عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2014, 03:36 AM   رقم المشاركة : 5
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏13 ‏:‏ 14‏)‏
{‏ تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ‏.‏ ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ‏}‏
أي هذه الفرائض والمقادير التي جعلها اللّه للورثة، بحسب قربهم من الميت واحتياجهم إليه وفقدهم له عند عدمه، هي حدود اللّه فلا تعتدوها ولا تجاوزوها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ومن يطع اللّه ورسوله‏}‏ أي فيها فلم يزد بعض الورثة، ولم ينقص بعضهم بحيلة ووسيلة بل تركهم على حكم اللّه وفريضته وقسمته‏:‏ ‏{‏يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم‏.‏ ومن يعص اللّه ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين‏}‏ أي لكونه غيَّر ما حكم اللّه به، وضاد اللّه في حكمه، وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم اللّه وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم‏. عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى وحاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة‏)‏، قال، ثم يقول أبو هريرة‏:‏ اقرأوا إن شئتم‏:‏ ‏{‏تلك حدود اللّه - إلى قوله - عذاب مهين‏}‏ وقال أبو داود في باب الإضرار في الوصية عن شهر بن حوشب أن أبا هريرة حدثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليعم أو المرأة بطاعة اللّه ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضران في الوصية فتجب لهما النار‏)‏ وقال‏:‏ قرأ عليَّ أبو هريرة من ههنا‏:‏ ‏{‏من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار - حتى بلغ - ذلك الفوز العظيم‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الآية رقم ‏(‏15 ‏:‏ 16‏)‏
‏{‏ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ‏.‏ واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما ‏}‏
كان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة، حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏واللاتي يأتين الفاحشة‏}‏ يعني الزنا ‏{‏من نسائكم فاستشهدوا علين أربعة منكم؛ فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل اللّه لهن سبيلا‏}‏ فالسبيل الذي جعله اللّه هو الناسخ لذلك، قال ابن عباس رضي اللّه عنه‏:‏ كان الحكم كذلك حتى أنزل اللّه سورة النور فنسخها بالجلد أو الرجم؛ وهو أمر متفق عليه، وروى مسلم وأصحاب السنن عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏‏(‏ خذوا عني خذوا عني؛ قد جعل اللّه لهن سبيلاً؛ البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام؛ والثب بالثيب جلد مائة والرجم‏)‏ وقد روى الإمام أحمد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏خذوا عني خذوا عني؛ قد جعل اللّه لهن سبيلاً؛ البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة؛ والثيب بالثيب جلد مائة والرجم‏)‏
وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى القول بمقتضى هذا الحديث، وهو الجمع بين الجلد والرجم في حق الثيب الزاني، وذهب الجمهور إلى أن الثيب الزاني إنما يرجم فقط من غير جلد، قالوا‏:‏ لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم رجم ماعزاً والغامدية واليهوديين، ولم يجلدهم قبل ذلك فدل على أن الجلد ليس بحتم، بل هو منسوخ على قولهم، واللّه أعلم‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واللذان يأتيانها منكم فأذوهما‏}‏ أي واللّان يفعلان الفاحشة فآذوهما، قال ابن عباس‏:‏ أي بالشتم والتعيير والضرب بالنعال، وكان الحكم كذلك حتى نسخة اللّه بالجلد أو الرجم، وقال مجاهد‏:‏ نزلت في الرجلين إذا فعلا اللواط وقد
روى أهل السنن عن ابن عباس مرفوعاً قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من رأيتموه يعمل علم قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به‏)‏ وقوله ‏{‏فإن تابا وأصلحا‏}‏ أي أقلعا نزعا عما كانا عليه وصلحت أعمالهما وحسنت‏:‏ ‏{‏فأعرضوا عنهما‏}‏ أي لا تعنفوهما بكلام قبيح بعد ذلك، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له‏:‏ ‏{‏إن اللّه كان تواباً رحيما‏}‏ وقد ثبت في الصحيحين ‏(‏إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب عليها‏)
أي لا يعريرها بما صنعت بعد الحد الذي هو كفارة لما صنعت‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏17 ‏:‏ 18‏)‏
‏{‏ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ‏.‏ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ‏}

ومعناه‏:‏ إنما يقبل اللّه التوبة ممن عمل السوء بجهالة ثم يتوب قبل الغرغرة، قال مجاهد‏:‏ كل من عصى اللّه خطأ أو عمداً فهو جاهل حتى ينزع عن الذنب، وقال قتادة، كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقولون‏:‏ كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة، وقال ابن عباس‏:‏ ‏{‏ثم يتوبون من قريب‏}‏ قال‏:‏ ما بينه وبين أن ينظر إلى ملك اموت‏.‏ وقال الضحاك‏:‏ ما كان دون الموت فهو قريب، وقال قتادة والسدي‏:‏ ما دام في صحته، وقال الحسن البصري‏:‏ ‏{‏ثم يتوبون من قريب‏}‏، ما لم يغرغر، ذكر الأحاديث في ذلك‏:‏ قال الحسن البصري‏:‏ ‏{‏ثم يتوبون من قريب‏}‏، ما لم يغرغر، ذكر الأحاديث في ذلك قال الإمام أحمد
عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر‏)‏
حديث آخر‏:‏ قال ابن مردويه عن عبد اللّه بن عمر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ما من عبد مؤمن يتوب قبل الموت بشهر إلا قبل اللّه منه أدنى من ذلك؛ وقبل موته بيوم وساعة يعلم اللّه منه التوبة والأخلاص إليه إلا قبل منه‏)

وحديث آخر‏:‏ قال أبو داود الطيالسي عن عبد اللّه بن عمر، يقول‏:‏ إن تاب قبل موته بعام تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه، ومن تاب قبل موته بجمعة تيب عليه، ومن تاب قبل موته بيوم تيب عليه، ومن تاب قبل موته بساعة تيب عليه، فقلت له‏:‏ إنما قال اللّه ‏:‏ ‏{‏إنما التوبة على اللهّ للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب‏}‏ فقال إنما أحدثك ما سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
حديث آخر‏:‏ قال أبو بكر بن مردويه‏:‏ عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن اللّه يقبل توبة عبده ما لم يغرغر‏)‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس