عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2014, 07:20 PM   رقم المشاركة : 19
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏68 ‏:‏69‏)‏
‏{‏ قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين ‏.‏ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ قل يا محمد‏:‏{‏يا أهل الكتاب لستم على شيء‏}‏ أي من الدين حتى تقيموا التوراة والإنجيل، أي حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من اللّه على الأنبياء، وتعملوا بما فيها، ومما فيها الإيمان بمحمد والأمر باتباعه صلى اللّه عليه وسلم والإيمان بمبعثه والاقتداء بشريعته، ولهذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله ‏{‏وما أنزل إليكم من ربكم‏}‏‏:‏ يعني القرآن العظيم، وقوله‏:‏ ‏{‏وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً‏}‏ تقدم تفسيره، ‏{‏فلا تأس على القوم الكافرين‏}‏‏:‏ أي فلا تحزن عليهم ولا يهيبنك ذلك ‏"‏روى ابن جرير جاء رافع وسلام بن مشكم ومالك بن الصيف، فقالوا‏:‏ يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا‏؟‏ قال‏:‏ بلى، ولكنكم جحدتم بما فيها، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس، قالوا‏:‏ فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق فأنزل الله ‏{‏قل يا أهل الكتاب‏}‏ الآية‏.‏‏"‏منهم، ثم قال‏:‏{‏إن الذين آمنوا‏}‏ وهم المسلمون، ‏{‏والذين هادوا‏}‏ وهم حملة التوراة، ‏{‏والصابئون‏}‏،
لما طال الفصل حسن العطف بالرفع، والصابئون طائفة من النصارى والمجوس، قاله مجاهد، وعنه‏:‏ من اليهود والمجوس‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هم قوم يعبدون الملائكة ويصلون إلى غير القبلة ويقرأون الزبور‏.‏ وقيل‏:‏ غير ذلك‏.‏ وأما النصارى فمعروفون وهم حملة الإنجيل، والمقصود أن كل فرقة آمنت باللّه وباليوم الآخر، وهو الميعاد والجزاء يوم الدين، وعملت عملاً صالحاً، ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقاً للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين، فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه، ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون‏.‏ وقد تقدم الكلام على نظيرتها في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ها هنا‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏70 ‏:‏ 71‏)‏
{‏ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون ‏.‏ وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ‏}

يذكر تعالى أنه أخذ العهود والمواثيق على بني إسرائيل على السمع والطاعة للّه ولرسوله فنقضوا تلك العهود والمواثيق واتبعوا آراءهم وأهواءهم وقدموها على الشرائع فما وافقهم منها قبلوه وما خالفهم ردوه ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون وحسبوا أن لا تكون فتنة‏}‏ أي وحسبوا أن لا يترتب لهم شر على ما صنعوا، فترتب، وهو أنهم عموا عن الحق وصموا فلا يسمعون حقاً ولا يهتدون إليه، ثم تاب اللّه عليهم أي مما كانوا فيه، ‏{‏ثم عموا وصموا‏}‏ أي بعد ذلك، ‏{‏كثير منهم واللّه بصير بما يعملون‏}‏ أي مطلع عليهم وعليم بمن يستحق الهداءة ممن يستحق الغواية منهم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏72 ‏:‏ 75‏)‏
‏{‏ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ‏.‏ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ‏.‏ أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ‏.‏ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ‏}‏

يقول تعالى حاكماً بتكفير فرق النصارى ممن قال منهم بأن المسيح هو اللّه، - تعالى اللّه عن قولهم وتنزه وتقدس علواً كبيراً - هذا وقد تقدم لهم أن المسيح عبد اللّه ورسوله، وكان أول كلمة نطق بها وهو صغير في المهد أن قال{‏إني عبد اللّه‏}‏، ولم يقل إني أنا اللّه ولا ابن اللّه، بل قال‏:‏ ‏{‏إني عبد الّه آتاني الكتاب وجعلني نبياً‏}‏، وكذلك قال لهم في حلا كهولته ونبوته آمراً لهم بعبادة اللّه ربه وربهم وحده لا شريك له، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا اللّه ربي وربكم إنه من يشرك باللّه‏}‏ أي فيعبد معه غيره ‏{‏فقد حرم اللّه عليه الجنة ومأواه النار‏}‏ أي فقد أوجب له النار وحرم عليه الجنة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ وفي الصحيح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث منادياً ينادي في الناس‏:‏ ‏(‏إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة‏)‏ وفي لفظ ‏(‏مؤمنة‏)‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وما للظالمين من أنصار‏}‏ أي وماله عند اللّه ناصر ولا معين ولا منقذ مما هو فيه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لقد كفر الذين قالوا إن اللّه ثالث ثلاثة‏}‏ الصحيح أنها أنزلت في النصارى خاصة قاله مجاهد وغير واحد، ثم اختلفوا في ذلك، فقيل‏:‏ المراد بذلك كفارهم في قولهم بالأقانيم الثلاثة، وهو أقنوم الأب، وأقنوم الأبن، وأقنوم الكلمة المنبثقة من الأب إلى الإبن، تعالى اللّه عن قولهم علواً كبيراً‏.‏ قال ابن جرير وغيره‏:‏ والطوائف الثلاثة من الملكية واليعقوبية والنسطورية تقول بهذه الأقانيم، وهم مختلفون فيها اختلافاً متبايناً، ليس هذا موضع بسطه، وكل فرقة منهم تكفر الأخرى، والحق أن الثلاثة كافرة‏.‏ وقال السدي وغيره‏:‏ نزلت في جعلهم المسيح وأمه إلهين مع اللّه، فجعلوا اللّه ثالث ثلاثة بهذا الاعتبار، وهي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون اللّه قال سبحانك‏}‏ الآية، وهذا القول هو الأظهر، واللّه أعلم‏.‏

قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وما من إله إلا إله واحد‏}‏ أي ليس متعدداً بل هو وحده لا شريك له، إله جميع الكائنات وسائر الموجودت، ثم قال تعالى متوعداً لهم ومتهدداً‏:‏ ‏{‏وإن لم ينتهوا عما يقولون‏}‏ أي من هذا الإفتراء والكذب ‏{‏ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم‏}‏ أي في الآخرة من الأغلال والنكال، ثم قال‏:‏ ‏{‏أفلا يتوبون إلى اللّه ويستغفرونه واللّه غفور رحيم‏}‏ وهذا من كرمه تعالى وجوده ولطفه ورحمته بخلقه مع هذا الذنب العظيم، وهذا الإفتراء والكذب والإفك يدعوهم إلى التوبة والمغفرة، فكل من تاب إليه تاب عليه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏}‏ أي له أسوة أمثاله من سائر المرسلين المتقدمين عليه وأنه عبد من عباد الله ورسول من رسله الكرام، كما قال‏:‏ ‏{‏إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وأمه صديقة‏}‏ أي مؤمنة به مصدقة له، وهذا أعلى مقاماتها، فدل على أنها ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق ونبوة أم موسى ونبوة أم عيسى استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم، وبقوله‏:‏ ‏{‏وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه‏}‏، وهذا معنى النبوة، والذي عليه الجمهور أن اللّه لم يبعث نبياً إلا من الرجال، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى‏}‏، وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه اللّه الإجماع على ذلك، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كانا يأكلان الطعام‏}‏ أي يحتاجان إلى التغذية به وإلى خروجه منهما، فهما عبدان كسائر الناس، وليسا بإلهين كما زعمت فرق النصارى الجهلة عليهم لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏انظر كيف نبين لهم الآيات‏}‏ أي نوضحها ونظهرها، ‏{‏ثم انظر أنّى يؤفكون‏}‏ أي ثم انظر بعد هذا البيان والوضوح والجلاء أين يذهبون، وبأي قول يتمسكون، وإلى أي مذهب من الضلال يذهبون‏؟‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏76 ‏:‏ 77‏)‏
‏{‏ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم ‏.‏ قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ‏}‏

يقول تعالى منكراً على من عبد غيره من الأصنام والأنداد والأوثان، ومبيناً له أنها لا تستحق شيئاً من الإلهية، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏قل‏}‏ أي يا محمد لهؤلاء العابدين غير اللّه من سائر فرق بني آدم ودخل في ذلك النصارى وغيرهم ‏{‏أتعبدون من دون اللّه ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً‏}‏ أي لا يقدر على دفع ضر عنكم ولا إيصال نفع إليكم، ‏{‏واللّه هو السميع العليم‏}‏ أي السميع لأقوال عباده العليم بكل شيء، فلمَ عدلتم عنه إلى عبادة جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئاً ولا يملك ضراً ولا نفعاً لغيره ولا لنفسه‏؟‏ ثم قال‏:‏ ‏{‏قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق‏}‏ أي لا تجاوزوا الحد في اتباع الحق، ولا تطروا من أمرتم بتعظيمه، فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز النبوة إلى مقام الإلهية، كما صنعتم في المسح وهو نبي من الأنبياء، فجعلتموه إلهاً من دون اللّه، وما ذاك إلا لإقتدائكم بشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديماً، ‏{‏وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل‏}‏، أي وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال إلى طريق الغواية والضلال‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏78 ‏:‏ 81‏)‏
‏{‏لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ‏.‏ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ‏.‏ ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ‏.‏ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون‏}

يخبر تعالى أنه لعن الكافرين من بني إسرائيل من دهر طويل فيما أنزله على داود نبيه عليه السلام، وعلى لسان عيسى ابن مريم بسبب عصيانهم للّه واعتداءهم على خلقه‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ لعنوا في التوراة والإنجيل وفي الزبور، وفي الفرقان، ثم بين حالهم فيما كانوا يعتمدونه في زمانهم، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يعملون‏}‏ أي كان لا ينهى أحد منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم، ثم ذمهم على ذلك ليحذر أن يركب مثل الذي ارتكبوه فقال‏:‏ ‏{‏لبئس ما كانوا يفعلون‏}‏، وقال الإمام أحمد عن عبد اللّه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لما وقعت بنوا إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب اللّه قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، ‏{‏ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏}‏‏)‏ وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم متكئاً فجلس فقال‏:‏ ‏(‏لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً‏)‏ وقال أبو داود عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول‏:‏ ما هذا اتق اللّه ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب اللّه قلوب بعضهم ببعض، ثم قال‏:‏ ‏{‏لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏فاسقون‏}‏، ثم قال‏:‏ كلا واللّه لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، أو تقصرنه على الحق قصراً‏)‏

و الأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جداً، ولنذكر منها ما يناسب هذا المقام‏.‏ عن حذيفة ابن اليمان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم‏)‏ ‏"‏رواه أحمد والترمذي‏"‏وعن عائشة قالت‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم‏)‏ ‏"‏رواه ابن ماجة‏"‏وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان‏)‏، رواه مسلم، وقال صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن اللّه لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب اللّه الخاصة والعامة‏)‏ ‏"‏رواه أحمد‏"‏وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها، كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها‏)‏ ‏"‏رواه أبو داود‏"‏وعن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قام خطيباً فكان فيما قال‏:‏ ‏(‏ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول الحق إذا علمه‏)‏، فبكى أبو سعيد، وقال‏:‏ قد واللّه رأينا أشياء فهبنا، وفي الحديث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‏)‏ ‏"‏رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة‏"‏وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول اللّه متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏؟‏ قال‏:‏ ‏)‏إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم‏)‏ قلنا يا رسول اللّه وما ظهر في الأمم قبلنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالكم‏)‏ قال زيد‏:‏ تفسير معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم والعلم في رذالكم‏:‏ إذا كان العلم في الفساق ‏"‏رواه ابن ماجة‏"‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا‏}‏ قال مجاهد‏:‏ يعني بذلك المنافقين‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لبئس ما قدمت لهم أنفسهم‏}‏ يعني بذلك موالاتهم للكافرين وتركهم موالاة المؤمنين التي أعقبتهم نفاقاً في قلوبهم وأسخطت اللّه عليهم سخطاً مستمراً إلى يوم معادهم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أن سخط اللّه عليهم‏}‏ وفسر بذلك ما ذمهم به ثم أخبر عنهم أنهم ‏{‏في العذاب خالدون‏}‏ يعني يوم القيامة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو كانوا يؤمنون باللّه والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء‏}‏ أي لو آمنوا حق الإيمان باللّه والرسول والقرآن لما ارتكبوا في موالاة الكافرين في الباطن ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه، ‏{‏ولمن كثيراً منهم فاسقون‏}‏ أي خارجون عن طاعة اللّه ورسوله مخالفون لآيات وحيه وتنزيله‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس