عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2010, 04:11 PM   رقم المشاركة : 2
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

نعم ( ليتَنِي مَاعَطيتُك ) !!

لما كان هذا حالي ..

لا تسأل عني..


تتهرب منِّي ..

ومتى؟

في وقتٍ أنا أحوج فيه إليك ..

إلى حَقِّي ..

في وقتٍ أصبحتُ أخافُ فيه ..

من المستقبل..

من كلِّ ما هو آتٍ ..

و ( ليتَنِي مَاعَطِيتُك ) !!

/

/

من كان يصدّق..

أنه سيأتي يوم..

تعاملني فيه هكذا..

بكلِّ صدٍ وجفاء؟

بكل برود؟

وكأنني لا أعني لك شيئا؟

من كان يتخيل..

أن يحدث هذا منك أنت؟

كل ذلك لأني ( أعطَيتُك ) !!

و ( لِيتَنِي مَاعَطِيتُك )؟


/

/


ولكنه أتى..

أتى اليوم الذي كنت أخشاه ..

أتى اليوم الذي أراك فيه..

لا تُطيق الحديث معي..

تتهرّب مني..

تتحاشى وجودي ..

ترفض حتى مجرد صداقتي..

وكأنني حمل ثقيل عليك ..

تتمنى لو لم تعرفه

و ( ليتنِي مَاعَطِيتُك )!!

/

/

ولِمَ كل ذلك؟

من أجل من؟

فما كان بيننا شيء مختلف..

أكثر مما هو في الروايات..

كنت أنت مختلفاً..

برقة مشاعرك وطيبتك..

بخفة روحك وعذوبتك..

وكنت أنا مختلفاً..

بما أحويه من مشاعر صادقة..

حرصتُ على ألاّ تصل..

إلاّ لمن يستحقها..

لمن يعرف قيمتها ..

ويصونها..

ووجدتك أمامي كل المشاعر..

فكانت مشاعري ..

ومشاعرك..

مشاعر واحدة..

شيئاً واحداً ..

لا فرق بينها ..

تسمُو فوق كل شيء ..

/

/

أمّا الآن..

فأنظر ماذا حدث لي بسببك..

لقد أصبحتُ شخصاً آخر؟

لستُ أنا !!

إنسان مختلف؟

يستغرب نفسه؟

يبحث عنها.. يريدها؟

/

/

صدقني..

كل يوم يمرّ عليّ..

أتعذَّب فيه..

دون أن يشعر بي أحد؟

حتى أنت؟

كل يوم ينزف قلبي..

براكين من الألم؟

لا يعلمها سوى الله؟

حينما أعلم.. مجرد علم ..

أنك تغيّرت عليّ؟

ولم تعُد كما كنت..

فكيف هو احساسي..

حينما أعلم أنك لستُ أنت؟

أو أنك ستتخلى عني؟

في يوم ما ..

و ( لِيتنِي مَاعَطيتُك ) !!

/

/

ماذا أشرح لأشرح ..

وكيف أعبِّر لك عمّا أشعُر به؟

فكل شيء حولي أصبح قاسياً؟

باهتاً ..

لا معنى له؟

حتى دمعتي الغالية..

مؤنستي في وحدتي..

رفيقتي في غربتي..

عزائي وسلوتي..

قسوت عليها هي الأخرى؟

أجبرتها على السّكوت؟

طالبتها بالمداراة والتخفِّي؟

وكأنها ارتكبت جرماً؟

تخشى عقابه؟

فأصبحت خرساء؟

تنزل بصمت ..

وعلى استحياء؟

فـ ( ليتني ماعَطيتُك )!!

ليتني ظللت كما أنا؟

إذن لم يكن هذا هو حالي؟

/

/


ولكن..

ماذا أقول؟

يبدو أن الدنيا هكذا..

كريمة مع من لا يستحقون..

تعطيهم أكثر مما يحلمون..

وهكذا ستظل..

غير عادلة؟

غير مُنصفة؟

أمّا من يستحقون..

فليس من حقهم..

سوى أن يعرفوا فقط..

أن هذا هو حظهم؟

هو قدرهم؟

وما عليهم سوى الرضا..

سوى التظاهر بالابتسامة؟

وأي ابتسامة؟

فيالها من حياة؟

ويالك من إنسانٍ قاسٍ؟

.