العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-2003, 01:14 PM   رقم المشاركة : 1
الأثري
( ود فعّال )
 





الأثري غير متصل

قراءة في كتاب الرئيس الأميركي الأسبق " نيكسون "

قراءة في كتاب الرئيس الأميركي الأسبق " نيكسون "

د . عبد الحكيم الفيتوري


( اقتناص اللحظة )

صدر للرئيس نيكسون قبل هذا الكتاب ثمانية كتب سياسية ، إلا أن هذا الكتاب الجديد قد يكون أهمها على الإطلاق لأنه يعالج موضوعا يشغل بال كل دول العالم ، ويهمنا نحن المسلمين والعرب بصورة خاصة ؛ ذلك أن الرئيس نيكسون قسم العالم إلى ثلاث مناطق رئيسة من حيث دور الولايات المتحدة وظيفتها في قيادة العالم الجديد . وهذه المناطق هي المثلث الباسيفيكي ( روسيا – الصين – اليابان ) ، العالم الأطلسي ( أميركا – أوروبا ) ، النصف الجنوبي ( العالم الثالث ) .

وإذا كان هذا التقسيم اعتمد الجغرافيا أساسا له ، فإنه تجاوز ذلك تماما عندما خصص فصلاً كاملاً عن ( العالم الإسلامي ) ، راسما صورة هذا العالم كما هي في الذهن الأميركي والغربي ، محاولا تحليل أوضاعه وبنيته الإيديولوجية والسياسية ، محددا الاقتراحات والمخططات التي يدعو الولايات المتحدة إلى اعتمادها في تعاملها معه .

والذي يهمنا من هذا الكتاب هذا الفصل بالذات الخاص بالعالم الإسلامي ؛ لما يتضمنه من تصوير للعالم الإسلامي بعين أميركية ؛ ولما يقدمه المؤلف من وصفات ومقترحات محددة لاعتمادها أساسا في التعامل مع هذا العالم الإسلامي تحت مظلة النظام العالمي الجديد.

رؤية نيكسون للعالم الثالث :
يخصص " نيكسون " الفصل السادس من الكتاب للنصف الجنوبي من الكرة الأرضية ( العالم الثالث ) وهو يصف هذه المنطقة من العالم بأن طريقها إلى التطور الاقتصادي تعترضها عراقيل صعبة ، وحكومات فاسدة ، وسوء سياسة اقتصادية ، وسوء توجيه للإستراتيجيات الإنمائية (ص233) . ويصف كل هذه المشكلات بأنها مشكلات ذاتية وضعت دول المنطقة في حلقة مفرغة من الفقر تعجز عن الخروج منها .
ويرى نيكسون أنه ( لا يمكن التغلب على هذه العراقيل ما لم نطمئن إلى أن نجاح الحرية في النصف الجنوبي سوف يحل محل سقوط الشيوعية في العالم ) (ص234) . يستعمل نيكسون كلمة الحرية كتعبير ايديولوجي بديل عن الشيوعية ، معتبرا أن المفهوم الأميركي للحرية هو البديل الوحيد ، نافيا وجود أي مفهوم آخر ، أو أي بديل ايديولوجي آخر .

رؤية نيكسون للعالم الإسلامي المعاصر :
يعالج نيكسون في الفصل الخامس من الكتاب موضوع العالم الإسلامي .
ويستهل هذا الفصل بتقديم صورة بالغة السوء عن نظرة الأميركيين إلى المسلمين . فيقول : إن الأميركيين ينظرون إلى المسلمين على أنهم غير متحضرين ، برابرة ، مزاجيين ، لا يستقطبون الانتباه إلا لأن بعض قادتهم يحكمون مناطق تحتوى على ثلثي الاحتياطي العالمي المعروف من النفط . ( ص194)

والأميركيون يذكرون الحروب الثلاثة التي شنها العرب للقضاء على إسرائيل ، ويذكرون الرهائن الأميركيين الذي يعتقلهم الخمينيون المتعصبون ، ويذكرون عملية الهجوم الإرهابي على أولمبياد ميونيخ التي قام بها فلسطينيون من منظمة أيلول الأسود ، ويذكرون مذابح الميليشيات الإسلامية في لبنان ، وتفجير الطائرات المدنية بواسطة سوريا وليبيا ، ومحاولة صدام حسين ضم الكويت على الطريقة الهتلرية . ويلخص " نيكسون " هذه الصورة بقوله : ليس لأي أمة في العالم ، ولا حتى للصين صورة سلبية في الضمير الأميركي مثل صورة العالم الإسلامي . (195) .

رؤية الإدارة الأمريكية للإسلام :
وينتقل نيكسون بعد ذلك إلى الأمر الجوهري الذي يبدو أنه هو بيت القصيد ، فينقل عن مراقبين قولهم : إن الإسلام سوف يصبح قوة جيو سياسية متعصبة ، فمن خلال نمو سكانه ومن خلال تبوئه مركزاً مالياً مهما ، سيفرض تحديا رئيساً يحتم على الغرب أن يقيم تحالفا جديدا مع موسكو للتصدي لعالم إسلامي معاد وعدواني . ( ص 195) . ويذكر " نيكسون" أن هذا التحليل ينطلق من اعتبار الإسلام والغرب عالمين لا يلتقيان ، وأن للإسلام نظرية تقسم العالم إلى قسمين : دار الإسلام ودار الحرب ؛ حيث يجب القضاء على القوى غير الإسلامية .

نيكسون يجرح ويداوي :
لكن " نيكسون" يبادر بعد ذلك إلى طمأنة الغرب بأن كابوس هذا السيناريو لن يتحقق ابدا ، فالعالم الإسلامي أكبر وأكثر تنوعا من أن يحركه قرع طبل واحد . ( 195) . ويقول: إن العالم الإسلامي ليس الشرق الأوسط والوطن العربي ، ولكنه أكثر من 850 مليون إنسان سدس البشرية ، يعيشون في 37 دولة . إن هذه الأمم تنقسم إلى 190 اثنية ، وتتكلم مئات اللغات واللهجات الخاصة ، وتنتمي إلى ثلاث مجموعات دينية : السنة ، والشيعة ، والصوفية . ويدعي نيكسون أن ثمة عاملين مشتركين في العالم الإسلامي ، وهما الإسلام والاضطرابات السياسية (ص169) .

نيكسون يعرف الإسلام كما يعرف أبناءه !
ويعترف في الوقت نفسه أن الإسلام ليس دينا فقط ، ولكنه أساس حضارة رئيسة ، يقول : إننا نتحدث عن العالم الإسلامي كشخصية واحدة ، ليس لأنه يوجد مكتب سياسي يوجه شؤونه السياسية ، ولكن لأن كل الأمم الإسلامية تشترك في تيارات سياسية وثقافية تصب في مجموع الحضارة الإسلامية . (ص196) . ويقول : إن اللحن السياسي نفسه يتردد في طول العالم الإسلامي وعرضه بصرف النظر عن الفوارق بين الدول المختلفة . (ص196) . ويقول : إن المشاركة في العقيدة والسياسة تولد تضامنا مائعا ولكنه تضامن حقيقي ، فعندما يقع حادث رئيسي في جزء من العالم الإسلامي تهتز له سائر الأجزاء . (ص196) .

نيكسون يحدد عوامل الصراع مع الإسلام :
يحدد نيكسون ثلاثة عوامل تجعل الصراع أمراً لا مفر منه مع العالم الإسلامي ، وهذه العوامل هي : الديموغرافيا ، والاقتصاد ، والتوجهات السياسية .
عن الديموغرافيا يقول : إن الانفجار السكاني في العلم يتمركز في العالم الإسلامي(ص197) فعدد سكان الشرق الأوسط وحده سوف يتضاعف في حدود عام 2010 .
وعن الاقتصاد يقول : إن النمو الاقتصادي لن يتحقق بنفس وتيره النمو الديموغرافي ليمنع هبوطا في مستوى المعيشة مما يحول دون قدرة الحكومات على مقايضة السلام بالتهديدات بعدم الاستقرار . ويذكر في هذا الإطار مشاكل المياه ، والحدود الوطنية . إلا أنه لا يذكر شيئا عن دور الولايات المتحدة في إثارة هذه المشاكل وعرقلة حلها .
وعن التوجهات السياسية يقول: إن الأنظمة السياسية وهي أوتوقراطية بغالبيتها ، ودكتاتورية في أصولها ، تعتمد على احتكارها للقوة أكثر مما تعتمد على دعم الشعوب لها ، والليبرالية السياسية أدت غالبا إلىالتمزق أكثر مما أدت إلى الديمقراطية (197) .

وشهد شاهد من أهلها :
يقول:إن نجاح الإسلام في امتحان التصدي للشيوعية كان أفضل من نجاح المسيحية (198) .
ويتحدث " نيكسون " عن التراث الحضاري الإسلامي بموضوعية ويقول : إنه في الوقت الذي كانت أوروبا غارقة في ظلمات العصور الوسطى كانت الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي ، فقد قدم العالم الإسلامي مساهمات جمة في العلوم والطب والفلسفة (199).
وهنا يربط " نيكسون " بين هذا الماضي وآفاق المستقبل الإسلامي عندما يقول : تمثل هذه الانجازات ما كان عليه العالم الإسلامي في الماضي ، وتشير إلى ما يمكن أن يكون عليه في المستقبل إذا وضع حد لعواصف الحرب المميتة ولعدم الاستقرار السياسي . فالعالم الإسلامي عبارة عن حضارة ضخمة تبحث عن شخصيتها التاريخية (199) .

رؤية نيكسون للحركات السياسية في المنطقة :
يقسم " نيكسون" الحركات السياسية في العالم الإسلامي إلى ثلاثة تيارات فكرية هي : الأصولية – الراديكالية – الحداثة .
ويقول : إن سكان العالم الإسلامي مرشحون للثورة : إنهم شباب أكثر من 60 بالمئة منهم تحت سن الخامسة والعشرين ، إنهم فقراء ، إن متوسط الدخل الفردي – بما في ذلك الدول الغنية بالنفط في الخليج – يبلغ 1600 دولار في السنة مقارنة بمبلغ 21,000 دولار في الولايات المتحدة (203) .
ويقول : إن 27 بالمئة فقط من شعوب العالم الإسلامي تعيش في دول ديمقراطية ، وتلقى الحركات الأصولية الإسلامية هوى لدى الناس ليس بسبب ما تطرحه ولكن بسبب ما تعترض عليه ( 203).

نيكسون يدعو للوقف في وجهة المد الإسلامي :
يدعو " نيكسون " إلى ( دعم مصالحنا ومصالح أهل التحديث في العالم الإسلامي ) . ويقول عنهم : إنهم يريدون إن يقدموا إلى شعوبهم بديلا عن الإيديولوجية الأصولية المتطرفة وعن العلمانية الراديكالية .
ويقول في موضع أخر : للتأثير على التطور التاريخي في العالم الإسلامي ينبغي علينا عدم صياغة استراتيجية تطبق سياسة واحدة في كل الدول الإسلامية ، إنما علينا اختيار نقاط مفصلية من أجل وجودنا ، علينا إرساء شراكة مع دولة عصرية مختارة نشاركها المصالح والأولويات ويكون لها ثقلها في المنطقة (ص205) .
كما يقول : ومن خلال العمل معها لمعالجة قضايا سياسية وأمنية ، ومن خلال تقديم النصح والمساعدة لتطوير نموها الاقتصادي وبروزها التدريجي كنماذج ناجحة داخل العالم الإسلامي ، فإننا نسرع إمكانات التحديث في كل المنطقة . (ص205) . ومن الواضح أن الهدف هو الاستيعاب ( عن طريق التحديث ) وقطع الطريق أمام أي انفلات إسلامي من قبضة الهيمنة الأميركية .
وفي هذا الإطار يسمي " نيكسون " أربع دول يرى أنها منطقيا ، أقرب إلى الشراكة مع الولايات المتحدة وهي : تركيا ، وباكستان ، ومصر ، واندونيسيا . ويتابع : إن سياسة اختيار الشركاء لن تحقق نجاحا فوريا ، ولكن سيكون للولايات المتحدة بعد جيل واحد تأثير على التطور التاريخي للعالم الإسلامي . (208) .

الإسلام هو التحدي الحقيقي للإستراتيجية الأميركية :
ويعترف " نيكسون " أن العالم الإسلامي يطرح أعظم تحد للسياسية الخارجية الأميركية في القرن الواحد والعشرين (209) ، ولذلك فإنه يقترح على السياسة الأميركية تجنب ( ثلاثة أوهام قاتلة ) وهي :

1-وهم الإطار الأمني الشامل .
2-وهم مراقبة التسلح الإقليمي .
3- وهم إعادة توزيع الثروة الإقليمية .

اسرائيل والنفط لا غير :
وكم يبدو نيكسون صادقاً وموضوعياً عندما يقول : إن المصالح الأميركية المباشرة في الشرق الأوسط تنحصر في اثنين هما النفط وإسرائيل ) (ص217) .
ويتحدث عن اشكالية هذه العلاقة ، مؤكدا على قاعدة أساسية وهي : علينا تأمين حياة إسرائيل والعمل مع الدول العربية المعتدلة لتأمين سلامة الخليج الفارسي . (217) .

أمن إسرائيل بعد عقدي وليس سياسي !!
يقرر " نيكسون" ذلك بقوله : إن التزامنا بوجود وسلامة إسرائيل هو التزام عميق ، فنحن لسنا مجرد حلفاء ، ولكنا مرتبطون مع بعض بأكثر من قصاصة ورق ، إنه التزام معنوي ، وخلافاً للاعتقاد فإن إسرائيل ليست مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة .. إن التزامنا بإسرائيل ينطلق من شرعية الحرب العالمية الثانية ، ومن المصالح المعنوية ولايديولوجية بتأمين بقاء الديمقراطيات . لن يجرؤ رئيس أميركي أو مجلس كونغرس أبدا على السماح بتدمير دولة إسرائيل . (ص218) .

ويحدد نيكسون ثلاثة أسباب للمضي قدما في مسيرة التسوية السياسية في الشرق الأوسط :
السب الأول : هو أن اسرائيل حصلت منذ منتصف السبعينات من الولايات المتحدة على مساعدات مباشرة وغير مباشرة تبلغ قرابة 70 مليار دولار .
السبب الثاني : أن الصراع يخلق وضعا يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى حرب تضطرها إلى استعمال الأسلحة النووية .
السبب الثالث : أن خدمة مصالح الولايات المتحدة واسرائيل معا تكن من خلال تسوية تقوم على مقايضة الأرض بالسلام .
وينهي " نيكسون " هذا الفصل من كتابه معترفا بأن العالم الإسلامي قاد المسيحية لمدة خمسة قرون من عام 700حتى عام 1200في ميادين قوة الجغرافيا السياسية ( الجغراسيا ) ومستوى المعيشة ، والدين ، والقانون ، ومستوى التعليم في الفلسفة والعلوم الثقافية . ولكن عقودا من الحروب قلبت الطاولة ( ص231) فكما أن المعرفة التي جاءت من الشرق اطلقت حركة النهضة في الغرب ، فقد حان الوقت ليساهم الغرب في نهضة العالم الإسلامي !!







قديم 25-05-2003, 01:00 PM   رقم المشاركة : 2
الأثري
( ود فعّال )
 





الأثري غير متصل

أشكرالأخ العزيز الكنز وأقول أن الشباب اليوم يحسب الدنيا هذه سيارة وجوال وأسواق ولا ينظر إلى ما يخطط له الغرب ولا يحمل هم هذه الأمة إلى القليل والله المستعان على ذلك







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية