عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2014, 04:43 AM   رقم المشاركة : 25
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


قلت يا رسول اللّه إني لأعلم أشد آية في القرآن فقال‏:‏ ‏(‏ما هي يا عائشة‏؟‏ قتل‏:‏ ‏{‏من يعمل سوءاً يجز به‏}‏ فقال‏:‏ ‏(‏هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها‏)‏ وعن علي بن زيد عن ابنته أنها سألت عائشة عن هذه الآية‏:‏ ‏{‏من يعلم سوءاً يجز به‏}‏ فقالت‏:‏ ما سألني أحد عن هذه الآية منه سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏يا عائشة هذه مبايعة اللّه للعبد مما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة فيضعها في كمه فيفزع لها فيجدها في جيبه حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما أن الذهب يخرج من الكير‏)‏ ‏"‏رواه أبو داود والطيالسي‏"‏ حديث آخر ‏:‏ قال سعد بن منصور عن محمد بن قيس بن مخرمة‏:‏
أن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال لما نزلت{‏من يعمل سوءاً يجز به‏}‏ شق ذلك على المسلمين فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏سددوا وقاربوا فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها‏)‏ وهكذا رواه أحمد ورواه ابن جرير عن عبد اللّه بن إبراهيم سمعت أبا هريرة يقول‏:‏ لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به‏}‏ بكينا وحزنا وقلنا يا رسول اللّه ‏:‏ ما أبقت هذه الآمة من شيء قال‏:‏ ‏(‏أما والذي نفسي بيده إنها لكما أنزلت ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا فإنه لا يصيب أحداً منكم مصيبة في الدنيا إلا كفر اللّه بها من خطيئته حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه‏)‏ حديث آخر ‏:‏ روى ابن مردويه عن ابن عباس
قال ‏:‏ قيل يا رسول اللّه ‏{‏من يعمل سوءاً يجز به‏}‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم ومن يعمل حسنة يجز بها عشراً‏)‏ فهلك من غلب واحدته عشراته‏.‏ وقال ابن جرير عن الحسن {‏من يعمل سوءاً يجزبه‏}‏ قال‏:‏ الكافر ثم قرأ‏:‏{‏وهل نجازي إلا الكفور‏}‏، وقوله ‏{‏ولا يجد له من دون اللّه ولياً ولا نصيراً‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ إلا أن يتوب فيتوب اللّه عليه رواه ابن ابي حاتم‏.‏ والصحيح أن ذلك عام في جميع الأعمال لما تقدم من الأحاديث وهذا اختيار ابن جرير واللّه أعلم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن‏}‏ الآية، لما ذكر الجزاء على السيئات ولأنه لا بد أن يأخذ مستحقها من العبد إما في الدنيا وهو أجود له، وإما في الآخرة والعياذ باللّه من ذلك؛ ونسأله العافية في الدنيا والآخرة، والصفح والعفو والمسامحة، شرع في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول الأعمال الصلاحة من عباده، ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان، وأنه سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير، وهو النقرة التي في ظهر نواة التمرة، وقد تقدم الكلام على الفتيل، وهو الخيط الذي في شق النواة، وهذا النقير وهما في نواة التمرة والقطمير وهو اللفاقة التي على نوات التمرة، والثلاثة في القرآن‏.‏ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وم أحسن ديناً ممن أسلم وجهه للّه‏}‏‏؟‏ ايأخلص العمل لربه عز وجلَّ فعمل إيماناً واحتسابًا ‏{‏وهو محسن‏}‏ أي اتبع في عمله ما شرعه اللّه له وما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما أي يكون خالصاً صواباً والخالص أن يكون لّه، والصواب أن يكون متابعاً للشرعة فيصح ظاهره بالمتابعة، وباطنه بالإخلاص فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد، فمن فقد الإخلاص كان منافقاً وهم الذين يراؤون الناس، ومن فقد المتابعة كان ضالاً جاهلاً ومتى جمعهما كان عمل المؤمنين ‏{‏الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم‏}‏، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏واتبع ملة إبراهيم حنيفاً‏}‏ وهم محمد وأتباعه إلى يوم القيامة، كما قال تعالى‏:‏‏{‏إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي‏}‏ الآية‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين‏}‏ والحنيف هو المائل عن الشرك قصداً أي تاركاً له عن بصيرة ومقبل على الحق بكليته لا يصده عنه صاد، ولا يرده عنه راد‏.‏ وقوله تعالى‏:‏
‏{‏واتخذ اللّه إبراهم خليلا ً‏}‏ وهذا من باب الترغيب في اتباعه، لأنه إمام يقتدى به حيث وصل إلى غاية ما يتقرب به العباد فإنه انتهى إلى درجة الخلة التي أرفع مقامات المحبة، وما ذاك إلا لكثرة طاعته لربه كما وصفه به في قوله‏:‏ ‏{‏وإبراهيم الذي وفَّى‏}‏ قال كثير من علماء السلف‏:‏ أي قام بجميع ما أمر به، وفّى كل مقام من مقامات العبادة، فكان لا يشغله أمر جليل عن حقير، ولا كبير عن صغير، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُه بكلمات فأتمهن‏}‏ الآية، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن أبراهيم كان أمة قانتاً للّه حنيفاً ولم يك من المشركين‏}‏ الآية، وقال البخاري عن عمرو بن ميمون قال‏:‏ إن معاذاً لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ‏:‏ ‏{‏وأتخذ اللّه إبراهيم خليلاً‏}‏ فقال رجل من القوم‏:‏ لقد قرت عين أم إبراهيم، وإنما سمي خليل اللّه لشدة محبته لربه عزّض وجلَّ لما قام به من الطاعة التي يحبها ويرضاها، ولهذا ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما خطبهم في آخر خطبة خطبها قال‏:‏ ‏(‏أما بعد أيها الناس فلو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلاً ولكن صاحبكم خليل اللّه ‏)‏ وروى أبو بكر بن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ جلس ناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول‏:‏ عجب إن اللّه اتخذ من خلقه خليلاً فإبراهيم خليله، وقال آخر‏:‏ ماذا بأعجب من أن اللّه كلم موسى تكليماً، وقال آخر‏:‏ فعيسى روح اللّه وكلمته، وقال آخر‏:‏ آدم اصطفاه اللّه، فخرج عليهم فسلم وقال‏:‏ ‏(‏قد سمعت كلامكم وتعجبكم إن إبراهيم خليل اللّه وهو كذلك، وموسى كليمه، وعيسى روحه وكلمته، وآدم اصطفاه اللّه، وهو كذلك، وكذلك محمد صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ألا وإني حبيب اللّه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح اللّه ويدخلنيها، ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر‏)‏ وهذا حديث غريب ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها وعن إسحاق بن يسار قال‏:‏ لما اتخذ ابراهيم خليلاً ألقى في قلبه الوجل حتى أن خفقان قلبه ليسمع من بعيد كما يسمع خفقان الطير في الهواء، وهكذا جاء في صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل إذا اشتد غليانها من البكاء وقوله‏:‏ ‏{‏وللّه ما في السموات وما في الأرض‏}‏ أي الجميع ملكه وعبيده وخلقه، وهو المتصرف في جميع ذلك، لا راد لما قضى، ولا معقب لما حكم، ولا يسال عما يفعل لعظمته وقدرته وعدله وحكمته ولطفه ورحمته وقوله‏:‏ ‏{‏وكان اللّه بكل شيء محيطاً‏}‏ أي علمه نافذ في جميع ذلك لا تخفى عليه خافية من عباده، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا اصغر من ذلك ولا أكبر، ولا تخفى عليه ذرة لما تراءى للناظرين وما توارى‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏127‏)‏ ‏
{‏ ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما ‏}‏
روى البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها‏:‏ ‏{‏ ويستفتونك في النساء قل اللّه يفتيكم فيهن - إلى قوله - وترغبون أن تنكحوهن‏}‏ قالت عائشة‏:‏ هو الرجل تكون عنده اليتيمه هو وليها ووارثها فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلاً فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها، فنزلت هذه الآية، وقال ابن أبي حاتم عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير قالت عائشة‏:‏ ثم إن الناس استفتوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية فيهن، فأنزل اللّه ‏:‏ ‏{‏ويستفتونك في النساء قل اللّه يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب‏}‏ الآية، قالت‏:‏ والذي ذكر اللّه أنه يتلى عليه في الكتاب، الآية الأولى التي قال اللّه ‏:‏ ‏{‏وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء‏}‏ وبهذا الإسناد عن عائشة قالت‏:‏ وقول اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏وترغبون أن تنكحوهن‏}‏ رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره، حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن‏.‏ والمقصود أن الرجل إذا كان في حجره يتيمة يحل له تزويجها فتارة يرغب في أن يتزوجها فأمره اللّه أن يمهرها أسوة أمثالها من النساء، إن لم يفعل فليعدل إلى غيرها من النساء فقد وسع اللّه عزَّ وجلَّ، وهذا المعنى في الآية الأولى التي في أول السورة، وتارة لا يكون له فيها رغبة لدمامتها عنده أو في نفس الأمر فنهاه اللّه عزَّ وجلَّ أن يعضلها عن الأزواج، خشية أن يشركوه في ماله الذي بينه وبينها، كما قال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس في الآية، وهي قوله‏:‏ ‏{‏في يتامى النساء‏}‏ كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة فيلقي عليها ثوبه، فإذا فعل ذلك لم يقدر أن يتزوجها أبداً، فإن كانت جميلة وهويها تزوجها وأكل مالها، وإن كانت دميمة منعها الرجال أبداً حتى تموت، فإذا ماتت ورثها، فحرم اللّه ذلك ونهى عنه‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ ‏{‏والمستضعفين من الولدان‏}‏ وكانوا في الجاهلية لا يورثون الصغار ولا البنات، وذلك قوله‏:‏ ‏{‏لا تؤتونهنَّ ما كتب لهن‏}‏ فنهى اللّه عن ذلك وبين لكل ذي سهم سهمه فقال‏:‏ ‏{‏للذكر مثل حظ الأنثيين‏}‏ صغيراً أو كبيراً، وقال سعيد بن جبير‏:‏ ‏{‏وأن تقوموا لليتامى بالقسط‏}‏ كما إذا كانت ذات جمال ومال نكحتها واستأثرت بها، كذلك إذا لم تكن ذات مال ولا جمال فأنكحها وستأثر بها‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وما تفعلوا من خير فإن اللّه كان به عليماً‏}‏ تهييجاً على فعل الخيرات وامتثالاً للأوامر، وأن اللّه عزَّ وجلَّ عالم بجميع ذلك، وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمه‏.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏128 ‏:‏ 130‏)‏ ‏
{‏ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ‏.‏ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ‏.‏ وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما ‏}‏
يقول تعالى مخبراً ومشرعاً من حال الزوجين تارة في حال نفور الرجل عن المرأة، وتارة في حال اتفاقه معها، وتارة في حال فراقه لها، فالحالة الأولى‏:‏ ما إذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها، فلها أن تسقط عنه حقها أو بعضه من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غير ذلك من حقوقها عليه، وله أن يقبل ذلك منها فلا حرج عليها في بذلها ذلك له، ولا عليه في قبوله منها، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً‏}‏ ثم قال‏:‏ ‏{‏والصلح خير‏}‏ أي من الفراق، وقوله‏:‏ ‏{‏وأحضرت الأنفس الشح‏}‏ أي الصلح عند المشاحة خير من الفراق، ولهذا لما كبرت سودة بنت زمعة عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فراقها، فصالحته على أن يمسكها وتترك يومها لعائشة، فقبل ذلك منها أبقاها على ذلك ذكر الرواية بذلك‏:‏ عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ خشيت سودة أن يطلقها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت يا رسول اللّه‏:‏ لا تطلقني واجعل يومي لعائشة، ففعل ونزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما‏}‏ الآية‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز ‏"‏أخرجه الطيالسي والترمذي وقال‏:‏ حسن غريب‏"‏وفي الصحيحين عن عائشة قالت‏:‏ لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة‏.‏ وعن عروة عن عائشة، أنها قالت لها يا ابن أختي‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفضل بعضاً على بعض في مكثه عندنا، وكان قلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا فيدنوا من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى من هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت، وفرقت أن يفارقها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا رسول اللّه يومي هذا لعائشة، فقبل ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت عائشة، ففي ذلك أنزل اللّه ‏{‏وإن امراة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً‏}‏ ‏"‏ورواه الحاكم وقال‏:‏ صحيح الإسناد ولم يخرجاه‏"‏ وروى ابن جرير عن عائشة‏:‏ ‏{‏وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير‏}‏ قالت‏:‏ هذا في المرأة تكون عند الرجل، فلعله لا يكون بمستكثر منها، ولا يكون لها ولد، ويكون لها صحبة فتقول‏:‏ لا تطلقني وأنت في حل من شأني، وفي رواية أخرى عن عائشة‏:‏ هو الرجل لها المرأتان إحداهما قد كبرت والآخرى دميمة وهو لا يستكثر منها فتقول‏:‏ لا تطلقني وأنت في حل من شأني‏.‏ وعن ابن سيرين قال‏:‏ جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فسأله عن آية فكرهه فضربه بالدرة، فسأله آخر عن هذه الآية‏:‏ ‏{‏وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً‏}‏ ثم قال مثل هذا فاسألوا، ثم قال‏:‏ هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنها فيتزوج المرأة الشابة يلتمس ولدها، فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز‏.‏ وقال ابن أبي حاتم عن خالد بن عرعرة قال‏:‏ جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فسأله عن قوله اللّه عزَّ وجلَّ ‏{‏وإن امرأة خافت من بعلها شوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما‏}‏ قال علي‏:‏ يكون الرجل عنده المرأة فتنبوا عيناه عنها من دمامته، أو كبرها، أو سوء خلقها، أو قذذها فتكره فراقه، فإن وضعت له من مهرها شيئاً حل له، وإن جعلت له من أيامها فلا حرج‏.‏ وقال الحافظ أبو بكر البيهقي عن الزهري أخبر






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس