عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2011, 11:01 PM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

رابعاً ـ التهنئة بالعيد :
فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد، يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك . قال الإمام أحمد: إسناده جيد،وحسن الحافظ إسناده في الفتح (2/517)،وانظر أيضاً تمام المنة للألباني (ص354-356).

فالتهنئة بالعيد مما يزرع الود في قلوب الناس , لذا استحب الذهاب لصلاة العيد من طريق والرجوع من طريق حتى يستطيع المسلم تهنئة أكبر عدد من المسلمين .


خامساً ـ زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم :
هذا مستحب مندوب إليه في كل وقت لكنه يتأكد في هذه الأيام، خاصة الوالدين لأن فيه إدخال أعظم السرور عليهما وهو من تمام الإحسان إليهما الذي أمر الله به في كتابه , قال تعالى :\" وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) سورة الرعد .

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. أخرجه أحمد 3/247(13620) و\"البُخَارِي\" 3/73(2067) و\"مسلم\" 8/8(6615).
ومن الصلة الرحمة باليتيم والعطف عليه , قال تعالى : \"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) سورة الضحى .

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله , صلى الله عليه وسلم: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى , وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً. أخرجه اْحمد 5/333(23208) (البخاري) 7/68(5304).

دخل أحد الصحابة مسجداً فاستوقف نظره طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره قائم يصلي بخشوع فلما فرغ من صلاته سأله الصحابي: ابن مَنْ أنت؟ قال الصبي: إني يتيم، فقال الصحابي: أَترضى .أن تكون لي ولداً؟ فقال الصبي: هل تطعمني إذا جعت؟ قال الصحابي: نعم قال: هل تسقيني إذا عطشت؟ قال الصحابي: نعم قال: هل تكسوني إذا عريت؟ قال الصحابي: نعم قال: وهل تحييني إذا مت؟ فدهش الصحابي . وقال: هذا ما ليس إليه سبيل . فقال الصبي: فاتركني إذاً للذي خلقني ثم رزقني ثم يميتني ثم يحييني. فانصرف الصحابي وهو يقول: لعمري مَنْ توكل. على الله كفاه.


سادساً ـ التوسعة على العيال في الأكل والشرب والبشر فيهما :
لا حرج في التوسعة في الأكل والشرب والنفقة في هذه الأيام من غير سرف، لقوله صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى عند مسلم وغيره: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل)).

دخل رجل على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم عيد الفطر فوجده يأكل طعاما خشنا فقال له: يا أمير المؤمنين ... تأكل طعاما خشنا في يوم العيد ... فقال له الإمام علي كرم الله وجهه: اعلم يا أخي أن العيد لمن قبل الله صومه وغفر ذنبه ... ثم قال له: اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد وكل يوم لا نعص الله فيه فهو عندنا عيد .

كما يباح اللهو المباح:لحديث أنس عند أبي داود، والنسائي بسند صحيح، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((كان لكم يومان تلعبون فيهما ، وقد أبدلكم الله خيراً منها: يوم الفطر ويوم الأضحى)).


وأخرج الشيخان وأحمد عن عائشة قالت: (إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت).
وأما الغناء المباح فلما أخرجه الشيخان وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث – وفي رواية -: وليستا بمغنيتين، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما – وفي رواية – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)).


سابعاً ـ البعد عن اللهو المحرم والمنكرات والبدع :
فالعيد في الإسلام سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار. والعيد مع ذلك كله ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المكرمات.
ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد.
ليس العيد لمن تجمّل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
ليس العيد لمن لبس الجديد ... إنما العيد لمن أطاع رب العبيد وخاف وعيد وعمل ليوم الوعيد
ليس العيد لمن لبس الثياب الفاخرة ... إنما العيد لمن عمل وخاف الآخرة .
وورد أن الملائكة تنزل في صبيحة يوم عيد الفطر تقف في أبواب الطرق وتنادي يا أمة محمد: اغدوا إلى رب كريم يمن بالخير ثم يعطي عليه الجزيل.. لقد أمرتم بصيام النهار فصمتم وأمرتم بقيام الليل فقمتم وأطعتم ربكم فارجعوا مغفوراً لكم ... ويسمى هذا اليوم في السماء بيوم الجائزة .
العيد في الإسلام سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.


ليـس عيد المحب قصـد المصـلّى * * * وانتظار الخـطيب والسـلطـان
إنما العيد أن تكـون لـدى الحـ * * * ـب كريمــا مقربـاً في أمان

قال الإمام انس بن مالك رحمه الله : للمؤمن خمسة أعياد : كل يوم يمر على المؤمن ولا يكتب عليه ذنب فهو يوم عيد , اليوم الذي يخرج فيه من الدنيا بالإيمان فهو يوم عيد , واليوم الذي يجاوز فيه الصراط ويأمن أهوال يوم القيامة فهو يوم عيد , واليوم الذي يدخل فيه الجنة فهو يوم عيد , واليوم الذي ينظر فيه إلى ربه فهو يوم عيد .

فها هو الخليفة العادل الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه ... رأى ابنه عبد الملك في ثياب رثة في يوم العيد ... فبكى عمر رضي الله عنه ... فلاحظ ابنه البار ذلك ... فقال له: ما يبكيك يا أبتاه ؟ فقال له أبوه الرحيم: أخاف أن تخرج يا بني في هذه الثياب الرثة إلى الصبيان لتلعب معهم فينكسر قلبك ... فقال الابن البار لأبيه الرحيم: إنما ينكسر قلب من عصى مولاه وعق أمه وأباه ... وأرجو أن يكون الله راضيا عني برضاك عني يا أبي ... فضمه عمر إلى صدره وقبله بين عينيه ودعا له ... فكان ازهد أولاده .


وهناك بعض البدع والمنكرات التي يجب التنزه عنها في يوم العيد ومنها :

1ـ اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد.
2ـ زيارة المقابر في يومي العيدين.
3 ـ خروج بعض النساء متعطرات متجملات سافرات.
4 ـ الاستماع إلى الغناء المحرم والمعازف والموسيقى وغيرها.
5 ـ تضييع الجماعة والنوم عن الصلوات.
6 ـ بدعة وصل الأرحام وتهنئتهم عبر رسائل الجوال والهاتف فقط دون الزيارة والصلة .
فلنجعل الأعياد مواسم للطاعات وأوقات للقربات والخيرات والمودات والصلات .



المصدر : صيد الفوائد






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة