عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2014, 01:01 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( ويُضرب الصراطُ بين ظهرانَي جهنَّم، فأكون أول من يجوزُ من الرُّسُل بأمَّته،
ولا يتكلَّم يومئذٍ أحدٌ إلا الرُّسُل، وكلامُ الرُّسل يومئذٍ:
اللهم سلِّم سلِّم، وفي جهنَّم كلاليبُ مثلُ شوك السَّعدان،
هل رأيتُم شوك السَّعدان؟
قالوا: نعم،
قال: فإنها مثلُ شوك السَّعدان، غيرَ أنه لا يعلمُ قدرَ عِظَمها إلا الله،
تخطِفُ الناسَ بأعمالهم؛ فمنهم من يُوبَق بعمله، ومنهم من يُخردَل، ثم ينجُو )
رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( ثم يُضربُ الجسرُ على جهنَّم، وتحِلُّ الشفاعة
قيل: يا رسول الله! وما الجسرُ؟
قال: دحضٌ مزِلَّة، فيه خطاطيفُ وكلاليبُ وحسَكَة تكون بنجد،
فيها شُويكةٌ يُقال لها السَّعدان، فيمُرُّ المؤمنون كطرف العين، وكالبرق،
والرِّيح، وكالطير، وكأجاويد الخيل، والرِّكاب؛ فناجٍ مُسلَّم،
ومخدوشٌ مُرسَل، ومكدوسٌ في نارِ جهنَّم )
رواه البخاري ومسلم.
وعن حُذيفة وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( يجمع الله - تبارك وتعالى - الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزدلِف لهم الجنة،
فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا ! استفتِح لنا الجنة،
فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئةُ أبِيكم، لستُ بصاحب ذلك،
اذهبُوا إلى ابنِي إبراهيم خليل الله.
قال: فيقول إبراهيم: لستُ بصاحب ذلك،
إنما كنتُ خليلاً من وراء وراء، اعمِدوا إلى موسى الذي كلَّمه الله تكليمًا.
قال: فيأتون موسى، فيقول: لستُ بصاحب ذلك،
اذهبوا إلى عيسى كلمة الله ورُوحِه،
فيقول عيسى: لستُ بصاحب ذلك.
فيأتون محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فيُؤذَن له،
وتُرسلُ الأمانةُ والرَّحِم فتقومان جنَبَتي الصراط يمينًا وشِمالاً،
فيمُرُّ أولُكم كالبرق
قال: قلتُ: بأبي وأمي ! أيُّ شيءٍ كالبرق؟
قال: ألم ترَوا إلى البرق كيف يمُرُّ ويرجِع في طرفة عين؟
ثم كمرِّ الرِّيح، ثم كمرِّ الطير، وشدِّ الرِّجال،
تجري بهم أعمالُهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصراط يقول:
ربِّ سلِّم سلِّم. حتى تعجِز أعمالُ العباد،
حتى يجِيءَ الرَّجُلُ فلا يستطيع السيرَ إلا زحفًا
قال: وفي حافَّتَي الصراط كلاليبُ مُعلَّقة مأمورة تأخذ من أُمِرت به؛
فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدوسٌ في النار
والذي نفسُ أبي هريرة بيده؛ إن قعرَ جهنَّم لسبعين خريفًا )
رواه مسلم.
وجاء في بعض ألفاظ الحديث:
( وإن أحدَهم ليُسحبُ على الصِّراط سَحبًا ).
وأما من كفر وأوبقَته أعمالُه السيِّئة فيتساقَطون في جهنَّم
التي تُعرضُ لهم كأنها سرابٌ يحطِمُ بعضُها بعضًا،
عِطاشًا جِياعًا كأشد ما يكون، كما ثبت في "الصحيحين".
ويُؤذنُ لسيِّد البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم –
في الشفاعة العُظمى لفصل القضاء من ربِّ العباد بين العباد قبل ذلك،
وله شفاعاتٌ أخرى، ويشفعُ في الموقف، وبعدَه الأنبياءُ - عليهم الصلاة والسلام – ب
إذن الله تعالى -، وتشفعُ الملائكة، والمُؤمنون،
وتنالُ الشفاعة كل من لا يُشرِك بالله أحدًا.
وأما المُشرك فلا تنفعه الشفاعة، قال الله تعالى:
{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }
[ المدثر: 48 ].
حتى إن أبانا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لا تُقبل شفاعتُه في أبيه؛
فإن الله - تبارك وتعالى - يقول له:
( إنِّي حرَّمتُ الجنة على الكافرين )
كما في "صحيح البخاري.
فيا سعادة، ويا فوز من دخل جنات النعيم !
وما أعظم شقاوة من صار مأواه الجحيم.
عن أنس - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( يُؤتَى بأشدِّ الناس بُؤسًا من أهل الجنة، فيُصبَغ صبغةً في الجنة فيقال له:
يا ابن آدم ! هل رأيتَ بُؤسًا قطُّ ؟ هل مرَّ بك من شدَّة قطُّ ؟
فيقول: لا والله يا ربِّ، ما مرَّ بي بُؤسٌ قطُّ، ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ،
ويُؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، فيُصبَغ صبغةً في النار،
ثم يقال: يا ابن آدم ! هل رأيتَ خيرًا قطُّ ؟ هل مرَّ بك من نعيمٍ قطُّ ؟
فيقول: لا والله يا ربِّ )
رواه مسلم.
يا غافلاً عما أمامَه .. ويا مُضيِّع أيامَه .. ويا مُغترًّا بدُنياه .. يا ناسيًا أُخراه.
يا من أسَرَته الملذَّات والشهوات .. أما تستفيقُ قبل الممات؟!
ألا تعتبر لمن مضَى من العقوبات؟! أما تتَّعِظُ لما ترى من الآيات؟!
اعلَم أن الاستقامة على الصراط المستقيم في الدنيا ضمانٌ لك
على ثُبوت القدم على الصراط في الأُخرى، والجزاءُ من جِنس العمل،
قال الله تعالى:
{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً
وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ الزمر: 55- 61 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم،
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،
فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله العزيز الحكيم، السميع العليم، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ العظيم،
وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه شرحَ الله صدرَه،
ورفع ذِكرَه في قوله تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[ القلم: 4 ]
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آلِهِ وصحبِهِ الناصِرين لهذا الدين القَويم.
أما بعد ...
فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.
عباد الله :
اذكُروا نِعَم الله عليكم، واشكُروه عليها بالمُسارعة إلى الطاعات،
وبُغض المُحرَّمات؛ فما أوسع فضل الله علينا وعلى الناس،
وما أعظمَ رحمته وكرمَه وجُودَه.
وإن من رحمة الله بنا: أن علَّمَنا أعظم دعاءٍ وأنفعَه، وأوسعَه خيرًا وأجمعَه،
وهو قولُه تعالى:
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
[ الفاتحة: 6 ]
وفرضَه علينا؛ فهو أجمعُ دعاءٍ للخير، وأفضلُ دعاءٍ للسلامة من الشرِّ تضمَّنَته الفاتحة.
وفُسِّر الصراط المستقيم بالصراط المضروب على متن جهنَّم.
والهدايةُ إليه بالمُرور عليه بسلامةٍ وعافيةٍ من النار، وفُسِّر الصراط المستقيم بالإسلام،
وفُسِّر بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس