عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2012, 04:18 PM   رقم المشاركة : 2
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

*شيء ولا شيء*


جلست يوما مع مجموعة من الاحبة . تبادلنا لأحاديث قد خلت .. تذاكرنا شخصيات قد رحلت.


وأحداثا قد جرت .. وعجبنا من اختلاف الاحداث والاشخاص.


فمنهم من ترك أثره وما زال ذكره عالقا في أذهان الناس سواء بالخير أو بالشر.


ومنهم من طواه الزمن لايعرض من ذكراه إلا الشيء القليل .


وطرح أحد الاحبة سؤالا:


ما الذي يجعل الناس يختلفون عن بعضهم؟
أهي الظروف المحيطه بهم ؟
أم الحظوظ التي تنزل عليهم ؟
أو جهود يبذلونها فيتركون آثارهم من بعدهم؟
وتشعب النقاش. كلٌ يدلي بدلوه , ثم التفت إليه وقلت له:


هناك ثلاثة محاور ينظر الناس فيها الى ذواتهم:


* النظرة الاولى هي نظرة الناس الى الانسان.


* ونظرة الانسان الى ذاته.


* ونظرة الانسان الى نظرة الاخرين له .


سأعرض عليك أنواع الناس حسب ما يراه الناس وليس حسب ما أراه , وسأفصّل في كل نوع لعلك تختار ما تشاء من هذه الانواع عن درايه.. لان الذي يعلم يختلف عن الذي لا يعلم .


ولهذا أريد لك أن تعلم لكي تختار ما تريد على علم.. وليس هدفي من هذا العرض أن ننشغل بالناس وتصنيفهم.. ولكن الهدف هو الانشغال بالذات وتنميتها ووضعها حيث يريد الانسان .


فإن أراد الانسان لذاته مكانه عاليه , فإن الطريق أمامه واضح , وإن لم يرد تلك المكانه فالامر إليه دون شك ولا ريب .


فالكاتب يملك أن يعرض ولكنه لا يملك أن يفرض , وحسبي مما أكتبه أني أترك أثرا لمن يريد أن يتبعه أو يعتبر منه ليس هدفي من هذا العرض أن أشغلكم بالاخرين. فلست ممن يدعون الى الانشغال بالاخرين تحليلا أو تعليلا. وإنما دعوتي أن تنظروا الى ذواتكم وتحددوا مساراتكم حسب اختياراتكم ,وسواء رضي عنكم الناس أو غضبوا, وسواء كان الناس على الطريق الصحيح أم انحرفوا.
القضيه بالنسبة لي انشغال بالذات ابتداء وترك الاخرين يفعلون ما يشاءون.وما اطرحه مرتبط بذواتكم دون غيركم, فميدانكم الاول أنفسكم. فإن عرفتموها استثمرتموها.. وإن جهلتموها عجزتم عن فهم الاخرين, بل إن الاخر يجب الا يكون قضية انشغل بها في رحلة تحديد مكانه الذات , فالانسان ذاته دون سواه هو الذي يحدد مكانته.




وقد يقول قائل إن الانسان متصل غير منفصل, ومعرفة الاخرين تعطيه قوة للتعامل معهم , والتأثير عليهم ..


وأما انشغاله بذاته فإنها دعوه للانعزال الذي ليس له مبرر.. وكأنك تدعو الناس أن يتقوقعوا على انفسهم ,, دون أن يكون لهم تواصل مع الاخرين .


قد يكون في هذه الفكرة صواب . ولكن الجانب الذي خفي أعظم . وهو أهمية معرفة الذات قبل العلاقات ,, القضية مسألة أولويات .


إن منطلق التعامل مع الاخرين هو ذات الانسان , فإن فقد مهارة التعامل معها فإنه سيفقد مهارة التعامل مع الاخرين , وإن عرف الانسان كيف يعامل ذاته ويضبط انفعالاته فإن التعامل مع الاخرين أمر مقدور عليه, ولهذا سأستعرض انواع الناس كما يراهم الناس


وأختم بالتصنيف الذاتي للناس كما يقدمه نموذج التعامل مع الذات, ومن ثم أترك الخيار للناس أن يحددوا تصنيف أنفسهم في البدايه والنهايه ..



يتبع باذن الله ... ( نظرة الاخرين الى الانسان )






رد مع اقتباس