عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2003, 06:51 PM   رقم المشاركة : 1
تروووووك
( ود جديد )
 






تروووووك غير متصل

إكمال للقصة السابقة>> لا تجزعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا العام يكتمل من عمري ثلاثون خريفاً.. كلها مضت .. وأنا أسير في نفق مظلم ..
كضوء الشمس عندما يغزو ظلام الليل ويبدده ..
كمطر الصيف .. صوت رعد .. وأضواء برق .. انهمار المطر..
كان الحلم يرسم القطرات .. والفرح .. قوس قزح ..

* شريط قدَم لي من أعز قريباتي ..
وعند الإهداء قالت .. إنه عن تربية الأبناء ..
تذكرت أنني قد تحدثت معها عن تربية الأبناء منذ شهور مضت .. وربما أنها اهتمت بالأمر ..
شريط الأبناء .. سمعته .. رغم أنه اليتيم بين الأشرطه الأخرى التي لدي ..سمعته مرة .. وثانية ..

لم أعجب به فسحب .. بل من شدة حرصي سجلت نقاطاً منه على ورقة .. لا أعرف ماذا حدث لي .. إعصار قوي .. زحزح جذور الغفلة من مكانها وأيقظ النائم من سباته .. لم أتوقع هذا القبول من نفسي .. بل وهذا التغير السريع .. لم يكن لي أن أستبدل شريط الغناء بشريط كهذا !!

طلبت أشرطة آخرى .. بدأت أصحو.. واستيقظ ..
أفسر كل أمر .. إلا الهدايه .. من الله .. وكفى ..
هذه صحوتي .. وتلك كبوتي ..
هذه إنتباهتي .. وتلك غفوتي ..
ولكن ما يؤلمني .. أن بينهن .. ثلاثين عاماً من عمري مضت .. وأنى لي بعمرٍ كهذا للطاعة ؟؟
دقات قلبي تغيَرت .. ونبضات حياتي اختلفت ..أصبحت في يقظة .. ومن أولى مني بذلك .. كل مافي حياتي من بقايا السبات أزحته من طريقي .. كل ما يحويه منزلي قذفت به .. كل ما علق بقلبي أزلته ..

* انت مندفعه .. ولا تقدرين الأمور !! من أدخل براسك أن هذا حرام .. وهذا حرام .. بعد عشر سنوات تقولين هذا ..؟!

متى نزل التحريم ..؟

قلت له .. هذا أمر الله وحكمه ..

نحن يا زوجي في نفق مظلم .. ونسير في منحدر خطير ..

من اليوم .. بل من الآن يجب أن تحافظ على الصلاة ..

نطق الشيطان على لسانه .. هكذا مرة واحدة ؟

قلت له بحزم .. نعــــم

ولكن سباته عميق .. وغفلته طويله ..

لم يتغير .. حاولت .. وجاهدت ..

شرحت له الأمر .. دعوت له ..

ربما .. لعل وعسى .. خوفته بالله .. والنار .. الحساب والعقاب .. بحفرة مظلمه .. وأهوال مقبله

ولكن له قلبٌ كالصخر .. لا يلين !!

في وسط حزنٍ يلفني .. وخوف من الأيام لا يفارقني عينٌ على أبنائي .. وعين تلمح السراب .. مع زوج لا يصلي وهناك بين آيات القران .. نار تؤرقني ..
{ ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين }

حدثته مرات ومرات .. وأريته فتوى العلماء قديماً وحديثاً
من لا يصلي يجب أن تفارقه زوجته لأنه كـافـــــر ولن أقيم مع كـافــــر ..

التفت بكل برود وسخرية وهو يلامس جرحاً ينزف وأبناءك .. الست تحبينهم ..؟

قلت .. { فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين }

* كحبات سبحة .. انفرط عقدها .. بدأت تتابع المصائب .. السخرية والإهـــانة .. التهـــــديد .. والوعيــــــــد

لن ترينهم أبـــــــــــداً .. أبــــــــــــــداً

أمور كثيرة .. بدأت أعاني منها .. وأكبر منها .. أنه لا يصلي !!

وماذا يرجى من شخص لا يصلي ؟

عشت في دوامة لا نهـــــــاية لها .. تقض مضجعي .. وفي قلق يسرق لذة نومي .. هاتفت العلماء ..

ليست المشكلة بذاتي .. بل بفؤادي .. أبنائي ..

وعندما علمت خطورة الأمر .. وجوب طاعة الله ورسوله ..

اخترت الدار الآخرة .. وجنة عرضها السموات والأرض على دنيا زائفة وحياة فانية .. وطلبت الطلاق ..
كلمة مريرة على كل امراة .. تصيب مقتلاً .. وترمي بسهم ..

ولكن انشرح لها قلبي .. وبراء بها جُرحي .. وهدات معها نفسي .. طاعت لله وقربة ..

امسح بها ذنوب سنوات مضت .. زاغسل بها ارداناً سلفت

أبتليت في نفسي .. وفي أبنائي .. أحاول أن انساهم لبعض الوقت ..

ولكن تذكرني دمعتي بهم

قال لي أحد اقاربي .. إذا لم يأتي بهم قريباً .. فا لولاية شرعاً لكِ..

لأنه لا ولاية لكافرٍ على مسلم .. وهو كافر .. وأبنائك مسلمون ..

تسلية بقصة يوسف وقلت .. ودمعةٌََ لا تفارق عيني .. ومن لي بصر أبيه .

في صباحٌ بدد الحزن ضوءه .. طال ليله .. ونزف جرحه .. لابد أن ازرو ابنتي في مدرستها .. لم أعد احتمل فراقها .. جذوة في قلبي تُحرقه لا بد أن اراها .. خشيت أن يذهب عقلي من شدة لهفي عليها .. عاهدت نفسي أن لا اظهر عواطفي .. ولا ابين مشاعري .. بل سأكون صامدة ..

ولكن .. اين الصمود .. وأنا احمل الحلوى في حقيبتي !!

جاوزت باب المدرسة متجةُ إلى الداخل .. لم يهداء قلبي من الخفقان .. ولن تستقر عيني في مكان .. يمنةً ويسره ابحث عن إبنتي .. وعندما هويت على كرسي بجوار المديرة .. استعدت قوتي .. مسحت عرقاً يسيل على وجنتي ..

ارتعاش بأطراف أصابعي لا يقاوم .. اخفيته خلف حقيبتي .. أنفاسي تعلو وتنخفض .. لساني التصق بفمي وشعرت بعطشٍ شديد .. في جو ارتقب فيه من أحب .. تحدثت المديرة .. بسعة صدر .. وراحة بال .. اثنت على إبنتي .. وحفظها للقرآن .. طال الحديث .. وأنا مستمعه !!

وقفت في وجه المديرة .. وهي تتحدث .. أُريد أن أرى إبنتي .. فأنا مكلومة الفؤاد .. مجروحة القلب .. فتح الباب .. وأقبلت .. كإطلالة قمر .. يتعثر في سحب السماء .. غَشي على عيني .. وأرسلت دمعي .. ظاهر ضعفي أمام المديرة .. حتى ارتفع صوتي .

ولكني سمعت صوتاً حبيباً .. كل ليلة يوآنسني .. وفي كل شدة يثبتني .. إصبري .. لا تجزعي .. هذا إبتلاء من الله ليى صدق توبتك .. لن يضيعك الله أبداً .. من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ..

أُخيتي .. الفتنة هي الفتنة في الدين ..

كففت دمعي .. وأريت جُرحي .. بثثت حرني إلى الله ..

خرجت .. وأنا ألوم نفسي .. لماذا أتيت ؟!

والأيام تمر بطيئه .. والساعات بالحزن مليئه

اتحسس أخبارهم .. أسأل عن أحوالهم ؟!

ستة أشهر مضت .. قاسيت فيها الم الفراق وذقت حلاوة الصبر .. الباب يطرق ..

ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم .. إنهم فلذات كبدي لقد أتى بهم .. تزوج وأراد الخلاص

مرت ليلتان .. عيني لم تشبع من رؤيتهم .. أذني لم تسمع أعذب من أصواتهم

تتابعت قبلاتي لهم تتابع حبات المطر تلامس أرض الروض .
علمت أن الله استجاب دعوتي .. وردهم إلي

ولكن بقي أمر أكبر .. أنه تربيتهم ..

عدت أتذكر يوم صحوتي .. وأبحث عن ذاك الشريط ..

حمدت الله على التوبة ..

تجاوزت النفق المظلم .. صبرت على الابتلاء

وأسال الله .. الثبات

الثبات ..


النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية







التوقيع :
تكفيني...الذكرى *o