عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-2014, 02:28 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ السفر عبر الزمن... تجربة مليئة بالغموض والإثارة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
السفر عبر الزمن... تجربة مليئة بالغموض والإثارة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

عندما كنا صغاراً شاهدنا كثيراً من المسلسلات الكرتونية التي تدور حول آلة الزمن.. ولطالما أبهرتنا تلك الآلة بقدرتها على نقل الأشخاص إلى الماضي والمستقبل.. ليعيشوا في زمن ثاني ويستكشفوا كثيراً من أسراره وخباياه... وكم تمنينا ركوب آلة الزمن والخوض في مغامرة نسافر بها عبر الزمن إلى المجهول.. لنعرف ما يخبئه لنا المستقبل.. أو ما لم نجربه في الماضي... وكبرنا فأصبحنا نرى السفر عبر الزمن في أفلام الخيال العلمي.. وبقي بالنسبة لنا من المغامرات الشيقة التي نتمنى تجربتها... ليأتي العلم ويكشف الكثير من غموض هذه التجربة.. ويطلعنا على تفاصيل كثيرة فيها...

ما هو السفر عبر الزمن؟
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قبل أن نتحدث عن السفر عبر الزمن علينا بداية تعريف الوقت، وحسب ما اتفق عليه العلماء الوقت هو المسافة الزمنية التي تفصل بين الأحداث المتعاقبة التي تشغل حيزاً على الخط الزمني فتحتل نقطة ما منه. ومن هنا يمكننا القول أن الوقت لا نهاية له ولا بداية، فهو شيء غير محدود بالزمان، ولا بالمكان أيضاً.. من هذا المنطلق خرج العلماء بالعديد من النظريات التي تقول بإمكانية السفر عبر الزمن، لكن ما اتفقوا عليه حتى الآن هو إمكانية السفر إلى المستقبل.. ولم يجدوا بعد إثباتات علمية على قدرة الشخص بأن يسافر عائداً إلى الماضي.


بالتعريف يمكن القول أن السفر عبر الزمن هو الانتقال بين نقاط مختلفة من الحيّز الزماني للوجود، بطريقة مشابهة كثيراً للتحرك بين نقاط مختلفة في الفضاء. ويمكن السفر عبر الزمن للوصول إلى نقطة معينة في الماضي أو المستقبل دون الحاجة لاستخدام آلة الزمن أو التقنيات والأجهزة التي عرضتها أفلام الخيال العلمي، سيكون المسافر بحاجة فقط لطاقته الداخلية وإرادته القوية، وحسبما أثبتت نظريات الفيزياء فإن السفر يتم باستخدام عدة طرق، وبسرعة أكبر من سرعة الضوء.

عُرف السفر عبر الزمن لأول مرة من قبل (كورت غودل) الذي أشار إلى هذه التجربة في كتاب تحدث فيه عن (الزمان والمكان) وذكر وجود أبعاد كثيرة للزمان والمكان غير التي نراها ونعيشها، ويمكن التنقل بين تلك الأبعاد عبر الثقوب السوداء والسلاسل الكونية. ولعدة قرون بقيت فكرة السفر عبر الزمن تجول في أذهان كثير من العلماء، حتى جاء آينشتاين بنظرية (النسبية الخاصة) والتي تحدث بها صراحة عن إمكانية السفر عبر الزمن واضعاً الأساس النظري لتلك التجربة، فتلك النظرية أحدثت ثورة في عالم الفيزياء من خلال تغييرها لكثير من المفاهيم والمصطلحات الأساسية، وكان آينشتاين أول من قال بأن الوقت متغير متحرك وليس ثابت كما يعتقد الكثيرون، كما ربط بين الزمان والمكان بمصطلح (الزمكان) فجعلهما شيئاً واحداً بعد أن كانا منفصلين وقال بأن الزمن هو البعد الرابع بالإضافة لأبعاد المكان الثلاثة.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

ومن العلماء الذين أثاروا ضجة بأفكارهم حول تجربة السفر عبر الزمن جاء العالم (ستيفن هوكنغ) الذي مشى على خُطا آينشتاين نفسها معتمداً نفس نظرياته التي تقول بأن لا شيء ثابت في الكون، وإنما كل ما حولنا يتحرك بطريقة ما، ومن يعثر على الثقوب والشقوق الكونية سيتمكن من الانتقال إلى أبعاد زمكانية مختلفة، كما أن من يستطيع صنع سفينة فضائية تسير بسرعة الضوء سيُعد سفره بها سفراً إلى المستقبل، وذلك كون اليوم الواحد على هذه السفينة يعادل سنة كاملة من سنوات الأرض.


ما حاول العلماء جميعاً التركيز عليه في فكرة السفر عبر الزمن هو أننا جميعاً مسافرون عبر الزمن، وبشكل لا إرادي، ففي كل لحظة تمر نحن نسير على الخط الزمني لتصبح الثواني السابقة ماضي والآتية مستقبل، وإذا فكرنا منطقياً في الأمر نجد أنه حتى مجرد الجلوس على المكتب دون فعل أي شيء هو سفر عبر الزمن، فالوقت يمضي ونحن نتحرك ضمن خط زمني.

هل يمكن حقاً السفر عبر الزمن؟

منذ سنوات استهجن البعض فكرة أن يكون لدى الإنسان قدرة على الطيران، أو السفر إلى الأفلاك والنجوم، أو محادثة الأموات.. وكلها أمور أثبتها العلم وأكدتها تجارب شخصية لكثيرين.. وهذا بالضبط ما حدث في فكرة السفر عبر الزمن، حيث واجهت معارضات كثيرة في البداية، وتساؤلات حول المصير المجهول لذلك المسافر، وهل سيكون بإمكانه تغيير الماضي أو المستقبل؟.. فمثلاً القاتل الذي يسافر بالزمن ليعود إلى وقت الجريمة.. هل سيكون بمقدوره تغيير تفاصيل الحادثة بأكملها؟.. والإجابة ببساطة أنه سيكون مجرد مشاهد فقط، وسيتابع الأحداث دون أن يمتلك القدرة على تغيير أي منها وإنما سيتمكن فقط من متابعة الأحداث وتسجيل الملاحظات، وبذلك لن يتمكن من إحداث أي فرق أو تعديل في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

ذكرت الكثير من الروايات والقصص تجربة السفر عبر الزمن، من خلال أبطالها الذين عاشوا تقريباً نفس الحادثة، حيث ينام الشخص ليستيقظ ويجد نفسه قد سافر إلى الماضي والمستقبل فيعيش أحداثاً غريبة ومثيرة. وأغلب القصص التي كُتبت كانت حول السفر إلى المستقبل، كون العلماء أكدوا إمكانيته وذكروا الكثير من التفاصيل حوله، أما الماضي فقد كان أكثر غموضاً لذا لا نجد قصصاً كثيرة حوله كما المستقبل.

نظريات السفر عبر الزمن
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

عديد من النظريات وضعها العلماء تدور جميعها حول تجربة السفر عبر الزمن واحتمالية القيام بها، والملفت أن تلك النظريات جميعها ذكرت محاور واحدة تقريباً:


1- مفهوم الوقت: ليتمكن العلماء من شرح تجربة السفر عبر الزمن والاستفاضة بتفاصيلها، كانوا مطالبين بداية كما ذكرنا بوضع تعريف محدد للوقت، وقد كان عالم الفلك (كارل ساغان) على حق عندما ذكر بأن الكثيرين يعتقدون أنه من السهل تعريف للوقت، لكنه بالحقيقة شيء صعب التعريف، شيء لا يمكن لمسه أو الإحساس به، لكن يمكن فقط رؤية آثاره. والأدلة التي تم العثور عليها تثبت تماماً أننا جميعاً نتحرك عبر الزمن، الأشجار تنمو، الشمس تشرق وتغرب، الطقس يتغير بين فصول أربعة. وعند سؤال أحدهم عن الوقت، فإنه ينظر مباشرة إلى ساعته ليعطيك التوقيت بالساعات والدقائق والثواني، فهذا ما تعلمناه جميعاً، الوقت هو الساعات والدقائق والثواني، الأيام، الأسابيع، الشهور، والسنوات. لكن قليل منا يعرف أن الوقت ليس محدوداً بمدة زمنية معينة، وإنما هو البُعد الرابع للكون، وبذلك فإن الوقت لا يمكن أن يوجد دون الكون، ولا الكون يستطيع التواجد دون الوقت، وتلك العلاقة تسمى علمياً (الزمكان) والتي تعني الارتباط الوثيق بين الزمان والمكان.

2- الثقوب السوداء: في وقت تحدث الكثيرون عن آلة الزمن ودورها في تجربة السفر عبر الزمن، جاءت العديد من النظريات العلمية لتؤكد أن هذه التجربة ليست بحاجة لآلة الزمن، وإنما يمكن القيام بها بالاستفادة من ظواهر طبيعية كثيرة تحدث حولنا فتنقلنا بسرعة خيالية من نقطة زمنية لأخرى، ومن تلك الظواهر (الثقوب السوداء والسلاسل الكونية). النجوم عندما تنتهي حياتها تنفجر تحت ضغط وزنها وتنهار مُشكلّة الثقوب السوداء، تلك الثقوب تحتوي حقول جاذبية عالية تمكنها من امتصاص أي شيء يتصل معها، وبالتالي يمكن من خلالها العبور إلى الفضاء والسفر عبر الزمن. وتلك الثقوب تختلف في شكلها، فبعضها يكون مخروطي والبعض الآخر على شكل نفق طويل، كما نجد منها الثقوب الدوارة.

3- السلاسل الكونية: تُعد أيضاً واحدة من الظواهر الطبيعية التي أشار إليها العلماء وتمكننا من السفر عبر الزمن نحو الماضي أو المستقبل ثم العودة إلى الحاضر، وكان أول من أشار إلى فكرة السلاسل الكونية هو الفيزيائي (ريتشارد غوت) الذي ذكرها عام 1991، وقال بأنها مجموعة من الأجسام تحيط بالكون بأكمله، تشكلت في الفضاء الخارجي في وقت مبكر جداً تحت ضغط شديد وهي رقيقة جداً وتولّد كماً هائلاً من الجاذبية، وبالتالي تجذب إليها كل ما يقترب منها. ويمكن للكائنات التي تعتمد على السلاسل الكونية أن تسافر عبر الزمن بسرعة خيالية.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس