيط Xanthiumالذي يمتلك
خطاطيف يتعلق بها في أشعار وأوبار وأصواف الحيوان وملابس الإنسان
وأوعية نقل الحبوب والبذور .
صورة لبعض الثمار وهي تنتقل عبر الهواء
وعندما تسير الحيوانات على الطين تتعلق بأقدامها بعض البذور والثمار
فتنقلها، ويقوم النمل بدور فعال في نقل البذور والحبوب وينقل الإنسان
هذه البذور بالتصدير والاستيراد والنقل والزراعة، وهناك بذور وحبوب
تنقل بالماء وهي مهيأة لهذا النوع من النقل .
ويقوم الفلاح بزراعة الحبوب والبذور في التربة الزراعية،
والنتيجة العلمية أن الله سبحانه وتعالى وحده المحيط علما بكل هذه الحبوب
والبذور جملة واحدة، فالإنسان قد يعلم بعضها في مكان محدد ويجهل
البعيد عن علمه وإدراكه، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده علام بها وقد
قدر هذا منذ بدء الخلق ولذلك قال تعالى :
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }
(الانعام /59)
فجميعها مسجلة في اللوح المحفوظ .
وفي الآية إعجاز في قوله تعالى :
{ وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ }
ففي ظلام التربة وتحت الثرى توجد الحبوب والبذور والثمار المزروعة
والبرية الكامنة لعشرات السنين والتي لا تنبت إلا عندما يحين موعد إنباتها
وتتهيأ لها العوامل الداخلية والخارجية البيئية المساعدة على الإنبات .
وتوجد في ظلمات الأرض كورمات القلقاس الرطبة أو الطرية،
ودرنات البطاطس، وجذور البطاطا، وريزومات الموز والغاب والكانا،
وجذور النباتات العادية الوتدية والليفية، والجذور المتدرنة كاللفت والبنجر
والجزر، وتوجد ثمار نبات الفول السوداني Arachis hypogaea
في التربة، كلها يعلمها الله سبحانه وتعالى، ويعلم تركيبها الداخلي ووزنها
وحجمها ولونها وشكلها الظاهري، وفوائدها الغذائية والبيئية والدوائية
والجمالية، وتركيبها الجيني وأهميتها في دورات الحياة والحياة .
وإذا أردت أن تعلم هذه الآية :
{ وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ }
أنظر إلى الصحراء القاحلة قبيل هبوط المطر عليها ستجدها جرداء قاحلة،
وعندما يسقط عليها المطر ترى العجب العجاب، فبعد فترة وجيزة تخضر
الأرض كما قال تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }
(الحج/63)
وكما قال تعالى :
{ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }
(الحج/5)
وقال تعالى :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
(فصلت/39)
وهذا ما فصلناه في كتابينا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات،
وكتابنا معجزات حيوية علمية ميسرة.
وبعد مده من نزول الماء على الأرض واخضرارها ترى الأزهار المتباينة
والجميلة وقد كست الصحراء في مجموعات غاية في الحسن والجمال.
من أين جاءت تلك النباتات؟! جاءت من البذور والحبوب والثمار
التي كانت في ظلمات الأرض كامنة ومترقبة لنزول الماء لتنبت وتعطي
هذه النباتات الجميلة .
وكل بذرة أو حبة أو ثمرة لها خصائص وتركيب جيني خاص بها يتوقف
عليه طريقة الإنبات هوائي ـ أرضي والشكل الظاهري للأوراق
مركبة ـ بسيطة وتركيب الزهرة والنورة والبذرة والحبة والثمرة،
والله وحده المحيط بكل هذه الحقائق والعلوم والكائنات،
وهو اللطيف بهذه الكائنات والحيوان والكائنات الحية الدقيقة والإنسان
المستفيدة من هذه النباتات، وهو سبحانه خبير عليم يعلم كل هذه الخصائص
والتراكيب ويحفظ على تلك المخلوقات حياتها, وخلق الأرض والماء والهواء
والضوء والإظلام النافع لها.
وعندما ينزل المطر على الصحراء تنبت أبواغ جراثيم بعض الفطريات
كالكمأة أو الفقع وتعطي الأجسام الثمرية للفقع ذات القيمة الغذائية والدوائية
والبيئية المتميزة، فمن كان يعلم بوجود هذه الأبواغ بين حبات الرمال
وتركيبها الوراثي كيف تنبت وتتزاوج وتعطي الأجسام الثمرية.
وبعض البذور والحبوب والثمار تظل كامنة في الأرض الزراعية
لعشرات السنين ولا تنبت رغم توفر شروط الإنبات الخارجية لوجود
بعض مثبطات النمو في الجنين أو أغلفة الحبة أو البذرة أو الثمرة
والتي تعوق إنبات البذور والحبوب والدرنات والريزومات والبصلات
والبصيلات المحتوية عليها .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس