عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2014, 03:54 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏22 ‏:‏ 26‏)‏
‏{‏ ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ‏.‏ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ‏.‏ انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ‏.‏ ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ‏.‏ وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن المشركين ‏{‏يوم نحشرهم جميعاً‏}‏ يوم القيامة فيسالهم عن الأصنام والأنداد التي كانوا يعبدونها من دونه، قائلاً لهم‏:‏ ‏{‏أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون‏}‏، كقوله تعالى في سورة
القصص‏:‏ ‏{‏ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم لم تكن فتنتهم‏}‏ أي حجتهم إلا أن قالوا ‏{‏واللّه ربنا ما كنا مشركين‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ أي حجتهم، وقال عطاء عنه‏:‏ أي معذرتهم، وكذا قال قتادة، وقال عطاء الخراساني‏:‏ ‏{‏ثم لم تكن فتنتهم‏}‏ بليتهم حين ابتلوا ‏{‏إلا أن قالوا واللّه ربنا ما كنا مشركين‏}‏، وقال ابن جرير‏:‏ والصواب‏:‏ ثم لم يكن قيلهم هذا القول الذي اختاره ابن جرير هو رواية ابن جرير عن ابن عباس عند فتنتنا إياهم اعتذاراً عما سلف منهم من الشرك بالله ‏{‏إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين‏}‏، وقال ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أتاه رجل، فقال‏:‏ يا ابن عباس سمعت اللّه يقول‏:‏ ‏{‏والله ربنا ما كنا مشركين‏}‏ قال‏:‏ أما قوله‏:‏ ‏{‏واللّه ربنا ما كنا مشركين‏}‏ فإنهم رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الصلاة، فقالوا‏:‏ تعالوا فلنجحد فيجحدون، فيختم الله على أفواههم، وتشهد أيديهم وأرجلهم، ولا يكتمون الله حديثاً، فهل في قلبك الآين شيء‏؟‏ إنه ليس من القرآن شيء إلا ونزل فيه شيء، ولكن لا تعلمون وجهه، ولهذا قال في حق هؤلاء‏:‏ ‏{‏انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلورهم أنكنة أين يفقهوه وفي آذانهم وقراً وأين يروا كل آية لا يؤمنوا بها‏}‏‏:‏ أي يجيئون ليستمعوا قراءتك ولا تجزي عنهم شيئاً لأن الله ‏{‏جعل على قلوبهم أكنة‏}‏ أي أغطية لئلا يفقهوا القرآن، ‏{‏وفي آذانهم وقراً‏}‏ أي صمماً عن السماع النافع لهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء‏}‏ الآية‏.‏

ونقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها‏}‏ أي مهما رأوا من الآيات والدلالات والحجج البينات والبراهين لا يؤمنوا بها، فلا فهم عندهم ولا إنصاف، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو علم اللّه فيهم خيراً لأسمعهم‏}‏ الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏حتى إذا جاءوك يجادلونك‏}‏ أي يحاجونك ويناظرونك في الحق بالباطل، ‏{‏يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين‏}‏ أي ما هذا الذي جئت به إلا مأخوذ من كتب الأوائل ومنقول عنهم قال السهيلي‏:‏ حيثما جاء في القرآن ذكر أساطير الأولين، فإن قائلها هو النضر بن الحارث بن كلدة، وكان قد دخل بلاد فارس وتعلم أخبار سبندياذ رستم الشيذ، ونحوها، فكان يقول‏:‏ أنا أحدثكم بأحسن مما يحدثكم به محمد، ويقول في القرآن‏:‏ اساطير الأولين‏:‏ ليزهد الناس فيها، وفيه نزل‏:‏ ‏{‏ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه‏}‏ وقتله النبي صبراً يوم أُحُد‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وهم ينهون عنه وينأون عنه‏}‏ في معنى ينهون عنه قولان، أحدهما ‏:‏ أن المراد أنهم ينهون الناس عن اتباع الحق وتصديق الرسول والانقياد للقرآن ‏{‏وينأون عنه‏}‏ أي ويبعدون هم عنه فيجمعون بين الفعلين القبيحين لا ينتفعون ولا يدعون أحداً ينتفع‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏وهم ينهون عنه‏}‏ يردون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به‏.‏ وقال محمد بن الحنفيه‏:‏ كان كفار قريش لا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم وينهون عنه، وهذا القول أظهر وهو اختيار ابن جرير‏.‏ والقول الثاني ‏:‏ رواه سفيان الثوري عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت في أبي طالب، كان ينهى الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذى، وقال سعيد بن أبي هلال‏:‏ نزلت في عمومة النبي وكانوا عشرة، فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر ‏"‏رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال‏"‏وقال محمد بن كعب القرظي‏:‏ ‏{‏وهم ينهون عنه‏}‏ أي ينهون الناس عن قتله‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وينأون عنه‏}‏ أي يتباعدون منه، ‏{‏وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون‏}‏ أي وما يهلكون بهذا الصنيع ولا يعود وباله إلا عليهم وهم لا يشعرون‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏27 ‏:‏ 30‏)‏
‏{‏ ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ‏.‏ بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ‏.‏ وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ‏.‏ ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ‏}
‏ يذكر تعالى حال الكفار إذا وقفوا يوم القيامة على النار وشاهدوا ما فيها من السلاسل والأغلال ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال، فعند ذلك قالواك ‏{‏يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين‏}‏ يتمنون أن يردوا إلى الدار الدنيا ليعملوا عملاً صالحاً ولا يكذبوا بآيات ربهم ويكونوا من المؤمنين، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل‏}‏ أي بل ظهر لهم حينئذ ما كانوا يخفون في أنفسهم من الكفر والتكذيب والمعاندة وإن أنكروها في الدنيا أو في الآخرة، كما قال قبله بيسير‏:‏ ‏{‏ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربنا ما كنا مشركين أنظر كيف كذبوا على أنفسهم‏}‏، ويحتمل أنهم ظهر لهم ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءئتهم به الرسل في الدنيا، وإن كانوا يظهرون لأتباعهم خلافه كقوله مخبرا عن موسى أنه قال لفرعون‏:‏ ‏{‏لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر‏}‏ الآية‏.‏ وقوله تعالى مخبراً عن فرعون وقومه‏:‏ ‏{‏وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً‏}‏ ويحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المنافققين الذين كانوا يظهرون الإيمان للناس ويبطنون الكفر، ويكون هذا إخبار عما يكون يوم القيامة من كلام طائفة من الكفار، ولا ينافي هذا كون هذه السورة مكية، والنفاق إنما كان من بعض أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فقد ذكر اللّه وقوع النفاق في سورة مكية وهي العنكبوت فقال‏:‏ ‏{‏وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين‏}‏، وعلى هذا فيكون إخباراً عن قول المنافقين في الدار الآخرة حين يعاينون العذاب، فظهر لهم حينئذ غِبُّ ما كانوا يبطنون من الكفر والنفاق والشقاق، واللّه أعلم‏.‏

وأما معنى الإضراب في قوله‏:‏ ‏{‏بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل‏}‏ فإنهم ما طلبوا العود إلى الدنيا رغبة ومحبة في الإيمان، بل خوفاً من العذاب الذي عاينوه جزاء على ما كانوا عليه من الكفر، فسألوا الرجعة إلى الدنيا ليتخلصوا مما شاهدوا من النار، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون‏}‏ أي في طلبهم الرجعة رغبة ومحبة في الإيمان، ثم قال مخبراً عنهم‏:‏ إنهم لو ردوا إلى الدار الدنيا لعادوا لما نهوا عنه من الكفر والمخالفة، ‏{‏وإنهم لكاذبون‏}‏ أي في قولهم‏:‏ ‏{‏يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين، وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين‏}‏ أي لعادوا لما نهو عنه، ولقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا، أي ما هي إلا هذه الحياة الدنيا ثم لا معاد بعدها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وما نحن بمبعوثين‏}‏، ثم قال‏:‏ ‏{‏ولو ترى إذ وقفوا على ربهم‏}‏ أي أوقفوا بين يديه ‏{‏قال أليس هذا بالحق‏}‏‏؟‏ أي أليس هذا المعاد بحق وليس بباطل كما كنتم تظنون ‏{‏قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون‏}‏ أي بما كنتم تكذبون به فذوقوا اليوم مسه ‏{‏أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون‏}‏‏؟‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏31 ‏:‏ 32‏)‏
‏{‏ قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ‏.‏ وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن خسارة من كذب بلقائه وعن خيبته إذا جاءته الساعة بغتة، وعن ندامته على ما فرط من العمل، وما أسلف من قبيح الفعل، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها‏}‏ وهذا الضمير يحتمل عوده على الحياة وعلى الأعمال وعلى الدار الآخرة أي في أمرها، وقوله‏:‏ ‏{‏وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون‏}‏ أي يحملون‏.‏ وقال قتادة‏:‏ يعملون، وقال ابن أبي حاتم عن أبي مرزوق قال‏:‏ يستقبل الكافر أو الفاجر عند خروجه من قبره كأقبح صورة رأيتها أنتنه ريحاً، فيقول‏:‏ من أنت‏؟‏ فيقول‏:‏ أو ما تعرفني‏؟‏ فيقول‏:‏ لا واللّه، إلاّ أنَّ اللّه قبح وجهك وأنتن ريحك، فيقول‏:‏ أنا عملك الخبيث، هكذا كنت في الدنيا خبيث العمل منتنه، فطالما ركبتني في الدنيا، هلم أركبك ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم من حديث عمرو بن قيس عن أبي مرزوق‏"‏، فهو قوله‏:‏ ‏{‏وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم‏}‏ الآية، وقال السدي‏:‏ ‏(‏ليس من رجل ظالم يدخل قبره إلا جاءه رجل قبيح الوجه أسود اللون منتن الريح، وعليه ثياب دنسة حتى يدخل معه قبره، فإذا رآه قال‏:‏ ما أقبح وجهك‏!‏ قال‏:‏ كذلك كان عملك قبيحاً، قال‏:‏ ما أنتن ريحك‏!‏ قال‏:‏ كذلك كان عملك منتناً، قال‏:‏ ما أدنس ثيابك‏!‏ قال، فيقول‏:‏ إن عملك كان دنساً، قال له‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ عملك، قال‏:‏ فيكون معه في قبره، فإذا بعث يوم القيامة قال له‏:‏ إني كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات، وأنت اليوم تحملني، قال‏:‏ فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو‏}‏، أي إنما غالبها كذلك، ‏{‏وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون‏}‏‏؟‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏33 ‏:‏ 36‏)‏
‏{‏ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ‏.‏ ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ‏.‏ وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ‏.‏ إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ‏}‏

يقول تعالى مسلياً لنبيه صلى الله عليه وسلم في تكذيب قومه له ومخالفتهم إياه‏:‏ ‏{‏قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون‏}‏ أي قد أحطنا علماً بتكذيبهم لك حزنك وتأسفك عليهم، كقوله‏:‏ ‏{‏فلا تذهب نفسك عليهم حسرات‏}‏، كما قال تعالى في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏لعلك باخع نفسك إن لا يكونوا مؤمنين‏}‏، ‏{‏فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات اللّه يجحدون‏}‏ أي لا يتهمونك بالكذب في نفس الأمر، ‏{‏ولكن الظالمين بآيات اللّه يجحدون‏}‏ أي ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم، كما قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئت به، فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات اللّه يجحدون‏}‏ ‏"‏رواه الحاكم، وقال‏:‏ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‏"‏وقال ابن أبي حاتم عن أبي يزيد المدني أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل فصافحه، فقال له رجل‏:‏ ألا أراك تصافح هذا الصابىء‏؟‏ فقال‏:‏ واللّه إني لأعلم إنه لنبي، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا‏؟‏ وتلا أبو يزيد ‏
{‏فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات اللّه يجحدون‏}‏‏.‏

وذكر محمد بن إسحاق عن الزهري في قصة أبي جهل حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وأبو سفيان و الأخنس بن شريق ولا يشعر أحد منهم بالآخر، فاستمعوها إلى الصباح، فلما هجم الصبح، تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال كل منهم للآخر‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ فذكر له ما جاء به، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم، لئلا يفتتنوا بمجيئهم، فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظناً أن صاحبيه لا يجيئان لما سبق من العهود، فلما أصبحوا جمعتهم الطريق، فتلاوموا، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا، فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا أيضاً، فلما أصبحوا تعاهدوا أن لا يعودوا لمثلها، ثم تفرقوا، فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته، فقال‏:‏ أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد‏؟‏ قال يا أبا ثعلبة‏:‏ واللّه لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها وما يراد بها، قال الأخنس‏:‏ وأنا والذي حلفت به، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته، فقال‏:‏ يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد‏؟‏ قال‏:‏ ماذا سمعت‏؟‏ قال‏:‏ تنازعنا نحن وبنوا عبد مناف الشرف‏:‏ أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا‏:‏ منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا‏؟‏ واللّه لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه، قال‏:‏ فقام عنه الأخنس وتركه وروى ابن جرير عن السدي في قوله‏:‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس