عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2014, 06:29 PM   رقم المشاركة : 33
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏رسلاً مبشرين ومنذرين‏} أي يبشرون من أطاع اللّه، واتبع رضوانه بالخيرات، وينذرون من خالف أمره وكذب رسله بالعقاب والعذاب، وقوله‏: ‏{‏لئلا يكون للناس على اللّه حجة بعد الرسل وكان اللّه عزيزاً حكيماً‏}‏، أي أنه تعالى أنزل كتبه وأرسل رسله بالبشارة والنذارة، وبين ما يحبه ويرضاه مما يكرهه ويأباه، لئلا يبقى لمعتذر عذر، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى‏}‏، وكذا قوله‏:‏ ‏{‏ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم‏}‏ الآية، وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا أحد أغير من اللّه، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من اللّه عزَّ وجلَّ، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من اللّه، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين‏)‏، وفي لفظ آخر‏:‏ ‏(‏من أجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏166 ‏:‏ 170‏)‏
‏{‏ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ‏.‏ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا ‏.‏ إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ‏.‏ إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ‏.‏ يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ‏}‏
لما تضمن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنا أوحينا إليك‏}‏ إلى آخر السياق إثبات نبوته صلى اللّه عليه وسلم والرد على من أنكر نبوته من المشركين وأهل الكتاب قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك‏}‏ أي وإن كفر به من كفر به ممن كذبك وخالفك، فاللّه يشهد لك بأنك رسوله الذي أنزل عليه الكتاب وهو القرآن العظيم الذي‏:‏ ‏{‏لا يأتيه الباطل من بيه يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد‏}‏، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أنزله بعلمه‏}‏، أي فيه علمه الذي أراد أن يطلع العباد عليه من البينات والهدى والفرقان، وما يحبه اللّه ويرضاه، وما يكرهه ويأباه، وما فيه من العلم بالغيوب من الماضي والمستقبل، وما فيه من ذكر صفاته تعالى المقدسة التي لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا أن يعلمه اللّه به، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ولا يحيطون به علماً‏}‏‏.‏
وقال ابن أبي حاتم عن عطاء بن السائب قال‏:‏ أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي القرآن، وكان إذا قرأ عليه أحدنا القرآن قال‏:‏ قد أخذت علم اللّه، فليس أحد اليوم أفضل منك إلا بعمل، ثم يقرأ قوله‏:‏ ‏{‏أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى باللّه شهيداً‏}‏ قوله‏:‏ ‏{‏والملائكة يشهدون‏}‏ أي بصدق ما جاءك وأوحى إليك وأنزل عليك مع شهادة اللّه تعالى بذلك، ‏{‏وكفى باللّه شهيداً‏}‏ قال محمد بن إسحاق عن ابن عباس قال‏:‏ دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جماعة من اليهود، فقال لهم‏:‏ ‏(‏إني لأعلم واللّه إنكم لتعلمون أني رسول اللّه‏)‏، فقالوا‏:‏ ما نعلم ذلك، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه‏}‏ الآية‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين كفورا وصدوا عن سبيل اللّه قد ضلوا ضلالاً بعيداً‏}‏ أي كفروا في أنفسهم فلم يتبعوا الحق، وسعوا في صد الناس عن اتباعه والاقتداء به، قد خرجوا عن الحق وضلوا عنه وبعدوا منه بعداً عظيماً شاسعاً، ثم أخبر تعالى عن حكمه في الكافرين بآياته وكتابه ورسوله، الظالمين لأنفسهم بذلك وبالصد عن سبيله، وارتكاب مآثمه، وانتهاك محارمه بأنه لا يغفر لهم ‏{‏ولا يهديهم طريقاً‏}‏ أي سبيلاً إلى الخير ‏{‏إلا طريق جهنم‏}‏، وهذا استثناء منقطع ‏{‏خالدين فيها أبداً‏}‏ الآية‏.‏
ثم قال تعالى ‏{‏يا ايها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم‏}‏، أي قد جاءكم محمد صلوات الله وسلامه عليه بالهدى ودين الحق والبيان الشافي من اللّه عزَّ وجلَّ، فآمنوا بما جاءكم به وابتعوه يكن خيراً لكم، ثم قال‏:‏ ‏{‏وإن تكفروا فإن للّه ما في السموات والأرض‏}‏ أي فهو غني عنكم وعن إيمانكم، ولا يتضرر بكفرانكم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن اللّه لغني حميد‏}‏، وقال ههنا‏:‏ ‏{‏وكان اللّه عليماً‏}‏ أي بمن يستحق منكم الهداية فيهديه، وبم يستحق الغواية فيغويه ‏{‏حكيماً‏}‏ أي في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏171‏)‏
‏{‏ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ‏}‏
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء، وهذا كثير في النصارى فإنهم تجاوزوا الحد في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه اللّه إياها، فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلهاً من دون اللّه يعبدونه كما يعبدونه، بل قد غلوا في أبتاعه واشياعه ممن زعم أنه على دينه فادعوا فيهم العصمة، واتبعوهم في كل ما قالوا سواء كان حقاً أو باطلاً، أو ضلالاً أو رشاداً، أو صحيحاً أو كذباً، ولهذا قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه‏}‏ الآية، وقال الإمام أحمد عن ابن عباس عن عمر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد اللّه ورسوله‏)‏ وهكذا رواه البخاري عن الزهري به ولفظه‏:‏ ‏(‏فإنما أنا عبد فقولوا عبد اللّه ورسوله‏)‏، وقال الإمام أحمد عن أنس بن مالك‏:‏ أن رجلاً قال‏:‏ يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس عليكم بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان‏:‏ أنا محمد بن عبد اللّه، عبد اللّه ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللّه عزَّ وجلَّ‏)‏ تفرد به من هذا الوجه‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقولوا على اللّه إلا الحق‏}‏ أي لا تفتروا عليه وتجعلوا له صاحبة وولداً، تعالى اللّه عزَّ وجلَّ عن ذلك علواً كبيراً، وتنزه وتقدس وتوحد في سؤدده وكبريائه وعظمته، فلا إله إلا هو ولا رب سواه، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إنما المسيح ابن مريم رسول اللّه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه‏}‏ أي إنما هو عبد من عباد اللّه وخلق من خلقه، قال له كن فكان، ورسول من رسله وكلمته ألقاها إلى مريم أي خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عزَّ وجلَّ، فكان عيسى بإذنه عزَّ وجلَّ، وكانت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها، فنزلت - حتى ولجت فرجها - بمنزلة لقاح الأب والأم، والجميع مخلوق للّه عزَّ وجلَّ، ولهذا قيل لعيسى‏:‏ إنه كلمة اللّه وروح منه، لأنه لم يكن له أب تولد منه، وإنما هو ناشىء عن الكلمة التي قال له بها كن فكان، والروح التي أرسل بها جبريل‏.‏
قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صدّيقة كانا يأكلان الطعام‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏ وقال تعالى إخباراً عن المسيح‏:‏ ‏{‏إن هو إلا عبد أنعمنا عليه‏}‏ الآية، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه‏}‏ هو كقوله‏:‏‏{‏كن فيكون‏}‏‏.‏ وقال ابن ابي حاتم، حدثنا أحمد بن سنان الوسطي قال‏:‏ سمعت شاذ بن يحيى يقول في قول اللّه‏:‏ ‏{‏وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه‏}‏ قال‏:‏ ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى، وهذا أحسن مما ادعاه ابن جرير في قوله‏.‏ ‏{‏ألقاها إلى مريم‏}‏ أي أعلمها بها كما زعمه في قوله‏:‏ ‏{‏إذا قالت الملائكة يا مريم إن اللّه يبشرك بكلمة منه‏}‏ أي يعلمك بكلمة منه، ويجعل ذلك كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك‏}‏، بل الصحيح أنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم فنفخ فيها بإذن اللّه فكان عيسى عليه السلام، وقال البخاري عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من شهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وإن الجنة حق والنار حق، أدخله اللّه الجنة على ما كان من العمل‏)‏ وقوله في الآية والحديث‏:‏ ‏(‏وروح منه‏)‏، كقوله‏:‏ ‏{‏وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه‏}‏ أي من خلقه ومن عنده وليست من للتبعيض كما تقوله النصارى عليهم لعائن اللّه المتتابعة بل هي لابتداء الغاية كما في الآية الأخرى، وقد قال مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وروح منه‏}‏ أي ورسول منه، وقال غيره‏:‏ ومحبة منه، والأظهر الأول، وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة، واضيفت الروح إلى اللّه على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى اللّه في قوله‏:‏ ‏{‏هذه ناقة اللّه‏}‏، وفي قوله‏:‏ ‏{‏وطهر بيتي للطائفين‏}‏، وكما روي في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏فأدخل على ربي في داره‏)‏، أضافها إليه إضافة تشريف وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فآمنوا باللّه ورسله‏}‏ أي فصدقوا بأن اللّه واحد أحد لا ولد له ولا صاحبة، واعلموا وتيقنوا بأن عيسى عبد اللّه ورسوله، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقولوا ثلاثة‏}‏ أي لا تجعلوا عيسى وأمه مع اللّه شريكين، تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً، وهذه الآية والتي في سورة المائدة حيث يقول تعالى‏:‏ ‏{‏لقد كفر الذين قالوا إن اللّه ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد‏}‏ وكما قال في آخر السورة المذكورة‏:‏ ‏{‏وإذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني‏}‏ الآية‏.‏ وقال في أولها‏:‏ ‏{‏لقد كفر الذين قالوا إن اللّه هو المسيح ابن مريم‏}‏ الآية، والنصارى عليهم لعائن اللّه من جهلهم ليس لهم ضابط، ولا لكفرهم حد، بل أقوالهم وضلالهم منتشر، فمنهم من يعتقده إلهاً، ومنهم من يعتقده شريكاً، ومنهم من يعتقده ولداً، وهم طوائف كثيرة لهم آراء مختلفة، وأقوال غير مؤتلفة، ولقد أحسن بعض المتكلمين حيث قال‏:‏ لو اجتمع عشرة من النصارى لافترقوا عن أحد عشر قولاً‏.‏

ولقد ذكر بعض علمائهم المشاهير عندهم وهو بترك الإسكندرية في حدود سنة أربعمائة من الهجرة النبوية، أنهم اجتمعوا المجمع الكبير الذي عقدوا فيه الأمانة الكبيرة التي لهم - وإنما هي الخيانة الحقيرة الصغيرة - وذلك في أيام قسطنطين باني المدينة المشهورة، وأنه اختلفوا عليه اختلافاً لا ينضبط ولا ينحصر، فكانوا أزيد من ألفين أسقفاً، فكانوا أحزاباً كثيرة كل خمسين منهم على مقالة، وعشرون على مقالة، ومائة على مقالة، وسبعون على مقالة وأزيد من ذلك وأنقص، فلما رأى منهم عصابة قد زادوا على الثلثمائة بثمانية عشر نفر وقد توافقوا على مقالة، فأخذها الملك ونصرها وأيدها، وكان فيلسوفاً داهية، ومحق ما عداها من الأقوال وانتظم دست أولئك الثلثمائة والثمانية عشر وبنيت لهم الكنائس، ووضعوا لهم كتباً وقوانين وأحدثوا فيها الأمانة التي يلقنونها الولدان من الصغار ليعتقدوها ويعمدونهم عليها، وأتباع هؤلاء هم الملكانية ، ثم إنهم اجتمعوا مجمعاً ثانياً فحدث فيهم اليعقوبية ، ثم مجمعاً ثالثاً فحدث فيهم النسطورية وكل هذه الفرق تثبت الأقانيم الثلاثة في المسيح، ويختلفون في كيفية ذلك وفي اللاهوت والناسوت على زعمهم، هل اتحدوا أو ما اتحدوا، أو امتزجا أو حل فيه‏؟‏ على ثلاث مقالات، وكل منهم يكفر الفرقة الأخرى، ونحن نكفر الثلاثة، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏انتهوا خيراً لكم‏}‏ أي يكن خيراً لكم، ‏{‏إنما اللّه إله واحد سبحانه أن يكون له ولد‏}‏ أي تعالى وتقدس عن ذلك علواً كبيراً ‏{‏له ما في السموات وما في الأرض وكفى باللّه وكيلاً‏}‏ أي الجميع ملكه وخلقه وجميع ما فيهما عبيده، وهم تحت تدبيره وتصريفه، وهو وكيل على كل شيء، فكيف يكون له منهم صاحبة وولد كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد‏}‏ الآية، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً‏}‏ الآيات‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس