عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-2009, 10:14 AM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


صَدِيق حَمِيم وَمخلص ووفِي فِي ذَات الوَقت .. قلَّ منهو على شَاكلته ..

في هكذا زَمَن أهوَج .. وَدعِينِي أتساءَل بُرهَة فأنتِ أحياناً تحاولي ..

أن تكسر حاجز المستحيل بينكِ وبَين ( صَدِيقَتكِ ) الحَمِيمَة ..

تحاول أن تقللي من حِدَّة أو حجم الآثار المستقبلية السيئة ..

التي يمكن أن تحدث لكِ .. أو لمن تحبِّي .. تحاولي أن تُعطي من معكِ

مِمَن يهمك أمره .. تحاولي أن تعطيه تصوراً واضحاً عمَّا يمكن أن يحدث

لكِ وله فيما لو تأخّر قليلاً ..

أو ما طل كثيراً في إتخاذ قرار مصيري يهمكما..

تحاولي أن تقولي له وبكل صراحة ووضوح إلى متى ونحن هكذا ..

في هذا الوضع أو هَذِهِ القَطِيعَة؟

لِمَ لا تحقق الناس أمانيها وتسعد نفسها ونحن ما زلنا نراوح أماكننا؟

إلى متى تتقدم الناس خطوات جريئة نحو ما تريد بينما نحنُ لا نجرؤ ..

حتى على الإقدام على خطوة واحدة تقربنا من بعضنا وتريح أنفسنا ..

وتقلل من كمّية القلق لدينا .. ومن حجم الإنتظار القاتل لدينا ..

وما يترتب على ذلك من مخاوف مستقبلية .. نشعر بها تتمكَّن منا ..

لدرجة لا تجعلنا نستمتع بالحياة وبكل ما فيها من جماليات كما ارادها الله؟

لِمَ نظل محرومين حتى من صوت من نحب ومخاطبته والحديث معه ..

كما لو كان بعيداً عنا .. ويفصل بيننا وبينه آلاف الأميال علماً أنه قريب جداً

منا ولا يفصل بيننا وبينه سوى أنفاسنا؟

ولِمَ نحرم الآخرين وبالذات أقرب الناس لنا من عطفنا وحناننا عليهم؟

لِمَ لا نكون قريبين منهم متواجدين معهم كلما إستطعنا ..

وكلما احتاجوا لنا؟

ألا يكفي أنهم يحبوننا بصدق .. ويخافون علينا؟

ألا يكفي أنهم يفضّلوننا على غيرنا .. ويضحُّون من أجلنا بكل ما يستطيعون

وبكل ما لديهم فقط من أجل سعادتنا؟

ألا يكفي أنهم متمسكون بنا حتى آخر لحظة؟

إذن ما المانع من أن نعطيهم ونقدم إليهم أقل ما ينبغي علينا تقديمه لهم

ليس تفضلاً منا عليهم أو تعاطفاً معهم بقدر ما هو حق من حقوقهم علينا؟

صحيح انه ربما عاتبنا الطرف الآخر على تقصيرنا معه في هذا الموضوع

ولكن لِمَ لا نُفهِم هذا الإنسان العزيز على قلوبنا ان عدم تواجدنا معه ..

باستمرار ..

وقربنا منه دائماً .. لا يعني انه شخص عادي كأي شخص ولا يعني ان ما بيننا

من علاقة وِد قوية قد تأثرت أو فترت أو أنها في طريقها للإضمِحلال؟

إننا لا نستطيع أن نقنع الآخرين بتبريراتنا بإستمرار أليسَ كذلك؟

ولكن هذا لا يعني ان نجعل من تلك التبريرات وكأنها الوسيلة الوحيدة ..

للرد أو مواجهة أي عتاب؟

والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية والذي نشاهده ونواجهه في حياتنا العامة

هو لِمَ لا يكون لنا حرية الإختيار في ان نختار ما نريد وفق ما يرضي الله أولاً؟

لماذا تفرض علينا حياة من نوع معين نحن نرفضها لأننا غير قادرين ..

على التعايش معها؟

ولماذا يفرض علينا أشخاص نحن غير مقتنعين بهم ..

ولا نستطيع التعامل معهم .. أو حتى العيش معهم تحت سقف واحد؟

وكيف يرتاح الطرف الآخر .. أو يرضى بأن يكون معه إنسان لا يريده ..

أو لا يحبه أليس ذلك أمراً مُتعباً؟

ولِمَ حينما نريد العيش بسلام وهدوء بعيداً عن المشاكل لِمَ تفرض علينا

تلك المشاكل .. وتُلصَق بنا التهم .. ويُنسَب لنا ما ليس فينا؟

لِمَ لا تتاح لنا الفرصة في أن نقدِّم ما لدينا ونعطي أكثر ما لدينا ..

ولكي نبدع بالصورة التي ترضينا .. وتنمِّي المجتمع .. ولِمَ يكون الإبداع

في مجال العمل؟

لِمَ لا يكون الإبداع في المشاعر؟

في كيفية تقديمها بشكل مختلف؟

ولِم َلا نعبِّر عن مشاعر حبّنا بأسلوب يَنِم عن روعة هذا الحب وتميزه؟

بل لِمَ نقتل هذا الحب وتوهجه بالعتاب المستمر واللوم المتواصل ..

رغم معرفتنا الأكيدة لحب الطرف الآخر لنا؟

فلِمَ لا يكون هذا الوَقت بالذَّات بداية تواصل حلو وتسامح لمن أخطأ

في حقنا وبداية تصحيح حقيقية لمسار حياتنا ومعرفتنا لما نريد ..

بشكل واضح ومعقول؟

بل لِمَ لا تغمضِي عينيكِ الآن .. وتتخيَّلي كل ما تريدي تحقيقه ..

أو تتمني الحصول عليه .. ومن ثم النظر اليهِ من زاوية أخرى أكثر جمالاً

وواقعية؟

لِمَ لا تقولي لنفسكِ الآن الحمد لله أنا لستُ لوحدي بل معي من أريد ..

حتى وهو بعيد عني ..

قولِي لنفسكِ ذلك .. بكل ثقة .. لأنكِ بالفعل كذلك .. فمَا رَأيُك؟

/

/

/

إنتـَــر















أنا أزعل؟

ومِمَن؟

منك أنت؟

وأنت بالذات؟

أنت من علمني ..

معنى الحب؟

من أذاقني ..

طعم السعادة؟

وأيما سعادة؟

من عرَّفني ..

دروب الخير؟

من أحال ..

حياتي .. وما زال..

حديقة غنَّاء ..

وارفة الظلال؟

مليئة بالزهور ..

والرياحين؟

مشبَّعة ..

برائحة العطور؟

/

/

وكيف أزعل منك..

وأنت صديقي..

قبل أن تكون نصيبي؟

كيف ..

وأنت قبل أن تكون رفيقي..

أنت حصَّتي ..

من هذه الحياة؟

كيف ..

وأنا أراك مرآتي؟

تدلني على الخير؟

ترشدني عليه؟

/

/

وكيف أزعل .. وأنا أراك..

ترسم لي ..

معالم الطريق بوضوح؟

تضع رجلي ..

على بداياته برفق؟

تدفعني ..

بيديك الحانيتين..

للأمام وبكل هدوء..

تراقبني من بعيد..

وأنا أمشي الهُوَينِى..

تتابعني بحرص ..

كي لا أسقط..

كي لا أتعثَّر..

كي تتأكد ..

من وصولي لهدفي..

/

/

أزعل منك أنت؟

ومنذُ متَى؟

لا مستحيل!!

فإن كنت سأزعل بحق..

فمن نفسي ..

وليس منك أنت..

لأنني لم أعرف حتى الآن..

كيف أحافظ عليك ..

كيف أحتفظ بك ..

كيف أداريك ..

كيف أكسبك أكثر ..

وأكثر؟

وكيف أقول لك..

وبأي عبارة..

انك أكثر من رائع..

ومع ذلك..

دعني أريحك..

دعني أصارحك..

فإن كنت سأزعل منك ..

ففي حالة واحدة..

حينما تلجأ لغيري بعد الله؟

وكأني غير موجود؟

حينما تطلب مساعدة الغريب..

وأنا القريب منك؟

حينما تجتر ألمك بمفردك..

وكأنه خاص بك وحدك؟

حينما تكتم همّك عني..

ولا تبوح به لي؟

وأنت تعلم مدى سعادتي..

وأنا أستمع إليك..

تحت كل الظروف..

لأنك غير كل البشر..

/

/


نعم سأزعل منك..

بل وأعتب عليك..

حينما تعتقد ..

ولو للحظة واحدة ..

انني سأتخلَّى عنك..

ولن ألتفت إليك..

أو أنك ستسقط من عيني..

وستتغير نظرتي إليك..

حينما تصارحني ..

بما في نفسك..

بما يضايقك ..

ويضايقني؟

أو لمجرَّد شعورك ..

أنك ستأخذ من وقتي ..

الذي لم يكن يوماً ..

سوى لك؟

أو أنك ستكون ..

حِملاً ثقيلاً عليّ ..

حينما تلجأ إليَّ ..

وتبحث عن نفسك معي؟

/

/


نعم سوف أزعل منك ..

حينما تغيب عنِّي بعيداً..

أيُّها الدلال..

ولا تخبرني ..

عن أراضيك؟

حينما تتركني وحيداً..

وتقطع حبل الوصال؟

بل حينما لا تكلّف نفسك ..

حتى عناء السؤال؟

كي تطمئنني عليك..

وأنت تعرف..

انه لا شيء يهمني أكثر..

سوى أن أعرف ..

انك بخير..

ياوجه الخَير ..

وتلك هي سعادتي..

قمة سعادتي..

ذَروَة فَرحَتِي ..

فماذا أريد أكثر؟

/

/

نعم.. إن كنت سأزعل..

فمن نفسي ..

لأنني حتى هذه اللحظة..

لم أوفيك حقك ..

لم أكافئك كما ينبغي ..

لشعوري انني خيبت ظنك..

حينما لجأت إليَّ ذات يوم..

فلم اعطك ما تريد ..

لم أنجح ..

في توصيل مشاعرك ..

لأعز الناس إليك..

لتوأم روحك..

كما توقعت مني ..

كما كنت تتمناها ..

/

/

لقد حاولت وإجتهدت..

أن أصِف ..

تلك العلاقة الوطيدة..

تلك ( الصَّداقة ) المتينة..

التي تربطك ..

بأعز الناس لديك..

حاولت ..

أن أعبِّر بصِدق..

عن حقيقة مشاعركل منكما ..

تجاه الآخر..

ولكني إكتشفت..

ان ما بينكما..

أكثر من أن يوصف ..

بكلمات؟

أكثر من أن يعبر عنه ..

بعبارات؟

لأن ما بينكما..

لا يعرفه سواكما؟

لا يدركه أي انسان؟

/

/

حاولت أن أقول ..

أيها الجود ..

المتدفق عطاءً؟

بأن الإسم الثاني لـ ( الصَّداقة) ..

هو أنتما؟

وما عداه ليس بـ ( صداقة ) ..

بل شيء آخر؟

وهذا ما ينبغي ..

أن يعرفه الآخرون؟

وهذا هو عزائي..

حينما أزعل من نفسي بسببك..

/

/

أبَعد هذا تسألني..

إن كنت قد زعلت منك؟

ولِمَ؟

ألمجرد ان كنت ..

صريحاً معي؟

ان كشفت ..

لي عيوبي؟

ان عرَّفتني ..

بقدراتي؟

إن أريتني ..

حقيقة نفسي؟

ان أشعرتني ..

بقيمة ذاتي؟

إن أحسستني ..

ماذا أعني لك؟

/

/

ألا تعلم أن هذا..

هو جزء من جمالك؟

جزء من جاذبيتك؟

جزء من سر إعجابي بك؟

/

/

ألا يكفي إنك غير؟

مختلف عن الآخرين؟

في كل شيء؟

كي يكون هذا رأيي فيك؟

كي يكون هذا سبب حبي لك؟

سبب خوفي الشَّديد ..

وغيرتي عليك؟

بل سبب عدم زعلي منك؟

.