العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2003, 08:32 PM   رقم المشاركة : 1
رزيقه
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية رزيقه
 






رزيقه غير متصل

امل وفهد ( قصة سعوديه 100بالميه)

الجميلة العذراء
زهرة الصحراء























القدر
المشيئة الربانية..
عندما تكون أنت..
ولا تدري لماذا كنت أنت ..
أنت من يقع عليه الاختيار..




نعم أنت ..انظر هناك ..هل ترى تلك الشهب النارية..
تهوي بسرعات هائلة نحو الكرة الأرضية محترقة باختراقها للغلاف الجوي..
فتخطف الأبصار لمجرد لحظات..لحظات لغيرك وليس لك آنت ..
لأنك مازلت ترى ذلك الحجر الملتهب الذي لم يحترق بالكامل
وهو يسقط مدويا بجانب أحد المستشفيات..
حيث تزامن سقوطه ولادة طفلة جميلة..
جميلة بما يكفي لخطف القلوب والأبصار..
تماما كما تخطفها الشهب الحارقة..



1976ميلادي\الرياض\مطار الملك خالد\الساعة العاشرة مساءا

أسرع السائق عزيز إلى سيده الأنيق الذي كان يترقبه على أحر من الجمر..
فصافحه وحمل حقائبه
<أهلين عزيز.. كيف حالك؟>..
<الهمد لله بابا كويس>
وانطلق عزيز مسرعاااا..



دخل مسرعا إلى غرفه الولادة حاملا حقيبته الشخصية التي وضعها جانبا
وأسرع إلى زوجته فجلس بالقرب منها وهي مستلقية على سريرها
تحمل طفليهما بين يديها وقد غابت بقيلولة صغيرة إثر التعب دون أن تشعر فبادرها..
<ألف ألف حمدالله عالسلامه يا نورة>..
فاجأها ففتحت عيناها <حمد؟!! هلا حمد هلا هلا ليش طولت>
..< ..والله من أول ما جاني الخبر كنسلت رحلتي لليابان وجيت على طول..المهم أنتي شلونك ألحين >
<أنا بخير بس والله اشتقت لك كثير يا حمد >
<وأنا أكثر يا حبيبتي والله أكثر >

ثم قامت زوجته بإعطائه المولود..
<شوف يا حمد شوف هالبنت اللي تهبل ..تصدق يا حمد ما تصيح ابد >..
فالتقفها الأب بحذر شديد
<الللله ..بسم الله ماشالله .. شوفي كيف نايمة بس..اههههه >

<بس بصراحه نسخه من امها...ها وش شرايك..وش نسميها>
< امممم مدري يا حمد بس بنتي حلوه وما تبكي ابد وحاسه كلها حياة وامل..شرايك بأمل>
<امل امل ..وفيه شي احسن من الامل هاه هههه..اوف بغيت انسى>
ثم وضع أمل على سريرها وأخرج من حقيبته علبة صغيرة ..
<حزري فزري انا قايب لك ايه >
قام بفتحهااا فبان خاتم الألماس الثمين لها.. < .الله لا يحرمني منك يا حمدقول امين>..
امسك بالخاتم وبيدها فألبسها إياه قائلا
<تستاهلين اكثر حبيبتي ..انا كم عندي نورة بس هاه هههههه>
<ايه صح نسيت مافي الا انا ههههههه>
..<هههههههه ......إلا على فكره وأنا جاي كأني شفت شهاب طاح قريب من المستشفى >
<والله مدري ما سمعت شي ابد>
<اهااا...يمكن طاح بعيد واحسبه عندكم>...
<ممكن >
ثم ابتسما وهما ينظران إلى ابنتهما الوحيدة..تنعم بنوم هاااااديء



وبعد مرور خمس سنوات






الرياض\حي الملك فهد\الساعة الثانية صباحا

"ترررررررن ترررررررن"..
أضاءت غرفة النوم الرئيسية لأحد قصور الحي
عندما استيقظ رجل كبير السن وهو يتمتم غاضبا..
< اعوذ بالله من اللي داق علينا الحين؟!.والله ناس ما تستحي..والله عيب>
.."ترررررررررن تررررررررن"..
<لا حول ولا قوة الا بالله ..الووو نعم؟!!>
(الووو..هلا بابا.. بابا انا نورة)
<هلا نورة حبيبتي!!! ..بابا وش عندك متصله الحين.. وش فيه صوتك كذا لا يكون فيك شي؟؟!!!!!>..
(لا بابا ما فيني شي..بس امل ..امل وينها ابي اشوفها..خلي كرستينا تحممها وتلبسها وجبها معك الحين..مشتاقة لها مووت)..
<الحين؟؟؟!!!..بس يا عيون بابا شوفي الساعه كم..وبعدين اخاف نزعج المرضى إذا جينا!!>..
فبكت نورة بشكل غريب ومفاجئ..
(بابا الله يعافيك الله يخليك جبهااااااا..جب املللللل..ابي املللللل..ابي اشوفهااااا)..
<انشالله انشالله..اوف اوف خلاص الله يهديك لا تبكين ..حرام تعذبين نفسك اكثر حبيبتي..انشالله بس مسافه الطريق وحنا عندك..يالله مع السلامه>..
(مع السلامه)

أدخلوا أمل بمفردها إلى غرفة العناية المركزة حسب رغبة نورة
فأسرعت إلى أمها بفرح شديد لا يوصف وارتمت في أحضانها
(مامااااااااا...شوفي جدو ناصر شرى لي حلاو كثييير)..
<ههههه الله يعطي جدو ناصر العافيه>..
تأملت الأم عروستها الوحيدة مداعبة خصلات شعرها وهي تقول..
< امل ماما ابيك تصيرين شاطره و قويه حبيبتي >..
(ماما انا قويه ..ذيك المره عضيت فهودي عشان هو اخذ كاكاوي)..
<ههههه لا يا حبيبتي فهودي ولد خالتك لازم تحبينه >.
(ماما صح اللي يشرب لبن كثير يصير قوي)..
< هههه صح يا حبيبتي..صح...... امل حياتي>..
(نعم ماما)
<امل ماما يمكن تنام وما تصحى.. ما تصحى ابد.. ولا تخافين انا بس نايمه حبيبتي..بس نايمه..>
حاولت نورة حجر دموعها بكل ما تملك من قوة إرادة ثم أردفت قائلة...
< عشان كذا انتي لازم تروحين عند بابا>.. وعندها نطقت أمل مخنوقة بالبكاء ..
(ليش تنامين وما تصحين..كل الناس يصحون اذا جا الصبح يا ماما..ليش ما تجين معنا البيت الحين..ليش انتي هنااااا ) ..
<"اشششش" يا بعد عمر ماما انتي..حبيبتي ما اقدر.. بابا يقدر يصحى الصبح ..وابيه اذا صحى بكره يشوفك بجنبه وتصيرين بنت شاطره ومؤدبه تسمعين كلامه >..
(لا ماما انا احبك انتي ما احب بابا عشان هو ليش يتركنا..انشالله ربي يحطه بالنار احسن)..
<لالالا عيب يا ماما.. بابا يحبك كثير حتى دايم يجيب لك العاب صح>..
(ما ابي الالعاب خليه ياخذهم كلهم ..انا ابيك انتي يا ماما..ابي انام معك )..
<امل بس ..بس حبيبتي لا تخليني اتعلق بالحياه اكثر>..
أدمت أعين الأم دموع المودع..وأخذت تشبع ناظرها الحنون قبل الرحيل..
ثم احتضنت ملاكها بقوة عندما شعرت ببرود في جسمها الهزيل...
وفجأه أعلنت الأجهزة المرتبطة بجسد نوره عن حالة الخطر
واجتمع الطاقم الطبي بلحظات وانتزعوا أمل من أحضان أمها بعد جهد
وهي تئن بعمق..<امل...امل..لا تاخذون بنتي خلوهاااا...خلوها معيييي..اااااااااااااه>..
أخرجوها إلى الخارج فالتقت بجدها وهي تبكي(جدوووووو شوف الدكتور يبي يغز ماما ابره عشان تنام..جدو لا تخلي ماما تناااااام)..
أحس الجد ناصر بأن الأمر خطير فحاول الدخول عندما منعه أحد أعضاء الطاقم الطبي..<دكتور وش فيه...طمني يا دكتور بنتي فيها شي..قلي نورة فيها شيييي>...
< لا ابد ما فيها شي بس ازمه بسيطه وتعدي انشالله..خليك برا لو سمحت>
ثم أقفل الباب من خلفه...وبعد فترة من الانتظار خرج الدكتور واستدعى الجد ناصر وهمس إليه ببضع كلمات..
<حنا سوينا اللي علينا لكن جسمها ما كان يستجيب ابد...وهذي مشيئة الله ..عظم الله اجـ >..
< لاااااااااااااااااااااااااا نورة ما تمووووووووووووت بنتي ما تمووووووووووووووت لا يا دكتور لااااااااااااااااااااااااااا>..
وقاتل للدخول إلي الغرفة فمنعوه بقوة حتى سقط مغشيا عليه..
فأسرعت أمل إلي أحضانه..(جدوووو ابي ماماااااااااااااااا.. مامااااااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااا)





هكذا فقدت أمل اعز ما لديها
ولكن الحياة يجب أن تستمر
نعم يا أمل يجب أن تبحثي عن الأمل
وتلتزمي بنصيحة أمك الغالية
التي اختارها الله عز وجل.. محبة ورحمة بها..
هيا يا أمل فالحياة ما زالت أمامكِ
والحياة جميلة..
خرجت أمل من المستشفى ومسحت دموعها
التي قطعت عهدا على نفسها بأن لا تخرج مرة أخرى

وداااااارت الكرة الأرضية حول نفسها حتى ينجلي ذلك الليل الأليم..



1996ميلادي\جامعه الملك سعود\كليه طب الاسنان


<ماشالله عليك يا امل وش هالدرجات يا الدافوره..اثريك تذاكرين من ورانا ههههههه..الف مبروك حبيبتي >
(ههههههه ..الله يبارك بعمرك .. يالله افتكينا من غثا الدراسه..بعدين تعالي يوم ضحكتي شفت سنك مسوّس ..تبين اعطيك بوقس اقلعه لك هههههههه )..
< ماشالله خوش دكتوره والله ههههههههههه ..اممممم على فكره لا تنسين يوم الخميس 22\4 >..
(يوم الخميس ؟؟؟!!! ليه وش فيه...ايييييييييييييه صح نسيييييت )..
توقفت أمل ووضعت يديها على كتفي نوف
(والله فرحانه لك يا دبه من كل قلبي..الف الف مبروووك عساه بس يستاهل طيبتك وخفة دمك يالخبله )..

<امين وعقبال ما نفرح فيك عروسه زي الأمر >
(ايوه يختي من بؤك لباب السما ههههههههه )..
<استقبلت أمل مكالمة من هاتفها النقال حين دخولها القصر
(اهلييين فهووودي )..
<اهليييين امولتيييي >..
(اسمع يا دب انا الحين داخله البيت اكلمك بعد الغدا ...اووووه في سوالف واااجد.. يالله باااااي )..
<اوكي باي >..





أنهت أمل المكالمة ثم تعجلت إلى أبيها وزوجته على طاولة الطعام
فبادرها الأب محيياً وهي تقبل رأسه

<هلا والله بالدكتوره الحلوه >
(يوووه يا بابا توني باقي لي سنتين )..
<هههههه قولي انشالله..المهم يا بنتي بشري شلون نتايجك؟؟؟؟ >..
(اصبر اسلم على ماما حنان اول ..اممممممواه احلى بوسه لاحلى ماما هههههه )..

< اهلين امل..ها بشري شلون نتايجك >
.. تغير وجه أمل واكتأب ثم سحبت كرسيا وجلست مقابل أبيها قائلة
(الحمدلله درجاتي زينه..اعلى درجات في الشعب كلها )..
<ماشالله الف الف مبروك يا بنتي الف مبروك >
.. (الله يبارك فيك بابا )
.. ومازلت الابتسامة الصفراء مرسومة على وجه حنان وهي تقول
<مبروك يا امل >..
(الله يبارك فيك )..
ابتسم الأب بينهما محاولا تلطيف الجو ثم شرع ينادي

وبعد انتهائهم من الغداء.. وبينما هم يتناولون القاتوه والحلويات
<ها يا امل وش رايك ..وين تبين نسافر الصيفيه هذي؟ >..
(امممم ابي شي غريب شي تروبكال ما يكون كلاسيكي..كذا جزيره وبحر زي اللي في فلم البحيرة الزرقاء هههههه..اممممم بابا..وشرايك بجزر هاواي في امريكا؟! )..
<يا حبيبتي لا تسألين..هذي هديه نجاحك ..انتي بس اشري على المكان اللي تبينه واوديك >..
(تسلم يا بابا الله يعافيك ويعطيك طولة العمر انشالله )..
<أفى عليك بس..انا كم عندي اموله حلوه وشطوره..وبعدين كويس تصدقين ما عمري رحت لهاواي ههههه >
(
اتجهت أمل إلى جناحها الخاص الكائن في الطابق العلوي وهي تأكد على شيء
(بابا لا تنسى ..لازم نرجع بدري عشان زواج صديقتي نوف )..

دخلت الجناح مسرعة إلى الهاتف وأجرت اتصالا

<اهليييين امولتي >
.. (هلا فهوودي..اخبارك يالشين )..
<ماشي الحال..وانتي اخبارك يالقمر >
(لا الحمد لله..ما دريت اخذت الاولى هاهااااي )..
<مبروووك يالمصريه..ودي اعرف بس شلون تذاكرين ههههههاي >
( شدعوه عاد والله حنا يالسعوديين اذكى منهم وبعدين قل ماشالله يالشين )..
< سفره دايمه هههههههههه لا ماشالله وعقبال التخرج ونفرح فيك دكتوره ادالدنيا >
(الله يبارك فيك حبيبي.. الله يا ليت جدو ناصر عايش ..هو اللي كان يقولي امل ابيك تصيرين دكتوره اسنان عشان اذا عجزت تركبين لي طقم ببلاش ههههه)...
<الله يرحمه جدي كان يحبك مره >
(امين ..بس تصدق فهودي..ضايق صدري شوي )..
<ليش عشى ماسر >.. (هههههه سر في عينك..لا بس ماما حنان..مدري ليه يا فهد تكرهني..احترمها واعتبرها زي ماما بس ما في فايده .. )..
<يا بنت الحلال تعوذي من الشيطان وفكينا من هالسيره..وخلينا ننبسط ونضحك >..
( الاسبوع اللي راح جا هو وعمي وخطبوني )..
<اها >..


توقف فهد عن الكلام عندما اشتعلت نار الغيرة في أحشائه وهو لا يدري ماذا يقول

(فهد وشفيك.. ليه ساكت؟؟!! )..
<لا ولا شي..بس ما عندي شي اقوله غير مبروك >
(يووووه يالشين يعني على بالك انا موافقه ).. <امل خلينا واقعيين ..تركي افضل مني باشياء كثير وهو اولى بحكم انه ولد عمك >..
(طيب وانت ولد خالتي.. شوف ياالشين هو صح تركي خطيب ما يفوّت ..يعني اذكره حبوب ووسيم وماشالله معه بكالورس هندسه كهربائيه..لكن انا احبك انت..فاهم وش معنى احبك انت..فهد حنا تربينا سوى وحبينا بعض من زمان ..ههههه تذكر يوم يلبسوني عروسه وانت عريس ويزوجونا ههههه )..
<هههههه..يوووه الى الان الشريط عندك >
(ايه هههههه ياربيييه كنت دبه وانا صغيره )..
< وانا يقالي الرشيق ماشالله ههههههه >..
(ايه اضحك ..اضحك يا بعد عمري انت )..
ثم توقف فهد عن الضحك فقال
<بس يا امل انا نفسي ماني عارف وش معنى الحب..هل هذا اللي بينا هو الحب الحقيقي؟!!!!!!>..
( اكيد يا فهد انا واثقه وقلبي ما يخوني ابد )

<مدري بصراحه..لكن يعني انتي حلوه مره واي واحد بيحبك ..حتى بديت احس اني حبيتك عشان شكلك بس ..امل انا خايف عليك ..وخايف على نفسي بعد >..
(يا فهودي يا حبيبي لا تصير كذا متشائم..الحب مجرد كلمه.. نقدر نغيرها..امممم يعني مثلا وشرايك نخليها حليب زنجبيل )..
<ههههههه >..

وبعد فتره صمت ليست بالكثيرة تحول صوت أمل إلى صوت خافت أكثر نعومة وحنانا..

الحب الحقيقي (الاغنيه) اضغط هنا

(فهد ).. <هلا امولتي >
(فهد احــبــــك )..

ارتبك فهد ولم يستطع أن يجاري تلك الكلمة القوية التي تدعمها مشاعر أمل الصادقة في صوتها والنابعة من وريدها فاكتفى بالسكوت

(فهد انا عشت يتيمه في عذاب..وماما حنان عمرها ابد ما حبتني ..احيانا اقول يمكن عشان ابوي اتزوج امي عليها..لكن ولو انا وش ذنبي يا فهد..ابي اعرف وش الذنب اللي سويته ....... )..

< كفايه حبيبتي..كلها فتره بسيطه انشالله واجي اطلعك من العذاب اللي انتي فيه..واعوضك عن كل شي ..امل انا مستعد اضحى بكل شي بس اشوفك مبسوطه..من جد يا امل ودي اعيش بس عشان اسعدك ..لكن لازم تنتظريني..تنتظريني يا امل؟؟ >

(فهد انا مستعده انتظرك العمر كله ...وربي ماني متخيله نفسي مع واحد غيرك
لكن بليز فهد لا تطول ...انا طول عمري احلم اني اجتمع بالشخص اللي يحبه قلبي بالحلال واكوّن بيت اربي فيه عيالي .. ارجوك فهودي لا تبطي علي وتحرمني من هالحلم )

<الللللله يا امل ..تخيلي حنا عندنا عيال >.. (ياربيييييييه يا فهد متى يجي هاليوم )..
<تحسين انه في كائن حي يربطنا بعلاقه قويه ويملك احلى صفاتنا >..
(يوووه يا فهد اسكت ترى خلاص بصيح )..
<ههههه..امممم طيب اذا جانا ولد وش نسميه >..
(لا انشالله تجي بنوته تهبل زي القمر هههههه )..
<لا ولد >.. (لا بنت )..
<..كذا مشكله ..اجل انشالله يجينا توأم ولد وبنت هههههههه >
(ونسمي البنت على اسم ماما الله يرحمها.. وانت الولد على كيفك ان بغيت تسميه حليب زنجبيل انشالله ههههههه )..
<هههههههههههاي انتي وش قصة اهلك مع حليب الزنجبيل >
(تصدق عاد اسمع فيه ولا عمري ذقته هههههههه..................المهم يالله حبيبي والله طولنا .. انا لازم اقفل الحين)
<اوكي حبيبتي >

باي











أشرقت شمس هاواي وفي أفخم الفيلل السياحية هناك استيقظت أمل مبكرا


(ميري صلحي لي فطور بان كيك وعصير برتقال وحطيه في البلكونه اوكي؟ )..
<اوكي ماما >
وخرجت إلى الشرفة لتطل على أعظم ما رأته عيناها من مياه عذبة وأنهار زرقاء تخترق جبال متلبدة بأشجار عملاقة فاقعة الخضرة في أواسط جزر صغيرة متقاربة..




("آآآآآآآآآآه"...الللللللللله..والله الدنيا حلوه )..
ثم ابتسمت وجعلت ترسم أحلامها واطمأنت على حبها الكامن في قلبها
الذي بدأ يدفق وردا احمرا كلون الدم إلى باقي أعضاء جسمها
عندما وصلت بسيرة فهد إلي ذهنها...

<صباح الخييير..اللله اللله وش هاللبس الزين..مين البنت الحلوه هذي..معقوله هذي بنتي ههههه >..
أسرعت أمل إلى أبيها الذي قطع حبل أفكارها عندما دخل إلى الشرفة فقبّلت رأسه ويده
( هههه صباح النور يا بابا ..هذا اللي شريناه امس من الشاطيء نسيت... )..
<اها >..





<امل امس اتصل علي عمك خالد يسلم وكذا.. وسأل عنك بعد..ويبارك لك النتيجه >..
(سالت عنه العافيه..والله اشتقت له )..
<وووو..وسألني عن رايك >
توقفت أمل عن الأكل(رايي!!!..رايي بايش؟؟!!! )..
<بالخطوبه..بصراحه يا بنتي انا مستحي منه وهو احرجني بالحيل >..
(يوووه يا بابا فكنا من هالسيره خليها بعدين اذا رجعنا )..
<بس ياحبيبتي حنا تاخرنا عليهم بالرد بدون سبب وبعدين تركي ولد عمك مو غريب..وما اظن فيه عيب او نقص بالعكس اي بنت تتمناه >..
(بصراحه مدري وش اقولك يا بابا ).. <شلون ما تدرين!!! ..انتي انشالله موافقة >.. (ما ظنيت )..
<شلوووووون؟؟؟!!!...انشالله تبيني ارد اخوي وتفشليني معاه ..هذا اللي ناقص بعد >..
(بابا ارجوك..تركي مو هو اللي اختاره قلبي )..
وعندها غضب الأب وضرب بيده على الطاولة التي بينهما..
<وش هالخرابيط..قلبي ما قلبي..البنت مالها الا ولد عمها والله ماني راد اخوي عشان قلبك وخرابيطك >..
(هذا انت يا بابا ما تغيرت أبد..دايم تهمك مصلحتك وعمرك ما فكرت فيني )..
ارتبك الاب ثم تلعثم قائلا... <شلون ما افكر فيك وانا ما خليت شي الا واجيبه لك >
(بابا انا ما تهمني فلوسك وقصورك وسياراتك..انت ما حاولت تحس فيني تحس بقلبي ..بابا انت تخليت عني من يوم وانا صغيره..طلقت امي الله يرحمها وتركتنا نواجه مصيرنا )..
لم يستطع الأب أن يتحكم بغضبه فصفع امل صفعه قويه <عيب عليك يا بنت >..

سقطت أمل على أرض الشرفة من جراء تلك الصفعة ثم دخلت الى الفيلا مسرعة..

نظر حمد إلى يده مذهولا هكذا
و استغرق بالتفكير طويلا
<اوف تاخرنا على الباكيج يالله حبيبتي البسي عشان نروح >..
وأخذ يسوقها بحنان وعطف وهي مصرة نوعا ما(لا بابا ماني رايحه اليوم )..
<والله تروحين حبيبتي الا اذا كان تبين ازعل عليك هذا شي ثاني..ها تبين بابا اللي يحبك يزعل عليك؟؟ >

لم تتحمل أمل طيبة الأب تلك فلانت بسرعة وقبّلت رأس أبيها باحترام
(بابا انا بنتك وانت تملكني وتامر علي ...خذ مني كل شي ..الا قلبي يا بابا ..انا لا يمكن اتزوج تركي وهذا رايي الاخير )..


قضت أمل في تلك الرحلة أجمل أيام عمرها ولم يكن ينقصها غير نصفها الآخر لتكتمل بذلك سعادتها الأبدية ..








وفي ليلة الخميس الموافق 22\4


أُطفئت أنوار قاعه الاحتفالات لأحد الفنادق الراقية جدا
لتضيء لنا ممرا يؤدي إلى عرش الزوجية وعلى دقات الموسيقى
أدخلوا العروس نوف بخطوات هادئة متزينة بالحليّ الماسية
وبثوبها الأبيض الحريري الباهظ الثمن الذي يجره خلفها مجموعة من الفتيات
يحملن باقات من الزهور البيضاء والشموع البلورية..
وعلى أطراف الممر ومن بين الحضور همست شهد إلى زميلتها

< امل شوفي نوف مررررررره رايحه فيها>..
( هههههه.. يا بعد عمري يا نوف..والله تهبل تاخذ العقل ..الله لا يضرها ويحفظها من كل عين)..
<يويويو اسكتي اسكتي جت.. >
وشرعت شهد تنادي بصوت خافت
<نوووف ..نوووف هنااا هنااااا>
التفتت نوف بشكل غريب وكأنها رجل آلي لتقع عيناها على أمل
وهي تبتسم إليها فأحسّت بنوع من الراحة والاطمئنان

بانت نوف مرتبكة جدا وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة فأجلسوها على الكرسي المخصص وأُضيئت لها الأنوار ..



كانت الفرحة عارمة حتى كبار السن أخذن بالتصفيق بحرارة
والبعض منهن رقص بشكل خفيف وفي مكانه..إنها مناسبة لا توصف..
حاولت شهد أن تقنع أمل بالرقص معها
<يوووه يا شينك يالله امشي نرقص >
..(لا والله شهوده حاسه نفسي تعبانه شوي..وبعدين بجلس مع نوف بالمنصه نصور سوى>
غمزت نوف إلى شهد بعينها قائلة
<ايه خلاص خليها عندي وانتي روحي طامري لحالك بس لاتبعدين >
< اوووف ياشينكم عاد>..

ثم بدأت شهد ترقص ببراعة وهي تتبادل الابتسامات مع نوف أمل
وبينما هي كذلك اصطدمت بإحدى السيدات دون قصد فوقعت على الأرض..
انفجرت أمل بالضحك ولم تستطع نوف كذلك منع نفسها ..
صعدت شهد إلى المنصة بعدما التقطت شتاتها واستوعبت وضعها من هول السقوط..
<تضحكون علي هاااااااااا..طيب طيب ان ما وريتكم اهههههههههاي..ما شفتها الله يقطعكم كنت اناظر فيكم هههههههههه يوووه وش هالحوسه تفشلللللللللت >
..لم تستطع أمل التحدث بشكل متواصل من كثرة الضحك
(ههههههههههههههه ليتك شفتي شكلك وانتي بالارض ههههههههههه)..
وعندها نطقت نوف بذهنها الشارد بعيييدااا.. <ههههههه اي والله كأنها وحده طايحه>
(هههههههههههههههه لا ياشيخه اجل هي وش كانت )
..أما شهد فمازال وجهها أحمر بالخجل< هههههههههههههههههه
ه لا الظاهر اني كنت طايره>
..(نووووف وش فيييييييييك اهههههههههههههه مو منك والله من الهم اللي براسك )..
<اسكتو والله مدري وش تقولون مير خلوها على ربكم ههههههههه>..
استمر الثلاثة بالضحك طويلا حتى ذهبت أمل وشهد وجلستا في أحد الأماكن المخصصة لذلك بعيدا لإعطاء نوف نوعا من الخصوصية مع أهلهاوأقاربها..
وبينما كانتا جالستين..(شهد والله مدري شفيني اليوم ).
<ليه عسى ماشر>..
(مدري حاسه اني تعبانه وفيني دوخه)..
<لا يا شيخه تلقينها من صجة العرس لا تصيرين موسوسه عاد>
..(يمكن................شوفي شوفي نوف تناديك روحي لها)..
اقتربت شهد من نوف التي همست في أذنها بكلمات ثم أخذوها فقد حان زفها


وضعوا الطعام بعدما أخرجوا نوف من القاعة ليتم زفّها بفترة..
وكانت مائدة لا توصف..عشرات الأصناف من المقبلات
وعشرات الأصناف من اللحوم التي طُهيت بطرق مختلفة وغريبة تبهر الناظرين..
ومجموعة كبيرة من الحلويات الشرقية والغربية والتي تم صفها بطريقه تجعلك تنهي الأكل بسرعة لتصل إليها..تماما هذا ما فعلته أمل وشهد..
<امل ذقتي ام علي..لا تفوتك تجنننن تاخذ العقل>..(اوكي بروح اجيب لي)..<لا خليك انا اجيب لك>..
أحضرت شهد طبق الحلويات ووضعته أمام أمل..
وبينما كانت أمل تتذوق الطبق..<ههههههههه الله يقطع بليسك يا نوف اجل كأني وحده طايحه هههههههه>
( ايه مخها مو فيه مسكينه ههههه...........شهد عن اذنك بروح دورة المياه الله يكرمك )..
ذهبت أمل إلى دورة المياه بعجلة وقد شعرت بألم شديد في معدتها
فاسترجعت ما أكلته من طعام وبطريقة مؤلمة هناك ..

نعم بدأ الرقص ولكنه هذه المرة يختلف تماما عن السابق ..فقد حان رقص المحترفين..
((هههههههههه لااا ما اعرففف )..
<لا يا شيخه ..ترى نوف قالت لي ..وقالت اليوم لازم ترقصين اسباني والا ترى بتزعل عليك>..
واستمرت شهد ترغمها على الوقوف..(لا يا شهد والله ما اعرف وبعدين تعبانه شوي)
..<طييييييييب انا اوريك>..
أسرعت شهد إلى الفرقة وأخذت المايكروفون حيث طلبت من الجميع الهدوء قائلة..<انتباه انتباه..اليوم حضرت بنت مزيونه مخصوص عشان تورينا الرقصه الاسبانيه المعروفه>
..ثم ذهبت إلى أمل وسحبتها من يدها <يالله يا امل ..حيوهاااا>..

احمرّ وجه أمل حتى كاد أن ينفجر دما وهي تنظر إلى الجميع يصفقون بحرارة طالبين منها الرقص
(هههههه حرام عليك يا شهد وش سويتي فيني)..
< اقول يالله بس بلا دلع بنات>..
(اوكي بس خليهم يحطون اغنيه سريعه شوي)
..<ههاهاي لا تخافين نوف عطتني شريط اسباني>
(يوووه طابختها من زمان الدبه هههه)

..
تتنبهت جميع الأنظار إليها..شيء لا يصدق..تلك الفتاة الجميلة الجذابة
وذلك الجسد المرن المتناسق يرقص باحتراف..
حتى الأطفال الذين كانوا يسرحون ويمرحون بعيدا توقفوا لرؤيتها..
كانت حدث الليلة وحديثه..
انتهت أمل إلى وضع الدوران السريع فشعرت باضطراب شديد في الرؤية
التي تلاشت تماما عندما فقدت وعيها ووقعت مغميا عليها...
أسرعن أغلب الفتيات إليها تسبقهن شهد وحاولن إيقاظها دون جدوى
فقد كان وضعها سيئا جدا مما استدعى حضور الإسعاف لنقلها إلى المستشفى..




<امل ..امل..امل انا بابا ..انا بابا يا حبيبتي.. >..
فتحت أمل عينيها في غرفة الطوارئ ببطء فرأت أباها ممسكا بيديها..

(بابااااا)
<ايه بابا..يا بعد عمري..اول ما قالوا لي جيت على طول..طمنيني حبيبتي شلونك الحين؟>..
(حاسه نفسي تعبانه شوي..لكن احسن من اول)..ثم ابتسمت في وجه أبيها وهي تخفي آلامها حتى يطمئن قلبه..

وعندها دخل الطبيب ومعه مجموعة من الممرضات
ثم بدأ يوجه إليها مجموعة من الأسئلة..<امل انتي قبل لا يغمى عليك حسيتي بشي؟>
(ايه يا دكتور كنت احس اني دايخه حتى رجّعت الاكل كله )..
<امممم..طيب اول مره تجيك الاعراض هذي..يعني هل تعبتي فجأه البارح؟>..
(لا والله كنت احس من زمان بدوخه تجي وتروح بس ما كانت قويه زي امس)..
<اهاااا ..طيب ليش ما راجعتي المستشفى من اول>
..(مدري يا دكتور ..يعني قلت دوخه عاديه )..
<الله يهديك بس>..ثم نظر إلى أبيها فسأله <انت ابوها ؟؟>..
<اي نعم>..<طيب ممكن تتفضل معي شوي >..
<ااكيد>
خرج الدكتور والأب إلى حيث مكتب الطبيب المناوب وأجلسه إلى الكرسي وبدأه الحوار ..
<بصراحه مدري وش اقولك يا اخ حمد.. >..
اسوّد وجه الأب <دكتور خوفتني ..وشفيه؟.. قول>..
<بنتك يا اخ حمد مريضه..تعاني من تشوه ونقص في كريات الدم البيضاء..يعني مرض سرطان الدم >..
ارتعد قلب الأب وجحظت عيناه وصمت فتره طويلة حتى يستوعب ما قاله له ثم تحدث يكاد يبكي
<طيب دكتور يمكن تحاليلكم فيها خطأ والا شي..ارجوك يا دكتور تأكدوا ثاني مره يمكن في غلط ارجوك.. طيب يمــ>..
قاطعه الدكتور بهدوء<اخ حمد..حنا حريصين زيك وعملنا التحاليل اكثر من مرة وتأكدنا من النتايج...هذي مشيئه الله ولازم نرضى فيها .. >..
فانهالت دموع الأب رغما عنه<لا يا دكتور.. بنتي جميله ومتفوقه بالدراسه لاااا لاااا>..
وقف الدكتور ووضعه يديه على كتفي الأب مواسيا
< خلي ايمانك بالله قوي يا حمد..ولازم تواجه بنتك بالحقيقه>
أومأ الأب برأسه ثم اتجه إلي غرفه الطوارئ وهناك قبّل ابنته وتحدث إليها بكل شييييء...

أنا فقط لم أكن هناك ..لم أكن أمل ولن أستطيع وصف شعورها
هي فقط استمرت بالصمت والصمت وهي تنظر إلى الأسفل
هل هي صدمة أم ذهول وعدم استيعاب أظنه الصبر والاحتساب ..
رفعت نظرها إلى أبيها الباكي فقالت
(الحمد لله ..الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه يا بابا..الحمد لله)..
ولم تذرف أمل دمعة واحدة!!!!!!! ..


ومرت الأيام

بدأت حكاية المرض تبدو أكثر واقعية وفعالية بالنسبة لأمل..
وأصبحت حياتها مختلفة تماما

حتى أتت تلك المكالمة<الووو..اهلين امل؟!>
..(مين فهد؟؟..)..<ايه فهد >..
كاد قلب أمل أن يتحرر من قفص صدرها الضائق من شدة الفرح..
(فهد ماني مصدقه ..حبيبي وينك ..وحشتني موووت)
<انتي اكثر حبيبتي>..
(كلمت عليك اكثر من مره وكان جوالك مقفل)..
<ايه كنت مسافر وخليته هنا..>
(كيف سفرتك وطمني عن احوالك )..
<الحمد لله يا امل ..انتي شلونك>..
سكتت أمل قليلا ثم قالت..(فهد انا.... )..
<ادري يا امل..ادري..امي قالت لي ..امل لا تخافين انا معك ولا يمكن اتخلى عنك ابد..وانشالله انتي ام عيالي وابيك تصبرين وتتحملين عشاني>..
أحسّت أمل بقدوم أبيها (فهد بابا جا الحين لازم اقفل ..ارجوك فهد كلم علي الليله محتاجتك يا فهد ...محتاجتك...)..
<من عيوني يا امل>..
(يالله باي)..
<باي>..
دخل الأب بعجلة إلى غرفتها<هلا حبيبتي شلونك>
(الحمد لله بابا)..
<توني جاي من الدكتور اللي شافك امس..واتفق مع اصحابه في المانيا ..عشان عملية زرع النخاع
انشالله الاسبوع الجاي نسافر ..وانشالله تنجح العملية وتقومين بالسلامه حبيبتي>
(انشالله يا بابا ..ما على الله شي كايد.انشالله)..



انتظرت أمل الليل بأكمله ولكن فهد لم يتصل حتى غلبها النعاس فاستسلمت إليه

وفي الصباح استيقظت أمل على صوت هاتفها النقال
(ايوه)..
<هلا امل>..
(فهد؟ )..<ايه>..(وينك البارح ليش ما اتصلت)..
<معليش حبيبتي جيت متاخر وكنت تعبان ونمت عشان دوامي بدري..معليش حبيبتي انا اسف>..
(لا عادي)..
<يالله انا رايح الدوام الحين..توصين شي..اي شي يا امل انا حاضر>.
(لا سلامتك حبيبي..بس لا تنسى تكلمني اذا جيت)..
<اوكي من عيوني..يالله باي>..
(باي)

ولم يتصل فهد كما وعدها ..
لم يتصل طوال الأسبوع حتى أتى موعد السفر إلى ألمانيا..
قدمت أمل اعتذارا كليا عن الدراسة بحكم انشغالها بالمرض وعلاجه..وجهزت نفسها للسفر..
وبينما هي في المطار تنتظر الرحلة..سرقت نفسها من أبيها وأجرت اتصالا
<هلاااا>..(هلا فهد .. فهد انا حبيت اقولك اني مسافره المانيا عشان اتعالج ..وبغيت اسلم عليك بس)..
<اوو أمل معليش ما كلمتك ..والله انشغلت لان العمل مسوي دورات تدريبيه بعد الدوام وصار كل يومي عمل في عمل وبعـ>
..( خلاص لا تكمل.. فهمت عليك..العمل صار اهم مني)..
<لاااااا لا يا امل لا تفهميني غلط والله مو قصدي انـــ>
(يالله مع السلامه انا لازم امشي الحين..باي)..
<لالالا..امل لحظه>..
("طووووووووط")..
<امل!! امل!!>!!!...

سافرت أمل إلى ألمانيا واستمرت فتره العلاج هناك ثلاثة أشهر
أجرت فيها عملية زرع للنخاع..
ولكن للأسف ..
لم يشأ لها الرب عز وجل الشفاء لحكمة أرادها سبحانه ...
فلم تنجح العملية لأن جسمها لم يتقبل ما قد تم زرعه..


وعادت أمل وحيدة مكسورة الجناح..وبدأت حالتها تزداد سوءا .
تشعب المرض في بعض أجزاء جسمها
وتم استئصال الأجزاء المصابة بشكل بشع..
تشوه وهزل جسمها واصفرّ لونها وتساقط شعرها ..
إثر علاجها بالمادة الكيميائية..
حاولت أمل منع جميع معارفها من رؤيتها بهذه الحالة قدر المستطاع
ولكن صديقتها نوف عندما علمت بالخبر كافحت وأصرّت على رؤيتها

وعندما دخلت عليهاورأتها كانت الصدمة..
فلم تتعرف عليها ولم تستطع حتى الجلوس إلى جانبها..
فأخذت تبكي وتبكي حتى أخرجوها إلى الخارج ..
مما أثّر وبشكل جذري على نفسية أمل التي انهارت تماما اثر تلك الصدمة .....

كانت أمل وبشكل دوري تجري مكالمات هاتفية باحثة عن فهد ..
الذي لم يقم بالرد على أي منها..
حتى قام هو بالاتصال بنفسه..<السلام عليكم>..(وعليكم السلام ..هلا فهد)..
<كيفك امل>..
انفجر قلب أمل محاولا التحرر من أعبائه عندما سمعت صوت حبيبها يسأل عن أحوالها
(فهد....فهد الله يخليك انا محتاجتك ..خليك معي شوي..بس ابي اسمع صوتك ..لا تتركني لحالي)..
<امل انا..انا اتصلت عشان اقولك اني خلاص ملّكت وزواجي الصيف هذا ورجاء يا اختي لا تتصلين ثاني مره>
(اختي؟؟!!!..فهد ليش ..ليش تسوي فيني كذاااا..حرام عليك انا وش سويت لك).
<يالله اختي مع السلامه>.......................
(فهد؟!!.....)

أقفلت أمل الاتصال وفي تلك اللحظة فقط ..
في تلك اللحظة أيقنت بأنها وحيدة في هذا العالم الأناني الذي لا يعرف الرحمة
أيقنت بأنها قد ماتت قبل أجلها..نعم لقد قتلوكِ يا أمل ..
فأنتي في عداد الأموات بالنسبة لهم..
لماذااااااااااا...فهي مازلت تتنفس هواءكم وتعيش على أرضكم وتآكل مما تأكلون
لماذااااااااااا...

حاولت زوجة أبيها حنان بشتى الطرق إقناع حمد لنقل أمل إلى المستشفى مرة أخرى
متعذرة بما حصل مع صديقتها نوف وبما قد يحصل مستقبلا وبأن المستشفى سوف يقوم برعايتها بشكل أفضل.
.وأخيرا اقتنع الأب الذي أصبح يرى حالة ابنته تزداد سوءا وتحتاج إلى رعاية أفضل
وتم نقلها إلى المستشفى لتواجه مصيرها هناك..
حيث تم تحديد مدة ليست بالكثيرة من قِبل الأطباء لحياة أمل الفعلية..
ولكنها كانت قوية من الداخل وعاشت فترة أطول..
ورأت ما لم ولن ترونه من العذاب طيلة تلك السنين..
تحيا نهارا وتموت ليلا..
وحيدة تستأنس بالألم..مكتئبة تستنير بالظلام.....


وفي ذلك اليوم

اشتد عليها المرض عندما زارها شخص غريب
لم تستطع أمل رؤيته جيدا وأدخل طفلة صغيرة تحمل باقة من الزهور الجميلة
إلى داخل غرفة أمل في العناية المركزة وذهب سريعا...
قامت الممرضة حالا بمنع الطفلة حتى لا تنقل أي عدوى بسيطة إلى جسم أمل
الذي لم يعد بالمناعة التي كان بها من قبل ولكن أمل صرخت وأمرتها بالامتناع حتى سمحت لها بالدخول

نظرت أمل إلى الطفلة ولم يكن دمها غريبا أبداا.. ثم تحدثت إليها بصعوبة..
(تعالي يا شاطره لا تخافين)..
اقتربت الطفلة وقدمت الزهور..(اللللله يا زينها ..شكرا جزيلااا..وش اسمك يا شاطره)..
< اسمي امل >
..(اووه اسمك يهبل..امل ايش يا حبيبتي)..
<امل فهد..وبابا يقولك وشلونك وانشالله انتي طيبه>..
توقفت أمل عن التنفس لحظات..تسترجع فيها الماضي الأليم
ثم أخذ فمها يرتجف وانهالت دموعهاااااااا ..فاستسلمت للبكااااء..
أخيرا..
أخيرا بكيتِ يا أمل..
ابكي يا حبيبتي لا تكوني قاسية على نفسك ابكي..

نهضت من مضجعها واقتربت من الطفلة و أمسكت بيديها واقتربت أكثر فقبلتها وشممت رائحتها تفوح بالحياة ثم قالت
(قولي لبابا انا ما فيني شي..مافيني شي..مافيني شي)


مافيني شي الاغنيه(اضغط هنا)




لقد شعرت أمل برغبة شديدة إلى العيش..ومن يلومها..
فهاهي ترى حبيب قلبها وقد أنجب طفلة جميلة ومن غيرها...
اضطربت حساباتها وتصادمت مشاعرها
فهي لم تعد يائسة من الحياة ولن تستطيع العيش فيها
نظرت إلى سماء الغرفة وهي تغرق في بحر اليأس والأوهام






أريد أن أعيش
لا يا أمل..لا تستطيعي
فحياتكِ..مجرد الزمن الذي تستغرقينه في التنفس حتى الموت
ولكن ماذا عن الآخرين؟؟!!
لا تهتمي يا أمل


مجرد أحوال تتبدل وتتغير


آآآآه لست أدري..لست أدري





سمعت أمل صوتا خافتا يناديها بهدوء<امل ...امل ...تعالي يا امل >
نظرت إلى باب غرفتها حيث مصدر الصوت وكان شبحا أبيضا يلقى بنظرات وهمسات ما بين الحين والآخر
وهو يكرر ما قاله لها<تعالي يا امل..تعالي>
نفذ صبر أمل فتخلصت من الأجهزة المرتبطة بها وخرجت لترى من هو ذلك الشخص وماذا يريد..
وعند خروجها برق ناظريها وهو يدخل إلى إحدى الغرف المجاورة قائلا
<هنا يا امل تعالي هنا>..ا
قتربت أمل من الغرفة ولكنه خرج منها مسرعا إلى غرفه أخرى
<لا يا امل هنا..تعالي هنا>..

واستمرت تلاحقه في غرف المستشفى وطرقاته حتى اختفى تماما ولم تعثر على أي أثر له..
وعندها أحسّت أمل بالإرهاق والتعب الشديدين فرجعت إلى غرفتها..
وانتفض قلبها بشدة عندما رأت نورا يشع من سريرها.. ثم نطق ذلك النور
<تعالي يا امل .. لا تخافين ..تعالي>
اقتربت أمل وإذ بتلك السيدة الجميلة ترتدي أحسن الثياب البيضاء وفي أحضانها طفلة صغيرة..
كانت السيدة الجميلة تظفّر بنعومة شعر صغيرتها عندما قالت.
<شوفي يا امل هذي بنتي..بنتي الوحيده ..اخيرا قرت عيني..اخيرا حضنتها >..
ابتسمت الطفلة الصغيرة في وجه أمل <ايوه هذي ماما يا امل..اليوم بنام معها..وتحكيني حكايات..واخمها بقوووووه وانام>..

نظرت أمل إلى السيدة بحنان مميت(انتي ماما..الا انتي..انا بنتك يا ماما ..انا بنتك )

وحاولت أن تحضن أمها بشوق ولكن السيدة بدأت تختفي مبتسمة وهي تقول

<لا يا امل مو الحين..مو الحين مو الحين يا امل>....

استيقظت أمل تتصبب عرقا بالحمى وعيناها غارقة بالدمع وهي تئن أنين الأطفال..(ماما..ماما)
تتألم وتتألم وتشد ثيابها بقوه ممسكة بكل شيء من حولها باحثة عن النفس..النفس..الرمق
حتى ارتخت أطرافهااااااااا
وتوقفت دموعهاااااااااا ..
وابتسمت عندما رأت تلك السيدة الجميلة..
أمها الحنون فاردة ذراعيهاااااااااااااااا.......


لاااااااااااااااا
لا يا أمل..أرجوكِ لااا..خذي دمي..خذي قلبي وجسدي وباقي أعضائي..
خذي حياتي..فلم يعد يشرفني أن أكون من جنس البشر..

ولكن أنتم.. نعم أنتم يا من تشاهدون.. أنتم تعلمون جيدا أني لا أعني ذلك فعلا
فأنا أقول ذلك بلساني..ولست واثقا من أفعالي.. فالكل يريد الحياة..
نعم أنا أريد أن أعيش..

حبيبتي أمل..سوف أنتهي من الكتابة قريبا..
وهم سوف ينتهون من قر ائتها..
وعندها ..تحن قلوبنا..وتبكي عيوننا..ثم ماذا يا أمل ..
عندما تصبحين في طي النسيان..حينها نخرج باحثين عن الحياة..
نشتهي ألذ الطيبات..ونسافر إلى أروع البلدان..نضحك على أتفه المواقف..
لأن قلوبنا مليئة بالأمل والسعادة..
نقع في الحب ونتزوج ..ونفرح من كل قلوبنا..وكأن حزنا لم يصيبنا..
عندما يولد لنا مولود جديد..يخرج على الدنيا طاهرا بريئا..
تماما كما وُلدتِ أنتِ يا أمل..














تماما كما ولدت
في أرض قاحلة..وحوش ضارية..شمس حارقة وصحراء
ابتسمت..فأطفت عليها رونقاً..جمالاً..شذا عبيرٍ وصفاء
كم أتمنى يا أمل..كم أتمنى أن أكون أنا.. أنا من قالت له أحبك شفتيكِ
إلهي كم كنتِ صادقة ومخلصة..وياله من قلب قد احب لديكِ
أخبريني..
أخبريني كيف لي أن أعيش الآن..وأنا أرى الحب الحقيقي..يموت دمعا على وجنتيكِ



يا ابن آدم..هذه حياتك..فعندما تموت..
تصبح كالتي قرأتها.. لها بدايتها ونهايتها


النهاية









أهدي هذه المشاعر الصادقة موسومة على قلبي
إلى كل شبابنا الذين يعانون من هذه الأمراض المميتة
راجيا منكم
الوقوف إلى جانبهم وزرع الحب والأمل في قلوبهم
ورسم الابتسامة على شفاههم
فهم بأمس الحاجة إليكم..
لا تدعوهم..لا تدعوهم يموتون فهم لم يموتوا بعد..
لا تدعوهم يموتون هكذا وحيدين..وحيدين كما كانت أمل......







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 04-06-2003, 08:34 PM   رقم المشاركة : 2
رزيقه
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية رزيقه
 






رزيقه غير متصل

نقصت حروف كثيره بس انشاء الله ما تكون اشرت ع الموضوع

وللامانه الادبيه القصه
منقوله







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 04-06-2003, 09:18 PM   رقم المشاركة : 3
فهــ2002ـــودي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية فهــ2002ـــودي

رزيقه
قصة مؤثره وقوية وطويله جداااااااااااااااا!
لكن غير ملله!
يعطيك العافيه!







قديم 04-06-2003, 09:28 PM   رقم المشاركة : 4
رزيقه
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية رزيقه
 






رزيقه غير متصل

الله يعافيك.....فهودي

هذا اسم الدلع اللي كانت امل تناديك فيه





ترى امزح
مشكور على الرد







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية