عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 03:11 AM   رقم المشاركة : 14
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏100‏)‏
‏{‏ وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه
وتعالى عما يصفون ‏}‏
هذا رد على المشركين الذين عبدوا مع اللّه غيره وأشركوا به في عبادته أن عبدوا الجن فجعلوهم شركاء له في العبادة، تعالى اللّه عن شركهم وكفرهم‏.‏ فإن قيل‏:‏ فكيف عبدت الجن مع أنهم إنما كانوا يعبدون الأصنام‏؟‏ فالجواب أنهم ما عبدوها إلا عن طاعة الجن وأمرهم إياهم بذلك، كقوله‏:‏ ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً لعنه اللّه وقال‏:‏ لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام‏}‏ الآية، وكقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني‏}‏ الآية، وقال إبراهيم لأبيه‏:‏ ‏{‏يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً‏}‏، وكقوله‏:‏ ‏{‏ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين‏}‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلوا للّه شركاء الجن وخلقهم‏}‏ أي وقد خلقهم فهو الخالق وحده لا شريك له فكيف يعبد معه غيره‏؟‏ كقول إبراهيم‏:‏ ‏{‏أتعبدون ما تنحتون واللّه خلقكم وما تعملون‏}‏ ومعنى الآية أنه سبحانه وتعالى هو المستقل بالخلق وحده، فلهذا يجب أن يفرد بالعبادة وحده لا شريك له‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وخرقوا له بنين وبنات بغير علم‏}‏ ينبه به تعالى على ضلال من ضل في وصفه تعالى بأن له ولداً، كما يزعم من قاله من اليهود في عزير، ومن قال من النصارى في عيسى، ومن قال من مشركي العرب في الملائكة إنها بنات اللّه ‏{‏تعالى اللّه عما يقول الظالمون علواً كبيراً‏}‏‏.‏ ومعنى ‏{‏خرقوا‏}‏ أي اختلقوا واتفكوا وتخرصوا وكذبوا كما قال علماء السلف وقال ابن عباس ‏{‏وخرقوا‏}‏ يعني تخرصوا، وقال العوفي عنه ‏{‏وخرقوا له بنين وبنات بغير علم‏}‏ قال‏:‏ جعلوا له بنين وبنات، وقال مجاهد‏:‏ كذبوا، وقال الضحاك‏:‏ وضعوا، وقال السدي‏:‏ قطعوا، قال ابن جرير‏:‏ وتأويله إذاً‏:‏ وجعلوا للّه الجن شركاء في عبادتهم إياهم، وهو المتفرد بخلقهم بغير شريك ولا معين ولا ظهير، ‏{‏وخرقوا له بنين وبنات بغير علم‏}‏ بحقيقة ما يقولون ولكن جهلاً باللّه وبعظمته، فإنه لا ينبغي لمن كان إلهاً أن يكون له بنون وبنات ولا صاحبة، ولا أن يشركه في خلقه شريك، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏سبحانه وتعالى عما يصفون‏}‏ أي تقدس وتنزه وتعاظم عما يصفه هؤلاء الجهلة الضالون من الأولاد والأنداد والنظراء والشركاء‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏101‏)‏
‏{‏ بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ‏}‏
{بديع السماوات والأرض‏}‏ أي مبدعهما وخالقهما ومنشئهما ومحدثهما على غير مثال سبق، ومنه سميت البدعة بدعة، لأنه لا نظير لها فيما سلف، ‏{‏أنّى يكون له ولد‏}‏ أي كيف يكون له ولد ‏{‏ولم تكن له صاحبة‏}‏ أي والولد إنما يكون متولداً بين شيئين متناسبين، واللّه تعالى لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه لأنه خالق كل شيء، فلا صاحبة له ولا ولد كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إدَّاً‏}‏، ‏{‏وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم‏}‏، فبين تعالى أنه الذي خلق كل شيء وأنه بكل شيء عليم، فكيف يكون له صاحبة من خلقه تناسبه وهو الذي لا نظير له، فأنى يكون له ولد‏؟‏ تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏102 ‏:‏ 103‏)‏
‏{‏ ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ‏.‏ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم اللّه ربكم‏}‏ أي الذي خلق كل شيء ولا ولد له ولا صاحبة، ‏{‏لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه‏}‏ أي فاعبدوه وحده لا شريك له، وأقروا له بالوحدانية، وأنه لا إله إلا هو، وأنه لا ولد له ولا والد ولا صاحبة له، ولا نظير ولا عديل ‏{‏وهو على كل شيء وكيل‏}‏ أي حفيظ ورقيب يدبر كل ما سواه ويرزقهم ويكلأهم بالليل والنهار‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار‏}‏ فيه أقوال للأئمة من السلف أحدها ‏:‏ لا تدركه في الدنيا وإن كانت تراه في الآخرة، كما تواترات به الأخبار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غير ما طريق ثابت في الصحاح والمسانيد والسنن، كما قال مسروق عن عائشة أنها قالت‏:‏ من زعم أن محمداً أبصر ربه فقد كذب على اللّه، فإن اللّه تعالى قال‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏، وخالفها ابن عباس، فعنه‏:‏ إطلاق الرؤية، وعنه‏:‏ أنه رآه بفؤاده مرتين، والمسألة تذكر في أول
سورة
النجم إن شاء اللّه، وقال يحيى بن معين سمعت إسماعيل بن علية يقول في قول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار‏}‏ قال هذا في الدنيا، وقال آخرون‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار‏}‏ أي جميعها، وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة، وقال آخرون من المعتزلة بمقتضى ما فهموه من هذه الآية أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة، فخالفوا أهل السنّة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه من الجهل بما دل عليه كتاب اللّه وسنّة رسوله، أما الكتاب فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة‏}‏، وقال تعالى عن الكافرين‏:‏ ‏{‏كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‏}‏، قال الإمام الشافعي‏:‏ فدل هذا على أن المؤمينن لا يحجبون عنه تبارك وتعالى، أما السنّة فقد تواترت الأخبار عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ أن المؤمنين يرون اللّه في الدار الآخرة في العرصات، وروضات الجنات، جعلنا اللّه تعالى منهم بمنه وكرمه آمين‏.‏

وقال آخرون‏:‏ لا منافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك، فإن الإدراك أخص من الرؤية، ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم، ثم اختلف هؤلاء في الإدراك المنفي ما هو‏؟‏ فقيل معرفة الحقيقة، فإن هذا لا يعلمه إلا هو وإن رآه المؤمنون، كما أن من رأى القمر، فإنه لا يدرك حقيقته وكنهه وماهيته، فالعظيم أولى بذلك وله المثل الأعلى، وقال آخرون‏:‏ الإدراك هو الإحاطة، قالوا‏:‏ ولا يلزم من عدم الإحاطة عدم الرؤية، كما لا يلزم من عدم إحاطة العلم عدم العلم، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يحيطون به علماً‏}‏، وفي صحيح مسلم‏:‏ ‏(‏لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‏)‏، ولا يلزم منه عدم الثناء، فكذلك هذا‏.‏ قال ابن عباس ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏ قال‏:‏ لا يحيط بصر أحد بالملك، وعن عكرمة أنه قيل له‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار‏}‏ قال‏:‏ ألست ترى السماء‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ فكلها ترى‏؟‏ وقال قتادة‏:‏ هو أعظم من أن تدركه الأبصار، وقال ابن جرير عن عطية العوفي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة‏}‏ قال‏:‏ هم ينظرون إلى اللّه لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصره محيط بهم، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏‏.‏

وقال آخرون في الآية عن عكرمة قال، سمعت ابن عباس يقول‏:‏ رأى محمد ربه تبارك وتعالى، فقلت‏:‏ أليس اللّه يقول‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏ الآية، فقال لي‏:‏ لا أمَّ لك، ذلك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء‏.‏ وفي رواية‏:‏ لا يقوم له شيء ‏"‏رواه الترمذي وابن مردويه والحاكم في المستدرك وقال‏:‏ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‏"‏، وفي معنى هذا الأثر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه مرفوعاً‏:‏ ‏(‏إن اللّه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل الليل، وعمل الليل قبل النهار، حجابه النور - أو النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه‏)‏، وفي الكتب المتقدمة‏:‏ إن اللّه تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية‏:‏ يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده‏:‏ أي تدعثر، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين‏}‏، ونفي الإدراك الخاص لا ينفي الرؤية يوم القيامة، يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء، فأما جلاله وعظمته على ما هو عليه تعالى وتقدس وتنزه، فلا تدركه الأبصار، ولهذا كانت أم المؤمينن عائشة رضي اللّه عنها تثبت الرؤية في الدار الآخرة، وتنفيها في الدنيا، وتحتج بهذه الآية‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏، فالذي نفته الإدراك الذي هو بمعنى رؤية العظمة والجلال على ما هو عليه، فإن ذلك غير ممكن للبشر ولا للملائكة ولا لشيء‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وهو يدرك الأبصار‏}‏ أي يحيط بها ويعلمها على ما هي عليه لأنه خلقها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير‏}‏، وقد يكون عبر بالأبصار عن المبصرين كما قال السدي في قوله‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏ لا يراه شيء وهو يرى الخلائق، وقال أبو العالية ‏{‏وهو اللطيف الخبير‏}‏ اللطيف لاستخراجها، الخبير بمكانها، واللّه أعلم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏104 ‏:‏ 105‏)‏
‏{‏ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ‏.‏ وكذلك نصرِّف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون ‏}‏
البصائر‏:‏ هي البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن وما جاء به الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ‏{‏فمن أبصر فلنفسه‏}‏ كقوله‏:‏ ‏{‏فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها‏}‏، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ومن عمي فعليها‏}‏ لما ذكر البصائر قال‏:‏ ‏{‏ومن عمي فعليها‏}‏ أي إنما يعود وباله عليه، كقوله‏:‏ ‏{‏فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور‏}‏،{‏وما أنا عليكم بحفيظ‏}‏ أي بحافظ ولا رقيب، بل إنما أنا مبلغ واللّه يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وقوله‏:‏ ‏{‏وكذلك نصرّف الآيات‏}‏ أي فصلنا الآيات في هذه السورة من بيان التوحيد وأنه لا إله إلا هو، هكذا نوضح الآيات ونفسرها ونبينها في كل موطن لجهالة الجاهلين، وليقول المشركون والكافرون المكذبون دارست يا محمد من قبلك من أهل الكتاب، وقارأتهم، وتعلمت منهم وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والضحّاك وغيرهم ‏.‏ روي عن عمرو بن كيسان قال، سمعت ابن عباس يقول‏:‏ دارست‏:‏ تلوت خاصمت جادلت، وهذا كقوله تعالى إخباراً عن كذبهم وعنادهم‏:‏ ‏{‏وقالوا أساطير الأولين اكتتبها‏}‏ الآية، وقال تعالى إخباراً عن زعيمهم وكاذبهم ‏{‏إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ولنبيّنه لقوم يعلمون‏}‏ ولنوضحنه لقوم يعلمون الحق فيتبعونه، والباطل فيجتنبونه، فللّه تعالى الحكمة البالغة في إضلال أولئك وبيان الحق لهؤلاء، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً‏}‏ الآية، وكقوله‏:‏ ‏{‏ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن اللّه لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم‏}‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏كذلك يضل اللّه من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى‏}‏، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى أنزل القرآن هدى للمتقين وأنه يضل به من يشاء ويهدي به من يشاء، ولهذا قال ها هنا‏:‏ ‏{‏وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون‏}‏، وقرأ بعضهم ‏{‏درسْتَ‏}‏ أي قرأت وتعلمت وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد والسدُّي والضحّاك ، قال الحسن ‏{‏وليقولوا دَرَسَتْ‏}‏ يقول‏:‏ تقادمت وانمحت، وقال عبد الرزاق إن صبياناً يقرأون ‏{‏دارست‏}‏ وإنما هي درست‏.‏ وقال شعبة هي في قراءة ابن مسعود‏:‏ دَرَسَت، يعني بغير ألف بنصب السين ووقف على التاء، قال ابن جرير ومعناه‏:‏ انمحت وتقادمت، أي أن هذا الذي تتلوه علينا قد مر بنا قديماً وتطاولت مدته‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏106 ‏:‏107‏)‏
‏{‏ اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ‏.‏ ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ‏}‏
يقول تعالى آمراً لرسوله صلى اللّه عليه وسلم ولمن اتبع طريقته‏:‏ ‏{‏اتبع ما أوحي إليك من ربك‏}‏ أي اقتد به واقتف أثره واعمل به، فإن ما أوحي إليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه لأنه لا إله إلا هو ‏{‏وأعرض عن المشركين‏}‏ أي اعف عنهم واصفح واحتمل أذاهم حتى يفتح اللّه لك وينصرك ويظفرك عليهم، واعلم أن للّه حكمة في إضلالهم، فإنه لو شاء لهدى الناس جميعاً، ولو شاء لجمعهم على الهدى ‏{‏ولو شاء اللّه ما أشركوا‏}‏، أي بل له المشيئة والحكمة فيما يختاروه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما جعلناك عليهم حفيظاً‏}‏ أي حافظاً تحفظ أقوالهم وأعمالهم، ‏{‏وما أنت عليهم بوكيل‏}‏ أي موكل على أرزاقهم وأمورهم، ‏{‏إن عليك إلا البلاغ‏}‏، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب‏}‏‏.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس