عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2014, 12:35 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إن الرجلَ ليكونُ له عند الله المنزِلة، فما يبلُغُها بعملٍ،
فما يزالُ يبتَليه بما يكرَه حتى يُبلِّغَه إياها )
أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" بإسنادٍ حسنٍ.
ولهذا كان الابتلاء من الخير الذي أرادَه الله بعبدِه وكتبَه له وإن لم يظهَر له ذلك،
كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه :
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( من يُرِد الله به خيرًا يُصِب منه أي: يُنزِل به مُصيبة ويبتلِيه ببلاءٍ )
أخرجه البخاري في صحيحه .
فالابتلاء - أيها الإخوة - كِيرُ القلوب، ومِحكُّ الإيمان، وآيةُ الإخلاص،
وشاهد الإذعان، ودليلُ التسليم لله رب العالمين،
وهو كالدواء النافع يسوقُه إلى المريض طبيبٌ رحيمٌ به، ناصحٌ له، عليمٌ بمصلحته.
فحقُّ المريض العاقل: الصبرُ على تجرُّع صابِه وعلقمِه، وألا يتقيَّأه بالسَّخَط والشكوى.
ألا فبُشرى ثم بُشرى لأولئك الذين نزل بساحتِهم البلاء من أهل الإسلام في فلسطين،
وسوريا، وبورما، وإفريقيا الوسطى، وغيرها، فأُخرِجوا من ديارهم وأموالهم،
واستُبيحَت حُرماتُهم، وضاقَت عليهم الأرضُ بما رحُبَت؛
فإن عاقبةَ الله - إن شاء الله - هي منَّةُ الله بالنصر والتمكين في الدنيا،
ونزول رفيع الجِنان في الآخرة
{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
[ النساء: 19 ].
نفعني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -،
أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافَّة المسلمين من كل ذنبٍ،
إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه ، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ.


أمابعد ...

فيا عباد الله:
إن للثبات عند نزول البلاء ووقوع المِحَن أسبابًا تُعين عليه،
وتُذلِّلُ السبيل إليه، ومن أعظمها:
صِدقُ اللُّجوء إلى الله تعالى، وكمالُ التوكُّل عليه، وشدَّةُ الضراعة والإنابة إليه،
وصِدقُ التوبة بهجر الخطايا والتجافِي عن الذنوب؛ فما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ،
وما رُفِع إلا بتوبة كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه .
ومنها: النظرُ في أخبار الذين نزل بهم البلاء،
وألمَّت بهم المصائب من الأنبياء والمُرسلين، وعباد الله المُخلَصين للتعزِّي بأحوالهم،
والتأسِّي بصبرِهم وتسليمِهم الذي كان ديدنَهم وهِجِّيراهم ودأبَهم عند نزول البلاء.
ومنها: تحسينُ الظنِّ بالإخوة في الدين، لاسيَّما منهم أهل العلم والفضل،
بحمل أقوالهم وأعمالهم على أحسن المحامِل،
وكذا الرجوع إلى الراسِخين في العلم باستِيضاح ما يُشكِل، والسُّؤال عما يُجهَل.
ومنها: الحذرُ من الإعجابِ بالرأيِ، واجتِنابُ التعجُّل في إطلاق الأحكام،
والمُسارعة إلى تعليل أو تفسير المواقِف باتباع الأهواء،
أو الوقوع تحت تأثير ما يُسمَّى بالتحليلات على اختلاف أنواعها وتعدُّد مصادرها؛
إذ هي قائمةٌ - في الأعمِّ الأغلبِ - على المصالِح والمطامِح والأهواء،
فيقِلُّ فيها الصدقُ، ويكثُر الكذبُ والخطأ والظلمُ.
ومنها: تركُ القِيل والقال الذي كرِهَه الله لعباده،
كما جاء في الحديث - الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"
عن المُغيرة بن شعبة - رضي الله عنه :
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إن الله تعالى حرَّم عليكم عقوقَ الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهات،
وكرِه لكم قِيل وقال، وكثرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال )
ويدخلُ فيه: التحديثُ بكل ما يسمعه المرءُ،
كما جاء في الحديث - الذي أخرجه مسلم في "صحيحه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُحدِّث بكل ما سمِع )
وإنه إذا كان حرِيًّا بالمسلم اتباعُ هذا المنهَج الراشِد في كل حين؛
فإن اتباعَه في أوقات المِحَن ونزول البلاء أشدُّ تأكُّدًا، وأعظمُ وجوبًا.
فاتقوا الله - عباد الله ، وسَلُوا الله العافية من كل بلاءٍ، واشرُوه على السرَّاء والضرَّاء.
وصلُّوا وسلِّموا على خاتم الرسل والأنبياء؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّ الأرض والسماء،
فقال - سبحانه -:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين،
وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتَهم،
واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم انصُر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ،
وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا،
وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ،
ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء،
اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين،
وإلى ما فيه صلاحُ العبادِ والبلادِ يا مَن إليه المرجعُ يوم التناد.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا،
وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا،
وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا،
واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين،
وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم ربَّنا آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس