عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-2013, 11:33 AM   رقم المشاركة : 41
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* عوامل تحقيق الغايات*

يملك الإنسان أربعة أنواع من القوى التي تعينه للوصول الى تحقيق غاياته .. ولا اعرف غاية من الغايات تستعصي على الانسان عند استخدامه لهذه القوى الاربعه واستخدامها دعنا نفصل فيها ..

فهي - على التوالي – قوة الاختيار والعزم والاستعانه والصبر ..

أما قوة الاختيار: فهي اداتك العقليه لأختيار الصورة الذهنيه التي تحكم مساراتك في حياتك ..

انها الاداة التي يستطيع الانسان بواسطتها أن يشكل صورته الذهنيه كما يريد .. ويغير ويعدل ويبدل ما يريد من مساراته وقراراته وعلاقاته .. حسب الصورة الذهنيه التي يختارها بواسطة تفعيل قوة الاختيار ..

وبذلك يستطيع الانسان ان يمارس هذه القوى داخل عقله .. ويكون الأمر بالنسبة له واضحا عقليا .. فإذا ما اتضح الأمر عقليا سهل على الانسان عمليا..

فكل ما نراه في أرض الواقع عظيما قد بدأ بصورة ذهنيه .. فكرة صغيرة .. بداية لم تكن بالاعتبار.. ولكنها كانت اختيار شخص حولها الى قرار.. مثله كمثل المهندس الذي يرسم خريطة البيت .. ثم بعد ذلك يحول تلم الخريطه الى واقع بواسطة المقاول الذي يتبع الصورة التي رسمها المهندس ..

قوة الاختيار هي استخدام العقل لبلورة الصورة الذهنيه أو الخريطه التي يريد أن يصل اليها الانسان .. وبدون وجود تلك الصورة يصعب على الانسان انجاز ما يريد الوصول اليه في الحياة ..

وما عرضناه لك من صورة ذهنيه هي نتاج لإستثمار قوة الاختيار حول تصورات التعامل مع الحياة .. والصورة الذهنيه التي تنتجها قوة الاختيار هي التي تحكم مسارات الحياة ..

ومن لم يفعل قوة اختياره فقد خاب قراره .. وخسر مساره .. ولهذا فإن استخدام قوة الاختيار هي المنطلق الاول لتحقيق الغايات وهي باختصار أن تعرف ماذا تريد بالتحديد .. ماهي التوجهات التي تريد أن تصل اليها .. والطرق التي تريد ان تسلكها للوصول الى ما تريد ؟!

إنها خلطه عقليه داخليه يستطيع الانسان أن يحدد فيها مساره حسب قراره .

قوة العزم : هي تحويل الصورة الذهنيه الى واقع ملموس .. والصورة الذهنيه يجب أن تتشكل أولا من ثم تأتي قوة العزم التي تنقلها من توقع الى واقع ..

إن قوة الاختيار هي اداة تشكيل الصورة الذهنيه ومعرفة البدائل المطروحه امام الانسان وتفضيل أحدها على آخر .. وتعديل ما يمكن تعديله ..

كل ذلك في مجال الذهن ولكن ذلك لا يتعدى الى الواقع .. وهذا مصداق لحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أرنا الحق حقا ) ..
ولكن الحديث لايكتفي فقط برؤية الحق .. وإنما يسأل الله أن يرزقه اتباعه وتحويل الصورة الذهنيه الى واقع عملي ملموس ومحسوس .. وهو ما يسمى بالعزم

فالعزم هو الصورة العمليه لترجمة تلك الصورة الذهنيه الى واقع .

العزم هو عبارة عن توليد الرغبة والحماس للوصول الى الغايات فمن رأى أن التدخين ضار بالصحه فهذه النظره هي تفعيل قوة الاختيار .. ومن امتنع عن التدخين فذلك هو العزم .. ومن ادرك اهمية الصحه للإنسان فتلك صورة ذهنيه ومن حول تلك الصورة الذهنيه الى برنامج رياضي وفحوصات دوريه واهتمام بالصحه من الناحيه العمليه فذلك عزم .. ومن أراد الوصول الى الدرجات العاليه في الدراسه فتلك صورة ذهنيه .. ولكن من درس واجتهد ولخص وحفظ وفهم فذلك عزم ..

فما نيل المطالب بالتمني ,,,,,,,, ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فالتمني قد يكون صورة ذهنيه .. ولكن أخذها في الواقع والحصول عليها هو ما يسمى عزما ..

إن العزم هو توليد الرغبة الجامحه لتحقيق الطموحات وهذه الرغبة تحتاج تفعيل مستمر وهي من اهم الادوات لتحقيق الغايات ..

فمن كان لديه عزم فإنه لن ينسحب عندما يخسر المعركه ولكنه يحاول مرات ومرات حتى يحقق ما يريده .. والخسائر بالنسبة له علامات للوصول الى ما يريد .. وليس انكسارات لايقوم بعدها .

ذهب شاب طموح الى خبير في الحياة .. وعرض عليه مشكلة وكانت تتلخص في جملة واحده وهي " الخوف من المجهول" .. كان مترددا في اتخاذ قراراته .. فنظر اليه صاحب الخبرة في الحياة وقال :

تعلمت أن الاقدام يكون مع وجود الخوف وليس في عدمه .. فإذا عزمت فتوكل على الله وهذا العزم سيزيل الخوف عاجلا أو آجلا .. وإن لم يتلاشى الخوف فإن العزم يستخدمه كقوة دافعه نحو تحقيق الغايات ..

فأنت ينبغي أن تمارس العزم وليس ممارسة عدم الخوف فالخوف انفعال موجود عند كل الناس ولكن الاحساس به والسيطرة عليه قضية شخصية .. فالعزم هو منطلق السيطرة على الانفعالات وتحقيق الغايات ..

العزم ترجمة عمليه لحكمه قديمه وهي أن من أراد استطاع وكما أكدنا في اكثر من موضوع أن الرغبة قدرة .



قوة الاستعانه : هي المعيه مع رب البريه .. وقد تحدثنا عنها .. ولكنني أريد الحديث بصورة متعدده لكي تثبت المعاني أو الصور الذهنيه التي اريد أن انقلها لك ..

وقوة الاستعانه عملية قلبيه يتصل بها الانسان بعقله ومشاعره مع ربه ..

ويكون الله سبحانه هو الرقيب عليه وتكون عبادة الانسان لربه عباده فرديه ليست متصلة بالعوامل الخارجيه .. فالانسان الذي يعبد الله وحده دون خوف من مجتمع أو سلطه خارجيه هو الذي يستثمر قوة الاستعانه به سبحانه وتعالى ..

وما قوة الاستعانه إلا دلاله على وجود رابط بين العبد وربه وذلك من خلال ممارسات تعبديه كما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وليس اجتهادا من الانسان حسب هواه وإنما ما نعنيه بالاستعانه الحقيقيه هي التي تقوم على ركيزتين أساسيتين هما .. الاخلاص وهو توجه قلبي لله وحده لاشريك له بتلك الاعمال والعبادات ..

والركيزة الثانيه هي الصدق وهي موافقة تلك الاعمال والعبادات لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وبذلك يستطيع الانسان ان يضمن قوة الاستعانه .. فيكون لله سمعه الذي يسمع به .. وبصره الذي يبصر به .. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ..

إنها العلاقة بين العبد وربه .. وبذلك يحصل الانسان المحدود الامكانيه على امتداد لتلك الامكانات بالاتصال بالقوة العظمى وهي قوة الخالق الرازق ..






رد مع اقتباس