عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 03:42 AM   رقم المشاركة : 5
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


فقالت أمامة المريدية في ذلك‏:‏
تكذِّب دينَ اللهِ والمرءَ أَحمدَا * لعمرو الذي أَمنَاك بئس الذي يمْني
حَباكَ حنيفٌ آخرُ الليل طعنةً * أَبا عِفك خُذها على كبر السِّن
وبعث عمير بن عدي الخطمي لقتل العصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، كانت تهجو الإسلام وأهله، ولما قتل أبو عفك المذكور أظهرت النفاق وقالت في ذلك‏:‏
بأَسَت بني مالك والنَّبيّتَ * وَعوف وباست بني الخزرجِ
أَطعتمْ أَتاوي من غيركمْ * فلا منْ مُرادَ ولا مذحجِ
ترجونَهَ بعد قتل الرؤوسِ * كما يرتجى وَرقَ المنضجِ
ألا آنفُ يبتغي غِرةً * فيقطع من أملِ المرتجِي
قال‏:‏ فأجابها حسان بن ثابت فقال‏:‏
بَنو وائلٍ وبنو واقفِ * وخطمةَ دونَ بني الخزرجِ
متى ما دعتْ سفهاً ويحها * بُعولتَها والمنايا تجِي
فهزَّت فتى ماجداً عرقُه * كريمُ المداخلِ والمخرجِ
فضرَّجها من نجيعِ الدما * وبعيد الهدوِّ فلم يحرجِ
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين بلغه ذلك‏:‏ ‏(‏‏(‏ألا آخذ لي من ابنة مروان‏)‏‏)‏فسمع ذلك عمير بن عدي، فلما أمسى من تلك الليلة سرى عليها فقتلها، ثم أصبح فقال‏:‏ يا رسول الله قتلتها فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏نصرت الله ورسوله يا عمير‏)‏‏)‏‏.‏
قال يا رسول الله‏:‏ هل علي من شأنها‏.‏
قال‏:‏ لا تنتطح فيها عنزان، فرجع عمير إلى قومه وهم يختلفون في قتلها، وكان له خمسة بنون فقال‏:‏ أنا قتلتها فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون، فذلك أول يوم عز الإسلام في بني خطمة، فأسلم منهم بشر كثير لما رأوا من عز الإسلام‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/241‏)‏
ثم ذكر البعث الذين أسروا ثمامة بن أثال الحنفي، وما كان من أمره في إسلامه، وقد تقدم ذلك في الأحاديث الصحاح، وذكر ابن هشام أنه هو الذي قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء‏)‏‏)‏لما كان من قلة أكله بعد إسلامه، وأنه لما انفصل عن المدينة دخل مكة معتمراً وهو يلبي، فنهاه أهل مكة عن ذلك فأبى عليهم، وتوعدهم بقطع الميرة عنهم من اليمامة، فلما عاد إلى اليمامة منعهم الميرة حتَّى كتب إليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأعادها إليهم‏.‏
وقال بعض بني حنيفة‏:‏
ومِنَّا الذي لبى بمكة محرماً * برغم أبي سفيانَ في الأشهرِ الحرمِ
وبعث علقمة بن مجزز المدلجي ليأخذ بثأر أخيه وقاص بن مجزز يوم قتل بذي قرد، فاستأذن رسول الله ليرجع في آثار القوم فأذن له، وأمَّره على طائفة من النَّاس، فلما فقلوا أذن لطائفة منهم في التقدم، واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة، وكانت فيه دعابة، فاستوقد ناراً وأمرهم أن يدخلوها، فلما عزم بعضهم على الدخول قال‏:‏ إنما كنت أضحك، فلما بلغ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه‏)‏‏)‏، والحديث في هذا ذكره ابن هشام عن الدراوردي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمرو ابن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري‏.‏
وبعث كرز بن جابر لقتل أولئك النفر الذين قدموا المدينة، وكانوا من قيس من بجيلة فاستوخموا المدينة واستوبؤها، فأمرهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يخرجوا إلى إبله فيشربوا من ألبانها، فلما صحوا قتلوا راعيها، وهو يسار مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذبحوه، وغرزوا الشوك في عينيه واستاقوا اللقاح، فبعث في آثارهم كرز بن جابر في نفر من الصحابة، فجاؤوا بأولئك النفر من بجيلة مرجعه عليه السلام من غزوة ذي قرد، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم، وسملت أعينهم، وهؤلاء النفر إن كانوا هم المذكورين في حديث أنس المتفق عليه، أن نفراً ثمانية من عكل أو عرينة قدموا المدينة الحديث‏.‏
والظاهر أنهم هم فقد تقدم قصتهم مطولة، وإن كانوا غيرهم فها قد أوردنا عيون ما ذكره ابن هشام، والله أعلم‏.‏
قال ابن هشام‏:‏وغزوة علي ابن أبي طالب اليمن التي غزاها مرتين‏.‏
قال أبو عمرو المدني‏:‏ بعث رسول الله علياً إلى اليمن، وخالداً في جند آخر، وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن اجتمعتم فالأمير علي ابن أبي طالب‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ وقد ذكر ابن إسحاق بعث خالد، ولم يذكره في عدد البعوث والسرايا، فينبغي أن تكون العدة في قوله‏:‏ تسعاً وثلاثين‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏وبعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام، وأمرة أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء، والداروم من أرض فلسطين، فتجهز النَّاس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/242‏)‏
قال ابن هشام‏:‏وهو آخر بعث بعثه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وقال البخاري‏:‏حدثنا إسماعيل، ثنا مالك عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعث بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن النَّاس في إمارته، فقام النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب النَّاس إليّ، وإن هذا لمن أحب النَّاس إلي بعده‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه التِّرمذي من حديث مالك وقال‏:‏ حديث صحيح حسن‏.‏
وقد انتدب كثير من الكبار من المهاجرين الأولين والأنصار في جيشه، فكان من أكبرهم عمر بن الخطاب ومن قال‏:‏ أن أبا بكر كان فيهم فقد غلط، فإن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم اشتد به المرض، وجيش أسامة مخيم بالجرف، وقد أمر النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبا بكر أن يصلي بالنَّاس، كما سيأتي، فكيف يكون في الجيش وهو إمام المسلمين بإذن الرسول من رب العالمين، ولو فرض أنه كان قد انتدب معهم فقد استثناه الشارع من بينهم بالنص عليه للإمامة في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام، ثم لما توفي عليه الصلاة والسلام استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب فأذن له في المقام عند الصديق، ونفذ الصديق جيش أسامة، كما سيأتي بيانه وتفصيله في موضعه، إن شاء الله‏.‏
البداية والنهاية
ابن كثير رحمه الله

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس