عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-2010, 05:16 PM   رقم المشاركة : 8
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

لا أحَد يَنكُر أنَّ ( الرَّشَاوِ ) تَفَشَّت فِي البَلَد .. بِشَكِل يُصعَب عَليكَ إحتِوَاءُهَا ..

أو الحَد من إنتِشَارهَا ..

وَالمُشكِلَة أنَّ هُنَاكَ أنَاس لَدَيهُم ثَروَات مَالِيَّة طَائِلَة وَهُم مُجَرَّد موظفُون صُغَار

وعَادِيُّون جداً .. يَركبُون أفخَم أنواع السَّيِّارَات .. وَيُسَافرُون إلَى أعظَم ..

وَأجمَل البِلاد فِي فَصل الصِّيف حِيبنَمَا تُوصِد المَدَارِس أبوَابهَا دُونَ أن يَجِدُوا ..

من يَقُول لَهُم ( من أينَ لَكَ هَذَا ) ؟

يَاسَيِّدِي إذَا كَان كِبَار المَسؤليين يَقبَلُون ( الرَّشوَة ) مِمَن هُم لاحَاجَة لَهَا ..

فَمَابَالُكِ بِصِغَار الموظفِيْن .. الَّذِيْنُ يُحِيطُ بِهُم ( الدَّيْن ) من كُل حَدبٍ وَصَوب؟

ثَمَة قَصَّة صَغِيرَة سَوفَ أذكُرهَا لَكَ أخِي الأستَاذ ( المَمْدُوح )..

يامِن أثرَى القِسم العَام وَلازَال يُثرِيهِ بِمَوَاضِيعه الشَّيَّقَة فِي غضُون الشَّهرَين

المَاضِيين وَأنِّي لَكَ من المُمْتَنِيْن وَالشَّاكرِيْن ولَو كَانَ الأمر بِيَدِي لَقَدَّمت لَكَ ..

مُكَافَأة مُجزِيَة لِهَذَا النَّشَاط المَلحُوظ ..

وَالَّذِي لاتُحجه شَمس الظَّهِيرَة ..

القِصَّة تَدُور رحَاهَا فِي عَمَلِي عِندَمَا تَقَدَّمت طَالِباً الوَظِيْفَة حَيثُ عُيِّنت عَلَى مَرتَبَة

أقَل من شَهَادَاتِي .. عِلماً أنَّ من يَحمِل أقَل من شَهَادَاتِي حَصَل عَلَى مَرتِبَة ..

أعلَى من مَرتِبتِي وَهُنَا بَدَأت تَرتَسِم عَلَى محَيَّاي عَلامَة الغَضَب وَانفِجَار الظُّلم!!

دَلَفتُ إلَى مُدِير شؤن الموظّفِين ..

أخبَرته أنَّ شَهَادَاتِي الدّرَاسِيَّة تُؤهِّلنِي للحصُول عَلَى مَرتَبَة أكبَر مِمَا أعطَيتنِي إيَّاهَا

وَأنّ هُنَاكَ غَيرِي حَصَل عَلَى مَرتَبَة أعلى مِنِّي وَأنَا أحمِلُ مُؤهلات أعلَى مِنه ..

فَهَل يُعقَل ذلك وَأينَ العَدل أيُّهَا المُدِيْر؟

كُنت أتحَدَّث معه بِلُغَة عَرَبِيَّة فَصحَى..فَسَخَر منِّي وَقَالَ لِي شَكلك فَيلَسُوف زَمَانك؟

ثُمَّ أردَف قائِلاً .. أحمد ربُّك أنَّنَا وَظَفنَاك وحصَلت عَلَى وظِيفَة .. مُعتَقِداً أنَّنِي ..

من أولئكَ النَّفَر الَّذِيْنَ يَسِيرُونَ فِي الطُّرقَات حَاملِين مَعهُم مَلَّفَّاتهُم ( الخَضْرَاء )

عَلَى أمَل أن يَجدُوا من يَتَصَّدَّق عَلَيهُم بالحصُول عَلَى أي وَظِيفَة كَانَت؟

لم أطِيل الحَكِي مَعُه..

أومَأتُ بِرَأسِي إلى الأسفَل .. مُتَظَاهِراً بالقبُول وَالرِّضَى وَالإقتِنَاع ..

فِي نَفس هَاك اليَوم..سَهَرت إلَى أن بَزَغ نُور الفَجر..وَأنَا أكتُب خِطَاب تَظَلُّم..

موجهاً إلَى رَئِيس الإدَارَة التَّنفِيذِي وَالإقلِيمِي .. فِي العَاصِمَة الحَبِيبَة الرِّيَاض ..

لَو تَقرَأ النَّص الَّذِي كَتَبته فِي الخِطَاب أخِي الفَاضِل ( المَمْدُوح ) ..

لَقُلت هَذَا كَافِياً لِتَحرِير ( فَلَسطِين ) العَرَبِيَّة من بَرَاثُن صَهيُون ..

وَأعتقِد وَاللهُ أعلَم ..

أنّ مُدِير شؤون الموظّفِين لَدَينَا .. لَودَرَى أنَّنِي سَأكتُب مثل هَذَا النَّص..

وبهَذَِهِ الصَّغِية لَرُبَّمَا إستَغَالَ من منصبه ..

وَطَلَب منِّي الجلُوس عَلَى كُرسِيه المُلَطَّخ بِالظُّلم وَالحُقد وَالكَرَاهِيَة وعَدَم الأمَانَة

وَالعِزَّة وَالشَّرَف ..

المُهُم لَن أطِيلُ عَلَيك أكثَر من هَذَا .. ذَهَبت عَلَى أوَّل رِحلَة مُتَّجِهَة للرِّيَاض ..

حِينَمَا قَدَّمت خِطَابِي للمُدِير التَّنفِيْذِي المُكَوَّن من ثَلاثَة عَشَر صَفحَة سَخَّرت فِيهَا

كُل قِوَاي العَقلِيَّة وَالتَّعبِيرِيَّة .. وَحِينَمَا وَصَل إلَى الصَّفحَة الثَّالِثَة عَشَر وَالأخِيرَة

فُوجَيء بِأنَّهَا ( خَاطِرَة ) .. تَتَحَدَّث عَمَّا يُعَانِيهِ المِوَاطُن السّعُودِي من ظُلم جَائِر

لايَنبَغِي أن يَكُون فِي بِلاد الحَرَمِيْن الشَّرِيفَين ..

كَانَ يَقرَأ الخَاطِرَة تَارَّة ..

وَيَنظُر إلَيَّ تَارَة أخرَى وَهُو مُبتَسِم بِشَكِل أوحَى لِي بأن تِلك الإبتِسَامَة لم يَتَذَوَّقهَا ..

منذُ زَمَن لا أخَاله بالقَرِيب!!

رَفَعَ سَمَّاعَة هَاتفه طَالِباً مُدِيرِي شؤون الموظَّفِين فِي شَرق الوَطَن حَيثُ مَقَر عَمَلِي

وَأبلغه بضرُورَة إرسَال صَورَة من مَلَفَّات الموظفِين الجُدَد فِي آخِر شَهرَين!

حِينَمَا شَاهَد الملفَّات إتَّضَح لهُ صِحَّة إدِّعَائِي وَتَظَلُّمِي .. فَطَلَبَ منِّي المُغَادَرَة ..

وَالعَودَة إلَى حَيثُ أكُون إلَى الشَّرقِيَّة ..

بعَد ثَلاثَة أيَّام تَمَّت تَرقِيَتِي إلَى ما أستحِق .. مَعَ سَحَب المَرَاتِب مِمَن لايَستَحِق ..

وَالتَّحقِيق مَعَ مُدِير شؤون الموظفِين لِعَدَم إنصَافه وَلإدخَال ( الوَاسطَة ) ..

وهَذَا أسَاس مَوضُوعنا فِي بَوتَقَة العَمَل !!

مَا أرِيدُ قَوله وَأرمِي إلَيهِ هُو أن يَشتَكِي الإنسَان وَألاّ يَصمُت حِينَمَا يَتَعَرَّض للظُلم

أو ( الوَاسطَة ) لِمَصلَحَة الغَير عَلَى حِسَاب نَفسه ..

بالنسبَة لواسطَة ( المعَلّمَات ) فَأنَّهَا الأكثَر .. وسَبَق وَأن دَفَعت رَشوَة أسأل الله

أن يَعفُوا عَنِّي من أجل نَقل شَقِيقَتِي إلَى شَرق الوَطَن .. ذَلِكَ أهوَن عَلَيَ وبِكَثِير

من أن تَعِيش فَتَاة شَابَّة صَغِيرَة فِي مَدِيْنَة تُبعِد عَنَّا آلاف الكِيلُومِترَات ..

من وِحدَة المَسَافَات وَتَكُون عُرضَة للخَطف أومَاشَابه وَأعتبِرهَا ( رِشوَة ) مَحمُودَة

رَغم خلُو الشَّرع من شَيء أسمه رِشوَة مَحمُودَة وَالله المُستَعَان؟

/

/

إنتـَــر




رغم كل ما حصل منك..

أظلُّ أشتاقُ إليك ..

إنها مسألة وقت ياقلبوا ..


أتمنى ألاّ تطول ..

كي أعُود إليك ..

/

/

قد يكون إرضائي صعبا..

أو هكذا تجده..

ولكن هكذا أنا..

لا أريد صفحات مفتوحة..

من بواقي الماضي المؤلمة..

بل أريدُ صفحة جديدة..

بيضاء ناصعة..

أكتب عليها ما أريده..

كل ما أريده..

بكل وضوح ..

بكل صراحة..

ومنذ البداية..

أليس هذا لسان حالك؟

.