عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2017, 07:44 PM   رقم المشاركة : 2
محمد رقراق
( ود جديد )
 





محمد رقراق غير متصل

الفصل الثاني :
الخطوات تقترب من الباب...
أيفتح الباب؟....هل ينظر ما خلفه؟. ..
ازداد تسارع تنفسه و دقات قلبه. ...
تبث عينه على الباب متوقعا أن ينفتح في أي لحظة...
فجأة كل شيء توقف و عاد هدوء الليل...
(أيوب) جالس على الفراش.. ينصت. ...
كل الأسرة بالطابق السفلي ....
إذن من كان ياترى؟؟. .
ثم ما هذا الإحساس بأنك مراقب....
ذاك الإحساس بأن هناك من ينظر إليك. ...
هو لا يعرف أن بعد منتصف الليل. ..لا تفتح الباب لمن له خطوات بطيئة. ..
هو لا يعرف أن بعد منتصف الليل....لا تجلس في الظلام .
هو لا يعرف أن بعد منتصف الليل. .. لا تنظر إلى إحدى زوايا السقف
هو لا يعرف...
لدى رفع عينه
هو لا يعرف
لدى حدق في تلك الزاوية...
عينان...عينان بلون الدم تنظران إليه. ..انتفض جسده و تراجع إلى الخلف
حاول ان ينهض ... لكن رجلاه متشنجتان
حاول ان يصرخ...لكن الصرخة احتبست في حلقه
حاول و حاول...
دفع جسمه ... سقط عن الفراش...اخد يزحف على بطنه...
الشيء ينزل الجدار....
يحاول أن يصل إلى( أيوب). .
شيء لا تعرف حدوده و لا شكله في الظلام. ...
فقط ينزل و ينزل.... اصطدم( ايوب) بالطاولة. ...
سقط التمثال ....
على الأرض تهشم. .
هنا فتح الشيء فمه ... و قفز نحو أيوب. ...
فجأة استيقظ( ايوب ) من نومه ...لاهثا. .. خائفا..متوترا. ..سابحا في بحر من العرق البارد...
جلس على حافة الفراش....
كابوس ... كابوس رهيب. ..صاحبه إفراز الكثير من الأدرينالين. ..
اخذ نفسا عميقا ...
نهض و اتجه نحو المطبخ.... ملء كأس بالماء ...شربه دفعة واحدة قبل أن يعود الى غرفته...
إنها الرابعة صباحا. .. لن ينام ....
فتح النافذة يتأمل الحي النائم. ..و يستنشق النسيم البارد...
"الأصنام كتجيب الشياطن "
جملة سمعها كثيرا من جدته ...
ربما هي على قدر من الصواب...
ربما هدا سبب تحريمها في الإسلام. ..
التماثيل تجلب الشياطين..
ترددت الكلمة في رأسه مرارا...
التف ببطء ينظر إلى تمثاله. ..اقترب منه ... حمله بين يديه....و في ثانية اتخذ قراره....
رماه على الأرض ...تهشم و تناثرت أجزائه ...
لفافة صغيرة كانت ملتصقة من الداخل في قاع التمثال. ..
تناولها أيوب ثم جلس على الفراش يتفحصها...
لفافة من الجلد تم خياطتها جيدا و الصاقها بقاع التمثال...
بلهفة تناول مقص من درج مكتبه...و اخد في إزالة الخياطة...
إنه الفضول الذي قتل القط..
خاتم من الفضة على شكل ثعبان يعض ذيله.. و قصاصتان من الورق... هما محتوى اللفافة .
إحدى القصاصات بها مجموعة من المربعات...دوائر. . رموز و حروف
القصاصة الأخرى مكتوب فيها :
" حين تتلوث النفس..و تتغطى بأثامها ..يغزو الشر العالم "
مكتوبة بحبر قديم ... ( الدواية) ..
بداخل الخاتم هناك نقش بحروف لاتنية. .. كلمة اليستر و حرف سي ...
وضع الكل في درج المكتب ...عاد إلى الفراش يتصفح الفيس بوك على هاتفه...مازال الصباح بعيدا
* * * *
طنجة نهاية الثلاثينات من القرن العشرين...
تعالى وقع أقدام ذالك الأجنبي في دروب القصبة ....مكتنز الجسم و الوجه. .. أصلع الرأس ... دا نظرة حادة رهيبة....
طرق إحدى الأبواب منتظرا لثواني قبل أن يفتحه شخص قصير بملامح يهودية ...
- تفضل سيدي كراولي ... الكل في انتظارك
- اعرف ذلك
اتجها إلى الداخل..قاعة متوسطة الحجم خالية من أي اثاث ...مجموعة من الأشخاص متشحون في السواد ...و على الأرض يجلسون ....و كرسي ...
ما إن دخل كراولي حتى قام الكل و انحنوا في رهبة و خشوع..
جلس على الكرسي يتأمل الوجوه بنظرته الحادة ...
ثم بدأ الكلام. ...
- اني و الحق يقال غير راض...غير راض عن الحال هنا...كنت أمل أن يكون الأمر أفضل ... و لكني أرى العكس...أكثر من ثلاثين سنة مرت عن إنشاء ديانتنا. ..الثيليما.....فقط بعض اليهود من منحوا ولائهم. .. ثم انكم لا دين و لا عقيدة و لا ولاء لكم ... الا للمال.. فما السبب ؟.. ما السبب ؟
اجابه أحد الحضور :
- سيدي كراولي ان طنجة و كما يقال.... لها حراسها من الأولياء و الصالحين....يفدونها بدمائهم ...و لا يرضون أن يمسها شيء...بالإضافة إلى أن التقاليد و الإسلام. لا.....
قاطعه كراولي غاضبا :
- و لكني اخترتها لموقعها ...اخترتها لدورها المحوري ... الشر في كل مكان.....و هو موجود منذ الخليقة....لولا الشر لما وجد الخير... و أغلب النفوس جبلت عليه....لذا تحروه في نفوس الناس ...تحروه في اتباعكم. ..دعوه يرتوي بتعالمنا. ...ينمو بسلوكنا. ...حينها سيتمدد...يسيطر...يغزو العقول و القلوب.
ثم برقت عيناه في رعب و ارتفع صوته :
- و إلا فهو الغضب. ..و العذاب يحلان بهذه المدينة...
تجتاحها الأمراض. ..القتل..الاغتصاب ...سأرى دموع الثكالى. ...و دماء الولدان...و بكاء اليتامى...ستبقر البطون ....وتشوى الأجنة. ...حينها أكون راضيا.
بعدها اعتدل واقفا ثم تابع :
- و اليوم ...يوم الاحتفال ... يوم الترقية...لقد اخترنا ( بن علال) ...تابعا و خادما لنا...فإليا بالطقوس...و الاحتفال...
ما إن انتهى حتى دخلت بعض النسوة ...و سكبت الخمر...معلنة بداية حفلة من الشذوذ و الخليعة...و كل أنواع الانحلال ...
امتد الحفل إلى منتصف الليل...بعدها وقفوا في دائرة يحيطون ب(كراولي) الذي بدا أكثر طولا و رهبة... و بصوت جوهري تكلم :
- تقدم أيها الفاني...تقدم و لتكن خادما مطيعا...تقدم يا (بن علال)...
من بين الجموع خرج منحني الرأس. ..هو إلى الركوع أقرب. ..
نزع( كراولي ) خاتمه و وضعه في يد بن علال قائلا :
- اتبع همس نفسك...و الخاتم يحميك....اطعه. .. احميه. ..و من أجل أمير الظلام قاتل...
وضع بن علال الخاتم في أصبعه. ..نظر اليه و أقسم على الإخلاص. ..
كان خاتما عبارة عن أفعى تعض ذيلها ..

* * * * * *







رد مع اقتباس