عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2017, 09:39 PM   رقم المشاركة : 5
محمد رقراق
( ود جديد )
 





محمد رقراق غير متصل

-------------------. الخاتم . -----------------
الفصل الثالث :

سنضع بعض النقاط على الحروف قبل أن نواصل روايتنا..
(اليستر كراولي) ..ساحر فاجر و مشعود.. يلقب بخليفة الشيطان...إنه الشر المتجسد في هيئة انسان ...
سحر، وكفر وفجور، ودعارة،و شذوذ ومخدارت، واحتقار أديان .. إلى آخر ما يجعل الإنسان أخبث الخبثاء
شعاره في الحياة افعل ما تشاء
و الشر من أجل الشر
اول من باع نفسه للشيطان .. و بنى له كنيسة يعبد فيها..
ولد عام 1875 بانجلترا و أكمل دراسته الجامعية...
عام 1900 و في مكان منعزل ب (بولسكاين) بدأ تجاربه السحرية الرهيبة ... بدأت تسري إشاعات في القرية عن أصوات غريبة وعن الشيطان في القصر الذي اتخذه مقاماً . ...تسبب في انتحار خادمين ، في حين أن الجزار الذي وصله شيك موقع من كراولي وبه أسماء شيطانية ورموز سحرية قطع شرياناً في يده وأضحى من عمال الكنيسة ومن المدمنين على الخمر .
خرج يطوف و يجوب العالم و يندمج في المجتمعات بهدف كسب الشر أكثر ...في عام 1904 كتب كتابه المسمى" كتاب القانون" ....يدعي ( كراولي) ان الشيطان قد لقنه اياه في القاهرة بمصر.. و منه أسس ديانة الثيليما..
اسس مجموعة من الطوائف السرية في العالم وكان يسر دائماً بأن يضيف إلى نفسه ألقاباً جديدة كلما أمعن إغراقا في الشر وفي إذلال معشوقاته الكثيرات - اللائي كان يشير إليهن بـ "نسائي القرمزيات" - حيث كان يجبرهن على الاشتراك في حفلات داعرة وبأن يمثلن دور قرد يموت وكلب
سنة 1944 توفي (كراولي) بسبب جرعة زائدة من المخدرات وأقام له أشياعه حفلا ً أسود أحرقوا خلاله جثته .
لينتهي بذلك أخبث رجل عرفه القرن العشرين. للإشارة فقد أنجب هذا الشيطان بربارا بوش والدة بوش الاصغر
* * * * * * * *
عند الصباح كان أيوب في أسوء حالاته.بعد أن قضى ليلته ساهرا. ..
ما إن دخل إلى مقهى الانترنيت حتى تفاجئ (عمر) ... وقبل أن يسأله بادره في قص حكايته و كيف قضى الليل بين الهاتف و التطلع إلى الشارع...و أفكاره السوداء...
أخفى عنه أمر الخاتم...
غير أنه ناوله القصاصتين الورقيتين قائلا :
- احتفظ بهما و حاول أن تحل لغزهما. .بعدما أعود نتكلم أكثر. ..
(عمر ) مستوضحا :
- إلى أين ؟
- الزبون الذي اتصل البارحة بشأن عطب في حاسوبه...قد اتصلت به مخبرا اياه اني قادما لاصلاحه.
قالها و هو يغادر المحل تاركا (عمر ) يتطلع إلى القصاصتين.
هكذا نجد (أيوب ) يطرق باب تلك الشقة...ينتظر ...يفتح الباب ليظهر خلفه رجل في أواخر الستينات من عمره...يدعوه إلى الدخول..
واضح ان الشقة تخلو من أي لمسة انوثة... ربما لم تلج إلى هنا امرأة من زمن طويل ...بقايا إفطار على المائدة. .. تلفاز يبث تسجيل إحدى القنوات لسهرة غنائية هي إلى الفجور و العري أقرب. ..
أشار صاحب البيت إلى الحاسوب ...فتقدم اليه أيوب يتفحصه. ..
و دون أن يلتفت إلى صاحبه قال :
- تكلم يا سيدي... اعرف انك كبئر امتلاء بالماء .. تكلم و اعتبرني ابنك. ...تكلم قد تجد خلاصك. ..
كان يعرف أن الرجل سيتكلم. ..
عيناه تقولان ذلك. ..
ملامحه تأبى الكتمان ..
أنفاسه تفضحه. ..
الحالة التي تجعلك تبادل الكلام مع الجالس بجانبك في الحافة أو سيارة الأجرة. ... تتكلمان تبادلان الأسرار. ..في الأخير تنصرفان و كل راض ما دام لا تعرفه و لا يعرفك...
إنه الصمت الذي يثقل كاهلك. ..
أطلق الرجل تنهيدة حارة. .. و تكلم
تكلم عن اشتغاله كمعلم .. ثم التقاعد
تكلم عن طلاقه و عن المطالبة بالنفقة....تكلم عن أبناءه الذين لا يراهم إلا لماما. ..
عن الشقة و قرض البنك...
عن الضغط و مرض السكري. .
عن الوحدة التي تقتله...
تكلم عن الخادمة التي تعتني به نهاية كل أسبوع ..
التفت إليه ( ايوب) و بهدوء وضع يده التي يزينها الخاتم على كتفه...ثم تطلع إلى عينيه طويلا ... قائلا:
- يا لك من شقي بائس. ..يعيش القسوة و العذاب و الوحدة ليل نهار... حياتك معاناة من أجل الاخر
و تابع بصوت إلى الهمس أقرب :
- و كأني أراك بعين الخيال... و قد ازددت تعاسة....المرض الخبيث يهاجمك. ..خادمة البيت تعد الطعام لك.. تدسه في فمك كطفل صغير. .. تغير حفاظاتك. ... الاشمئزاز. ..التأفف ... تتركك. لن تأتي... لن يزورك أحد. ...الدود ينتشر في جسمك ... الرائحة. ....العغن. . ثم الموت وحيدا ككلب عقور.... و انها نهاية قاسية...
خارت قوى الرجل ...اخد يلهث .... يجاهد دموعه...و بصوت أقرب إلى البكاء تسأل :
- ما العمل ؟
- كل من كان سبب في هدا ... دعه يتألم ..دع ضميره يعذبه. ..يندم ... يبكي ...
برقت عينا الرجل و تراجع و هو يقول :
- ما...ما...ماذا تقصد؟
ابتسم (ايوب) مجيب :
- لقد فهمت قصدي... لقد عرفت فالزم. .
أكمل و هو يغادر المكان:
- فكر في كلامي جيدا.... و تذبر فيه....قد تجد الخلاص...و نهاية العذاب...
حينها غادر الغرفة تاركا المسكين سابحا في بحر من الدموع و العرق
عند المساء اهتزت مدينة طنجة على خبر انتحار معلم متقاعد وجد مشنوقا في مطبخه. ..
و قيل أن السبب مشاكل نفسية و أسرية. .
* * * * * * *
نهاية الفصل الثالث







رد مع اقتباس