أصدقائي الأربعة
هم أربعة أصدقائي ، أربعة أصحابي لا هم ليسوا أصدقاء وأصحاب فقط بل هم أكثر من إخوتي دائماً نجلس معا في مقهى وسط البلد نتجاذب أطراف الحديث في السياسة ، في الثقافة وحتى في الدين .
وقفت ذات يوم ، إلى حيث أراهم وأسمعهم وهم جالسون في المقهى ، ولا يرونني ، فكان بينهم الحوار التالي :
أحمد الجوعان : يا ترى لماذا تأخر جاسم ، ليس من عاداته كذلك ؟
أمين المديون : والله أحسن هذه الأيام أصبح جاسم شخصاً لا يطاق ، أعوذ بالله .. قالها وهو يتأفف .
مرعي الطافش : بصراحة جاسم شاب طيب ، وجيبه مش ملكه ، ولكن لا أحب فيه صفة الغرور ، دائماً ينفخ نفسه ، ويدعي أنه شاعر كبير ، كأنه نزار قباني أو كاتب كبير كأنه العقاد ، مع أن أسلوبه في الكتابة تافه ، ويسمي الإسفاف الذي يكتبه أدباً .
فرحان المبتسم : كل الذي يكتبه الأخ جاسم مع إحترامي له طبعاً ، وحبي الشديد لشخصه ، إكتشفت أنه مسروق من أديب روسي اسمه "شخنخروف " يقرأ ويتجرم عن طريق برنامج ترجمة في الأنترنت ، ثم يعيد صياغتها إلى العربية ... ياله من خبيث ولئيم .
أحمد وهو يسحب دخان سيجارة حتى يكاد ينفجر : يا سلام ... ثم يطلق الدخان في الهواء لتشكل غمامة تكاد تمطر حقداً : جاسم كتب مقالاً عن نانسي عجرم ، فهل يا ترى الكاتب الروسي شخنخروف يعرف نانسي عجرم ؟
وبلهجة متلعثمة يرد عليه فرحان : شخنخروف كتب مقالاً عن مطربة روسية اسمها شاشتولينا ، وهي مثل نانسي عجرم عندنا بالضبط ...فماذا فعل جاسم من خبثه ؟ أخذ النص كما هو بالروسية وترجمه إلى العربية ، ووضع مكان شاشتولينا نانسي عجرم ...خمس دقايق ..ثم نقل المقال وكأنه صاحب المقال الحقيقي .
أمين : قلت لكم من البداية أن جاسم شخص غير مأمون الجانب .
مرعي : ومادام سارقاً فلماذا ينفش ريشه علينا ؟ سأنتف كل ريش هذا الطاووس المزيف أنا أقترح أن نقاطعه ، وعندما يجلس بيننا لا أحد يكلمه ، اتركوه يكلم نفسه ثم ينصرف .
واتفقت الجماعة على مقاطعتي .
تنحنحت ودخلت عليهم ، فهب أحمد من مكانه ليعانقني بشدة :
أهلااااان أستاذ جاسم ، الآن فقط كنا في سيرتك ، عمرك طويل ، بدأنا الكلام عنك ، وأنت دخلت علينا سبحان الله ، يا ليتنا جبنا سيرة مليون .
فقلت لهم : ويا ترى سيرتي كانت في الخير أم الغير ؟
فهتفوا بصوت واحد : في الخير طبعاً وهل يأتي منك سوى الخير يا وجه الخير .؟