۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
أختي . أخي ... قل لي بربك :
هل شممت مسكاً أزكى من أنفاس التائبين؟
هل سمعت بماء أعذب من دموع النادمين؟
هل رأيت لباساً أجمل من لباس المنكسرين؟
هل سمعت نداءً أجمل وأروع من نداء الله عزوجل الرحيم
لعباده المذنبين العصاة :
{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ }
[الزمر: 53]. رباه.. ما أجمل التوبة.. عودة غانمة.. وتجارة رابحة.. وروضة غناء لا يذبل زهرها.. إنها شلال الجمال المتدفِّق من كوثر الرَّحمن الفواح بأريج عطاء الله وكرمه.. إنها "غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم.. فهي حرقة في الفؤاد ولوعة في النفس وانكسارٌ في الخاطر ودمعة في العين.. إنها مبدأ طريق السالكين ورأس مال الفائزين وأول أقدام المريدين ومفتاح استقامة المائلين"
لله دُرُّ القلب التائب.. هرع إلى مولاه يحمل مواجيد الندم ومشاعر الألم يرجو رحمته وغفرانه.. "لكأن التوبة نهرٌ عذب جار يتطهر العبد به من أدرانه.. ينغمس في مياهه مَنْ لوثته الشهوات واكتوى بنار المخالفات فإذا النهر مغتسلٌ باردٌ يطفئ تلك النار ويغسل تلك الأوزار فيخرج العبد منه نقياً من الأوساخ والشوائب .