عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2014, 01:07 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

قامَت مُحاولاتٌ للوحدة على غير أساس الإسلام؛ بل على أُسسٍ قوميَّة وعُنصريَّة،
تُبعِدُ الإسلام وتُهمِلُ شرائِعَه، فما جنَت إلا الخسارَ والشَّتَات،
ولم تترُك إلا الجروح الدامِيَة، والآثار المُدمِّرة التي لا زالَت الأمةُ تُعانِي من وَيْلاتها.
أيها المسلمون :
إن تباشِير الخير تلُوحُ بوادِرُها، رغم الخُطوب المُدلهِمَّة والأخطار الجَسِيمة
التي تُحيطُ بالمُسلمين، ورغم ضَراوة الهَجمَة عليهم، وفي الأمة خيرٌ كثيرٌ،
وهي الشهيدةُ على الناس، القائمةُ بالحقِّ والعدلِ
{ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }
[ آل عمران: 140 ].
ولو صدقَت النيَّات لاستطاعَ المُسلِمون بوحدتهم أن يُقدِّمُوا النموذجَ الصادِقَ،
والمثلَ الحيَّ للإسلام الحقِّ الذي تتطلَّع الإنسانيَّةُ كلُّها إليه، لانتِشالِها من عثَارِها،
وإنقاذِها من تخبُّطها وإفلاسِها في عالَم القِيَم والأخلاق، وسيطَرة الأنانيَّة والماديَّة،
والشهوات بأنواعها على الأهواء، وغلبَتها على أخلاقِ الشُّعوب وقرارات السَّاسَة،
وعجز حضارة المادَّة عن إسعاد البشر ووقف الحروب والصِّراعات.
إن التمزُّق الحالِيَّ للمسلمين هو محنةٌ عارِضةٌ، سبقَ أن تعرَّض الكِيانُ الإسلاميُّ لها،
ثم تغلَّبَ عليها ونجا منها، وإن الاستِسلام للهَزيمة خطأٌ، وفُقدانَ الثقة في المُستقبل إثمٌ.
وإن الهزيمةَ تجِيءُ من داخلِ النفس قبل أن تجِيءَ من ضغوط الأعداء،
ولسنا أولَ أمَّةٍ ابتُلِيَت وفُرِضَ عليها أن تحيا كما تُريد.
إن حَتميَّة التضامُن أمرٌ يفرِضُه الواقِع، وتنصَحُ به التجربة،
وتدعُو إليه المرحلةُ الحرِجةُ التي تمرُّ بها الأمةُ،
في عالَمٍ يتضامنُ المُتفرِّقون فيه والمُتبايِنون ثقافةً ودِينًا وعِرقًا
من أجل المصالِح المُشترَكة، ونحن أولَى بذلك التضامُن
كما قال ربُّنا - عز وجل -:
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }
[ الأنبياء: 92 ]
وقال - سبحانه -:
{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }
[ المؤمنون: 52 ]
اللهم بارِك لنا في القرآن والسُّنَّة، وانفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ،
أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ المبين،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه،
وعلى آله الطيِّبين الطاهِرين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمابعد ...
فمن بوادِر الفألِ: أن تحتضِنَ عاصِمةُ الإسلام، ومهبَط الوحيِ، وقبلةُ المسلمين:
مكةُ المُكرَّمة جمعًا من كبارِ عُلماء المسلمين في العالَم برعايةٍ كريمةٍ
من خادم الحرمين الشريفين - وفَّقه الله -، يتدارَسُون واقعَ العالَم الإسلاميِّ
بمُشكلاتِه وحلُولِه، ويسعَون لتحقيق ما تتطلَّعُ إليه الأمةُ المُسلِمةُ.
ولا زالَ العُلماءُ هم الأملُ في زمن اضطِرابِ السياساتِ، وكثرة الألوِيَة والتحزُّبات.
يجمَعون الأمةَ على كلمة التوحيد، ويُبصِّرون الناسَ بالحقِّ ويهدُونَهم إليه،
ويكشِفون زيفَ الباطل ويمنَعونهم منه،
ويتبنَّون مشروعاتٍ تجعلُ من التضامُن الإسلاميِّ واقِعًا لا حُلمًا،
وحقيقةً ملموسةً لا مُجرَّد أثمنيَّةٍ مرجُوَّة.
فقد آنَ الأوانُ لتُترجِمَ القيادةُ في كل دُول المُسلمين أُمنِيَةَ الشُّعوبِ باللُّحمة
والاجتِماع إلى واقعٍ يُرضِي ربَّها، ويُسعِدُ شعوبَها.
إن الخروجَ من حالة شَتات المُسلمين أمرٌ يقعُ على كاهِل قادة الأمة ومُفكِّريها،
فكلُّ الأُمم صنعَت وحدتها. فما بالُنا مُشتَّتون؟! مع توفُّر الأسباب وإلحاح الحاجة،
وضمانات النجاح، وتوافُر الموارِد.
إننا نتطلَّعُ إلى تضامُنٍ واتِّحادٍ يُثمِرُ خيرًا وبركةً في كل المجالات،
وينهَضُ بالأُمَّةِ لتَقُودَ الأُمم، وتدفعَ عن نفسِها وقِيَمها ووجودِها.
ولن يصلُح هذا التضامُن إلا بمرجعيَّةٍ ثابتةٍ تتَّحِدُ بها الأمة، وتنطلِقُ بها نحو نهضَتَها.
وهذا المرجِعُ هو الوحيُ المُتمثِّل في كتاب الله تعالى
وسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وعلى نَهج أصحابِ النبي الكِرام،
قال الله - عز وجل -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
[ النساء: 59 ]
وقال - عزَّ من قائلٍ -:






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس