عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2017, 03:31 PM   رقم المشاركة : 1
الدنيا عذاب
( ود متميز )
 





الدنيا عذاب غير متصل

من منا مثل خديجة؟!

من منا مثل خديجة؟!

هي أمُّ المؤمنين، وسيدةُ نِساء العالَمين، خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، سيدة نساء قريش، ذاتُ الحسَب والنَّسَب والشَّرف.
تَزوَّجَتْ برسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وهي في الأربعينات مِن عُمرها، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنةً إلى أن توفَّاها الله تعالى، فكيف كانت خديجة الزَّوجة في أوقات المِحن؟

مِن أصعب اللَّحظات التي مَرَّتْ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم لحظاتُ الوحي الأُولى في غار حِراء حين نزل جبريلُ عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاد إليها يَرْجُف فؤادُه، وعندما وَصَل إليها شَعَر أنَّه في مَأمَنٍ، فقال: ((زَمِّلوني زَمِّلوني!))، فزمَّلتْه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فلمَّا أخبَرَها الخبرَ، لم تقف صامتةً أو خائفة، بل طَمْأنَتْه صلى الله عليه وسلم وواسَتْه وأجابَتْه بتلك الكلمات التي نزَلتْ عليه بردًا وسلامًا، قائلةً له: "أبشِرْ؛ فَوَاللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبَدًا؛ والله إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعينُ على نَوائبِ الحَقِّ"[1]، فيا لها مِن زوجة عاقلةٍ حكيمة!

وحينما جاء الحِصارُ الظالمُ، اختارت الصَّبرَ والصُّمودَ، وتحمَّلَتِ الجوعَ والحرمانَ، وهي صاحبة الثَّراء والمال.
خرجت بعد الحصار وقد أعياها المرَضُ، فخرجت من سجن الدنيا إلى سَعةِ الآخرة، بعدما أرسل اللهُ عزَّ وجل إليها السلامَ مع جبريل، وأمَر نَبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يُبَشِّرَها ببيتٍ في الجنةِ مِن قصَب، لا صَخَب فيه ولا نَصَب.

سؤالي لك أُخيتي:
♦ تُرَى لو أنَّ زوجَكِ مَرَّ بمحنةٍ أو شدَّةٍ، هل يلجأ إليكِ أولًا؟ هل أنتِ سَكَنه الوحيد الذي لا يرتاحُ إلَّا فيه؟ هل يثقُ في رَجاحةِ عقلكِ؛ حتى يشاركَكِ في همومه وقضاياه؟ أمْ أنَّكِ بالنسبة له مِحنةٌ وشدَّةٌ أخرى؟ يَفِرُّ مِنْكِ إلى غيرِك؟
♦ تُرى لو طُلِبَ مِنْكِ أن تُعَدِّدي صفات زوجك، أيُّهَا سيتبادر إلى ذِهنكِ أولًا: عيوبُه أم مزاياه؟
♦ هل حينَ يُبْتَلى زوجُك تكونين له العونَ والسَّندَ، أم تكونين أولَ الشامتينَ فيه؟!

أُخَيَّتي:
♦ كوني مثل خديجة رضي الله عنها حكمةً وعقلًا، تضحية وبذلًا، صبرًا وعطاءً، حبًّا ووفاءً.
♦ كوني لزوجِكِ الحضنَ الدَّافئ الذي يلجأ إليه، فَيُوَاسِيه ويخفِّف عنه الآلام.
♦ كوني الزوجة التي لا تَرى في زوجِها إلا الوَجْهَ المشرِقَ، فَتُذَكِّره بهِ عند الشدائد.

إنَّ الزوجة التي تخفِّف عن زوجها أعباءَ الحياة، وتشاركه آلامَه وأحزانه - لا تُقدَّر بثَمَن، إنَّها خيرُ متاع الدنيا؛ فعن عبدالله بن عَمرو أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الدُّنيا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ)).
والسؤال الآن: مَن منَّا ستكون مثل خَديجةَ؟!








رد مع اقتباس