عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2014, 03:13 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا لأصحابِه:
( من أصبَح منكم اليوم صائِمًا؟
قال أبو بكر: أنا،
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: فمن تبِع منكم اليوم جنازةً؟
قال أبو بكر: أنا،
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: من أطعمَ اليوم منكم مِسكينًا؟
قال أبو بكر: أنا،
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
فمن عادَ منكم اليوم مريضًا؟
قال أبو بكر: أنا،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما اجتمعنَ في امرئٍ إلا دخلَ الجنةَ )
رواه مسلم.
ألا فاتقوا الله - عباد الله -، ولْتُبادِرُوا إلى إذكاء مفهوم المُواساة بالتوجيه،
والحثِّ، والقُدوة من خلال العمل التطوُّعي والخيري فردًا وجماعةً،
وعبرَ الأوقاف والوصايا والجمعيات التعاوُنية، ولتكُن الدنيا في أيدينا لا في قُلوبِنا،
ولنستحضِر كلَّ حينٍ أن من منَحَنا البسمةَ قادرٌ على أن ينزِعَها منَّا،
ومن وهبَنا المال قادرٌ على ألا يُبارِك لنا فيه
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[ آل عمران: 185 ].
باركَ الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والحكمة،
قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسِي والشيطان،
وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين والمُسلمات من كل ذنبٍ وخطيئةٍ،
فاستغفِروه إنه كان غفَّارًا.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه.


أما بعـــــــد ...

فاتقوا الله - عباد الله
واعلموا أن الله خلقَ الإنسان في كبَد، وأنه كادِحٌ إلى ربِّه كدحًا فمُلاقِيه،
وأن من عاشَ لم يخْلُ من المُصيبة، وقلَّ أن ينفكَّ عن عجيبة.
لذا كان خُلُق المُواساة خيرَ مُعينٍ على تلك النوائِب، وعلى كفكَفة الدموع فيها،
ودفع الغُصَّة عنها؛ ليتمَّ رصُّ بُنيان المُجتمع ورقعُ فُتوقِه،
وزيادةُ ظُلمته لُحمةً واتِّحادًا وتعاضُدًا.
والمرءُ في حياتِه ليس مُبرَّءًا من الشكوى؛ إذ هي من سِمات الحياة وعيشها،
غيرَ أن هذه الشكوى تحتاجُ إلى صاحبِ مُروءةٍ يُواسِي ذا الشكوَى،
أو يُسلِيه، أو يتوجَّعُ له.
ومع هذا كلِّه فإنك - أيها المرءُ المُبتلَى - مأمورٌ إذا عزَّ وجودُ المُواسِي
أن تثِقَ بالله ربِّ العالمين؛ فهو - سبحانه - ربُّ المُواسِي،
وأراحمُ الراحمين، وأنه ربما أخذَ منك لأجل أن يُعطِيَك،
ومنعَكَ ليحمِيَك من ضرر ما منعَك عنه.
فإن لم يكن هذا ولا ذاك فإنها رِفعةٌ في الدرجات، وتكفيرٌ للسيئات،
وأن من عجِزَ عن مُواساتِك بمالِه فلن يبخَل عليك بلِسانِه فيُسلِيكَ بلفظِه،
أو يتوجَّعُ لك بقلبِه، فتشعرُ أنك لستَ في الهمِّ وحدك،
وأن هناك من يبكِي لبُكائِك ويحزَنُ لحُزنِك.
ومتى أوحشَك خُلُوُّ الواقِع من المُعين؛ فإن للصبر عواقِب أحلَى من الشَّهد المُكرَّر،
و
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[ الزمر: 10 ].
فقد كان ناسٌ من الأنصار سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم،
ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفَدَ ما عنده، فقال:
( ما يكونُ عندي من خيرٍ فلن أدَّخِرَه عنكم، ومن يستعفِف يُعِفَّه الله،
ومن يستغنِ يُغنِه الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله،
وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر )
رواه أحمد
هذا، وصلُّوا - رحمكم الله - على خير البريَّة، وأزكى البشريَّة:
محمد بن عبد الله صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه،
وثنَّى بملائكَته المُسبِّحةِ بقُدسِه، وأيَّه بكم - أيها المُؤمنون -،
فقال - جل وعلا -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك صاحبِ الوجه الأنور، والجَبين الأزهَر،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين،
اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين،
واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين،
واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل ولايتَنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس