عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-2015, 09:21 AM   رقم المشاركة : 1
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله
مزقي وحدتي بـ أغنيه شرقية




أمسكِ بطرف الغيم وطوفي بمديني المهجورة
وحرري عقارب نبضها المأسور في صدركِ
وأعيديها حيث كان اللقاء والفراق
فـ هاهي أجراس ميلادكِ تولد وتقرع من جديد
فوق حُلم أرتدى ثوب الأمل
الذي تدلت جيوبهُ بصوركِ المنحوتة في كل زوياها
ل تظل ملامحكِ تحتضن مديني
فقدت عاشت مدينتي بلا حُلم وبلا صوت
وبلا طارق ليل ينادي بعشقنا
فقد أصبح صدري دونكِ فارغ
ك عين ممتلئة بالحضور وهي غائبة
ك شاطئ هجرتهُ أصوات النوارس
ك أنتظار خلف موعد باهت لن يأتي
ك صوت ناي حزين يعزف بين جوقة صامتة
وك ليل أسدل ظلمتهُ وتقاعست نجومه في الشروق
أين أختبئ من تلك الوحدة الممتلئة بكِ
أين أمشط ثورة الحنين
تعالي مزقي وحدتي بـ أغنية شرقية
ودعيها تنفض فستانكِ المخملي
فوق زُرقة الموج وهو يرتدي قلادتك
تعالي إلي واحتوي نداءات الاشتياق في مآذن السماء
وخُذيني إليكِ إلى مدينة الحب والمطر
إلى كل تلك الأماكن التي عانقت عطركِ ودهن عودي
وبحة صوتكِ ونبضك ونبضي الذي توحدا
فوق دستور عشق تُتمتمهُ شفتينا وهي تحكي بصمت الهوى
في ذات المقهى الصباحي ورائحة القهوة
وصوت المطر وهو يحتضن صوت الموسيقى
إلى تلك المظلات التي كنا نختبئ تحتها
وأنا أراقب قطرات المطر التي امتلأت قطراتها بوجهكِ الفاتن
خذيني إلى صور الذكريات في البوم الحنين بداخلي
إلى شطيرة التفاح وهي تشاغبت شفتيكِ
وأنا أنظر كيف يمتزج أحمر شفاهكِ بها
وإلى قطع الثلج وهي تذوب في فمكِ
وكأنها تعلم أنها تبرد غيرتي منها فقد سبقتني إليكِ
وإلى تلك الطاولة التي حملت
أولى بصمات لقاءنا وأناملنا التي كانت ترتجف رغبةً وخوفًا
إلى تلك النظرات التي عبرت عينينا وتجاوزت
كل خطوط العشق المقدسة على جدار الهائمين
أمسكِ بيدي ودعينا نذهب إلى بائعة الورد
ل أعود وابتاع وردةُ جديدة تحمل ذات اللون
وأضعها في طرف شعركِ
خذيني إلى تلك التفاصيل الصغيرة
إلى تلك الأنثى التي ترتدي معطفها الأسود
إلى ضفاف النهر حيث تبادلنا مقطوعات الغناء
إلى تلك الطفلة المدللة بداخلكِ
التي ترغب في كل شيء والتي تشاغب المطر
وتبتاع الهدايا وتربك المارة وتضج المكان بصوتها الدافئ
وحين يباغتها النعاس أجدها على كتفي تنام بسلام
آه ...
يا رائعة النساء خُذيني
حيث ألقيت بكل الأمس والحزن بين يديكِ
حيث مزقتُ وحدتي في حضنكِ
وكتبتُ أولى قصائدي في شفتيكِ
وزرعتُ أولى بذور الياسمين على وجنتيكِ
حيث أسكنتُ كُل مشاعري في مدينتكِ
واستودعت عشقي بين حجرات قلبكِ
ورحلت بعيداً أرسمكِ طيف عابر على حدود السماء
أنتظر متى يحين موعد اللقاء بين السحاب
ل أعزف مقطوعتي الأخيرة على خاصرتكِ
وأتركِ ثواني العمر والأحلام تتراقص فوق الضباب
على صوت ناي يغني الحزن بين فواصلةُ

بقلم الناي 19/9/2015







التوقيع :
صفحتي في الفيس بوك

https://www.facebook.com/profile.php?id=1647753013

رد مع اقتباس