عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2010, 12:21 AM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

يالله منكِ لقد أصَبتِينِي في مقتل بهذا الموضوع .. ولا أنكُر أنني كنت أعِد العُدَّة

وأشحُذ الهِمم لكتابة موضوع مثله في يوم الغد ان الله أحياني .. ولكنكِ سبقتِنِي

وهذا مادعاني أفكِّر انكِ بتِّي تقرأي أفكاري ..

على كُل حَال .. هناك الكثير من الأمور التي لا يمكن أن نَرِثُها ..

رغم أنها موروثات جميلة .. لأنها الى حد كبير أمور مكتسبة ويمكن تنميتها ..

مع مرور الوقت .. كما أن هناك أموراً لا يمكن ان نحصل عليها ..

أو نشتريها بمال رغم أن لدينا الكثير منه .. أموراً لا يمكن الحصول عليها ..

لمجرد أننا نريدها أو نتمناها فقط .. لأنها أصلاً مرتبطة بعوامل كثيرة متداخلة

ومن تلك الأمور .. وهُنا أدخُل لِقوقعة الموضُوع ( الذَّوْق ) وياعينِي عليه!!

تلك الخصلة الجميلة ..

التي تُضفِي علَيكِ أنتِ بالذَّات .. جمالاً من نوع آخر تجعلكِ مميزةعن الآخرين

تلك الخصلة الجميلة التي تجبر الآخرين على احترامكِ وتقديركِ ..

والإعجابُ بكِ والتقرب منكِ .. لأنَّكِ وخُلتكِ كذلك .. حينما تكونِي ( ذَوقاً )

فهذا معناه أمور كثيرة .. أكثر من رائعة ..

معناه أنكِ سوف تقدريني .. سوفَ تُراعِي مَشَاعرِي سوف تُحافظِي على أسراري

وتبتعدي عن كل ما من شأنه إحراجي .. حتى أمامي قبل الآخرين..


معناه أنكِ سوف تتفهَّمي أحاسيسي قبل أن أعبِّرُ عنها .. أو أبُوحُ بها ..

ولا تُحاولي أن تتدخلي فيما لا يعنيكِ ..

أو أن تُفرضي نفسكِ عليَّ .. مهما كانت سلطاتكِ والصلاحيات الممنوحة لكِ

ومهما كانت مكانتكِ الاجتماعية بل ومهما كان لديكِ من مال إلاّ في حدود القدر

الذي يمليهِ عليكِ واجبكِ وبـ ( الذَّوق ) أيضاً .. أليس هذا جَمِيلاً بِحَق؟

إن هذا الإنسان ( الذَّوْق ) ببساطة شديدة جداً ..

لديهِ مقومَات وأسس التعامل مع الآخرين .. يعرف متى يتحدث ومتى يستمع

ومتى يضحك ومتى يضع عينيهِ في عينيكِ .. لتفهُّم ما يريد أن يقوله لكِ ..

أو يبوح به لكِ أو يشيرُ بهِ إليكِ!!

ولكن هذا لا يعني فقط أن نتوقع من هذا الإنسان الذي نسميه نحنُ بـ ( الذَّوْق )

لا يعني أن نتوقع منه عطاءاً متواصلاً في كل وقت وكل مكان متناسين أنه ..

هو الآخر له ظروفه الخاصة له همومه ومشاكله لا يعني أنه حينما يغيب عنا..

أو لا نجده حينما نريده بأنه قد تغير علينا .. ولم يَعُد كما كان معنا أبداً ..

كل ما في المسألة أن مثل هذا الإنسان يحتاج أن يكون لوحده أحيانا ..

يحتاج أن ينقطع عن الآخرين لبعض الوقت ..

يحتاج أن يشعر بالهدوء من حين لآخر .. بل حتى سكوته أو صمته أحياناً ..

لا يجب أن يفسَّر على أنه لا يريد الكلام .. أو مَلَّ الحديث معنا ..

بقدر ما يكون ( صَمتُه ) .. هو خوفه من أن يتفوَّه بكلمة تحسب ضده ..

ونحن في قمة انفعالنا معه أو أنه مقرّ بالخطأ .. نعم ( الذَّوق ) هو ما يجبر

أمثال هؤلاء السكوت عن الحديث معنا ..

لأن أفعالهم الجميلة .. وتاريخهم الرائع معنا .. ونواياهم الحسنة ..

التي لا يعلمها إلاّ الله طبعاً .. والتي تدلُّ عليها مؤشرات كثيرة كل ذلك يجعلنا

نُعيدُ النظر من موقفنا السلبي تجاههم .. لأن صاحب ( الذَّوق ) الحقيقي ..

لا يفعل ما يفعله مجاملة لنا بقدر ما هو قناعة ونابع من داخله ..

فـ ( الذوق ) يا ( مَلاك ) هو إحساس صادق بأن ما يفعله هذا الإنسان ..

هو ما يجب أن يكون ..

ثم أننا لو تتبعنا سلوكيات هذا ( الذَّوق ) لوجدنا أن ديننا الحنيف يحث عليها

ويطالب بها. .

أليس الدين المعاملة .. أليس تبسّمُكِ فِي وَجْه أخيكِ صَدَقَة؟

إنها مكارم الأخلاق فعلاً .. ولكن مع الأسف فحتى أبسط أبجديات ( الذَّوق )

قد فُقِدت مع غالبية الناس هذه الأيام فلَم تستطيعي أنتِ كإنسانَة على التفاهم

مع بعض الناس بل الكثير منهم .. لأنكِ لا تعرفي ماذا يريدون ولا تستطيعي ..

أن تتوقعي منهم ما يفعلون معكِ .. وليس هذا على المستوى الشخصي ..

أو الفردي !!

بل حتى على مستوى المؤسسات ..

والجهات الحكومية الخدماتية .. ذات الصلة المباشرة .. بالمواطن الضَّعِيف!!

اذهبِي إن شئتِ الى أي من تلك الدوائر .. قابلي الموظفين فيها ..

فماذا سوف تجدي؟

أنفس والعياذ بالله .. وكأن الشخص يخدمكِ من ماله الخاص ..

استقبال الله لا يوريكِ .. وكأنكِ أتيتِ لتشحذِي منه .. أوجُه عَابِسَة كَرِيهَة

أحاديث ومكالمات جانبية شخصية .. بين هؤلاء الموظفين وعبر التلفون ..

على مرآى ومسمع منكِ..وأنتِ أيّتُها المواطنَة المراجعة ما عليكِ سوى الانتظار

الى حين أن يتفضل حضرته بالانتهاء من المكالمة الهامة ..

دون أن يقدم لكِ اعتذاراً وحتى لو التفت إليكِ بعد طول انتظار وأخذ معاملتك مثلاً

فإنه أما يحولها لغيره دون أن يعرف ما فيها .. أو يعطيكِ موعداً آخر ..

دون أن يكلُّف نفسه عناء الاطلاع عليها .. أو أن ينهيها لكِ ولكن إما ناقصة

أو أن يشعركِ أنه صاحب فضل عليكِ .. أرأيتِ ( ذَوقَاً ) كهذا؟

ان هناك دوائر حكومية ومن دون مبالغة ..

تحسبي لها ألف حساب قبل أن تذهبي لها بيوم أو يومين على ألأقَل ولا شك ..

سوف تمرمَطي فيها من روحِي وتعالي .. الى هذا ملف ناقص ..

وهذه وُرَيْقَة مفقودة الــــخ من المسلسل اليومي المعروف ..

وليت فلوسكِ تقودكِ أحيانا أوتنفعكِ .. فأحياناً أنتِ تريدِي أن تعزِّي نفسكِ ..

وترتاحي من البهدلة في المراجعات داخل بعض الدوائر الحكومية فتضطري

أن تعطي معاملاتكِ لمكاتب الخدمات العامة لإنجازها لكِ وِفق مبلغ معين ..

وهنا الطامة الكبرى ..

لأن هذه المكاتب مع الأسف ماديه بحتة .. لا يهمها سوى ما تأخذ منكِ ..

أما أوراقكِ فقولي عليها السلام إنها سوف تُضيع داخل هذه المكاتب العشوائية

التي هي بحاجة لتنظيم إداري .. ومتابعة لصيقة من الجهات ذات العلاقة ..

تحفظ حقوق المواطن والمقيم على حدٍ سواء من الضياع والإستهتارُ والعبث

وعدم اعتراف أصحاب هذه المكاتب العامة بأخطائهم الكثيرة المتواصلة ..

وما على المراجع سوى روح وتعا ..

وضياع وقت ومال وجهد وعلى حساب من هذا؟

الله أعلم؟

(الذَّوق) استاذه قديرة (مَلاك) وفي أبسط معانية كما ذكرنا أسلوب معاملة راقٍ

تقدير لمشاعر الناس وأحاسيسهم .. تقدير لوقتهم الثمين وكل هذا يتضح ..

من خلال الابتسامة الحلوة .. والمبادرات الجميلة .. والتحَلِّي بالصَّبرِ ..

والكلمة الطيبة ولكن يظل السؤال أين كل هذا اليوم ترى ماهو ( الذَّوق )؟

إنه يعني المنطق .. يعني أن يكون لدينا بعض الحياء في تصرفاتنا اللفظية

والسلوكية ..

يعني أنني حينما أسمع شخصاً يتحدث بالتلفون حديثاً شخصياً مع شخص آخر ..

أن أخرج من المكان مثلاً .. أو أتظاهر على الأقل بعدم السماع لا أن أكَرِّسُ ..

كل جهدي في سماع كل كلمة لا تعنيني .. ( الذَّوق ) يعني أن أحافظ ..

على مقدرات الوطن ومِكتسَبَاته ..

فأحافظ على بيئة الوطن .. ولا أرمي أعقاب ( السَّجائر ) من خارج السيارة ..

وفي الشارع بينما طفاية السيارة موجودة .. وخالية يعني ألاّ أقِف خلف سيارة

وأذهب لأداء وإنجاز عملي متجاهلاً أن هناك من سوف يخرج..

( الذَّوق ) أن أعتذر عن أي خطأ بدر مني مهما كان بسيطاً ..

حتى لمن هو أصغر مني عمراً .. أو أقل مرتبة وظيفية منى أو مكانة اجتماعية

لأنها مكارم أخلاق..أحرى أن تتوفر لدينا .. ونحن أولى الناس بها من غيرنا!!

(الذَّوق) حينما اكون إمرأة في سيارة الاّ ارمِ حفائِظ طفلي المُتَّسِخَة في الشَّارِع

بعد أن يَستَفرِغ مَافِي بطنُه!!

إن ما نطالب بهِ من توفر ( الذَّوق ) مطلب ضروري وحيوي ليس لنا نحن الكبار

بل حتى مع الأطفال .. فهؤلاء الأطفال بحاجة الى تنمية ( الذوق ) العام لديهم

وبشكل عملي ..

فمناهجنا التعليمية منذ الصغر وحتى على مستوى الجامعات نحن بحاجة لمقرر

أو مادة تسمى ( ذَوْق ) مهمتها تنمية ( الذوق ) العام لدى الطالب أو الطالبة

وقبلها استاذ المادة الذي يجب أن يدرك تماماً أن من أبسط أبجديات ( الذوق )

وتدريسه أن يحترم الوقت ..

وبالذات وقت المحاضرة ..

فلا يأخذ وقت غيره من طلاب وأساتذة مهما كانت تبريراته حتى على مستوى ..

المؤتمرات وفي اللقاءات والمقابلات التلفزيونية .. فالشخص المدعو..

لبرنامج عام مباشر .. ينبغي أن يعرف تماماً أنه ليس المتحدث الوحيد ..

بل ان هناك ضيوفاً آخرين..

نحن بصراحة لا نريد مناهج نظرية صَمَّاء جامدة .. بل نريد من هذا الطالب ..

أن يتخرج ولديه مهارات عملية ضرورية .. يستعينُ بها على الحياة ..

ويعرف كيف يتعامل معها بنجاح ..

ولعلّ أبسط تلك المهارات هي مهارة ( الذوق ) أو حسن التعامل مع الآخرين