عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-2009, 03:16 AM   رقم المشاركة : 52
!!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
Band
 
الصورة الرمزية !!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
 






!!! الرومـ ^_* ـانسي !!! غير متصل

الحلقةالتاسعة



********









أخيرا جاء دوري !




صرتم تعرفونني جميعا ...



اسمي رغد ، و أنا يتيمة الأبوين أعيش في بيت عمّي الوحيد شاكر منذ الطفولة .

أنهيت دراستي الثانوية مؤخرا و أفكر في الالتحاق بكلية للفنون و الرسم . أعشق الرسم كثيرا و أنا ماهرة فيه .



الجميع يعرفني برغد المدللة ، حيث أنني تعودت منذ الصغر الحصول على كل ما أريد ، و بأي طريقة !



اليوم نقيم في منزلنا الصغير حفلة متواضعة بمناسبة تخرجي من المدرسة الثانوية . لم يتسن لنا إقامتها قبل الآن لأن والدتي ـ أي زوجة عمي ـ كانت متوعكة الصحة .


في الواقع ، صحة والدتي ليست على ما يرام منذ سنين ...









دانه تبالغ في وضع المساحيق لتبدو ملفتة للنظر !


رغم أنها لم تكن ترحب بفكرة الحفلة ، إذ أننا لم نقم حفلة عند تخرجها ، ألا أنها مصرة على سرقة الأضواء مني هذه الليلة !



" إنها حفلة بسيطة و لا تقتض منك كل هذا ! تبدين كعروس بكامل زينتها ! "



قلت لها و أنا واقفة أراقبها و هي ( مزروعة ) أمام المرآة منذ ساعات !



لم تلتفت إلي ، و قالت :


" ما دمنا قد دعوناهن، فلنبهرهن ! قد تعجب بي إحداهن فتخطبي لأخيها مثلا ! "



و ابتسمت بدهاء !



أنا أعرف من تقصد تحديدا ... لديها صديقة من عائلة ثرية جدا و شقيقها رجل تحلم نصف فتيات العالم بالزواج منه ، أما النصف الآخر فيبغضه بشدة !


إنه لاعب كرة قدم مشهور و صوره تملأ الصحف و المجلات و برامج التلفاز أيضا!


قلت :


" لا أعرف ما الذي يعجبكن في شخصية كهذه ! إنه حتى لا يتوقف عن توزيع الضحك و الابتسامات و كأنه مهرج ! "




نظرت إلي بحدة من خلال المرآة ، ثم قالت :



" على كل ٍ ، الأمر لا يعنيك فأنت أخذت نصيبك و انتهى دورك ! "





ثم انشغلت بتزيين خصلة من شعرها بسائل ملمّع ...





صرفت نظري عنها ، إلى يدي اليمنى ، بالتحديد إلى إصبعي البنصر ، و بمعنى أدق ، إلى خاتم الخطوبة الذي أضعه منذ سنين ...





بمجرد أن بلغت الرابعة عشر من عمري أي قبل ثلاث سنوات و أكثر ، تم عقد قراني على ابن عمي سامر ...

و بقينا مخطوبين حتى إشعار آخر .




سامر ... يكبرني بخمس سنوات تقريبا ، و ما أن تخرج من الثانوية حتى بادر بطلب الزواج مني




والدي ، بل و والدتي و دانة أيضا ... الجميع كان يريد ذلك ، فأنا أصبحت فتاة بالغة و لم يكن من الممكن بقائي و ابن عمي في بيت واحد دون حرج على كلينا




عدا عن ذلك ، فإن سامر يحبني بجنون !




كما و أنني كنت السبب في الحادث الذي شوه وجهه ، و قلل فرصه لنيل إعجاب الفتيات قطعا



أما أنا ، و بالرغم من كوني جميلة أيضا ، ألا أن هذا الخاتم يصرف الجميع عن الالتفات إلي ...



على أية حال نحن لا نفكر في الزواج الآن فسامر لا يزال يبحث عن وظيفة
و أنا أطمح إلى الحصول على شهادة جامعية ...






نبهتني دانة من شرودي الذي لاحظته من خلال انقطاعي عن التعليق المستمر على مظهرها



قالت :


" أين سرحت ؟ ألن تبدلي ملابسك ؟ إنهن على وشك الوصول ! "




غادرت غرفتها و اتجهت إلى غرفتي ، حيث ارتديت فستاني الجديد الرائع ... و الذي أضطر والدي لشرائه لي رغم ارتفاع ثمنه ، فقط لأنني قلت : أريده لي !




كان فستانا خمري اللون مطرزا بخيوط ذهبية ، طويل الذيل ، و بدون كمّين ، مما يسمح للندبة القديمة في ذراعي اليسرى بالظهور ...






أكملت زينتي و تحليت بطقم العقد الذهبي الذي أهدتني إياه والدتي قبل أيام ...



حينما لففت السوار حول معصمي الأيسر ، لم يبدُ منظره متناسقا مع الساعة ...

إذ أن السوار ذهبي بينما الساعة فضية اللون ...



هممت بخلعها ، لكنني لم أستطع ... لا أريد أن أبقيها بعيدة عني في هذه الليلة ...



لطالما كانت قريبة مني و ملتصقة بي ...



لم أكن آبه لتعليقات زميلاتي المزعجة حول ارتدائي لساعة رجالية !

إنها شيء لا أستطيع التخلص منه ... تماما كهذه الندبة !





نزعت السوار الذهبي ، و حاولت لفه حول معصمي الأيمن ففشلت !


" سحقا ! "


صحت بغضب ، في ذات اللحظة الذي طرق فيها الباب ...


لابد أنها دانه جاءت تقارن بين مظهرينا كالعادة !



" ادخل "




قلت ذلك و أنا مازلت أحاول إغلاق السوار بيدي اليسرى حول معصمي الأيمن دون جدوى



" مساء الخير ! "



لم يكن هذا صوت دانه ، بل سامر



رفعت بصري إليه و باندفاع قلت :



" سامر ، هل لا أغلقت هذه قبل أن أحطمها ؟ "



و أقبلت نحوه أمد إليه بمعصمي الأيمن و بالسوار ...




" رويدك ! هاتي .. "







و أغلق السوار حول يدي اليمنى ، فسحبتها ألا أنه أمسك بها و قال :



" تبدين رائعة ! جدا "




تورد خداي خجلا .. ثم قلت :



" مساء النور ... ! هل قلت ُ ذلك ؟ "


ابتسم ، و قال :


" لا أظن ! "


" إذن مساء النور ! "





ثم سحبت يدي فأطلقها



توجهت إلى سريري ألملم الأشياء التي بعثرتها أثناء تزيين نفسي ، و دخل سامر و أغلق الباب ...




" رغد "



ناداني بصوت مرح و بابتسامة مشرقة ، و سعادة تملأ عينيه


" نعم ؟ "


أقبل نحوي ، و عاد يمسك بيدي و قال :


" لدي خبر سار جدا "



ابتسمت و قلت :


" هات ؟ "


" لقد عثرت على فرصة ذهبية للعمل في وظيفة مرموقة "




فرحت كثيرا ! قلت بسرور :



" حقا ! أوه أخيرا ... ممتاز ! "




شد سامر قبضته على يدي و قال منفعلا :




" أخيرا ! كم أنا سعيد و لا يتسع صدري لفرحتي هذه ! سأحصل على راتب عظيم ! "





بالنسبة لنا فهذا شيء مهم جدا ، لأن أحوالنا المادية كانت في انحطاط بسبب ظروف الحرب ، و كنا بحاجة لدعم مادي جيد .




قلت :



" متى تباشر العمل ؟ "


" حالما أنهي الإجراءات اللازمة . سأحاول إتمامها خلال يومين أو ثلاثة "


" وفقك الله "



قرب سامر يدي من صدره ، و قال :



" يجب أن نحدد موعد الزواج "




تفاجأت ، فنحن لم نتحدث عن الزواج بجدية بعد ...



حالما رأى سامر علامات التعجب ظاهرة على وجهي قال :



" عملي سيكون في مدينة أخرى ، و أريد أخذك معي "



سحبت يدي مجددا ، في توتر ..



فالخبر قد فاجأني ، و لم يعجبني ... قلت :


" في مدينة أخرى ؟ ... لم عليك الذهاب لمدينة أخرى ؟ "

قال :


" تعرفين كم هو صعب العثور على وظيفة جيدة بسبب ظروف البلد ... إنها فرصة لا يمكنني رفضها مطلقا . أخبرت والدي ّ فشجعا ذهابي "



صرفت نظري عنه إلى الأرض بضع ثوان ، ثم عدت أنظر إليه و قلت :


" و شجعا زواجنا ؟ "



ابتسم ، و قال :


" لم أذكر ذلك لهما بعد . أود أن نناقش الأمر نحن أولا "




من البرود الذي اعترى تعابيري أدرك سامر عدم موافقتي ، فقال :


" لم لا ؟ "


قلت :


" و الكلية ؟؟ "


قال :


" الكلية ... هل هناك ضرورة لها ؟ "

" بالطبع ... أريد أن أدرس ، إنها فرصتي "





صمت سامر قليلا ، ثم قال :


" اصرفي نظر عنها يا رغد أرجوك ... أنا لا أريد تضييع الفرصة ، كما لا أريد العيش وحيدا هناك ... تعلمين أنني لا أستطيع الابتعاد عنك ... "







و أخذ ينظر إلى نظرات رجاء و أمل ...


كنت على وشك قول : لنؤجل النقاش في الأمر لوقت أنسب لأن ضيفاتي على وشك الوصول



ألا أن طرق الباب سبقني ، و دخلت دانة مباشرة و هي تقول :



" رغد ! ألم تنتهي ؟ وصلت نهلة ! "



التفتنا أنا و سامر نحو دانة ، و التي أخذت تحدق بي قليلا ثم التفتت إلى سامر و قالت :



" أنت هنا سامر ؟ قل لي كيف أبدو ؟ أليس فستاني أكثر جمالا من فستان رغد ؟ "



سامر أخذ يدور ببصره بيننا ثم قال مداعبا :



" أنا لا أصلح للحكم بين خطيبتي و أختي ! فخطيبتي ستبدو أجمل في كل مرة ! "




ثم انصرف مسرعا و هو يضحك .



بقينا نحن الاثنتان كل منا تتأمل الأخرى ، حتى وقعت عينا دانه على ساعة يدي ، فقالت بحدة :



" رغد ! ستبدين في منتهى السخافة هكذا ! اخلعيها و لا تحرجينا أمامهن ! "



نظرت إليها بغضب و قلت بعناد :


" لن أخلعها ، و سأظل الأجمل أيضا ! "










في غرفة الضيوف حيث نقيم الحفلة ، وجدت نهلة و سارة ، ابنتا خالتي قد وصلتا و كانتا أول من حضر .





" واو ! فستان رائع ! ما أجمله يا رغد ! "


قالت نهلة و هي تبعد يدها بعد مصافحتي ...


نهلة كانت صديقة طفولتي الأولى ، و انتقلت مع عائلتها للعيش في هذه المدينة مثلنا أيضا منذ سنين ، و لا تزال أفضل صديقة لدي .


أما سارة فهي الشقيقة الوحيدة لنهلة ، و تصغرني بست سنوات ، و تلازم نهلة كالظل !




" هل أعجبك حقا ؟ اشتراه والدي بسعر مرتفع ! إنني أعامله كأي قطعة من حليي هذه ! "



ابتسمت نهلة و قالت :



" كم أحسدك ! لديك أب يدللك كما لا يدلل والد ابنته ! رغم أنك لست ابنته الحقيقية ! "






هذه الكلمة تزعجني كثيرا ، فأنا لا أحب أن يشير أحد إلى والدي ّ بأنهما ليسا والدي ّ الحقيقيين . إنني اعتبرتهما كذلك منذ الصغر و لا أعرف والدين غيرهما مطلقا .




قلت بنبرة مازحة :


" لأنني البنت الصغرى ، و آخر العنقود ... يجب أن أتدلل ! "


ثم نظرت إلى سارة و قلت :


" أليس كذلك سارة ؟ "


أجابت ببرود :


" كما تقول أختي "


رفعت نظري عن هذه الفتاة البليدة ، و عدت أخاطب نهلة :


" و كيف حال خالتي و زوج خالتي ؟ و حسام ؟ "


أجابت :


" بخير جميعا ! حسام أوصلنا إلى هنا و أظنه يلقي التحية على والدك الآن "


ثم أضافت ، و هي تنظر إلي من زاوية عينها بخبث :


" و على فكرة ، هو يبعث إليك أيضا بتحية حارة مشتعلة !! "



رفعت إصبعي السبابة الأيمن و ضربت جبينها ضربة خفيفة و أنا أقول :


" لا تتوبين ! "


و انبعث ضحكاتنا تملأ الأجواء .







ما إن حضرت صديقتنا الثرية حتى استقبلتها دانه استقبالا حميما ، و أولتها اهتماما مركزا طوال الحفلة !



أتساءل ... هل هذا ما يحدث مع جميع الفتيات !

هل يجذبن العرسان إليهن بهذه الطريقة ؟؟

حقيقة لا أعرف !











بينما كنا في أحاديثنا المتواصلة في الحفلة ، سألتني هذه الصديقة :


" هل أنت مخطوبة ! "


و كانت تنظر إلى خاتم الخطوبة المطوق لإصبعي ، و في دهشة واضحة !



تولت دانة الإجابة بسرعة :


" ألم أخبرك مسبقا ؟ إنها و شقيقي مرتبطان منذ زمن ! "



قالت الصديقة :


" و لكن ... تبدين صغيرة ! "


و مرة أخرى تدخلت دانة قائلة :


" تصغرني بعامين و بضعة أشهر ، لكن حجمها صغير ! "




صحيح أن طولي لا يقارن بطول دانه أو سامر ، لكنني لست قصيرة ! بل هما الطويلان كما هما أبي و أمي !



إنني أبدو بالفعل لست من هذه العائلة !



قلت مداعبة :


" هذا يجعلني قادرة على ارتداء الأحذية الأنيقة ذات الكعب العالي المتماشية مع الموضة ! على العكس من دانة ! "




و ضحكنا جميعا بمرح ...










قضينا سهرة ممتعة أنستني تماما موضوع سامر الأخير .



و بعد الحفلة ، أويت إلى فراشي مباشرة و نمت بسرعة ، دون أن يخطر الموضوع ببالي .



في اليوم التالي ، و فيما أنا منشغلة برسم لوحة جديدة في غرفتي ، جاءني سامر ...





" ألم تتعبي ؟ قضيت فترة طويلة في الرسم ! "

" الرسم لا يتعبني مطلقا يا سامر ، بل أهواه و أجد راحة كبرى أثنائه و سعادة غامرة لا أجدها مع أي شيء آخر "


قال :


" و لا حتى معي أنا ؟؟ "




كان سامر يقف إلى جانبي يتأمل رسمي الجديد ... و كنت أنا أدقق النظر في اللوحة و ألقي عليه نظرة بين الفينة و الأخرى



و حين نطق بجملته الأخيرة هذه ، أطلت النظر إليه ، فشعرت بالخجل و طأطأت رأسي





" رغد ... "



لم أجب ...


مد سامر يده فامسك بوجهي و رفعه للأعلى ...



قال :


" رغد ... هل فكرت بموضوعنا ؟ "





في تلك اللحظة فقط تذكرت الموضوع !

آه يا إلهي كم هي ضعيفة ذاكرتي !




سامر كان يتحدث باهتمام ... فالأمر يعني له الكثير ، و قد قضى وقتا طويلا في البحث عن عمل ...



لم أشأ أن أصيبه بخيبة بقولي : كلا



فقلت :

" لازلت أفكر ... "




سامر قال بنبرة مليئة بالرجاء :


" أرجوك يا رغد ... يجب أن أبدأ الإجراءات المطلوبة قبل أن تضيع الوظيفة "


نظرت إليه و قلت :


" ماذا لو ... عملت أنت هناك ، و أكملت دراستي أنا هنا ... ثم ... "



لم أتم جملتي ، إذ أن سامر هز رأسه اعتراضا و قال :


" لا ... إما أن نذهب سويا ... أو نبقى سويا ... "






كنت أدرك أن سامر لا يستطيع الابتعاد عنا ، كما أن علاقاته بالآخرين محدودة و كثيرا ما كان يتجنب الاجتماعات المختلفة ، ليتلافى الحرج من وجهه المشوه .



حتى أنه حين أراد إكمال دراسته ، اختار مجالا لا يدع له الفرصة للاحتكاك بالآخرين
إلا نادرا


سامر ... هو شخص هادئ و مسالم ... و طيب القلب ...



قلت :


" دعنا نأخذ برأي أبي و أمي كذلك ... يجب أن تتم أنت الإجراءات الآن ، فيما نفكر بروية "


ابتسم سامر و قال :



" سأذهب الآن لإنجاز ذلك ، و أعرض الأمر على والدي ّ الليلة ! سنفاجئهما ! "




ابتسمت ابتسامة قلقة حائرة ، و تركته يذهب و واصلت رسم لوحتي ...

كنت مصرة على إنجاز تلك اللوحة بأسرع وقت ...






و في الليل ، تركت سامر يذهب إلى غرفة والدي لعرض الفكرة ، فيما بقيت في غرفتي في قلق و حيرة ... و أخذت أفكر ...




و يبدو أن كثرة التحديق في اللوحة أصابت عيني بل و جسدي بالإعياء ، فأغمضتهما و لدهشتي استسلمت للنوم !






أفقت بعد ذلك فزعة على صوت طرق متواصل على الباب ...




نهضت عن سريري بفزع ... و أصغيت إلى الهتاف ...



" رغد ... رغد افتحي ... افتحي بسرعة ! "




كانت دانة !


سرت إلى الباب بسرعة و ارتعاش و أنا في قمة القلق ...



و قبل أن أصل إليه رأيته ينفتح و تدخل دانة في انفعال ...




كانت في حالة يصعب علي وصفها ...



كان جسدها يرتعش ، و أنفاسها تتضارب و تتلاحق بسرعة عبر فيها المفغور ... ذراعاها مفتوحتين ... و يداها مرفوعتين

و أصابعها منفرجة ، و تهتز بشدة ...

و الدموع تنهمر بغزارة على خديها



قلت في هلع و أنا أرفع يدي إلى قلبي من الذعر :


" دانه ... ماذا حدث ؟؟ "

" رغد ... رغد ... "

و عادت تلهث ...

" رغد ... رغد ... أخي ... أخي ... "

تجمّدت و انحبس نفسي الأخير في صدري ...

حاولت قول : ماذا ...

ألا أنني عجزت من الذعر ...





هززت رأسي و أنا أشد الضغط بيدي على صدري فوق قلبي ، كمن يحاول حماية قلبه من تلقي صدمة ما ...



كانت دانة تحاول النطق و عجزت إلا عن إصدار أصوات مبهمة ، و أشارت إلي أن اقترب ...



خطوت خطوة نحوها و نطقت أخيرا :


" سامر ... "



هزّت دانة رأسها و قالت بصوت لا أعرف من أين خرج ...




" و ...

و ...

وليد ...

وليد عـــــــــــــــــــــــــــــاد "

























للحظة ... ظللت أحدق في دانة ... في تشتت

لم أكن أعرف ... هل هذا واقع أم أحد أحلامي ... ؟

تلفت من حولي علّي أرى شيئا واضحا أكيدا بالنسبة لي ...

كل شيء كان مبهما ...






دانة عادت تقول :


" وليد قد عاد ... عاد يا رغد ... عاد "





لم تكن كلمات واضحة بالنسبة لي ... و بقيت واقفة على نفس الوضع ...

فأقبلت دانة نحوي و أمسكت بكتفي و ضغطت عليهما ...




لمجرد إحساسي بيديها على كتفي أدركت أنه ليس حلما








لم أشعر بأي شيء يتحرك في جسدي لكنني رأيت الجدران تتحرك بسرعة و الأرض تجري من تحت قدمي ّ و الطريق يقودني إلى خارج الغرفة ...

و أطير ...

أطير ...

نحو مصدر أصوات البكاء التي أسمعها منبعثة من مكان ما في المنزل ...

بالتحديد ... مدخل المنزل ...






و عند أعلى الدرجات المؤدية إلى المدخل ...

توقف الكون فجأة عن الحركة من حولي ...





و ترنحت ذراعاي إلى جانبي ّ ...


و تشبثت أنظاري بالصورة التي ظهرت أمامي ...


و تمركزت فوق العينين السوداوين اللتين تعلوان الرأس العريض الثابت فوق ذلك الجسد الطويل ....











~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

























...يتبع...