عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 11:56 PM   رقم المشاركة : 1
خفايا أشواقي
( وِد ماسي )
 





خفايا أشواقي غير متصل

كيف نحترم أنفسنا ونمارس حريتنا ؟

كيف نحترم أنفسنا ونمارس حريتنا ؟


يقول شخص لآخر في موقف معين " احترم نفسك "

ويقول الناس عن شخص أنه " إنسان يحترم نفسه " .

ويستخدم أكثر الناس عبارة " احترم نفسك "
في مواقف معينة لتؤدي غرضها , ولكن لا يدرك

بعضهم أبعاد المعاني العميقة التي تحملها .


فما الفرق بين احترام النفس واحترام الآخرين ؟

لماذا لا نقول للآخر " احترمنا " بدلاً من أن نقول له " احترم نفسك ؟ " .

والحقيقة أن احترام النفس هو الأساس ,
وما احترام الآخرين إلا نتيجة طبيعية لاحترام النفس ,

فالذي يحترم نفسه يعرف حدوده في كل شيء فيتوقف
عندها ولا يتجاوزها إلى حدود الآخرين ,

ولهذا فإن الذي يتجاوز حدوده معك ويقول :
" أنا حر "
ليس حراً , لأن حريته تنتهي عند حدودك

فإذا اقتحمها لم يعد حراً وإنما أصبح معتدياً ,
وهذا هو الفرق بين الحرية والعدوان .

لا يوجد إنسان حر بالمعنى الذي لا يعرف الحدود ,
والحرية إطارها احترام النفس بمعنى احترام

الحدود وعدم تجاوزها إلى الغير .

فما دمت صادقاً مع نفسك قائماً بواجباتك في كل اتجاه , معطياً لكل ذي حق حقه ,
لا تظلم , لا تغش

, لا تكذب , لا تَنُم ,
لا تحقد , لا تغدر , لا تمكر ,
لا تخون , لا تعتدي ,
عادلاً , أميناً , مخلصاً , وفياً

, فثق تماما أنك إنسان حر مكتمل الحرية ولن تنقص حريتك إلا عندما يحدث خلل في إحدى هذه

الصفات ,
وعندما يحدث هذا الخلل معناه أنك تجاوزت حدود حريتك واعتديت على الآخرين , لأن في

عدم الأمانة أو عدم العدل كما في الكذب والحقد والغدر إضراراً بالغير ,
وعندما تضر بالغير فإنك -

في أعماقك - تفقد التوزان , وتفقد السلام في داخلك ويبدأ ضميرك يشعر بالذنب ,
وبالتالي تفقد

احترامك لنفسك , وتفقد حريتك ,
وينتج عن ذلك كله عدم احترام الآخرين لك لأنك تصبح في نظرهم

متهماً وناقصاً بسبب الصفات التي فرطت فيها .

والمقصود باحترام الناس هنا ليس الاحترام الظاهري
الذي يحصل عليه المرء بسبب الجاه

أو السلطة , وإنما المقصود هو
ما يتركه سلوك الفرد وأعماله من أثر في نفوس الآخرين

على شكل محبة ومودة وتقدير ينعكس على موقفهم منك بينهم وبين أنفسهم وأمام الغير .

هذه حدود العلاقة بين احترام الإنسان لنفسه واحترامه للآخرين ومعرفته بحدود حريته .

فالإنسان حر ما دام يحترم نفسه ويعرف حدوده مع الآخرين .

وقد وضع الإسلام ثوابت أخلاقية وسلوكية إذا ما عمل بها الإنسان ارتقى إلى أعلى مستويات

التحضر , ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل بأساس دستور المعاملات بين الناس في الإسلام المتمثل

في أقوال أحسن الناس أخلاقا محمد صلى الله عليه وسلم , ومنها قوله :

" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
" [ رواه البخاري ] .

" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
[ رواه الترمذي وابن ماجه ] .

" لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم , ولا تطلبوا عوراتهم "
[ رواه أحمد ] .

" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء "
[ رواه البخاري في الأدب المفرد ] .

" رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى "
[ رواه البخاري ] .

" من حمل علينا السلاح فليس منا , ومن غشنا فليس منا "
[ رواه مسلم ] .

" المؤمن مرآة أخيه , والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه "
[ رواه البخاري في الأدب المفرد ] .

" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
[ متفق عليه ] .

" تبسمك في وجه أخيك صدقة "
[ رواه الترمذي ] .

" إياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث , ولا تحسسوا ولا تجسسوا , ولا تنافسوا , ولا تحاسدوا ,
ولا تباغضوا ولا تدابروا , وكونوا عباد الله إخواناً "
[ متفق عليه ] .

" من لا يشكر الناس لا يشكر الله "
[ رواه الترمذي ] .

" امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين "
[ رواه أحمد ] .

" بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "
[ رواه مسلم ] .


أحـاديث نـبوية ومبـادئ أخلاقيـة إسلاميـة تعد بالعشرات تصب جميعاً في دائرة التعامل بين الناس ,

تضع له القواعد المثلى وتنظمه وتخط له حدوده ,
فمن عمل بهذه القواعد وجعلها نظام حياتـه

وعرف مع نفسه ومع الناس حدوده أصبح أوسع خَلق الله حرية في هذا الكون , وأكثرهم احتراماً

لنفسه , فـيـظـفـر باحتـرام مـن النـاس ليـس لـه حــدود .


.. .. ..


التعامل مع النفس والنـاس كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم







التوقيع :