عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 03:22 PM   رقم المشاركة : 9
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

( الفصل الثاني )


*تقدير الذات *

هذا السؤال على بساطته يحتاج إلى توضيح .
ويرتبط شرح هذا السؤال بمعرفة الإنسان لذاته. وكيفية تفعيلها في مجتمعه ليحصل على أعلى درجات الكفايه الإنسانيه . ويمكن أن يحصل الإنسان على تقدير ذاته , بالتدريب على رؤية إنجازاته وتحديد غاياته واستثمار إمكانياته.

السؤال كيف يتم ذلك ؟

دعنا نعرف كل مصطلح من ثلاثية تقدير الذات وهي :

الإنجازات ,,,والغايات,,,, واستثمار الإمكانات .

النقطه الاولى:

الإنجازات فهي ما يراه الإنسان بذاته إنجاز , وكلما نما لديك الإحساس بتلك الإنجازات. نما عندك تقدير الذات .

فالإنسان في كل يوم من حياته لديه مجموعه إنجازات. فأكله وشربه وقيادته لسيارته وكتابته وحديثه واتصالاته وعلاقاته وصلاته, كل ذلك يعتبر إنجازات, ولكن المشكله عند بعض الناس أنهم لا يرون ذلك إنجازا .

ولهذا فهم لا يقدرون ذواتهم ,أو يتخذون من نظرة الآخرين أساس تعريف الإنجاز . .

فالإنجاز عند بعض التاس ما يراه الآخرون إنجازا .. وليس الأمر كذلك من الناحية النفسيه وتنمية الذات وتقديرها .. وإنما الأمر مرتبط بالإنسان ذاته , فكلما رأيت عملا من أعمالك إنجازا فهو انجاز..

ولهذا فإن التدريب عند من يريد أن ينمي تقدير الذات لديه أن يرى في كل عمل يقوم به انجازا.إن إنجازات حياته كثيرة , فعلى سبيل المثال:


قيام الإنسان في الصباح وصلاته الفرض أو قراءته للقرآن أو زيارته لصديق أو بره بالوالدين أو أي عمل يقوم به..

إن كان يراه انجازا فإن ذلك سينعكس على تقديره لذاته ,, وإن لم يرى ذلك إنجازا فإن ذلك سينعكس على خفض تقدير الذات .

ولهذا فإن الإنسان الذي يريد تقدير ذاته هو ذلك الشخص الذي يلفت نظره إلى أمور كثيرة يقوم بها ويراها إنجازا.

ولذلك إذا طلب منه أن يعدد انجازاته فإنه لايجد مشكله أن يعدد العشرات في اليوم الواحد . التحدي ذاتي وليس خارجيا..

فتنمية تقدير الذات هي برؤية الإنسان لأعماله على أنها إنجازات وليست أعمالا بسيطه .

النقطه الثانيه:

من تنمية الذات هو تحديد الغايات, وعندما نتكلم عن الغايات إنما نتكلم عما يريده الإنسان من وقته وحياته..

فقد يريد شيئا غدا أو بعد سنه أو غير ذلك , لكن التحدي الذي يواجه الإنسان هو تحديد ماذا يريد من حياته سواء على المدى الطويل أو القصير.

وكلما كانت هناك رؤية واضحة فيما يريد الانسان , زاد تقدير الانسان لذاته لأنه يعرف ماذا يريد من حياته . فهي ذات معنى وليست هدرا.

ولذلك فإن من يعرف غاياته يستطيع أن يحدد مساراته .

وكذلك يستثمر إمكانياته في سبيل تحقيق غاياته, على عكس من لم يكن له غايات محدده فإن حياته تضيع ووقته يمضي وإمكانياته تهدر , لأنه لايعرف ماذا يريد .. ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) الزمر ايه 9.

ولابد من تأكيد نقطة أساسيه , إن الفرص كثيرة في الدنيا ولكن الإنسان الذي حدد غاياته هو الذي ينتهز الفرص , ولأن الغايه قيد والفرص صيد , وقبل أن نختم هذا الجزء رغم أننا سنعود اليه مرة أخرى , فإن هناك نقطه وهي أن وضوح الغايات يولد روحا في الاندفاعات , وفرق بين من لديه وضوح وروح. ومن لم يكن له ذلك .

النقطه الثالثه:

في مجال تقدير الذات هي استثمار الإمكانات فيما يحقق الغايات , فقد يضع الإنسان غايات ولكنه يعجز عن استثمار وقته وعلاقاته وعلمه وماله في تحقيق غاياته.


وهذا هو العجز الذي استعاذ منه الرسول حيث قال ((اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن ولبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال)).

وقد تكون الإمكانات كثيرة عند الإنسان ولكنه لا يعرف كيف يوظفها في تحقيق غاياته, وكلما تدرب الإنسان على توظيف إمكانياته زاد تقدير ذاته.

وبعد هذا الاختصار ننتقل الى سؤال آخر أساسي في تقدير الذات ..

السؤال هو :

من أنــــــــــــا؟؟







يتبع بإذن الله ... ندخل على الفصل الثالث ( ابعاد الذات الخمسه ) ..





لنا لقاء في الجزء الرابع من سلسلة اكتشف ذاتك ..







رد مع اقتباس