عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2014, 04:00 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

يقول الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -:
[ ما من يومٍ ينشقُّ فجرُه إلا نادَى مُنادٍ من قِبَل الحقِّ:
يا ابنَ آدم ! أنا خلقٌ جديدٌ، وعلى عملِك شهيدٌ، فتزوَّد منِّي بعملٍ صالحٍ؛
فإني لا أعودُ إلى يوم القيامة ]
وإنه لمن فضلِ الله: أن يُلهمَ الرجلُ استِغلال كل ساعةٍ من عُمره،
ومن المُؤسِفِ أن البعضَ لا يُبالُون بإضاعة أوقاتهم سُدًى،
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحَّةُ والفراغ )
وقد تُقتلُ الليالي بما يُسمِّيه بعضُهم "إحياء الليالي"،
والتي هي في حقيقتها قتلٌ لساعات العُمر وإماتةٌ له وشلٌّ لحركته.
وقد تموتُ القِيَمُ والمبادِئُ، وتفشُو مظاهر سُلُوكيَّةٌ سيِّئةٌ؛ من حسَدٍ، وأنانيَّةٍ،
وحقدٍ، وظُلمٍ، فتموتُ الحياةُ الفاضِلَة بشُيُوع هذه السُّلُوكيَّات المَشِينة.
والغِيرةُ - عباد الله - حياةٌ، وموتُها يقودُ إلى الدَّمار، وجلبِ كل عارٍ،
والأعراضُ غاليةٌ وثمينةٌ،
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( ومن قُتِل دون أهلِه فهو شهيدٌ )
إن غيرَة الرجلِ على نسائِه دليلٌ على قوة إيمانِه وعُلُوِّ همَّته،
ومُجتمعٌ يُحفَظُ فيه النساء، ويغارُ فيه الرِّجالُ مُجتمعُ طُهرٍ وعفافٍ،
وموتُ الأمانة ونضوبُ منابِعِها مُؤشِّرٌ خطيرٌ إلى مرضٍ عُضالٍ.
ورفعُ الأمانة من قلوبِ الرِّجال من مظاهر الخلَل في بُنيان المُجتمعات.
قال عبدُ الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه -:
[ إن أول ما تفقِدون من دينِكم الأمانة، وآخِرَ ما يبقَى الصلاة ]
وعن عبدِ الله بن عمروٍ - رضي الله عنه :
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( لا تقومُ الساعةُ حتى يظهرَ الفُحشُ والتفاحُشُ، وقطيعةُ الرَّحِم،
وحتى يُؤتمَن الخائِنُ ويُخوَّن الأمين )
والاستِجابةُ لله وللرسول حياةٌ،
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ الأنفال: 24 ].
تكون الاستِجابةُ حياةً بالعمل الصالِحِ، والامتِثال لأوامِر الشَّرع وتعظيمِها وتحكيمِها،
وعلى قدر الاستِجابة تكون الحياةُ النافِعةُ الطيِّبة،
ومن لم يستجِبْ لله وللرسول فحياتُهم ناقِصةٌ غيرُ كامِلة،
وحياتُهم لا تُسمَّى حياةً وإن مشَوا على الأرض،
قال الله تعالى:
{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ }
[ الأنعام: 36 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،
فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه.

أمابعد ....

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله،
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ]
عباد الله:
والنومُ موتٌ، وهو آيةٌ من آيات الله ونعمةٌ من نِعَمه، وهو موطنُ عِظَةٍ وعِبرةٍ،
ومُعجِزةٌ تشهَدُ على قُدرتِه - سبحانه -،
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }
[ الزمر: 42 ].
فاقتضَت حكمةُ الله أن ينامَ الإنسانُ حتى يعيشَ الجسَد،
وكثرةُ النوم موتٌ للحياة، ومظِنَّةُ فسادٍ، وفواتُ المصالِح.
وقد سُئِل عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - عن جِدِّه في نهارِه وقيامِه في ليلِه، فقال:
[ إنني لو نِمتُ في نهارِي ضيَّعتُ رعِيَّتي، ولو نِمتُ في ليلِي ضيَّعتُ نفسِي ]
قال الله تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ }
[ الأنعام: 60 ].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه،
فقال:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم،
وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم،
إنك حميدٌ مجيدٌ
وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام،
وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك ومنِّك وإحسانِك يا أرحَمَ الرَّاحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين،
وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين،
واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس